الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(في ذكرى اعدام الضباط الكورد الأربعة) ..بين طهران وبغداد حبال واعناق تدق

بدرخان السندي

2009 / 6 / 22
القضية الكردية


ما ان قامت جمهورية مهاباد الكوردية برئاسة القاضي محمد عام 1946 حتى دب القلق والسقام في حكومتي طهران وبغداد.. ولقد جاءت هذه الدولة الكوردية نتيجة حتمية لنضال شعبنا الكوردي وتوصله الى قناعة ان ما من جهة ستقدم الحقوق الكوردية للكورد بعد انقضاء الحربين العالميتين.
وبالرغم من تشابك المصالح السياسية الدولية في المنطقة وكثافة المتناقضات واجتماع اعداء الكورد على حقيقة واحدة طالما جمعتهم وهي محق القضية الكوردية فقد استطاع الكورد ان يرفعوا علم كوردستان فوق متن جوار جرا.. ويؤسسوا دولة كوردستان ذات النظام الجمهوري.
لم يكن هذا ليحصل لولا تكاتف (القوى الكوردية) وقد كان للقوات الكوردية (البيشمه ركه) الوافدة من كوردستان العراق الى مهاباد وبقيادة البارزاني الخالد الدور الكبير والمؤثر عسكرياً ومعنوياً في تعزيز القوات الكوردية في مهاباد وللأسف الشديد فأن قوى التآمر التي تكالبت على الجمهورية الكوردية الفتية، كانت اكبر بكثير من ان تتصدى لها جمهورية كوردستان وبعد سنة من تأسيسها سقطت.. واعدم مؤسس الجمهورية القاضي محمد.
ان عدداً من الضباط الكورد في الجيش العراقي فضلا عن عدد من الضباط الكورد في الجيش الايراني كانوا قد التحقوا بجيش الجمهورية الكوردية وكان على هؤلاء ان يواجهوا الموت، وبالرغم من نصيحة البارزاني الراحل لهم بأن لا يسلم الضباط الاربعة عزت ومصطفى وخير الله ومحمد محمود انفسهم للدولة العراقية فأنهم رغبوا على ما يذكر (وليم ايكلتون) السفير الامريكي في طهران آنذاك ان يضعوا حداً لقتال طويل غير حاسم مع الجيش الايراني ومررت عليهم تطمينات الحكومة العراقية ومن خلال ما سيصدر من عفو من الوصي عبد الاله ولكنهم اعدموا بالرغم من وساطة النواب في مجلس النواب العراقي وظهور بوادر امل للعفو عنهم او التخفيف من احكامهم وهكذا نفذ حكم الاعدام بهم.. وهناك في طهران كان ضباط كورد في الجيش الايراني يعدمون ,العاصمتان تتنافسان على اعدام ضباط الشعب الكوردي.
ان جريرة الضباط الاربعة انهم التحقوا بقوات من شعبهم ملبين نداء الوطن ومن اجل ممارسة الشعب الكوردي حقه في تقرير مصيره مثل كل شعوب العالم.. هذه جريمة لا تغتفر.. اما ان يكون الحاكم مستورداً من خارج العراق وله حق اصدار الأرادة الملكية بالحكم على الكورد العراقيين بالاعدام شنقاً حتى الموت فهذه ليست جريمة!! بل هي “قانون” وهكذا كان للوصي عبد الاله ما رغب.
ما زال شعبنا الكوردي ينظر الى هؤلاء الضباط الاربعة رموزاً نضالية شدت الرحال الى حيث المعركة من اجل شرف الامة ومستقبلها ولكن مؤامرة حكومات المنطقة والحكومات العملاقة على شعبنا الكوردي كانت من قدراته الدفاعية.
ما خاب فألكم ايها الضباط الأشاوس انتم من اعدمتم في بغداد وانتم ممن اعدمتم في طهران.. كلكم رواة قصة واحدة..وعندما اعتليتم مراجيح الشرف كان نسر الامة الكوردية قد عبر نهر اراس ليؤسس لتاريخ مجيد, ها نحن اليوم في اقليم كوردستان نتفيأ بظلاله.. اسطورة البارزاني الراحل ورجاله الخمسمئة ستبقى جسراً مقدساً يربط بين عصرين من تاريخ الكورد.. عصر الانخذال وعصر الرؤوس الشامخة والشاخصة الى المجد المؤزر..
لم تفلح كل المؤامرات والمعاهدات ومنها حلف بغداد واتفاقية الجزائر والاحلاف السرية ان توقف مسيرة شعبنا الكوردي من اجل ممارسة حقه في الحياة الحرة الكريمة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعمارواستقرار
jone ( 2009 / 6 / 21 - 20:04 )
نضال مائة سنة من اجل الحرية فقط لم يذهب سدى والحفاظ على
هذه النعمة اصعب ولكن عندما يحل القلم والمعول بدل البندقية فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون00


2 - الحقوق
ابا الغيث ( 2009 / 6 / 21 - 22:41 )
قلت (ما من جهة ستقدم الحقوق للكورد ...) الحقوق تؤخذ ولا تعطى , مشكلتكم انكم اعتمدتم دائما على الاخرين ليعطوكم والاخرين لم يعطوا حبا بكم بل لمصالحهم والدليل الكبير الذي كان عليكم ان تدركوه يوم ادار الشاه لكم ظهره بعد ان اخذ ما يريد . اما ما قلته عن الحكومة العراقية التي جاء بها الاجنبي, فتذكر ان العرب , ومعهم اكراد وتركمان ومسيحيين, ثاروا ضد العتمانيين وحصلوا على دولة بينما ( دولتكم ) التي اعطتها لكم اميركا باليمين فستأخذها منكم باليسار عندما تريد . مع التقدير


3 - ستالين
جيفارا ( 2009 / 6 / 21 - 23:21 )
كان اعدام هولاء ألنسور ألاربعة بسبب ستالين فهو ألذي ساهم في تأسيس جمهورية مهباد وهو الذي أنهاها. وهولاء ألنسور ألاربعة مثل ألنسور ألذين أعدموافي ثورة مايس 1941


4 - مثلث الموت ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 6 / 22 - 17:28 )
لنحول حطام البنادق الى معاول للبناء والاعمار حتى نقضي على الفقر ، واصحاب العقول العفنة والنفوس المريضة الي المشافي لنقضي على الامراض ، ولنحول آغصان الاشجار الى أقلام للمعرفةلنقضي على الجهل والجهلاء ، وبهذا نكون قد قضينا على مثلث الموت ، الفقر والجهل والمرض ، ونحن بهذا نكون قد وضعنا اللبنة الاولى للتقدم نحو حياة حرة كريمة وللدولة .....!؟

اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق