الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالجة معوقات بناء دولة المؤسسات

جاسم الصغير

2009 / 6 / 23
المجتمع المدني


ان بناء الدولة الحديثة لابد ان يتم في ظل مشروع وطني ديمقراطي وطني خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العراق وهي مرحلة ترسيخ اسس المؤسسات الديمقراطية التي انبثقت في البلاد وصحيح ان العراق قطع اشواطاً مهمة في البناء المؤسساتي الديمقراطي الا ان هناك عوامل عديدة تمارس دور الكابح لهذا البناء من ذلك وتتطلب التشخيص المستمر والمعالجة السريعة للقضاء عليها وافراغها من تاثيرها ان حصل ومن ذلك الأرث الاستبدادي الطويل الذي عاش فيه العراقيون في الماضي يعد عاملاً معرقلا للبناء الديمقرطي المؤسساتي وهولايستهان به خاصة اذا ماأستحضرنا ان الكثير من ايتام النظام البائد مازالوا يحملون ثقافة ذلك النظام ويحلمون بالعودة الى السلطة ومواقفهم والبيانات التي تصدر عنهم في الخارج تؤكد ذلك وافضل رد سياسي و حضاري على هذا النهج السياسي المتخلف يتمثل في في مواصلة نهج بناء والممارسة الديمقراطية لترسيخها اكثر في وجدان المواطن والمجتمع ومعالجة الاخطاء سواء في الممارسة او التشريع وهذا موجود في اي تجربة في دول العالم وحتى المتطورة منها فكيف بتجربتنا الفتية الا ان مايميز دول العالم الحر هو في المحاولة المستمرة في القضاء على السلبيات التي تظهر في المسيرة الديمقراطية وبنفس يتسم بالشجاعة وهذا مايجب ان نستفيد منه في التجارب الناجحة في العالم الاخر لان البناء الديمقراطي الحقيقي يتطلب صدق في النوايا والعمل في آن واحد او كما يطلق عليه في ايامنا هذه بين النظرية والتطبيق وثمة عامل اخر يمثل عائق امام مأسسة الديمقراطية في العراق اليوم هو في التخلف الاجتماعي لفئات عديدة متشبعة بقيم ظلامية وتحاول فرض نسقها الخاص على المجموع ويصاحب ذلك مجموعة من الشعارات البراقة لاخفاء النوايا والاهداف الحقيقية لتلك الجماعات والاصرار في عدم الخروج من قمقم التخلف الذي تعيش فيه ونتيجة لذلك تاتي بالكثير من السلوكيات السياسية والاجتماعية التي تعمل على الضد من النهج الديمقراطي والمؤسساتي وبالطبع يدفعهم الى ذلك مفاهيم عفى عليها الزمن تمثل اطار فكري واجتماعي بعيد جدا ولايلائم الزمن لامن قريب ولامن بعيد وخطاب يتسم بالنظرة الاحادية للتاريخ وسكونية الزمن وانتهازية المقاصد الدفينة وكما يقول الفيلسوف الفرنسي التوسير ان ما من خطاب بريء وخطاب هذه الجماعات يتعكز على آلام الناس ويحاول الايحاء لهم في مرحلة التكتيك بتبني مطالبهم ولكنه في الحقيقة ينقلب عليهم في مرحلة الاستراتيج البعيد عندما سيطرته على الواقع ويستغل حاجاتهم لصالح اهدافه والنتيجة تكون في عرقلة او بطئ البناء الديمقراطي الامر الذي يستوجب ممارسة عملية تثقيف مستمرة ليس بالكلام والشعارات المرفوعة بل في ضرورة لفت الانظار الى اهمية الديمقراطية وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني وان تكون قريبة من نبض الشارع وان يصاحب ذلك نمو في البناء الديمقراطي ومحاولة تحسين شروط الحياة الكريمة لهذه الفئات يقول المفكر الن تورين (ان غاية المواطن هو ان يشعر بمسؤولية والالتزام عن الاداء الجيد للمؤسسات التي تحمي وتخدم حقوق الانسان وتسمح بتمثيل للاراء والمصالح وهو امر ليس بقليل ولكنه يتضمن وعيا اخلاقيا وحضاريا بالانتماء للمجتمع والنظام والدولة)لانه بصراحة لاخير في ديمقراطية لاتجري تغييراً على واقع الانسان ونقله الى اوضاع اكثر انسانية وعياً وواقعاً اجتماعياً وايضا ان الديمقراطية والتي هي من اعظم صفاتها انها نتيجة النضال الانساني لابد ان تكون في البداية والنهاية من اجل الانسان والا تصبح مجرد لغط وشعارات فارغة بل الانكى من ذلك عندما يستغل اعداء المنهج الديمقراطي من العنصريين والطغاة ذلك ابشع استغلال ومحاولة ضرب ذات الامة بان يصوروا للمجتمع عبثية حركة المجتمع وانه لاطائل من الديمقراطية والدليل التجربة التي مورست في الماضي ولم تاتي ثمارها وهذا يعد مقتل الديمقراطية وهذا مالايجب ان نسمح به اطلاقا ولذلك تاتي اهمية تأصيل وترسيخ المنهج الديمقراطي ومـأ سسته وتفعيل الارادة السياسية والاجتماعية معاً في السير بهذا الهدف يقول رائد الديمقراطية الحديثة المفكر الفرنسي جان جاك روسو(لكل فعل حر سببان يجتمعان لانتاجه احدهما معنوي وهو الارادة التي تحدد الفعل والاخر مادي وهو القدرة على التنفيذ) ان مهمة بناء وترسيخ النهج الديمقراطي لاترتبط بزمن معين او تيار او حزب بل هي حصيلة التفاعل الاجتماعي لجميع مكونات المجتمع ولجميع التيارات التي تؤمن بالنهج الديمقراطي لانها ببساطة للجميع وليس لفئة معينة وهي من اعظم نتاجات العصر الحديث والمطلوب رفدها باستمرار وهي مهمة مستمرة ومتواصلة لجميع الاجيال يقول المفكر محمد كرد علي في كتابه حرية الامم( البشر سائرون في حياتهم في طريق النظام والحرية آخذون نحو الكمال في حياتهم على غير نشأتهم الجاهلية ويرون السعادة الابدية في احترام الحقوق الشخصية والعمومية والقيام على اسباب الحياة المادية والمعنوية ) ان المسيرة الديمقراطية مسيرة طويلة وباستمرار الحياة وحركة كينونة الانسان وهي اهم اضافة للانسان في الفكر الحديث والمعاصر يقول المفكر انيس صايغ ( لقد جرب الانسان عبر الاف من السنين ومئات من انظمة الحياة وانماطاً معينة من التعامل داخل المجتمع سواء بين الفرد والفرد او بين الجماعة والجماعة او بين الفرد والسلطة نمط واحد فقط نجح في مساعدة الانسان في تحقيق ذاته ومساعدة المجتمع على تأمين الظرف ألأنسب لمواطنيه انه نمط الحياة الديمقراطية على اختلاف اشكالها ونظمها).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية