الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم:البرقع استعباد للمرأة واختزال لانسانيتها

وليد رباح

2009 / 6 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


من عشش في عقولهم فهمهم الخاطىء للدين والدنيا معا .. سارعوا الى تعرية ساركوزي من ملابسه حتى الداخلية منها جزاء وفاقا لما قاله عن فهمه للبرقع النسوي ( الاسلامي) ان صح التعبير .. منهم من عيره بامرأته التي كانت عارضة للازياء .. وكأنى بعرض الازياء سبة وشتيمه .. ومنهم من وصفه بالكافر والزنديق وتلك تهمة جاهزة .. وآخرون اتهموه بمعاداة الاسلام ومحاولة هدم اسسه والتأثير على صلابته .. وكأنى بالاسلام سوف ينهدم فوق رؤوس معتنقيه اذا لم ( تنقب ) المرأة نفسها طوعا او كرها .. فكما ان هنالك رجال مهووسون فان هنالك ايضا نساء مهووسات بالخبل الديني تذرعا بالعقاب والحساب .. واولئك الفضليات تأثرن بما يقوله الرجل من أن المرأة عورة حتى صوتها .. ومثل ذلك أيضا ما حدث عندما قامت مجموعة من الافاقين طالبي الشهرة بشتم الرسول الكريم من خلال رسومات تدل على قصر فهمهم للاسلام واهله .. فقامت الدنيا ولم تقعد .. مما دلل او أكد ما يقوله بعض المنحرفين من ان الاسلام هش ينكسر لمجرد شتم الرسول .. وقد نسي اولئك ان الرسول شتم واوذي اكثر من هذا في اهله مع فجر الاسلام الاول .. ليس رسومات فحسب .. ولكن الايذاء قد طال وجهه الشريف وتلطيخه بالدماء والحجارة بين صخب بعض الناس وهرجهم وفرحهم .. ولكن الاسلام العظيم برز كأكبر قوة اجتاحت قلوب الناس فمنهم من آمن ومنهم من رأى الدعوة بدعة احترافية .. فاعتنق الاسلام خوفا ورعبا لا قناعة وايمانا .. وكل له في الحساب نصيب .

وللحقيقة فاني فرحت جدا لما قاله ساركوزي .. وتلك اولى المرات التي اقف فيها الى جانبه ليس وقوفا سياسيا .. فهو لا يختلف كثيرا عن مواقف مضطهدي الشعوب ومتعامي الحقائق .. وانما موقف حضاري لا اعبأ فيه لما يقوله المتخلفون عن وجوب قهر المرأة واضطهادها .. وكنت اتمنى ان يقوله مسلم مؤهل للفتوى يرى في الدروشة والهوس الديني طريقا لتأخرنا وشدنا الى الوراء .. وكأنى بنقاب المرأة هو العفاف الوحيد الذي ان ازالته ازيل عفافها .. وتدليلا فقد نسي الكثير من الناس مآسي المسلمين جميعا واتجهوا نحو عذرية المرأة فارتفعت السجالات وكسب شيوخ الفضائيات مبالغ دولارية طائلة وهم يبحثون الامر في هل ان مسألة ترقيع البكارة حلال ام حرام .. فقد حللنا كل المسائل المتعلقة باسس الدين واتجهنا الى مواضيع جانبية مخزية لنبحثها مع ايماني بان العذرية جزء من حياء المرأة وخفرها وعدم وقوعها في المحظور ..

واسباب حبوري انني مقتنع تماما ان كتم انفاس المرأة ومعاملتها كجارية والغاء انسانيتها واستعبادها هو قرار رجولي خشية ان تنفلت الامور من يده وينسحب البساط من تحت اقدامه خاصة بعد ان تبوأت المرأة في بلدان الغرب وبعض بلدان المشرق العربي مركزا رفيعا ازال الكثير من امتيازات الرجال . واثبتت المرأة من خلال تلك المراكز انها صنو الرجل في رقي المجتمع وابعاد شبح الدروشة عنه والخمول والكسل والمسكنة والتواكل بحجة التدين والتذلل او اصطناع كل ذلك .. مع ما يستتبع ذلك من اتخاذ الدين و التدين عباءة يغطي بها المنحرفون انفسهم ويقومون باحط الافعال في وقت يتابعون فيه ركعاتهم في المساجد واماكن العبادة للتغطية والتعمية .. الا من رحم ربي ..

ولا اقول ذلك خشية او افتئاتا .. فالمسلمون مثلهم مثل بقية معتنقي الديانات الاخرى .. فمنهم من هو صالح ومنهم من هو طالح .. ولكن الحكم في النهاية على النيات والاعمال معا .. فالدين ما وقر في النفس وصدقه العمل .

ولقد قرأت ضمن ما قرأت ان شيخ الازهر الحالي .. الذي لا نقر له رأيا سياسيا خاصة فيما يتعلق باسرائيل واغتصابها الارض والعرض .. ولقاءه بالمجرمين من الصهاينة في اكثر من مسار ومركب .. انه قال رأيا مخالفا لاولئك المتعامين عن الحقائق فاصدر فتواه التي تقول بان النقاب والتنقب ليس من الاسلام في شىء .. ولم يزد على ذلك خشية وبعدا عن السنة الذين يؤمنون باضطهاد المرأة واختزال انسانيتها .. فهو في النهاية انسان يصيبه الرعب عندما تلتهمه الالسنة .. وليس ادل على ذلك من مقابلات رأيناها له عبر الفضائيات وقد اصابه الجزع ولم يسلم من فلتات اللسان على من انتقده .. فانحرفت كلماته عن الصواب ..

وكما ان كافة المخترعات التي جعلت الغرب كله يتفوق علينا تعتبر في نظر البعض بدعة وضلالة .. وكل ضلالة في النار كما يقولون .. سواء كان الحديث الشريف الذي يتعلق بهذا الامر قصد فيه الرسول ان البدعة في الدين وليس في مقتضيات الدنيا .. فاني اعتقد ان الغرب يخترع الالة الجهنمية التي تكسب الحرب ولكننا نخترع مقابل ذلك نقابا لكي نخفي وجه المرأة او صوتها على اعتبار انها عوره .. ويخترع الغرب الطائرة التي تقرب المسافات بصورة مذهلة اما نحن فنخترع مقولة البكارة ووجوب ترقيعها او عدمه .. ويقوم الغرب بتحديد الاهداف الارضية باشارات من الاقمار الصناعية ونحن نخترع وجوب ان تقوم المرأة بتلفيع جسدها بثوب يكنس الشارع خلفها .. ومع كل ذلك فنحن نشتري الصاروخ والطائرة والهاتف الخلوي وكل ما ينتجه الغرب وندفع فيه ثمنا يجعل ثرواتنا تصب في جيوبهم وكل ذلك يجري ونحن نسب العلم والعولمة والتقدم الحضاري ونريد عودة الاسلام الى منابعه الاولى فنركب الجمل بدلا من السياره .. والحمار لقطع المسافات الطويلة بدلا من الطائره .. وان نحارب بالسيوف بدلا من المدافع الرشاشه .. ثم نسب ونشتم ساركوزي او غيره لانه قال كلمة حق تجعلنا نشعر اننا نعيش كانسان هذا العصر ونندمج فيه .. مع ان ذلك لا ينفي ان يكون الانسان حضاريا ومتدينا في الوقت نفسه .

ورغم معرفتي ان النقاب الذي تلبسه بعض نساء المسلمين عادة يعتمد ثقافة البلد الذي وجدت فيه المرأة مضطهدة لا يسمح لها حتى بسياقة السيارة ، ولا شأن للدين والتدين فيه .. فان الذكورة الكاردينالية تجعل بعض الرجال المسلمين يوهمون المرأة انها ستصبح طعاما (للنار) ان لم تخفي وجهها وتخفت من صوتها وتتمسكن وتتذلل وتصبح نعجة في قطيع الرجل الحيواني .. حتى يظل مسيطرا ومتعاليا في يده كل امور الدين والدنيا .. والا فزوجته او ابنته او قريبته خارجة على القانون الالهي الذي يجيز له ان يظل سيدا وسط مجموعة من النعاج التي يأمرها فتطيع .. ويزجرها فترتدع .. ويحلف عليها بالطلاق فتسير منكسة الرأس الى بيت اهلها وقد خسرت كل شىء في هذه الدنيا حتى اولادها .. اليس ذلك مدعاة لكي نحطم هذه المقولات التي تجعلنا حيوانات يفترس الاقوى منا من هو ضعيف البنيه .. وبماذا يختلف المجتمع الاسلامي في بعض امصاره عن مجتمع الغابة ..

اعلم انني دخلت مدخلا قد يكفرني فيه البعض ويشتمني البعض الاخر .. والقليل القليل من اولئك المتنورين الذين يقفون الى جانب ما كتبت .. ولكن ذلك القليل يخشى ان يصيبه ما اصاب شيخ الازهر عندما قال ان النقاب ليس من الاسلام في شىء .. لذا فانه سوف يقف متفرجا .. لا اكثر من ذلك .
لقد برز في الاسلام سيدات كن قدوة فيما مضى .. ولم يكن النقاب ذا بال في حياتهن .. منهن من كن مجاهدات واخريات عابدات زاهدات داعيات لله بالحسنى .. لذا فاني اشد على يد ساركوزي ( المجرم ) سياسيا .. والداعية المتنور ( حضاريا ) الشجاع ( حياتيا ) والقابض على الجمر ( سلوكيا ) فحياته الخاصة لا تهمني كثيرا .. فان تزوج عارضة ازياء او حتى داعرة فذلك شأنه .. اما شأني انا وابناء جلدتي ان نأخذ منه ما ينفع .. ونترك ما لا يفيد .. وتلك سنة الحياة لاعمار هذا الكون .

www.arabvoice.com











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصحاب الحقوق
أبو ميريام ( 2009 / 6 / 29 - 07:48 )
كم كنت أتمني أن يكون المتخذ لهذا القرار هو المرأة المسلمة نفسها وليس ساركوزي ، ليس الموضوع غطاء رأس ولكنة غطاء عقل وحد للكفاءة التي من الممكن أن يعمل بها ، عندما توضع أي امرأة في هذا القناع فإنها تكتسب ثقافته لترى العالم من خلاله ولا يراها العالم إلا كالسراب كلما اقتربت منة وجدته لا شيء ، وهكذا هي.

عندما تبدأ المرأة بالمطالبة بحقها في الميراث.... فهذا حق
عندما تبدأ المرأة بعدم قبول أربع زوجات للرجل وما ملكت يمينه ......... فهذا حق
عندما تبدأ المرأة بالمطالبة بالعــــــــــــــــــــــــدل الإلهي المفقود................ فهذا عين الحق
عندها فقط تكون قد وضعت قدم من نار في طريق جليد لن يذيبه في يوم من الأيام غيرها ، لن يمزق هذا القناع ولن يطالب بالحق من أجل أحفاد الغد غير نساء اليوم ، عندها ستشعر بحريتها التي افتقدتها طويلاً ، أما أن يحررها غيرها .... لن يطول الوقت حتى تصنع لنفسها سجن أخر تدخله لتستطيع أن تعيش فلم تتعود في يوم إلا أن ترى العالم من خلال نظارة صنعناها لها فضعف نظرها وما عادت تستغني عنها.

الغريب من خلال متابعتي للموضوع هو أراء النساء لا يريدون الخروج من الظلمات إلى النور لا يريدون اتخاذ هذا القرار رغم أنة قرار صعب ولكن عندما تخرج للنور تتوه لبعض الوق


2 - تعليق ضروري
نـاجـي بـق الـبـحـصـة ( 2009 / 6 / 29 - 08:03 )
أشكرك وأهنؤك على مقالك, رغم أنك كغالب الكتاب (المتنورين) العرب والمسلمين, لا تتجرأ ـ غالبا ـ أن تتكلم أو تكتب أكثر من نصف أو ربع الحقيقة. لأن الإرهاب الفكري الإسلامي وهلوساته سيطر خلال العشر سنوات الأخيرة, أكثر مما فعل خلال قرون طويلة. هل يمكن أن تتصور أن تتحول شوارع فرنسا التي تبقى منارا حضاريا وثقافيا للعالم . مثل شوارع كابول. آمل ألا تسمح السلطات الفرنسية ومن يعيش فيها من المفكرين والكتاب المسلمين, بانتشار هذه البدعة اللاإسلامية, النقاب والبرقع, بين نساء الجاليات الإسلامية, التي تدفعها إليها منظمات إسلامية متطرفة, همها الوحيد إثارة حـرب طائفية جديدة وتفرقة عنصرية بينها وبين سكان البلد الذين فتحوا أحضانهم لهذه الجاليات الإسلامية التي جاءت غالبا طلبا للعيش والطمأنينة والحريات العامة التي حرمت منها في بلاد مولدها.


3 - سؤال محير
محمد الشهم ( 2009 / 6 / 29 - 08:55 )
لماذا عندما تكشف المراة عن كل مفاتنها بدول خجل تعتبرون ذلك حرية شخصية ، واذا رغبت عن قناعة بان تستر نفسها اعتبرتم ذلك اهانة لها ، والله انها لسفاهة من سفاهات العلمانيين الذين يعرفون الحرية الشخصية حسب هواهم ويستخدمونها حسب امزجتهم المريضة ،


4 - رد بسيط للسيد محمد (الشهم)
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 6 / 29 - 10:37 )
يا إنسان هل تتصور امرأة عاقلة ذكية حرة مفكرة تعيش في المجتمع الغربي, أو في أية بقعة من الأرض تقبل بكل اختيارها ان تغطى من رأسها إلى أسفا أقدامها بكيس أزرق أو أسود يحجب كل شيء حتى إمكانية التنفس الطبيعي والنظر؟؟؟ هل يمكنك أن تسمي هذا اختيارا دينيا يا رجل... وكما تفضل معلقون قبلي : إسأل هؤلاء النساء كيف تعيش وكيف تريد أن تعيش. وهل يوجد من يختار السجن بنفسه, إذا لم يكن مصابا بأقصى السادو مازوشية. يا رجل, العلمانية لا تشتم أحدا ولا تقيد حرية أحدا ولا ترهب أحدا. ولكنها تترك للإنسان المحروم من إنسانيته وخاصة لنسائنا ألا تبقى نصف أو ربع إنسان, مسجونة داخل عتمة جاهلية جامدة, لا علاقة لها لا بالدين ولا بأبسط المبادئ الإنسانية!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة.


5 - الشهم !! المحتار في أمرهِ
سورين آرتين ( 2009 / 6 / 29 - 10:58 )
عزيزي (( الشهم )) لماذا تُطالَب المرأة الغربية عند دخولها السعوديه بوجوب ارتداء النقاب او الحجاب؟ اليس في هذا اعتداء على حريتها الشخصية ( حسب رأيك )؟ ستتقول احتراما لمشاعر المسلمين ووجود الحرمين الشريفين ووو, واقول هذا من حقكم. ولكن , عند ارتداء المرأة المسلمة في بلاد غربية الحجاب والنقاب , الا يعتبر هذا اهانة لمشاعر المجتمع الغربي الذي يقطن ذلك البلد والذي تختلف عاداته وتقاليده عن المجتمع المسلم؟؟
إن كان جوابك على الجملة الاخيرة هو لا, فانت تكيل بمكيالين .ان كنتَ ترى الامر في صالح تصوراتك وقناعاتك فأنك لاتبدي تذمراً , اما إن جاء بعكس ذلك فستثور ثائرتك وتفرض على ذلك المجتمع (الغريب عنك ) ماهو غريب عنه
لِمَ لانتعامل مع الامور بوجهٍ واحد وبنفس المكيال؟ لقد تعامل أحد علماء الازهر ( في الواقع لا اتذكر اسمه ) بعقلانية واضحة ازاء هذا الامر عندما قال: (( إنْ كانت المرأة المسلمة ترى انّ في قرار الحكومة الفرنسية اهانة لها وإعتداءٌ على حريتها ,فهي ليست مجبرة على العيش في بلد يخالف تصوراتها وقناعاتها وعقيدتها, والأجدى لها ان تعود الى بلدها الاصلي لتمارس حريتها التي تعتقد ان فرنسا أو غيرها تسلبها هذا الحق)).و
وان كان مفهومنا للحرية ينحصر فقط في هذا الاطار الضيّق , فبئس الحرية اذن

اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة