الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير الرازقين

محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان

(Mohammed Fadi Al Haffar)

2009 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعني اليوم موضوع عن المجاعات والفقر وكيف يموت بعض الناس جوعا في مجاهل أفريقيا والهند وبعض بقاع الأرض..
وقد أثار هذا الموضوع سؤال على أحد المواقع عن عدل الله بين خلقه وكيف يكون أحدنا سعيد مترف والأخر فقير مدقعا لدرجة الموت؟!
فجاء ردي عليه على النحو التالي :
إن موضوع الأرزاق هذا سيدي يختلف كثير عما تصفه لنا من أن الله غير عادل رغم أن هذه الصور التي عرضتها علينا تدمي القلوب..
فالله سبحانه وتعالى قال عن نفسه بأنه خير الرازقين :

(((ام تسالهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين ))) المؤمنين 72

أي أنه يوجد رازقين غير الله سبحانه وتعالى ليكون هو خيرهم وأحسنهم كونه هو خيرالرازقين في مفاضلة بينه وبين الرازقين...
وعليه
من هم هؤلاء الرازقين وماهو دورهم في ماهو عليه العالم اليوم من بؤس ودمار؟
تمتاز خيرة الله سبحانه وتعالى هنا عن باقي الرازقين بالتالي :
كأن تكون أنت قد ذهبت مع زوجتك في رحلة تطول لمدة شهر وكان لك أولاد بالغين بعض الشيئ ....
فتركت لهم مبلغ من المال لقضاء حاجاتهم وتركت لهم كفايتهم من مخزون الطعام ...
ثم قام أكبرهم أو أقواهم أو أكثرهم خبث وحيلة وما إلى ذالك بأكل حقوق إخوته من المال والطعام المخزون إن كان بإخفاءه وتغيره مكانه أو أكله بشراهة من حصصهم ..
وعليه
فهل يكون الأب هنا هو المسؤل عن هذه الحالة إم أن طمع الإخوة بين بعضهم بعض هو السبب؟
هكذا هو الحال عزيزي مع الله سبحانه وتعالى والإنسان الذي هو خليفته على الأرض ...
فقد قدر الله سبحانه وتعالى في الأرض أقواتها لقوله :

((( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ))) فصلت 10

وكما ترى فإن الله سبحانه وتعالى قدر في الأرض أقواتها سواء للسائلين ( بمعنى قسمة العدل للجميع ) ....
ثم قال لنا بأن الإنسان هو الخليفة على الأرض ...
أي أن الرازقين هنا هم الإنسان والذي هو خليفة الله المكلف على الأرض والذي من المفروض عليه أن يقسم قسمة العدل في هذه الأقوات ....
كما وأنه نبهنا تبارك وتعالى بأن لايبغي بعضنا على بعض لأننا جميعا في مرتبة واحدة عنده وإن ختلفت عقائدنا لأنه هو مصدرها:

((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ))) الحجرات 13

فالذي جعلنا شعوب وقبائل مختلفة الأعراف والتقاليد هو الله سبحانه ووتعالى .... ثم قال بأن أكرمنا هو أتقانا ولم يحدد له قومية أوعرف من الأعراف ...
أي أن قسمة العدل في أقوات الأرض حق للجميع أي كانت عقيدته وهي ليست حكرا على أحد بأن نأكل حقه بحجة تكفيره وخروجه عن عقيدتنا كنوع من التحزب المرفوض شكل وموضوع لتعارضه مع العدل والأن المولى تبارك وتعالى كان قد حزرنا من التحزب بقوله:

((( فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ))) المؤمنون 53

((( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ))) مريم 37

فالتحزب مرفوض عند الله سبحانه وتعالى لأنه عادل ولإننا جميعنا صنع يديه الكريمتين ...
وأما القول بأن الدين عند الله الإسلام والذي يقوم على موجبه اليوم موضوع التحزب والأحزاب والتعنصر فإن الخطأ فيه عائد علينا لإننا لم نفهم كلام الله سبحانه وتعالى وماهو المقصود به بالإسلام ...
وعليه
ماهو الإسلام الذي يقال فيه ((( ومن يتبع غير الاسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو فى الآخره من الخاسرين )))

يعود الخلط هنا لعدم فهمنا لكلمت إسلام وخلطها مع كلمت إيمان
فالإسلام على نوعين:
1- الإسلام الطوعي والذي يأتي دائما بمعنى الإيمان.
2- والإسلام عن كره والذي يأتي بمعنى الإستسلام للقدر.
وعليه
فهل تستطيع مثلا وحتى وإن كنت ملحد أن تأكد لي أو لنفسك بأنك لن تموت؟
إذا فأنت مسلم ومستسلم لقدرك والذي هو الموت .
فالإسلام شيئ والإيمان برسالة رسول من الرسل كمحمد ( ص ) شيئ أخر تمام .
تقول الأية الكريمة التالي :

((( افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون ))) أل عمران 83

وهنا نرى بوضوح كيف أن كل من في السماوات والأرض كانو قد أسلمو في الماضي إن طوع أو كرها وإنتهى الأمر لقوله ( أسلم ) التي تفيد الماضي .
وعليه
فهل جميع من في السماوات ومن في الأرض من الذين أسلموا طوعا أوكرها كانو يصلون صلاة محمد ( ص ) ويتوضؤن وضوءه؟
هل كان المسيح عيس ابن مريم ( ص ) على صلاة المصطفى؟
هل كان كليم الله موسى ( ص ) على صلاة المصطفى؟
هل كان بوذا وغيره وغيره على صلاة المصطفى؟
بالطبع لا...
ومع ذالك فجميعهم من المسلمين إن طوع أو كرها بشهادة الأية الكريمة حيث أنهم من سكان السماوات والأرض والذين أسلمو إن طوعا أو كرها وإنتهى الأمر.

((( بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )))

وبما أننا أصبحنا نعلم الأن بأننا جميعنا مسلون إن طوعا أو كرها فيكون هذا الجزء ( بلى من أسلم ) من الأية الكريمة قد شرح معناه بناء على آية الإسلام الحتمي إن طوعا أو كرها .
ليأتي بعدها قوله تبارك وتعالى ( وهو محسن ) والتي تأكد التخير ...
أي أن الإحسان وحده هو ماتستطيع الخروج عنه بإختيارك , لأنه مسألة تخير بين الخير والشر ...
أي أنك تستطيع أن تخرج عن الإحسان لإنه إختياري , ولاتستطيع الخروج عن الإسلام لأنه قصري ...
وعليه
فهناك الإسلام المشروط بالإحسان والذي يأتي بمعنى الإيمان وهو ماتستطيع الخروج عنه لأنه إختياري.
وهناك الإسلام الشمولي بمعنى الإستسلام للقضاء والقدر والذي لاخروج عنه بأي حال من الأحوال ...
والأن
كيف نحكم على من يؤمن بعقيدة غير عقيدتنا بأنه غير مسلم مع العلم بأنه مسلم إن طوعا أو كرها ولنكفره بعدها ونحرمه من حقوقه في قسمة الله سبحانه وتعالى له من مقدرات الأرض؟!
إذا
فإن ماكان منا نحن الرازقين سيدي هو أننا أكلنا لحوم إخواننا من بني جنسنا نيئ عندما تمتعنا على حسابهم بقسمة ضيزا بسبب تقسيمنا للناس لشيع ودول وعائلات وما إلى هنالك من تقسيمات مرفوضة أنستنا أصلنا الواحد وهو الإنسان , وليكون الخطأ في توزيع الأرزاق عائد علينا نحن الرازقين من بني الإنسان وعلى طمعنا الذي لاحدود له من جمعنا للمال وكنزه بما لانستطيع صرفه طيلة آيام حياتنا فقتلنا بذلك النفس التي حرم الله قتلها إلآ بالحق عندما منعنا عن اخواننا في انسانيتنا حقوقهم بأن تصل لها بسبب الظروف التي جعلتنا نتمتع بحقوق غيرنا بما وقع تحت أيدنا من أرزاق الله على الآرض والتي هي أمانة في أعناقنا إن كنا ندرك معنى كلمة العدل.
ولا يعود الخطاء في توزيع الأزراق على خيرالرازقين الرحمان تبارك وتعالى والذي قدر في الأرض أرزقها قبل أن يتركها أمانة بين أيدينا ويجعلنا خلفاءه عليها ولكم بنور شمسه الذي يسطع على الجميع خير دليل وكيف أنه لم يجعله حكر لنفسه أو لآمة من الأمم كان قد إختراها.
وأما الإنسان فلو إستطاع التحكم بنور الشمس ودفئها وطاقتها التي قد لاتنتهي فصدقني بأنه سيحتكر هذا الطاقة النفسه لآنه مناع للخير محب لجمع المال بطبيعته من حب الذات.
أخي الباحث عن الحقيقة
إن قمة الحقيقة تكمن في إختلافنا وتنوعنا وجعلت الله لنا في مانحن عليه من إختلاف
وان لم يصبح الإنسان بكل أعراقه وأطيافه خط أحمر ومقدس بالنسبة لنا وكما هو الله والرب ويهوه وبوذا خطوط حمراء مقدسة للمؤمنين بها فسنقع دائما تحت قائمة القاتل المجرم الذي يقتل النفس التي حرم الله قتلها إلآ بالحق لإننا جميعنا مسؤلين عن ذاك الكهل أو الطفل الذي يموت جوعا في مجاهل أفريقيا والهند بمنعنا عنه حقه من القسمة العادلة في مدخرات الأرض.
أي أنه لابد لك أن تعقل بأن الإنسان هو الله - لأنه خليفة الله على الأرض - ثم لك أن تنظر بعدها أي المحرمات ترتكب بحقه يوميا من تطاولك على مقدساته وظلمك وقتلك اليومي له بقتلك لخلفيته من جميع أطيافه كونه لاقدسية لشيئ عند الله أكثر من قدسية الإنسان الذي أسجد له ملائكته.

كل الود والإحترام للجميع










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحترام العقل ناقص فى المقال
Taher ( 2009 / 7 / 4 - 20:27 )
معذرة يا اخى كاتب المقال ، فين البداية وفين النهاية وعن ماذا يتحدث المقال وفين المنطق فى الكلام وهل هو نسخ ولصق عبارات لا علاقة بينها ؟ أرجو أن يكون هناك شوية منطق لأن الناس زهقت الترويج لأشياء أصبحت تتكشف فضائحها يوماً بعد يوم ، فالقارئ يحتاج إلى أحترام عقله ، وعلى الكاتب أن يسأل نفسه : أنا عايز أقول إيه ؟ فالكلام الإنشائى عن تفسير آيات لا يقبلها عقل إنسانى لا طوعاً ولا كرهاً يعنى كلام ضد العقل وكلام ضد إله لا يفهم شيئاً بالعربى الفصيح .


2 - ليس لله علاقة بالرزق من الأصل !!
صلاح يوسف ( 2009 / 7 / 4 - 21:14 )
تقول: ( وقد أثار هذا الموضوع سؤال على أحد المواقع عن عدل الله بين خلقه وكيف يكون أحدنا سعيد مترف والأخر فقير مدقعا لدرجة الموت؟ ).!

أما عن غنى دولة عدد سكانها عشرة ملايين مثل السويد وفقر دولة مثل الهند فيرجع سببه بالكامل إلى الإنسان في هذين البلدين.

السويد دولة بها حقوق إنسان كمنظومة متكاملة وشاملة. حتى الحيوانات لها حقوق كالحق في طبيب يشرف على صحتها وأنظمة غذائها. السويد دولة ديمقراطية بها تعليم متطور وهذا جعل من الملايين العشرة يصنعون الفولفو ويساهمون بجدية في صناعة طائرات الأيرباص ولهم باع طويل في التكنولجيا العالية كالهواتف الخلوية وقطع الكمبيوتر. هناك ضمان اجتماعي كامل للعاطلين عن العمل والذي يفيد منه العرب المصابون بالكساح والشلل المزور هرباً من مسؤولية العمل.

بالمقابل فالهند لديها ديمقراطية مشوهة وإنسان متخلف عقائدياً يلهث وراء حجابات السحر. إنسان كسول يخضع لآلاف السنين للإقطاع الذي يمتلك آلاف الدونمات ويعاملهم معاملة العبيد ولا يثورون عليه. إنتاج الأرض ليس هو الأمثل بينما يقتل الهند التكاثر البشري الذي لا تضبطه ضوابط ( مثل المسلمين ). المسلمون يضحكون على بعضهم بالقول أن الله يخلق المخلوق ويخلق زرقه معه !!! حيلة ساذجة لجعل الناس تتكاثر دون ضابط والهدف لكي


3 - لن تستطيع حفر عقولنا هنا في هذا الموقع يا أستاذ حفار
كمال فوزي ( 2009 / 7 / 4 - 22:41 )
تخيل يا أستاذ حفار لو لم تكن وُلدتَ لعائلة مسلمة أسمتك محمد ، فهل كنت لتختار لنا تلك الآيات من كتاب المسلمين لتحاول إقناعنا بها؟
فقل لنا كيف سمح - خير الرازقين- لثلة من الأشرار بالاستحواذ على الرزق الذي تركه للمستضعفين وهو - العادل- و - القدير- وباقي أسماءه الأربعة واربعين، آسف قصدي التسعة وتسعين.


4 - What?
yaser ( 2009 / 7 / 5 - 04:44 )
What are you trying to say ?

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با