الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روح الله والإنسان والوحي

محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان

(Mohammed Fadi Al Haffar)

2009 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الموضوع أخي القارء الكريم هو متابعة ضرورية مني لما كان قبله من مواضيع لي وأرجو أن تجد فيه ضالتك المنشودة...
وعليه
كثير مانسمع مغالطات شائعة بأن الوحي ملاك كريم وعبد من عباد الله الصالحين..
وكثير مانقول بأن الله سبحانه وتعالى هو من يختار من بين عباده الأصلح والأفضل بينهم لينزل عليه هذا الوحي بشريعة تفيد التطور البشري.
وكثيرا مانتسائل ونقول:
أليس الله هو خالقنا؟
أليس الله هو صانعنا؟
ألا يعلم من هو الأفضل ومن هو الأسواء بيننا مما يلغي الإختيار هنا بالمعلوم المسبق؟
ثم ألم يكن قادرعلى أن يصنع منا جميعنا صالحين كالملائكة ليرحمنا من هذه التجربة المريرة بين رغبتنا في جميل صنعه التي يمنع بعضها عنا فيكون بذلك بعضنا في الجنة وبعضنا الأخر في النار؟
وبما أنه هو الصانع لنا بخيرنا وشرنا فكيف يختار بعدل بعد هذا بين الصالح والطالح فينا مفضلا بعضنا عن بعض مع أننا جميعنا صنع يديه تبارك وتعالى؟
ألآ يرفع هذا صفة العدل عنه لأنه هو الصانع لنا ولعيوبنا ليختار بعدها بطريقة لاعدل فيها الأفضل بيننا؟
فهل أصنع أنا جهاز وأفتعل فيه عطل ثم أقوم بعد هذا بكسر الجهاز بحجة أنه عاطل رغم أن عطله في أساس الأمرمفتعل من قبلي؟
وعليه
ولكي تصلك فكرتي سيدي فلابد لي أولا من أطرحها عليكم مع بعض التساؤلات والإستشهادات.

تقول الأية الكريمة التالي :

((( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ))) النحل 68

ونرى هنا في هذه الأية الكريمة بأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لجميع النحل دونما أي إستثتاء.
على حين أن مفهمونا الخاطئ للوحي يقول لنا بأن الوحي خاص بالرسل وحدهم وبحيث يوحي الله سبحانه وتعالى لواحد من بني البشر ليقوم هو بدوره بتبليغ الباقي بما جائه من وحي.
والأسوء من هذا بأن بعضهم يحاول تعريب الوحي وبحيث تكون لغته هي اللغة العربية فقط!
والسؤال هنا يقول:
بأي لغة تحدث الله مع النحل عندما أوحى لها؟
وهل النحل يتحدث لغة الضاد؟
ثم ألآ يدعي البعض بأن الوحي خاص بالأنبياء ؟
فإن كان خاص بهم آلآ يكون هذا إقرار منا بأن النحل جميعه أنبياء كون الله سبحانه وتعالى كان قد أوحى لهم جميعهم ودون أن يختار واحدة منهم لتحمل وحيه لباقي النحل؟
ثم ألآ يؤكد هذا بأن تصميم النحل من حيث تكوينها وخلقها أفضل من تكوين الإنسان وبحيث أن النحل جميعه قد عقل الوحي وفهمه من غير وسيط أو رسول على حين أن الإنسان بحاجة لرسول يتلقى الوحي عن الله ليشرحه بدوره لباقي الناس؟
ثم ألآ تتعارض كل تساؤلاتي هذه وما نتج عنها من أفضيلة النحل على الإنسان من حيث صنعه مع الآية التي تقول بأن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ولنجد هنا بأن النحل هو الأفضل كونه قد عقل وحي الله وكلامه له من غير رسول؟
وعليه
فلابد لنا أولا من فهم معنى الوحي وكينونته فنقول:
هل الوحي ملاك من الملائكة كما يقول البعض منا؟
تقول الأية الكريمة التي توضح لنا بما لايدع مجال للشك بأن الوحي ليس بملاك التالي:

((( اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ))) الأنفال 12

أي أنه , وبما أن الملائكة أيضا من المخلوقات العاقلة التي يوحى لها فإن الوحي قطعا ليس منها أو من فصيلها كونها تتلقى الوحي كغيرها....
فلو كان الوحي ملاك من فيصلتها لإستطاعت أن تراه , وبهذا تلغى هنا عملية الوحي من أساسها وتتحول إلى مجرد رسالة بين مخلوقين من فصيلة واحدة كما هو حالنا مع رسلنا.
اذا
فالوحي ليس بملاك وهذا أولا..
فما هو الوحي إذا؟
تقول الأية الكريمة عن الوحي التالي:

((( وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ))) الشورى 52

إذا
وبناء على هذه الأية الكريمة فإن الوحي هو روح من أمر الله .
ولكن ...
هل هذا معناه أن الروح مخلوق من مخلوقات الله بما أنه من أمر الله أم أن كلمة أمره هنا لها دلالة أخرى؟
دعونا نرى ماذا يقول لنا كلام الله عن الروح
تقول الأية الكريمة حول الروح التالي:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72

وكلمت من روحي هنا تؤكد بأن الروح هي روح الله وليست بخلق من خلقه.
وهنا أيضا وفي الآية الكريمة التالية نجدها واضحة وضوح الشمس بقولها:

((( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون ))) يوسف 87

أذا
فهي روح الله وليست بخلق من خلق الله.
فالروح هي من الله سبحانه وتعالى كما هي أسماءه.
لاحظو معي في الآية الكريمة السابقة قوله ( لاتياسوا من روح الله ) ثم لاحظو بعدها وفي الآية الكريمة التالية ( اولئك يئسوا من رحمتي )

((( والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يئسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم ))) العنكبوت 23

إذا
فإن المطلوب منا أن لا نيأس من الله وصفاته كعدله ورحمته وغيرها من اسماءه الحسنى.
كما وأننا مطالبين بأن لانشرك مع الله أي مخلوق أخر مهما إرتفعت درجاته.
وعليه
كيف يطلب الله سبحانه وتعالى منا أن لانيأس من روحه إذا ماكنت الروح مخلوق؟
ألآ تراه معي هنا يطلب منا أن نشرك به عندما يأمرنا بأن لانيأس من روحه والتي هي من خلقه فيجعل منا مشركين به هنا وبأمر منه مع أنه هو القائل بأنه يغفر كل الذنوب إلآ أن يشرك به؟
وعليه
فإن عدم اليأس من روح الله ورحمته هو عدم اليأس من الله سبحانه وتعالى لآن روحه ورحمته منه تبارك وتعالى وليسو بخلق من خلقه.
اذا
فلابد لنا من فهم الروح هنا لنفهم الوحي بما أنه من الروح.
وعندها فقط نستطيع أن نفهم الله سبحانه وتعالى وندرك ملكوته من خلال فهمنا لروحه وما توحيه من تشريعات هي سبب وجودنا وأساس بقائنا.
وعليه
تقول الآية الكريمة التالي:

((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17

إذا
فإن روح الله ( والذي هو الله هنا لآنه منه وليس بخلقه ) هو من أتى للعذراء مريم وتمثل لها بشرا سويا.
ولكن .....
كيف يرسل الله سبحانه وتعالى روحه كرسول ودون أن تنفصل عنه مما يؤكد هنا بأنها مخلوق ورسول يرسله الله إلى عباده فنعود للغط مجددا من أن الروح مخلوق؟
سؤال جيد وعلينا المتابعة فيه فنقول بقول الآية الكريمة التالية:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72

إذ
فلو أدركنا هنا عظمة خلق الإنسان وكونه قد نفخ فيه من روح الله سبحانه وتعالى لأدركنا بأنه وبمجرد النظر في أعماقنا لإستطعنا مخاطبة روح الله فينا خطاب الروح لذاتها ولذهب عنا استغربنا من السؤال المطروح عن كيفية إرسال الله لروحه.
فبمجرد تفكرنا قليلا بالآية الكريمة التي تقول:

((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17

لوجدنا بأن الذي تمثل للسيدة مريم هنا هو إنسان لقول الآية الكريمة ( فتمثل لها بشر سويا )
أي أن الذي رآته أمامها هو بشر كامل شأننا...
ومن المأكد أيضا أنها كانت تعرف هذا الذي تمثل أمامها معرفة جيدة وأنه ليس بشخص غريب عنها كان قد ظهر لها فجأت لقولها:

((( قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ))) مريم 18

وعليه
كيف تستعيذ هنا وتقول ( ان كنت تقيا ) على حين أنها ومن المفروض بها أن تستعيذ بالرحمان من الشقي لآن التقي لاخوف منه عليها كي تستعيذ منه.
كما وأن معرفتها بأنه تقي وورع دليل على أنها تعرفه معرفة شخصية لمعرفتها بتقاه.
إذا
فقد كانت العزراء مريم تعرف هذا الشخص حق المعرفة بما هو عليه من ورع وتقى عندما جائها وقال لها بأنه رسول من الله ليهب لها غلام زكيا بقوله:

((( قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا ))) مريم 19

ولو كان هذا الذي جاءها ملاك كما يقال عنه لكان قال لها إني رسول ربك إليك يبشرك بأنه سيهب لك غلام زكيا كما حصل مع بشارة زوجة ابراهيم بقوله تبارك وتعالى:

((( وامراته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ))) هود 71

وأما هنا وفي حالت العذراء مريم فنراه يقول لها ( لأهب لك أنا غلام زكيا ) ...
إذا
فمن هو هذا الملاك الذي تجرء هنا وإتخذ من نفسه إله بحيث يقول لها ( لآهب لك أنا ) غلام زكيا؟
وهل الملائكة هنا هي من تهب الحياة أم أنها تبشر فقط بقدوم المولود الجديد؟
وعليه
فقد أتت الملائكة فعلا الى العذراء مريم وبشرتها بولادة السيد المسيح وقبل قدوم الروح الذي سيمنحها هذا الغلام لقوله تبارك وتعالى:

((( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ))) أل عمران 45

اذا
فإن بشارة الملائكة لها كانت وإنتهت قبل قدوم الرسول والذي هو روح من الله والذي قال لها بأنه هو من سيهب لها هذا الغلام الزكي..
وعليه
تكون الأحداث كالتالي:
كانت السيدة العذراء مريم قد رآت في حلمها ( أو بين الحلم واليقظة ) ملائكة تبشرها بأنها ستلد غلام ذو شأن ووجيه في الدنيا والأخرة ...
وهنا ينتهي دور الملائكة وتنتهي البشارة.
وأما الذي جائها فهو روح الله ....
وهو يقول لها هنا وبكل ثقة بالنفس بأنه هو من سيهب لها هذا الغلام...
أي أنه لو كان ملاك يفعل مايؤمر لكان قال لها ( انما أنا رسول ربك إليك أبشرك بأنه سيهب لك غلام زكي ) .....
على حين أن صحابنا هنا يقول لها وبكل ثقة بالنفس ((( لآهب لك ( أنا ) غلام زكي ))) ...
وعليه
ولو أدركتم معي هنا بأن الإنسان بصفة عامة هو روح الله لقوله ((( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ))) ...
لآدركتم بأن روح الله الإنسان والقادر على أن يمنح الحياة من خلال عملية التزواج هو من جائها على أنه رسول من الله.
فكلمت رسول تطلق على البشر كما نعلم.
والأن
لاحظ معي بأن السيدة مريم كانت تعرف هذا الروح الذي جائها معرفة جيدة جدا لقولها له ((( اني أعوذ بالرحمان منك ان كنت تقيا )))....
واستعذتها من لتقي هنا بحاجة منا الى وقفة إستفهام؟
فنحن عادة نستعيذ من الشر ولانستعيذ من الخير...
أي أنني واذا مارأيت ملاك وقاف فوق رأسي فجأت فإن أول ما أقوله ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) كون شكله وان كان لطيف وجميلا سوف يخيفني كردة فعل لدخوله المفاجئ علي....
وأما السيدة مريم فلم تتفاجئ هنا من دخوله عليها لقولها ( تقيا )...
أي ان السيدة مريم لو كانت تفاجئة بدخول من لاتعرفه عليها فجئة لكانت قالت ( اني أعوذ بالرحمان منك ان كنت شقيا )
وعليه
فالسيدة مريم كانت تعرف هذا البشر الذي دخل عليها معرفة جيدة من أنه تقي وصالح وبحيث أنها رأته وتعاملت معه قبل ذلك وتعرف عنه الورع والتقى..
وهذا الذي جائها قال لها بأنه رسول من الله لها ليهب لها هذا الغلام ....
والأن
لو أدركت معي هنا بأن روح الإنسان هي من روح الله لآصبحت الآية الكريمة واضحة تمام هنا...
فأرسلنا لها روحنا ( فأرسلنا لها انسان تقي هو من روحنا كما هو حال البشرية جميعها من انها من روحي )
فقال لها إني رسول من الله لك لأهب لك من نفسي غلام سيكون ذا شأن.
ققالت له اني اعوذ بالرحمان منك ان كنت تقي كما أعرفك من هذا الذي تدعوني له من خطيئة تدعى الزنا.
فقال لها بل صدقيني بأنني رسول من الله لك وقد قال لي أن أهبك غلام من نفسي سيكون له شأن عظيم.
وعليه
فالقصة واضحة جدا عزيزي ولاتحتاج للتفسير...
فالذي جائها إنسان .... وهذا الإنسان هو من روح الله شأن جميع بني البشر...
أي أن قوله سبحانه وتعالى عنه بأنه قد أرسل لها روح منه لاغبار عليه هنا لأن الإنسان بواقع الحال من روح الله.
إذا
فهي حالت زواج بين ذكر وأنثى غير معلنة على الملاء وبأمر إلهي.
وعليه
فالإنسان لاينفصل عن الله سبحانه وتعالى مابقي حيا لأنه يحيى بروح الله سبحانه وتعالى المنفوخة فيه..
غير أن الذي يعيقنا عن فهمنا لخطاب الروح هو خطاب أنفسنا لأنفسنا من كونها مبنية على حب الذات ( الأنا ) والخوف على ذاتها من كل مجهول.
فروح الله واحدة وهي في كل مكان.
ولايوجد شيئ إسمه روح خاصة بكل إنسان على حدا.
فنحن جميعنا نحيى من خلال روح الله الواحدة والمحيطة بنا وليس كما يعتقد الكثيرين بأنه يوجود روح خاصة لكل إنسان وهي في واقع الحال روح واحدة وهي روح الله التي نحيى جميعنا من خلالها كما هو نور الشمس الساطع على الجميع.
وإن كنت في شك من قولي هذا حول أن الروح واحدة فإنني أطلب منك أن تأتيني بآية واحدة يطلب فيها المولى سبحانه وتعالى من الروح أن تعود إليه.
على حين أنه توجد آيات كثيرة تخاطب النفس فينا ( ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) ولا توجد آية واحدة تخاطب الروح فينا لإنه لاروح فينا وإنما هي روح واحدة محيطة بنا لنحيى جميعنا من خلالها.
وعليه أقول
بأن الروح من الله وليس بمخلوق.
وأن الوحي ليس بملاك لآن الوحي من الروح.
فالوحي هو خطاب الروح وكلامها الذي تخاطب من خلاله جميع الخلائق.
أي أن الوحي هو خطاب الله كونه خطاب روح الله لنا.
والوحي على علاقة مباشرة بالعقل ,
وهذا العقل غير خاص بالإنسان وحده وإن كان هو أكثر مخلوقات الله سبحانه وتعالى حظا من هذا العقل لآن جميع المخلوقات تعقل الأمور ولكن بطرق مختلفة لقوله سبحانه وتعالى:

((( تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ))) الإسراء 44

وتسبيحها هنا هو دليل إدراكها لبعض الأمور كالخطر المحدق بها مثلا ( الغريزة ).
وعليه
فهناك وحي خاص بالأنسان وهناك وحي خاص بباقي خلق الله جميعها.
أي أنه هناك لغة خطابية بين الله وجميع أنواع المخلوقات ولكن كل حسب لغته وادراكه.
والقدرة الإلهية في خطابه لجميع خلقه تكمن في إحاطته بهم إحاطت السوار للمعصم.
وسنعود لاحق لتوضيح الفوارق بين اللغة الخاطبية للإنسان واللغة الخطابية للحيوان كما هو الحال مع النحل بعد أن ننتهي من شرح فكرة الإحاطة هنا ونقول:

(( ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بكل شيء محيطا ))) النساء 126

فلو أدركت معي أبعاد هذه الأية الكريمة سيدي لأدركت طرحي للموضوع والذي لاينفصل عن بعضه بأي فاصل من الفواصل بحمد الله سبحانه وتعالى وفضله بما أنعم علي من علمه.
ومثل على ذالك أقول:
أستطيع أنا الأن أن أصنع طاولة أو كرسي أو شيئ كان من المصنوعات وأنا أجلس داخل غرفتي لأنني أملك حيز من الوجود يتح لي أن أصنع صنعي وهو الحيز الفارغ من غرفتي ........
أي أنني أنا وما أصنعه موجودون ضمن غرفتي والتي هي حيز من المكان أكبر مني ومن صنعي لتكون هي المحيط الذي يحيط بي وبما أصنع بأن تتيح لي حرية الحركة ضمنها لأصنع صنعي...
وعليه
أين يصنع الله سبحانه وتعالى صنعه؟
وهل هناك حيز من الوجود يحيط به ( الفراغ أو العدم ) وبحيث يمنحه حرية الحركة ليصنع صنعه؟
لو قلت نعم هنا فيكون هذا دليل قاطع على أن الله موجود ضمن العدم أو الفراغ مما يؤكد بدوره بأنه مصنوع وليس بصانع حيث أنه هناك من منحه هذا الحيز من الوجود ليصنع صنعه فيه.
ولو قلت لا فيكون فكرك حينها مطابق لفكري من أن صنع الله يكون ضمن الله ليكون الله هو المحيط الذي يحيط بصنعه كما يحيط رحم الأم بالجنين.
وعليه
فالله هو الواجد والماجد ولا وجود لغيره ....
وأما باقي الأشياء ومن ضمننها أنا وأنت والفيل والنملة فضمن هذا الواجد مما يجعلنا نطلق على أنفسنا صفة الموجود ضمن الواجد..( الواجد الماجد ).
فلقد ضرب الله لنا مثل من كل شيئ...
فتحدث عن البعوضة والنملة والنحلة ( حشرات )
وتحدث عن الأنعام ( حيوانات أليفة )
وعن السباع ( حيوانات ضارية )
وعن الكون والمجرات ..
وعن الإنسان
بالمختصر المفيد فقد ضرب لنا الله مثل من كل شيئ ....
ثم قال محدثا عن ذاته بأنه هو تبارك وتعالى ليس كمثله شيئ:

((( فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))) الشورى 11

وعليه
ماهو الشيئ الذي ليس كمثله شيئ مع أنه ضرب لنا مثل من كل شيئ؟؟
قطعا هو من يحوي ضمنه كل شيئ ...
فالذي ليس كمثله شيئ من بين كل شيئ هو من يجمع كل هذه الأشياء في ذاته ...
وبهذا فقط تدرك معنى تعامل الذات مع ذاتها وعندما تعلم بأننا ضمن محيط الذات الإلهية كما هي مليارات الخلايا ضمن الكون المصغر والذي هو جسدك.
اذا
فالله هو الموجد الأزلي الأصل الذي يحيط بالموجود الأزلي ضمنه أيضا.
فلا فارق هنا بين الله وخلقه ( كلمته وفكره ) لآن خلقه موجود أزلي ضمنه كما هو أزلي.
وللتوضيح أكثر هنا أقول:
أنا اليوم أفكر بأن أصنع طاولة ذات مواصفات معينة.
وهذه الطاولة لم تصنع بعد رغم أنني أراها وأتخيل شكلها بأفكاري وقبل أن تظهر للوجود.
إذا
فإن هذه الطاولة أو الفكرة أو الصورة التي أتخيلها الأن موجودة فعلا في عقلي وفكري وإن لم أكن قد أوجدتها على أرض الواقع.
إذا
فإن وجود الموجود الظاهر في لحظة معينة من الزمن ليس بدليل على أن وجوده مقرون بهذه اللحظة من الزمن.
فصناعت الشيئ وإظهاره من حالت الباطن الفكري إلى حالت الظاهر الموجود العملي ليست بدليل على أن وجوده مقرون بهذه اللحظة التي أظهرته بها وجعلته عمل منظور لإن لحظة وجوده الأساسية مقرونة بلحظة تفكيري به.
والآن
هل تقول لي أين كانت كلمة الله ( خلقه وصنعه ) قبل أن يجسدها عمل ظاهر؟
وهل تستطيع أن تفرق الله عن أفكاره ( أعماله وصنعه ) وبحيث تضع لي زمن لهذه الأفكار؟
وهل أفكار الله وأعماله وليدة لحظة معينة من الزمن أم أنها أزلية شأنه؟
إذا
فإن كل أعمال الله عبارة عن موجود أزلي في مكان معين ضمن الذات الإلهية وإن لم يكن قد أظهرها بعد لآنه هو من يظهر أمره وقتما شاء وإينما شاء بأن يجلها لوقتها في المكان والزمان.
وأفكاره هذه ليست مستحدثة في فكره لإن إستحدثها يتطلب الزمان.
إذا
فإن خلق الله هو الله لأنه منه ( فكر الله) .
فيد الله هي الله
وجند الله هم الله
وروح الله هي الله
وخلق الله هم الله
وعليه
فلايوجد كلمة معنها العدم لأن الله سبحانه وتعالى هو الكائن والموجود الوحيد والمحيط الذي يحط بنا نحن الموجود ضمنه مما يلغي بدوره المعنى الخاطئ لمفهوم كلمة العدم والذي تجعلونه هو الأصل للموجود هنا بقولكم بمجيئ الموجود عن العدم ( الله يخلق من العدم مفهوم خاطئ ) مع العلم أن الله هو الموجود الأصل وأن العدم أو الفراغ مجرد مكان وزمان ضمن المحيط .
والأن
وعودة للروح وخطابها لذاتها نقول:

لقد أتى القرأن الكريم على ذكر أنواع مختلفة من الروح وليس كما يعتقد أهل الحديث بأن الروح هو جبريل منه السلام رغم أنه واحد من الروح ولا ينفصل عنها.

فهناك روح الله , ثم الروح القدس , ثم الروح الأمين ثم الروح المنفوخة في البشر.

أما الروح الله فهي الروح الكل والتي لاتتجزء ومنها الروح القدس والروح الأمين والروح النفوخة في البشر للحياة من خلالها.
وبهذه الروح الكل يخاطب المولى تبارك وتعالى كل خلقه من غير الإنسان.
ملاحظة:
لك أن تعود هنا لموضوعي السابق عن نظرية التطور في القرآن لتلاحظ فيه التالي:

((( يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم و ريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون ))) الأعراف 26

وعليه
فهناك أنواع من اللباس كانت قد نزلت على بني أدم أولا ثم نزل من بعدها لباس الريش لقوله عز من قائل وريشا , وليأتي أخيرا لباس التقوى والذي هو خاص بالإنسان .
فأدم الذي أتي عن البشر كان بحاجة لآنواع متعددة من الكساء في مراحل تطوره وتعامله مع الغريزة ( والخطاب الإلهي من بين الكساء )
وأما لباس التقوى وخطابها فهو خاص بالإنسان ( الأمين والقدس ).
إنتهت الملاحظة.

وأما الروح القدس والروح الأمين فهي خاصة بالإنسان لأن الأمانة والقدسية تطلب العقل الذي يدرك معنى الأخلاق والقيم.
والروح القدس هوا ماأيد الله سبحانه وتعالى به المسيح عيسى إبن مريم عليه السلام لقوله:

((( ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ))) البقرة 87

وستفهم هنا الفارق بين كينونة الروحين الكريمين من القدس والأمين عندما تفهم كل رسول من رسله سبحانه وتعالى على حدا كون الروح المنفوخة في الإنسان تتعامل مع نظيرها من الروح الكلي في الله.....
فالمسيح عيسى إبن مريم (ص) كان رقيق الإحساس ويبحث عن السلام حتى لو كان على حساب نفسه بدليل أنه جاء برسالة سمحة فيها شيئ من الظلم للذات وبحيث أنها تصفح حتى عن المعتدي عليها لتدير له الخد الأيسر إذا ماضربت على الخد الأيمن ........
ولهذا السبب فقد تعامل السيد المسيح مع نظريه من روح الله والذي هو الروح القدس المتسامح والذي هو ( ميكال منه السلام ) لأنه روح أرزاق وسلام وتسامح ولايحمل معه إلآ الكيل والعطاء.

وأما الروح الأمين فهوا جبريل منه السلام والذي يحمل معه الأمانة والعدل لأنه ( الروح الأمين ) الذي ينصف الجميع لقوله سبحانه وتعالى:

((( نزل به الروح الامين ))) الشعراء

وقد تعاملت روح الله في محمد مع نظيرها من روح الكل وهو الأمين فيها كون محمد ( ص ) كان يبحث عن العدل كشرط أساسي من شروط إحقاق السلام وبسبب الخلاف القائم بين أبناء إبراهيم من نكرهم لحقوق أخيهم إسماعيل... ( راجع هنا موضوع خوفو وخفرع ومن قرع للمقارنة ).

وأما الروح المنفوخة في الإنسان فهي كالتالي:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) الحجر 29

وكلمت من روحي تؤكد المصدر وتؤكد الملكية ولا تؤكد الإنفصال ...
ومثال على ذالك أقول بأن مقالتي هذه والتي أكتبها لكم الأن هي قطعا مني لأنها من أفكاري ومصدرها هو عقلي , غير أنها ليست بكل عقلي وإن كانت صادرة عنه لأن عقلي يحمل الكثير غيرها من الأفكار ولايقف عندها ,
وعليه فهي من عقلي ولاكنها ليست عقلي بالمجمل.
اذا
فإن الله سبحانه وتعالى يخاطب جميع خلقه والذين هم روح منه من خلال الروح الكل.
وأما الإنسان فإنه يخاطبه من خلال الروح القدس والأمين لآن القدسية والأمانة حالة عقلية مدبرة لايفهمها إلا الإنسان.
وعليه
فالوحي من الروح
والروح لاتتجزء لأنها روح واحدة محيطة بنا
وهي روح عادلة بحيث لاتختار أحد من بيننا لتتعامل معه دون سواه
وإنما الموضوع بأيدنا نحن بمقدار تفتح عقولنا وقلوبنا لتقبل هذا الوحي

((( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ))) غافر 15

وقوله هنا تبارك وتعالى ( على من يشاء من عباده ) تعني مشيئة العبد بأن يتقبل الروح من عند الله وليست مشيئة الله بأن يختار هو من يلقي عليه هذه الروح لأنه تبارك وتعالى منزه عن التفريق بين عباده كونه الخالق الذي أحسن كل شيئ صنعا .....
فموضوع تقبل الوحي من عدمه بأيدنا ومتاح للجميع
فمنا من يقف عند مرحلة معينة فيصبح بهذا رسام أو شاعر أو عالم , ومنا من يتابع فيصبح نبي ورسول.
فهي نخبة من نخبة من نخبة.
أما نخبة النخبة فهم الرسل من الذين يجدون في أنفسهم عزما لتقبل الوحي التشريعي والذي هو أعلى مراتب الوحي لتكون حياتهم قابعة بين الكثير من أنواع الوحي .....
فهناك الوحي العادي الذي لايفرض تشريع وإنما هو عبارة عن تلميحات بسيطة من الروح الكل ( كأن أرسم لوحة أو أعزف مقطوعة موسيقية أو أقول مقولة مأثورة أو حكمة جميلة وغيرها ) .
وهناك الوحي التشريعي القائم على العدل والمساوة والرحمة المطلوبة منا جميعنا نحن بني البشر لنصل لدار السلام التي حدثنا عنها المولى تبارك وتعالى , وهذا بحاجة إلى أولي عزم منا بتحمل المخاطر والأذى من الجميع كون طرحهم الجديد سيكون مخالف للأعراف والتقاليد لإعتمادها على الروح الأمين والروح القدس.
أي أن الرسول المشرع يكون معه الكثير من حالات الوحي بمختلف درجاتها من الروح الكل كشكل عام كونه إنسان بالدرجة الأولى , ومن وحي خاص هو الوحي التشريعي بأمينه وقدسه والذي يطغى بعزمه على كل أنواع الوحي الأخرى في روح الرسول الكريم ليبقى هو الحقيقة الوحيدة لشخصيته.
اذا
فهناك حياة الرسول الكريمة الخاصة به والتي لاتتعدى بوحيها كونها حياة إنسان عادي كأن يطلب من زوجته أن تعد له الطعام مثلا أو أن يستأذنها للذهاب لقضاء حاجة وقد يلاعب أطفاله في بعض الأحيان , أو يحدث أصحابه بحديث فيه حكمة محببة لنا.
وهذه الحالة غير مفروضة علينا بأن نأخذ بها أو أن نأخذ بأي من هذه التصرفات أو الأفعال أوالأقوال للرسول الكريم على أنها هي الأصل وانها وحي تشريعي ( مذهب أهل السنة وبطلان معتقداته) لآن الأصل هو القرآن الكريم كونه يحمل أساس الرسالة وأساس الأمانة من الروح الأمين.
وعليه
فكل ماهوا صادر عن المولى سبحانه وتعالى من أفعال أو كلام ملقى بالطريقة المباشرة أو المحمول بواسطة روح أخرى - لاتنفصل عنها كونها منها – هو من الله سبحانه وتعالى من كل بد ولاكنه ليس الله بمجمله.
وفهمنا من أن الرسالة السماوية تأتي بسب إنحراف ماقبلها لاأساس له من الصحة وسببه عدم الفهم لتتابع الرسالة كما تتابع الأوامر من العقل لباقي الجسد فتنتظم حركته ( لك أن تراجع هنا موضوع بدعة الناسخ والمنسوخ وموضوع هل الذكر اسم خاص بالقرآن الكريم ).
فلايوجد شيئ إسمه رسالات سماوية وإنما هي رسالة واحدة متتابعة ومقترنة مع التطور البشري .
اذا
ولكي أرى الله سبحانه وتعالى بعقلي فلابد لي أن أحكم هذا العقل الذي لايقبل إلآ المنطق والذي يقول لي بأنه وبناء على كل هذه المعطيات فإنني أستطيع بأن أقول أن الإنسان هو أقرب مخلوقات الله لله ... من حيث الشكل والمضمون والناتج من الأعمال.
أو بقول أخر أقول .....
( الإنسان هو مرأة الله التي يرى من خلالها الله سبحانه وتعالى ذاته ).
وعليه ....
وبطريقة عكسية أقول ....... يكفي أن أنظر في ذاتي لأرى الله سبحانه وتعالى.
أي:
لو طلبت منك أن تعطين من مالك فستعطيني لأنك قادر على هذا..
فكلمت مالي تطلق على الكثير من الأشياء.
فالقطع النقضي مالي .... وأستطيع أن أعطيك منه دون أفقر .
وبيتي مالي .... وأستطيع أن أشاركك فيه أو أقتسمه معك دون أن أنام في الشارع .
وطعامي مالي .... وأستطيع أن أقتسمه معك دون أن أجوع .
وكسائي مالي ..... وأستطيع أن أعطيك منه دون أعرى .
وجسدي مالي ..... بحيث أستطيع أن أعطيك بعض أعضائي من جسدي دون أن أموت .
أي أنني أستطيع أن أعطيك من كل ماهو مالي دون أموت.....
ولكن
لو طلبت مني روحي فهل أستطيع أن أعطيك منها دون أن أموت؟
هنا يتضح لك بأن الروح معك وحيطة بك ولاكنها ليست بمالك بأن يكون لكل إنسان روح خاصة به...
وهنا أيضا يتضح لك الفارق الوحيد بين الخالق والمخلوق , أو بين الذي لايموت وبين من هو يموت..

فالإنسان قادر على أن يصنع كل صنيع الله سبحانه وتعالى إن كان بالإيمان - كما هو الحال مع عيسى إبن مريم ( ص) الذي أحيى الموتى وشفى الأعمى - وإن كان بالعلم الذي نراه من حولنا في كل مكان من سيارات هي قطعا أفضل من الدواب بالنسبة لي كإنسان ومن طائرة تقلنا على حين أن الطيور لاتستطيع إلآ حمل نفسها.

غير أن الذي لايستطيع الإنسان عمله هو أن يمنح روحه لغيره دون أن يموت لأنه لايملك أمر الروح والتي هي من أمر ربي وحده.
وهذا هو الفارق الوحيد بين الحي الذي لايموت سبحانه وتعالى وبين عبده وروحه التي لاتنفصل عنه والذي هو الإنسان الذي يموت اذا ماإنفصل عن الله.
فالحي الذي لايموت يمنح من روحه دون أن يموت.... أو يمنح من ماله دون أن يموت.
فهل تستطيع أن تمنحني من روحك دون أن تموت لتأكد لي بأن الروح من أمرك أو أنها من ضمن ممتلكاتك ومالك كما هو حال جسدك؟؟
وعليه
فالله هو المحيط الذي يحيط بظاهره وباطنه
أي
المحيط الظاهر الباطن ( وحدة كاملة متكاملة )
فهل تسطيع أن ترى معي هنا عظمة الفكر المسيحي الذي يكفره بعضنا - دون علم منهم - من أهل القرآن الكريم الذي جاء مصادق على هذا الفكر ؟!
الأب الإبن الروح القدس ( أله واحد أمين )
فهذا الفكر هنا يعتبر من أرقى الأفكار العبودية لله لولا خطأ التلاميذ من بعد رحيل السيد المسيح بأن جعلو منه الإبن الوحيد الله - لأن كل خلق الله هو الإبن الوحيد لله وعلى رأسهم الإنسان - مما يؤكد هنا دخولهم في التيه الذي يقول أين يصنع الله صنعه بفصلهم لله وإبنه ( فصل الله عن صنعه وكلمته وعمله ) عن باقي الخلق لنعود هنا إلى الخطأ العقائدي القاتل من وجود مكان للخالق ووجود مكان للمخلوق.
فالسيد المسيح ( ص ) هو إبن الإنسان وهو رمز الإنسان , وبهذا يكون هو وجميع بني الإنسان كالإبن الوحيد لله...
ولا يكون له كشخص واحد أن يكون هو الإبن الوحيد لله ( لآن الوحدانية لله حيث لاوجود لغيره وكل شيئ ضمنه ) لإن وحدانية الإبن هنا تؤكد وجود أقنومين منفصلين عن بعضهم ( وخاصة بقولهم أنه جالس عن يمين الرب ) فندخل بذلك بنقص في الذات الإلهية لإحتياجها للزمان والمكان كونه يوجد هنا كيانين منفصلين مما يؤكد وجود محيط يحط بهما معا.
وأخير
فإنتظر مني سيدي الكريم لتعرف موقعك من هذه الذات الإلهية الكونية الوحيدة والمتفردة في ملكها حيث أن كل فكر إنساني راقي ينشد الحب والسلام من باقي العقائد كالبوذية ربما وغيرها هو من ضمن هذه الذات الإلهية الوحيدة ووحيها.

أخوكم محمد فادي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية تقدير
ناجي الأمير ( 2009 / 6 / 26 - 06:29 )
سيدي الكريم
هذا اجرأ وأروع وأعمق بحث قرأته خلال هذا العام، سيثير عليك حنق وحمق سدنة الصحاح والمسانيد ولكنها في الأخير أوسمة على صدرك.
وإن كنت اختلف مع بعض الجزئيات والتي تحتاج منك لبعض المراجعة والتنقيح، إلا أن هذا لايمس احترامي وتقديري لفكرك المبدع.
مع خالص المودة والتحية


2 - غيض من فيض
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 26 - 11:03 )

1
رأيت أن في هوامش مواضيعك المسبقة تعليقات لم ترد عليها
فلو كنت مكانك لخصصت مقالة للردّ ولما تهربت إن كنت على حق

2
لا يمكنك تجاوز نبي الإسلام- في جهله ماهيّة الروح- إن اتخذت من كتابه مرجعاً ومن عقليته قدوة
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء 85)

3
((( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ))) النحل 68
لو فكرتَ قليلاً لتساءلتَ ببساطة: كيف لعاقل أن يقتنع بأن الله (العاقل) يوحي للنحل (غير العاقل)؟ هذا ما وعدتَ بتفسيره ولم تفعل حتى نهاية مقالتك. فعليك الآن أن تقنعني- من فضلك أو من فضل ربك
من جهة أخرى، لماذا يخاطب ربك النحل بصيغة المؤنث وأنّ المذكر هو الأقرب؟ فالأصوب: أنِ اتخذ من الجبال...

4
لقد سمح محمد لنفسه بالتعدي على العقيدة المسيحية جاهلاً ومفترياً إذ قال:

((( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين))) أل عمران 45
وسوف أكتفي بتحليل هذه الجملة الواردة في مقالتك لعلك تتعظ:

أوّلاً: يوجد ملاك واحد قد بشّر السيدة العذراء؛ راجع البشرى من أصل


3 - للحوار مواقع متخصصة
محمد فادي الحفار ( 2009 / 6 / 26 - 11:52 )
الآخ الفاضل ناجي الآمير
شكر لمروركم الكريم سيدي ولشهادتكم التي أعتز بها والتي سأذكرها طويلا.
ألاخ رياض الحبيب
هذا الموقع الكريم عبارة صحيفة يومية يطالعها الكثيرين من رواد الآدب والشعر والسياسة وغيرها من المجالات الفكرية , وهو ليس بموقع للحوار وبدليل أننا لانستطيع المداخلة في مواضيع الأرشيف.
وعليه
هذا الرابط أدناه هو لموقع العقلانين العرب ويشرفني أن تطرح علي هناك ماتشاءه من الإسئلة ولتجدني عند حسن ظنك بإذن الله .
وأما بالنسبة لمستوى مقالتي اللغوي من أخطاء إملاءية ونحوية كثيرة فإنني أحيطكم علما بأنني مفكر وباحث قرآني ولست بمدرس للغة العربية .. أم أنكم تنكرون الفكر والبحث إلآ على من يجد اللغة العربية؟؟
الرابط
http://www.arab-rationalists.com/forums/index.php


4 - لاحول ولاقوة الا بالله
عبدالله محمد العبدالله ( 2009 / 6 / 26 - 12:50 )
سيدي الكريم
انت تملك جهلا مركبا فانت مع احترامي لجنابك الكريم جاهلا لمعنى الوحي وكذلك غير مدرك بان للكلمة استخداما لغويا واستخداما اصطلاحيا
وعلى اساس جهلك بداءت تنسج افكارا وتحاول ايجاد سبلا لاقناع الاخرين بها
سيدي الكريم الوحي ليس نوعا واحدا كما تفهمه فهناك ستة انواع للوحي ذكرها القران
والوحي هو طريقة لايصال المعلومة يمكن ان يقوم بها الانسان ايضا...
وكذلك بقية مقالتك مع انها تحتوي بعض الالتفاتات الجميلة لكن ضيعت جماليتها
فانت تحتاج لقراءات تاريخية وكذلك للتواضع
وتحتاج لمعرفة اراء السابقين والمعاصرين
ولك مني تحية على جرءتك


5 - قناعتي: الحوار المتمدن موقع للحوار المتمدن
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 26 - 13:38 )
1
بعد الإحترام والتقدير للأخ السيد محمد فادي- أختلف معك في الذهاب لموقع آخر للحوار. لدى القارئ حوالي 24 ساعة ليكتب ما يشاء تعليقاً أو مناقشة لما يقرأ- وفق أدب الحوار. أمّا أن تريده يقرأ لك شيئاً هنا ويذهب لمناقشتك به هناك فهذا في رأيي تهرّب واضح من حضرتك ودليل قاطع على أنك تكتب موضوعاً أكبر حجماً من حدود استيعابك ومعرفتك بكثير

2
لماذا لا تكتب موضوعك في الموقع الذي أشرتَ إليه، هل كتابة موضوعك هنا هو للدعاية أم التضليل أم التدليس أم التعتيم؟ إن اسمه موضوع وله محور فهو ليس خبراً عن حادثة عابرة

3
أرى ليس من الحكمة أن يكتب المرء موضوعاً ولا يمتلك حججاً لكي يدافع عنه، مثل الذي يشتري حاجة وعندما يمدّ يده إلى الجيب البنك كي يدفع، يكتشف بأنه مُفلس ولا يعتذر عن عدم علمه بالإفلاس بل يصرّ على تقديم تبريرات واهية عن إفلاسه لا تنفع بشيء!

4
لا يمكنك التعليق في هامش مقالة مكتوبة في صحيفة يومية ورقية، أمّا هذه الصحيفة فهي إلكترونية وفيها مجال للتعليق من لدن القارئ والكاتب معاً- أي فيها مجال للحوار لو تعدّى ال 24 ساعة فبإمكان الكاتب أن يردّ على التعليق الذي يفوت بمقالة، كما يمكن للقارئ أن يكتب مقالة مفندة لو استوجب الأمر.

5
يسرني بهذه المناسبة أن أخبرك بأني

اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها