الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستاكل الثورة الايرانية ابنائها؟

فالح الحمراني

2009 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل ستاكل الثورة الايرانيـة ابنائها؟
فالح الحمراني من موسكو:
تاريخ الثورات كان دائما تاريخا دمويا. وحتى تلك الثورات التي رفعت شعارات الدعوة للعدالة والاخوة والمساواة بين البشر ومنح الحريات العامة والتحرر من ربقة المستعمر وسجلت لائحة طويلة بالوعود وانعشت الامال بالخلاص من الظلم والعبودية، كلها انتهت بصراعات سافرة ومخفية بين ابناءها الذين خططوا لها ونفذوها واجترحوا المآثر وجازفوا بحياتهمم من اجل انتصارها.
وفي عصرنا الراهن لم تسلم ايضا من هذا القانون القاسي حتى الثورات المخملية وثورات الزهور التي اندلعت في العديد من بلدان اوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق بما في ذلك بجورجيا واوكرانيا. ان ابطال ثورة " الزهور" في جورجيا يقفون اليوم في معسكرين متحاربين. واتهم حلفاء الامس الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي بالاستئثار بالسلطة والانفراد بصنع القرارات وتهميش رفاقه بالثورة، فتخندقوا في جبهة عريضة واحدة ضده، واعلنوا انهم لن يبارحوا الشوارع معتصمين ومحتجين حتى يرحل ساكشفيلي عن السلطة. وسالت اول الدماء في العاصمة تبليسي. ولم تكن الثورة البرتقالية باوكرانيا " اكثر رحمة من مثيلتها الجورجية. وها اننا نرى مشهدا ماساويا في الجمهورية حيث انشطرت قوى الثورة وتبعثرت بشعاراتها واهدافها وعادت كل جهة تحفر القبر للاخرى. وكشفت " اميرة" الثورة البرتقالية رئسية الوزراء يوليا تيموشينكو عن " انياب النمرة" وعملت من اجل ازاحة حليفها السابق في اثلورة البرتقالية الئريس حاليا فيكتور يوشينكو، وجمعت كل القوى المعارضة بما في ذلك خصوم الامس لحجب الثقة عن يوشينكو وهاهي تطرح الورقة الاخيرة على هذا الطريق باعلانها الترشيح للتنافس معه على منصب الرئيس.
وربما من المفيد ان نذكر ما آلت اليه الثورة الفرنسية التي غيرت وجه اوروبا ولكنها سطرت صفحات قانية من الدماء، دماء ابناءها وغير ابناءها، والثورة الروسية البلشفية التي جعلت من العنف مولدة لما تصورت انه مجتمع جديد، فاباد زعيمها الشهير جوزيف ستالين جيل كامل من "رفاقه" الذين خططوا ونظروا وحملوا السلاح لانتصار الثورة. ان هناك صفحات طويله وطويلة من تاريخ الثورات الدموي بما في ذلك الثورات ( الانقلابات) التي وقعت في العالم العربي.
واليوم تشير الدلائل الى ان الثورة الايرانية في طريقها للانقلاب على ابناءها. ربما ستهدأ الامور وترجع الجماهير المحتجة الى بيوتها، ولكن من المستحيل لئم الشرخ الذي احدثته التطورات التي وقعت بعد الانتخابات الرئاسية. انها لم تسفر وسفح دماء العشرات واعتقال المئات وخلقت شعور الاحباط لدى شريحة واسعة من السكان،وانما خلقت واقعا جديدا، تجسد بظهور اصطفاف جديد للقوى الفاعلة في معسكرالنخبة الحاكمة المتنافرة في اطار الثورة الواحدة، وكل معسكر واثق بدوره الفعال بثورة 1979 وحقه عليها. وانطلقا من منطق التاريخ الحيوي فان هذه الخلافات ستتعمق اكثر فاكثر وان الشرخ سيتسع اكثر فاكثر وتدخل قوى ومراكز اخرى في الصراع. فهل ان اليوم الذي ستأكل الثورة الايرانية فيه ابنائها قادم لا محال؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah