الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يحضر الموت

عبد العزيز الخاطر

2009 / 6 / 30
المجتمع المدني


نغفل عنه وهو اكثر الحاضرين تواجدا, حضوره بيننا اكبر من احساسنا بالحياه وحده الامل يستر عنا هذه الحقيقه,يخفيها وهى اليقين الاوحد بين البشر لكى تستمر الحياه ويعمل الانسان ويكد ويستبشر بالافضل دائما كما طلب منه, والا فانه يعيش بين ظهرانينا, يملأ الفراغات التى بيننا, يرانا ولانراه, نحسبه بعيدا وهو اقرب الينا من انفاسنا التى تخرج من صدورنا.ننساه لكنه لاينسانا فنحن فى ذاكرته وعلى جدوله , لايتخلف عن موعد قد ضرب له, يرقب امنياتنا ليقتنص الاكبر وربما الاسمن منها, ياتينا على حين غره يصرع الامل ويفتك بالامانى, لايكترث لوهج الشمس فى النهار ولايقيم حسابا لعتمه الليل وظلامه حين تحين ساعته, لايشفق على كبير ولاينتظر صغير ولا ترف عينه لمريض, الجميع على جدوله سواء فهو فى طبيعته امر يجب تنفيذه لحكمة عليا, هو خلق من خلق الله كالحياة ذاتها" وهو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا".
لايبدو عدما اطلاقا الا لمن لم يدرك كنهه هذه الحياة الزائله ذاتها, هو امتداد لها بشكل اخر كما كانت هذه الحياة الجسديه امتدادا لما قبلها من حياة داخل الارحام , السكن فى الجسد الى اجل مسمى له حكمة الهيه ووظيفة معينه محدده ذكرها الله فى جميع كتبه, لذلك فألم الموت الذى يحدثه للاخرين الذين لم يحن دورهم بعد هو فى حرقة الافتراق والاحساس به وفجائية الذهاب وقطع لذة الاتصال مع من نحب ولله فى ذلك حكمه ومراد يستشفه من سمت روحه واعتلى فوق مرام الجسد واستيقن الموت والحياة كفكره قبل ان ينغمس فيهما او يعايشهما عيانا. لايخلو بيت من زيارته ولاتخلو دارا او وطن الا و له فيها مرتعا طال ام قصر هذه هى طبيعته فهو الوجه الاخر للحياه وحدها الوصفه الالهيه هى القادره على التخفيف على الانسان من شدة وطأته وثقل زيارته و بمن يرحل به وصفة الصبر والاحتساب الربانيه وحدها من يبطل مفعول اليأس والاكتئاب الذى يرحل تاركا اياهما يفتكان بالامل والرجاء لمن غفل او انغمس فى هذه الحياه انشغالا وتناسى قبيلها وصنوها. حتما ان هذه الحياة الدنيا ليست نهاية المطاف فليس من باب العدل الالهى ان تكون كذلك والا لفاز الظالمون وربح المستكبرين وهو امر لايتفق مع المنطق والعقل.
ان حزننا كبير يا "ال راشد" الكرام ولكن صبرنا اكبر وألمنا عميق ولكن احتسابنا للفقيدتان اعظم واملنا فى الله وعفوه وغفرانه يزن ما قد يعيشه الانسان وان جاوز عمر نوح عليه السلام مددا. لاشك ان صيحة " يمه انا ما اقدر اعيش من دونك....... يمه انا لحقتج" شقت عنان السماء تلك الليله قالها القلب الصغير المريض الذى كان يعتاش من وجود امه الى جانبه فهو لم يقوى على فراقها سوى سويعات قليله. صفاء الحب وشدته وحدت فى الرحيل وجعلت من القلبين قلبا واحدا لاينبض احدهما دون الاخر. اللهم نسألك مخلصين ان تجمعهما فى فردوس نعيمك الدائم وان تبدلهما دارا خيرا مما تركا وان تلم شمل الجميع فى حياة اخرى لاتزول. وان تفرغ على " ال راشد" الكرام وعلينا جميعا صبرا وسلوانا وتيقنا بلقا ئك. وان ترحم جميع موتى المسلمين.
جعلنا الله ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار