الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خسر الاكراد معركة كركوك ثانية؟

صبيح محمد حسن

2009 / 7 / 3
القضية الكردية


لعقود طويلة دخل الاكراد معركة كركوك و لكنهم في كل مرة كانوا يخرجون خالييّ الوفاض، يندبون حظهم العاثر او امكانياتهم المتواضعة او ضعف ادائهم السياسي للقضية على المحورين المحلي و العالمي. لكن هذه المرة ظهر للجميع وكأن هناك فرصة تاريخية سانحة ولايحتاج الاكراد الا الدخول فيها ليبلغوا حلما طال انتظاره، كان ذلك بعد ان بدأ الجيش الامريكي زحفه على العراق و ابدت قوات البيشمركة الكردية كامل استعدادها للتعاون مع الامريكيين للاطاحة بنظام دموي اتى على الاخضر واليابس في العراق. والحقيقة تقال ان القيادة الكردية ما كانت تحلم في يوم من الايام بان تضع يدها بيد قوة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية، و هي التي كانت تعاني لعقود طويلة من التهميش والاهمال. وبدا وكأن هناك فسحة من النور امام القضية الكوردية لتشق طريقها و تجد من يدافع عنها في المحافل الدولية الى جانب قضايا عالمية اخرى كالقضية الفلسطينية. وحالما بدأ النظام الدكتاتوري بالانهيار حتى برز على الساحة الكوردية رأيان يتصارعان حول كيفية الدخول الى مدينة كركوك، هذه المدينة التي عانت الامرين على ايدي الحكومات العراقية المتعاقبة، فظهر هناك من ينادي بدخول كاسح الى المدينة دون الأخذ برأي الامريكيين ومن ثم ازالة كل ما علق بها من شوائب النظام وتنظيفها من الوافدين من غير سكانها الاصليين. وبالمقابل دعا تيار ثان الى التريث حتى ينقشع غبار المعركة والتأني في دخول المدينة مع الامريكيين حتى لايتهم الاكراد بالهمجية، و حتما ستقوم الادارة الامريكية بمكافأة القيادة الكردية على حكمتها و سياستها المتروية، و التعاون من أجل اعادة المياه الى مجاريها و الحقوق الى اهلها بالطرق السلمية و وفق اليات ترضي الجميع، و خاصة ان الشعب الكردي اراد ان يكون اكثر حصافة في التعامل مع هذه القضية التي تثير حساسية اكثر من طرف و محاولة جعلهم على الحياد على الاقل، و كما رأينا فان الرأي الثاني هو الذي تغلب فدخلت القوات الامريكية مدعومة بالبيشمركة الكوردية الى المدينة التي انهكتها الحروب و عمليات التهجير القسرية و جلب الوافدين اليها تحت ضغط الوعود والاغراءات.
الان وقد مرت سنون ست على سقوط الدكتاتورية، يا ترى ماذا جنى الكورد من معركة كركوك؟ هل استحقت القوات الامريكية كل هذا التعاون و الاخلاص، هل ابدل الاكراد دكتاتورية قديمة بأخرى جديدة، هل خسرنا كركوك مرة أخرى؟.
البعض يتهم السياسة الكوردية بالوقوع في أخطاء كان من الممكن تجاوزها و تجنب محاذيرها و الاستقواء بقوات اجنبية لايمكن الاعتماد عليها الى النهاية. و بأعتقادي ان القيادة الكوردية لايمكن بأي شكل من الاشكال ان تلام على تعاونها مع الامريكيين خاصة في مسألة ازالة الدكتاتورية، و لكن يمكن ان نجمل الاسباب التي أدت الى ما يشبه ان يكون (خسارة) اخرى لكركوك كما يحلو للبعض ان يسميها:
1- رغبة أمريكا في قيام حكومة مركزية قوية في بغداد تستطيع تأمين التوقيع على المعاهدات و الاتفاقيات الاستراتيجية معها.
2- وقوف أمريكا موقف المحايد من القضايا الداخلية و احيانا المؤيدة للحكومة في بغداد و عدم الاستعداد للتضحية بالكل من أجل الاكراد.
3- الظغط و التدخلات التي تمارسها دول الجوار العراقي للحد من نفوذ وسطوة كورد العراق و بالتالي منع التمهيد لقيام كيان كوردي قوي يكون سببا في زعزعة الامن الداخلي لبلدانهم.
4- تخلي القادة العراقيين عن الوعود و الاتفاقيات خاصة بعد ما شعروا بشىء من القوة والاستقرار، و الدعوة هنا و هناك الى اجراء تعديلات جوهرية في الدستور، و هنا يصح الرأي القائل بأن لافرق في التفكير السياسي بين أغلب القادة العراقيين فيما يخص القضية الكوردية، فهم معك طالما كانوا ضعفاء و ضدك حالما يشعرون بالقوة.
5- الصراع و المنافسة الخفية و العلنية بين الحزبين الكورديين الرئيسيين في كركوك على توسيع مساحات النفوذ الحزبي على حساب تقديم نموذج طيب و صورة جميلة للادارة الكوردية في المدينة تكون حافزا للاطياف الاخرى ( العرب و التركمان و الاشوريين ) للقبول بالوضع الجديد وعدم الانصياع لأجندات خارجية.
و بالرغم من وجود المادة (140) من الدستور العراقي الذي يدعو الى اجراء احصاء سكاني ومن ثم الاستفتاء على مصير المدينة، فان الحكومة العراقية ومعها دول الجوار و قوى عراقية محلية اضافة الى دول عربية معروفة تبذل قصارى جهدها من اجل تأجيل تطبيق هذه المادة قدر الامكان و من ثم محاولة الغائها الى الابد باية وسيلة كانت لكبح جماح الكورد الذي ظهروا و كأنهم يطالبون لا بل يمارسون حقوقهم في صيغة سياسية تتجاوز الفدرالية و تتعدى ذلك باتجاه صلاحيات المركز.
من هنا يحاول الجميع حصر اقليم كوردستان في محافظات ثلاث بعيدا عن كركوك الذي و ربما حسب اعتقادهم سيكون حافزا و نواة لكيان كوردي في المستقبل سيقض مضاجعهم و يعبث بخريطة رسموها لانفسهم على حساب طموحات الشعب الكوردي المكبوتة لعقود طويلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه هي الحقيقه
nfsa ( 2009 / 7 / 3 - 01:37 )
لا يريد الاكراد ان يقتنعوا بان هذا الحلم لضم كركوك لا يتحقق ابدا وينسون او يتناسون الدول المجاوره التي تضع امام كركوك والموصل ايضا خط احمر وخصوصا تركيا فهل ينتظرون ان تقوم تركيا بضمهم جميعا اليها. لقد نسوا بان هناك اكرادا في تركيا يفوقوهم في العدد وكذلك في ايران وعليهم ان يفكروا قبل اتخاذ اي قرار على الاقل في الوقت الراهن.

اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو