الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الإسلام ترشو سيد القمنى

طاهر مرزوق

2009 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أن أسترسل فى مقالى أتوجه بالتهنئة إلى الإنسان سيد القمنى الذى يحظى يومياً بآلاف الجوائز والتقديرات من محبيه الذين يتابعونه فى كل موقع ومكان ليعيشوا لحظات إنسانية مع كلماته التى تعيد لهم إنسانيتهم المختطفة من الأنظمة السياسية العربية التى تنشر الفكر الأصولى الدينى فى مجتمعاتها وتفسد عقول الجميع.
بلا أدنى شك أن الدكتور سيد القمنى رجل يستحق وبجدارة كل الجوائز المصرية والعربية ، لكن مشكلة المصريين والعرب هى مشكلة أزلية مشكلة الجبن والخوف والنفاق والتقية التى تمارسها مختلف الأنظمة العربية التى تدين بالإسلام لتحكم بأسمه البشر ليصيروا رعايا يسهل قيادتهم.
الدكتور سيد القمنى أصبح فى الفترة الأخيرة مصباحاً كبيراً منيراً بفكره عالم الظلام الذى ينتشر فى العالم العربى ويا ليته ظلاماً عادياً بل ظلام أصولى متعمد نشره والسماح به من النظام المصرى وأجهزته المختلفة التى أنتهجت سياسة الأعمى والأخرس والأصم حتى تفعل التنظيمات الإسلامية الشرعية منها وغير الشرعية ما يحلو لها من غزو التعليم والثقافة والمجتمع بكافة مؤسساته وأرتكاب كافة الجرائم ضد إنسانية المواطن المصرى .
من أجل هذا المصباح الكبير الذى أصبح خطراً كبيراً على المجتمع المصرى والعربى الذى تتزايد أعداد المحبين له والمنصتين لأفكاره التنويرية ، كان لزاماً على النظام السياسى تدارك خطر الدكتور القمنى والعمل على تهدئة نبرة صوته التى أصبحت تتعالى يوماً بعد يوم والحد من أنتشارها بين الناس ، فوجدوا هذه الفكرة التى يعتقدون أنهم سينالون بها من صوت الدكتور القمنى ويجعلونه أقل خفوتاً ، فكرة الجائزة فكرة ذكية يفكر بها أصحاب التنظيمات السياسية الإسلامية ، لكنها ستخفق مع إنسان بحجم الإنسان والمواطن المصرى الكبير سيد القمنى ، لأنه إنسان ذو مبادى إنسانية عميقة تتحطم فوقها أى رشاوى بحجم الجائزة أو غيرها من الأساليب التى يجيدها رجال السياسة الأصوليون .
أتمنى أن تخطئ مشاعرى تجاه توقيت منح الجائزة للدكتور سيد القمنى ، وأتمنى أن تكون بالفعل الدولة المصرية هى التى منحت الجائزة وليست دولة مصر الإسلامية هى التى أشارت بمنحها على المسئولين فى الدولة التى أختلط فيها كل شئ ، وأصبحت مصر أم الدنيا فى مؤخرة الدول العربية الدنيا ، وتراجع دور المثقفين والفنانين والسياسيين وغيرهم لتسود ثقافة التخلف والظلام ، حتى أن المحسوبين على الفكر الظلامى أعتبروا منح الدكتور القمنى هذه الجائزة نكتة وغير مصدقين لها .
طبعاً أتمنى أن يكون هناك تغيير حقيقى فى قلب السياسة المصرية ليستعيد التنوير دوره ويستعيد رجال العلم والثقافة التنويريين أدوارهم بكل شجاعة وثقة ويكشفوا ما حدث ويحدث فى المجتمع المصرى من خراب وفساد صنعه أصحاب ثقافة التخلف والظلام الدينى الذين فرضوا أنفسهم على الوطن المصرى .
مرة أخرى أخلص التهانى للمواطن المصرى الأصيل سيد القمنى بالجائزة التقديرية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أتوقع تغيير
سردار أمد ( 2009 / 7 / 2 - 02:40 )
سيدي العزيز لا اتوقع تغيير حقيقي في قلب السياسة المصرية، لأنه حتى يتم التغيير يجب أن يفكروا بالتغيير، وهم لم يفكروا بذلك حتى الآن بذلك ،ومطلوبهم أستمرارية المصالح الضيقة، والتغيير لا يخدم ذلك المطلوب ... يعني مافي تغيير...وسبب أو جهة منح الجائزة لا نعلم عنها يا حبذا يخبرنا بها مفصلاً الدكتور سيد القمني مشكوراً.
والشكر لك سيد طاهر مرزوق


2 - بصراحة أنا متفائل
مصرى وبس ( 2009 / 7 / 2 - 02:40 )
يعنى شايف بصيص ضوء فى آخر النفق الطويل المدلهم فى ظلمته... عبد المنعم سعيد رئيس تحرير للأهرام!؟ ثم جائزة الدولة لأستاذنا القمنى!؟ يعنى يمكن؟ هل ممكن؟ لربما؟ ياليت؟


3 - ولكل داء دواء .... واء .. واء
Zagal ( 2009 / 7 / 2 - 03:42 )
التهديد لم ينفع مع الاستاذ سيد القمنى الا بضعة شهور ... اما الخيبه القويه انهم يستخدموا نفس الحيله القديمه اللى عملوها مع طه حسين ... وهو ترشيحه لمنصب كبير ليتنحى جانبا عن انتقادالبعض والعمل على التغير ....

ولكن هل الاستاذ سيدالقمنى لايعلم المراد ؟؟؟
ام ان السكينه سرقاه !!


4 - ليس القمني محده الذي حصل علي هذه الجائزة
توت عنخ آمنون ( 2009 / 7 / 2 - 04:25 )
لقد حصل عليها مع القمني وفي نفس الفرع 3 آخرون ممن يتبعون الحكومة ..لكن أغلب الناس فاكرة انها جائزة واحدة اسمها جائزة الدولة التقديرية وأعطوها للقمني ..!!! ناس كتير فاهمة الموضوع كده . - منح الحكومة الجائزة للقمني ليس بنية تغيير سياستها بل هو : شغل بولوتيكا


5 - القمني ليس من ينحني لدولة آلأسلام
فاطمه بنت ربيعه - أم قرفة ( 2009 / 7 / 2 - 05:12 )
يا أستاذ طاهر أن دولة آلأسلام أعتبرت آلمفكر الكبير سيد القمني من آلمؤلفة قلوبهم وبرشوته لم تخرج عن تعاليم اله آلقرآن الذي يخاف من آلمعارضة وشكرا


6 - شكراً لتعليقات الجميع
Taher ( 2009 / 7 / 2 - 10:22 )
أشكر الأخوة الذين علقوا على المقال وأتفق معهم فى أن التغيير صعب مع دولة مصر التى تحالفت مع الوهابية السعودية وتركت أبوابها مفتوحة لأموال الوهابية تفسد المجتمع المصرى ليعيش فى تخلف تام وهذا ما يريده حكام العرب الوهابيين.
واتمنى أن لا تكون الجائزة رشوة لإسكات صوت الدكتور سيد القمنى الذى بدأ يأخذ مكانه فى قلوب الكثيرين من المواطنين المخلصين لإنسانيتهم . مرة أخرى شكراً للجميع


7 - الي : مصري وبس
ومضات ( 2009 / 7 / 2 - 14:30 )
تعيين عبد لمنعم سعيد رئيس لتحرير الأهرام ، ومنح القمني جائزة . عمليات استئناس وتآلف مع الحكومة . وكما قال السيد كاتب المقال : رشوة .. وهذه الرشوة تاتي بنتائجها غالبا . مع الكثيرين . وعلي الاقل تهديء منهم كثيرا وتجعلهم ودعاء مؤلفة قلوبهم مع النظام المتأسلم ..


8 - تحجير العقل يبقى كارثة ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 7 / 2 - 17:55 )
تحجير العقل يبقى كارثة ليس فقط على أصحابها وإنما على البشرية جمعاء ، فالنفتش عن سبب تخلف مجتمعاتنا ، رغم ولادتها ونشوئها في أرقى الحظارات الفرعونية والبابلية والاشوريةوالفارسية، في راي السبب هو الاسلام سرطان الشعوب ،ويقال أن الاسلام هو الحل ، وكان اللذي في بلداننا ليس بالإسلام ، ألهم أهدنا الصراط المستقيم ، صراط اللذين أنعمت عليهم بالمعرفة والعقل ، وليس النائمين في كهوف غار حراء وتورا بورا ....!؟

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا