الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات والحركة الراديكالية في ايران

عادل صالح

2009 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل الايام انتهت الانتخابات الايرانية و في توقع الجميع ان الانتخابات ستكون كمسرحية معروفه نتيجتها النهائية وهي انتخاب احد وجوه النظام محافظ كان او اصلاحي والاثنين وجهان لعملة واحدة والذي هو بنتيجة يكون احد اقطاب النظام الاسلامي الموجود في ايران وان انتخاب اي شخص من المحافظين او الاصلاحين لا يغير من السياسة الايرانية بشيء , لكن الشيء الذي فاجىء الجميع هي الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة التي حصلت بعد اعادة انتخاب احمدي نجاة رئيسا لولاية رئاسية ثانية , تلك الاحتجاجات التي احرجت النظام السياسي الايراني وادخلت ايران بمرحلة جديدة مرحلة الاعتراض العلني على انعدام الحريات و الاستبداد والقمع السياسي من قبل النظام الاسلامي الحاكم في ايران , ان خروج الناس الى الشوارع ومواجه الاجهزة القمعية في ايران وبشكل علني تلك الاجهزة التي اضاقت الجماهير في ايران الويل و لمجرد الخروج وتظاهر والاحتجاج والوقوف وجها بوجه نظام الملالي في ايران وكسر حاجز الخوف من المواجه العلنية يعتبر اكبر مكاسب التي ستكسبها الجماهير مهما كانت النتيجة التي ستاول لها تلك الاحداث وتحت اي شعارات رفعت .
ان خروج الاف الاشخاص لشوارع والاحتجاج والاعتراض العلني بوجه السياسات القمعية ليس لكون ان الانتخابات قد تم تزوريها وليس لانه لم يجري انتخاب موسوي , ان الخروج والاعتراض الجماهيري والنزول الى الشارع هي مسالة لا بد من ان تحدث في اي وقت ولاي سبب والتي هي امتداد للاحداث التي شهدتها ايران في عامي 1999 وعام 2003 . ان تلك الاحتجاجات كانت نتيجة الاظطهاد والقمع السياسي وسلب الحريات في ايران ليس تأييدا لموسوي بل لان الجماهير كانت تريد اي حجة لنزول الى الشارع وتعبر عن احتجاجها واعتراضها بوجه نظام الحكم في ايران .
ان عدم وجود جناح او حزب راديكالي يقود وينظم تلك الحركات الاحتجاجية لم يقف حاجزا امام خروج الجماهير واستغلال اي سبب لاظهار مدى اعتراضها واحتجاجها بوجه النظام الحاكم في ايران , ذلك الاعتراض الذي جعل من الناس في ايران ان توجه انظارها وتعطي دعمها لاي اتجاه او شخص مهما يكن حتى لو كان من نفس اجنحت النظام مادام يقف بوجه النظام و يعطي ويعبر عن حيز اكبر من الحرية لذلك ترى ان النساء التي تخرج في المظاهرات المنددة بالانتخابات كان فيها نساء غير محجبات والاخريات موشح بوشاح لا يغطي الا القليل من الشعر الرأس ..
ان غياب الحركة الراديكالية في تلك الاحتجاجات شيء واضح ليس هذا وحسب بل وكانما الاحداث التي تجري صفعتها وضلت لحد الان مذهولة لا تعرف ماذا تفعل وحتى انه لم يضهر اي رد فعل اتجاهها , وحتى وان ظهر رد فعل من قبل بعض الاحزاب عن طريق اصدار البيانات فانه تم تحليل الاحداث من خلال نظرتين مختلفتين فقسم يعتبر ما يحدث في ايران ثورة ويطلق البيانات الحماسية واخرى وجهة نظر سلبية من الاحداث بعتبار ان الجماهير خرجت بسبب عدم انتخاب موسوي او انهم رفعوا لافتات لا تعبر عن موقف منفصل عن تاثير اي من اجنحت النظام في ايران وكانما كانوا ينتظروا من الجماهير في ايران ان ترفع شعارات راديكالية و موقفا راديكاليا بدون تدخل تلك الحركات وايضا تشترط رفع شعارات راديكالية بعيد عن تاثير اجنحة النظام شرطا للمشاركتها مع الجماهير ,لقد كان من الافضل المشاركة في تلك الاحتجاجات برفع شعارات راديكالية والعمل من خلال تلك الاحتجاجات وتغير دفة الاعتراض الجماهيري من ان تكون تلك الاحتجاجات تحت راية الحركات لا تعبر عن مصالح الجماهير الى شعارات تندد بالجمهورية الاسلامية والدعوة الى اطاحتها وركوب موجة الاعتراض الجماهيري .علما انه بالفعل تم رفع بعض الشعارات المنددة بالجمهورية الايرانية وطلبت اسقاطها . وفي كلتا النظرتيين لم يتم تقيم ورؤية الاحداث بشكلها الصحيح الذي يخدم ويقوي الحركة الراديكالية في ايران وجر الجماهير من تحت راية البرجوازية .
في النهاية انه بالاضافة لما تظهره الاحتجاجات الاخيرة التي تشهدها ايران من تنامي موجة الاعتراضات بوجه الاستبداد والقمع والاوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها الجماهير في ايران , فانه يظهر ايضا عجز وفشل الحركات والاحزاب الراديكالية في ايران على ركوب وتنظيم تلك الحركة الاحتجاجية مما جعلها ان تكون بوضع المتفرج مما يحصل الان , لهذا السبب فانه تلك الاحتجاجات لا يمكنها ان تحقق اي مكاسب لجماهير ايران وانها سوف تصب في النهاية لمصلحة جناح من اجنحة النظام اي انها سوف لن تصل الى شيء ابعد من محاولة التنفيس عن الاعتراض المكبوت في نفوس الجماهير , احتجاجات معروفة مسبقا نهايتها محاولات لن تحقق ما تصبو لها الجماهير في ايران ان الحركة الاعتراضية المتنامية في ايران بحاجة الى حركة راديكالية قادرة على تنظيم تلك الاحتجاجات واعطاءها اطارا سياسيا يعمل على اضعاف سلطة النظام الحاكم والعمل على اسقاطه ضمن برنامج سياسي راديكالي واضح ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طرف راديكالي ام طرف شيوعي ثوري
ابو اياد ( 2009 / 6 / 26 - 12:38 )
عزيز عادل صالح كلمة راديكالية لا يعني ان تكون ثورية لوحدها و اني اتصور انك تقصد الشوعية الثورية او العمالية، و انك تحدثت عن الأعتراضات و وجهة نظركوتحليلك في هذا الجانب صحيحة و اني ليس لي ملاحظة، و انك تحدثت عن طرفين و بدون ان تشير اليهم بالاسم و لكننا نفهم انك تقصد اية احزاب و اطراف تقصد و لكن مهم جدا ان تشير الى الأطراف باسمائهم. اني اتحدث عن الطرف الذي انت تقول ترفع الشعارات الراديكالية و بعيدة عن الوضع في ايران اولا اسألك يا حزب موجود في ايران بشكل علني هل القمع الأسلامي يسمح بوجود للاي حزب سياسي في شوارع ايرن؟ و لكن لو تسمع لمدة ربع ساعة الى فضائية كنال جديد تفهم بان هذا الحزب موجود و يناضل في قعر دار ملايين الناس ، انك تشير الى خلع الحجاب و لكن ما تسأل نفسك كيف خلعوا الحجاب من دعاهم الى رمي الحجاب؟ ادعوك الى خطاب حميد تقوائي و البيانات التي تصدر عن الحزب الشيوعي العمالي الأيراني حتى تفهم بان خلع الحجاب بدأت بتوجيهات حزب معين وانك من فهم خاطيء لموقعية الأحزاب الشيوعية تصل الى النقطة التي تقول- لهذا السبب فانه تلك الاحتجاجات لا يمكنها ان تحقق اي مكاسب لجماهير ايران- انيمخالف نعك في هذا النقطة و يدفعك هذا الفهم الى موقف سلبيو لا اعرف لماذا لا تريد ان تعترف بأن الحزب الشيوعي العما


2 - ما يشغل بال ابو اياد
محمد ( 2009 / 6 / 26 - 19:17 )
ان ما يشغل بال ابو اياد ليس المجرى الفعلي للانتفاضة بل فقط ابراز الحزب الشيوعي العمالي الايراني كقائد للتحركات، تماما مثل أنصار موسوي الذين لا يهمهم في الموضوع سوى ابراز الاصلاحيين كرأس مدبر لهذه الحركة. أما الحركة نفسها فإنها لا تأبه لهؤلاء الايديولوجيين، وانها تشق طريقها انطلاقا من حاجاتها وقدراتها الذاتية، أي انطلاقا من درجة تطور الصراع الطبقي بين البروليتاريا وبين البورجوازية لا على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الأممي وقدرة العمال على التطور بتضامنهم الطبقي الى مستوى يسمح بانتصارهم
بينما يعتقد السيد عادل صالح بأن الحل يكمن في ظهور -طرف راديكالي- فإن السيد ابو اياد يعتقد أن القوة السحرية ل-طرف شيوعي عمالي-قادرة على ضمان النصر
العالم يسير بالمقلوب في كلتا الحالتين، ليست الثورة هي من تصنع أشكالها التنظيمية بل العكس: الحزب هو من يصنع الثورة. ومن هذا المنظور فان التاريخ هو من صنع الايديولوجيين والفلاسفة الذين سيقودون العالم الى -عالم أفضل- لذلك فإن كلاهما، وبدل المساهمة في الحركة نفسها، يطلبان من الحركة أن تتطابق مع نموذجيهما النظريين، وهذا ما قاد من جهة عادل صالح الى اليأس، بينما قاد ابو اياد الى تضخيم دور الحزب الشيوعي العمالي الايراني

اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر