الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والدولة

أبو الحسن سلام

2009 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شغل المتزمتون كثيرا بربط الدين بالدولة منذ القدم ، حتى بات كل شأن من شؤون حياة الناس اليومية مقيد بمقولة دينية أو أمر رباني ، وقد وصلت تلك الموجة ذروتها في عصور الظلام حيث سيطرة الكنيسة على كل شأن من شؤون الناس صغيرها قبل كبيرها فتعطلت الحياة وتعقدت مصالح الناس ، فكل شيء له مرجعية دينية حتى دخول المرحاض والخروج منه مقيد بحديث أو تميمة تدينية . وقد رأينا أن تقدم الغرب لم يتحقق إلا بعد فصل الدين عن الدولة ، ومع ذلك مازال بعض المستمتعين بالجهالة يدفعون مجتمعاتهم في بلاد العرب بيداؤها وحضرها دفعا إلى ربط الدولة من ساقيها بحبال الدين المبتوتة . فإذا وقف صاحب رأي يدعو إلى فك عرى ذلك الارتباط القسرى تناوشته صيحات صحراوية ورجمته بفحش الكلام وتوعدته وترصدت خطواته ونحن في القرن الحادي والعشرين والسماوات المغتوحة ، في وقت كان فيه المفكرون والشعراء والحكماء لا يكتفون بفصل الدين على الدولة في دعوات مبكرة في القرون الوسطي العربية (القرن الثالث والرابع والخامس الهجري) ليس هذا فحسب بل تصل آراؤهم حدود الإنكار وعدم جدوى الخطاب الديني دون أن يتعرض لهم أحد وانظروا إلى أبي العلاء المعري وهو يقول في القرون الوسطى ( ق5 ه):
* ويعتري النفس إنكار ومعرفة وكل معنى له نفي وإنكار"

* "ريب الزمان مفرّق الإلفين فاحكم إلهي بين ذاك وبيني
أنهيت عن قتل النفوس تعمّدا وبعثت أنت لقتلها ملكين
وزعمت أن لها معادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين "

* "هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضلله
ثنتان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر ديّن لا عقل له "

* "يرتج في الناس أن يقوم إمام ناطق في الكتيبة الخرساء
كذب الظن لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعته جلب الرحمــة عنـد المســير والإرســـــاء
إنمّا هذه المذاهــب أســباب لجلب الدنيا إلى الرؤسـاء "

* "قـس يعالج دينـــــــه والشيخ من حنق يصيـــح
كل يعـــــزز دينــــــه يا ليت شعري ما الصحيح "

* ولا تحسبن قول الزور حقا ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في عيش رغيد فجاءوا بالمحال فكدّروه"

* إن الشرائع ألقت بيننا إحن وأورثتنا فنون العداوات
وهل أبيحت دماء الروم عن عرض للعرب إلاّ بأحكام النبواّت"

(أبو العلاء المعري)
أظن في هذا ما يكفي لرفض فكرة ربط الدولة بالدين















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضباب ضباب ولاح الطريق......
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 6 / 29 - 22:48 )
شرعية دول شمال افريقيا والشرق الأوسط قائمة اساسا على الدين والطبقة المتنورة(البورجوازية) متواطئة والأحزاب التقدمية قبائل معاصرة والفقر مدقع والجهل مستشر وووووو
الخلاصة : المهمة تاريخية تتطلب تضحيات جسيمة فتاريخ الشعوب كالسلحفاة يسير ببطء لكنه يسير
تحياتي الخالصة

اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني