الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل البشري يسعى للايمان

طريف سردست

2009 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا نملك خاصية الايمان ونسعى للرضوخ لسلوك ديني؟
على هذا السؤال يجيب علماء الجملة العصبية الدماغية. الدراسات تشير الى ان الانسان يملك منظومة مماحكة عقلية تجعلنا مهيئين للايمان بقوى غير طبيعية. في مدينة بلفاست من ايرلندا الشمالية تمكن الباحث Jesse Bering, من جامعة كوين، ان يبرهن على ان ابتداع قصة وجود "شبح" يمكن ان يقلل الغش عند الطلاب. التجربة قامت على إجراء امتحان لطلاب احد الصفوف. قبل الامتحان جرى اخبار نصف الطلاب بأن شبح شخص قد مات من فترة قصيرة تمت رؤيته يتجول في صف المدرسة (في بيئة تؤمن بمثل هذه الحوادث). المعطيات تشير الى ان هذا النصف كان اكثر اخلاقية من البقية.

وحتى إذا كان الطلاب من غير المتمسكين بالتعليمات الدينية او غير المؤمنين بالقوى الخارقة، يظهر انهم ايضا يتأثرون بقصة الشبح المختلقة ويقعون تحت تأثير نشوء مفاجئ لفكرة " قوة عليا" تراقبنا وتحكم على تصرفاتنا، تماما وكأن هناك انسان يراقبهم من الخلف.

في تجربة اخرى قام الباحث السابق بدراسة البدايات التي يبدأ فيها الطفل بالايمان بقوى خارقة. لقد قام بتأليف شخصية خيالية عن اميرة غير مرئية اسما آليس. وروى القصة في صف الاول الابتدائي. بعد ذلك جرى اخبارهم الى انه لايجوز فتح احدى العلب المعينة في غياب الكبار. بالمقارنة مع ماقبل رواية القصة، انخفض عدد الدين فتحوا العلبة الى حد كبير. بهذا الشكل يكون الاطفال قد ربطوا عقليا سلوكهم مع القوة الخارقة (الاميرة آليس) منذ عمر السبعة سنوات. الباحثين اخبروا الاطفال ان الاميرة آليسا قادرة على مساعدتهم في اختيار العلبة الصحيحة من بين علبتين. عندما يمد الطفل يده لاخذ احدى العلبتين يحدث شئ غير متوقع، مثلا تقع لوحة معلقة من على الحائط. الاطفال الصغار يفسرون الامر على ان " اللوحة وقعت لانها لم تكن مثبتة جيدا"، في حين ان الاطفال الاكبر سناً وبنسبة 80% يفسرون الامر على انه " الاميرة آليس تكلمت اليهم واخبرتهم ان عليهم ان يختاروا العلبة الاخرى".

كيف يمكن ان يوجد جذور لسلوك يسعى الى ربط الظواهر بقصص خيالية، نشأت في ظروف لاعلاقة لها بالظاهرة؟ العلماء يعتبرون ان الرغبة في رؤية "معاني واهداف في كل شئ"، لها جذور في منظومتنا العقلية التي تطورت وجرى تجربتها واختيارها في الجماعة الاجتماعية. الانسان كائن متميز في عالم الحيوان، بفضل تخصصه في فرع يعتمد على الوعي كخاصية رئيسية من خواص الافشليات، حيث نعتمد على استقبال المعلومات القادمة من محيطنا ، بما فيه المحيط الاجتماعي، ومعالجتها واستخلاص النتائج المناسبة منها.

منذ عام 1976 تمكن البسيكولوجي Nicholas Humphrey, من البرهنة من خلال دراسة جرت على الشبمانزي الافريقي، ان الحياة في جماعات اجتماعية تتطلب من الفرد، طاقات دماغية اكبر من الطاقات التي نحتاجها لحل اكثر العمليات التكنيكية تعقيداً. فيما بعد جرى تأكيد هذه النتائج مرارا، واليوم فإن التحديات العقلية، مثل التمكن من حساب شبكة العلاقات الضرورية التي يجب اخذها بعين الاعتبار، سلبا وايجابا، من اجل تلافي معضلات في سلوكنا القادم، تعتبر قوة كبيرة في تحريض بناء وتركيب وتشكيل قدراتنا العقلية في مسيرة تطور منظومتنا العقلية الى صورتها الحالية.

هذه المنظومة العقلية الموجودة في الدماغ الانساني، جرى في السنوات الاخيرة دراستها بكثافة. بعض هذه الدراسات جرت على يد البسيكولوجي Pascal Boyer, من جامعة واشنطن الامريكية، حيث يؤكد ان بنية الدماغ هي التي تجعل من ظهور الاديان امر ممكن. باسكال بيير لايقصد ان الدماغ يملك " مركز إلهي" وانما على العكس تماما، تظهر الدراسات ان ان النشاط الديني في الدماغ يتوزع على عدد من مناطق الدماغ، وهي مناطق تشارك في نشاطات اخرى ايضا. ان باسكال بيير يفسر الامر بأن " منظومة التفكير العقلي" هي التي نشأت بطريقة تجعلنا قابلين لتقبل الاشكالات وطريقة التفكير الديني، تماما كما هو الحال في قابليتنا للاعجاب وقبول الموسيقى والاهتمام بالسياسة او السعي لإقامة علاقات عائلية.

احدى اهم الاكتشافات هي التي تظهر ان الدماغ له القدرة على خداعنا، الى درجة تجعل المؤمنين يقومون بأعمال تتعارض مع ايمانهم نفسه. من الامثال على ذلك ان يجلس المؤمن بالإله الابراهيمي (المسلم والمسيحي واليهودي)، على ركبتيه ويرفع رأسه الى السماء، ويبدأ في التفاوض مع الله، كان يقول " إذا شفيتني، فأنني سأقوم ببناء جامع"، في ذلك يقدم لنا الدماغ الله وكأنه بشر مثلنا وله نفس عقليتنا، في حين ان ذلك يفترض ان يتطابق مع النظرة الوثنية الى الله. ان مفهومنا الواعي عن الله يتعارض تماما مع مفهومنا الغير واعي، والذي نراه في السلوك الشائع للاغلبية. المثير ان المؤمنين في اغلب الثقافات يكررون السلوك نفسه، إذ وعلى الرغم من اختلاف الاديان نجد ان كيفية رؤية الفرد لإلهه هي نفسها. احدى الخصائص الاخرى للدماغ والتي لها علاقة بخلق تصوراتنا الدينية، اننا نتذكر الاحداث والقصص بطريقة افضل إذا كانت تتعارض مع الواقع الفيزيائي. مثلا احداث الاسراء والمعراج، او السير على الماء او ان يكون غير مرئي ويخترق الجدران او قصص السحر والسوبرمان. دماغنا يلاحظ على الفور الامور الغير طبيعية، ويحفظها، ويتتداولها، خصوصا في المجتمعات السابقة، حيث كان سرد القصص المتوارثة في الامسيات وعلى طريقة الحكواتي، هي الاسلوب الاكثر شيوعا لتمضية الوقت، على مستوى المدينة او القرية او العائلة.


التطور هو الذي اعطى الاديان صورتها الراهنة

القصص الدينية التي نراها اليوم، يمكن النظر اليها على انها النسخة الاخيرة او المرحلة الاخيرة في تطور سلسلة من الروايات كانت تهدف الى التقاط انتباهنا، وساهمت في تحسين ذاكرتنا، لتصبح بذاتها اداة " الانتقاء الطبيعي". إذا اضفنا الى ذلك خاصيتنا على تصوير الامور وكأنه " لكل شئ معنى وهدف" يمكن ان نفهم اسباب انتشار ظهور الالهة والارواح ذوي المواصفات البشرية في جميع الثقافات بغض النظر عن صورة الدين الذي جرى انتاجه..

من هذه الزاوية يمكن النظر للاديان على انها " فكرة ثقافية"، وبالتالي ظاهرة طبيعية، يجري توريثها من مستوى واعي الى مستوى اخر. يفسر فلاسفة التطور، ومنهم Daniel Dennett, من جامعة توفتس في ولاية ماسساتشويتس الامريكية ان هذه الافكار يمكن ان تكون قد تطورت في الوعي الجماعي للجماعة وجرت إعادة صياغتها لتعكس منظومتنا العقلية بمختلف خصائصها، والنقاط التي جذبت انتباهنا اكثر هي التي بقيت في الذاكرة حية وبالتالي امتلكت فرصة الانتقال الى الاجيال اللاحقة وحققت اكبر انتشار.

مثلا يمكن ان نأخذ فكرة " الحياة الخالدة". عادة تسوق هذه الفكرة على انها الجائزة التي تغري بها الاديان اتباعها، وهي فكرة مصممة على الاغراء وفي ذات الوقت إخفاء انها تموه القدرة على التأكد من وجود الاله. " منح" الحياة الخالدة كجائزة، هي بعكس فكرة بقية الاديان الاخرى التي تطالب " وتأخذ" التضحيات والهدايا من اجل إعطاء محصول افضل، او للحصول على ولادة موفقة، ومثل هذه الديانات تخاطر بأن يقوم اتباعها بالتحول الى ديانة اخرى، الى ديانة تملك إلها اكثر كرماً واقل حاجة للعطايا المادية اليومية والمُنظمة، وعندها فإن إبتداع فكرة " الحياة الابدية" قد قدم جاذبية خاصة، وبالتالي شكل افضلية للدين الذي تعود حقوق تأليف الفكرة اليه.

بهذا الشكل، نرى ان الدين هو احد اقوى القوى التي شكلت البشرية، بما فيه اليوم، حيث تنتصب العديد من المطاحنات على خلفية دينية. ان تتمكن الابحاث اعلاه ان تشير الى اننا اكثر ذكاء، عندما يتعلق الامر بتفسير القوى الطبيعية التي تقف خلف ميكانيزم ظهور الدين، يقدم لنا الامل في ان نتمكن من فهم هذه القوى الهائلة بصورة افضل، ونتمكن من تحييدها او استخدامها لمصلحة الخير الانساني.

على خلفية هذا الاستعراض لابد من الاشارة الى ان " الاصطفاء الطبيعي"، يحصل بمستويين:
المستوى الاول: الاصطفاء الطبيعي على صعيد الافراد، وهو الشكل الشائع المتفق عليه، حيث الفرد الذي يحصل بطريق الصدفة على خصائص افضل مما لدى بقية افراد المجموعة، يتمكن، غالبا، من البقاء على الحياة افضل من بقية الافراد، ويجني فرص اكبر لنشر جيناته على قدر اكبر من الاناث. في حين ان ذوي الخصائص الاقل افضلية غالبا هم الذين يتعرضون للموت مبكرا.

المستوى الثاني: الاصطفاء الجماعي، بعض العلماء يشيرون الى ان الاصطفاء يمكن ان يتم للجماعة بكاملها، إذا كانت تملك افضلية تطورية عن بقية الجماعات، تسمح لها بالذات بالبقاء على الحياة في الصراع مع الجماعات الاخرى. عوضا عن ان تكون هذه الافضلية بيلوجية حدثت على المستوى الجيني، يمكن ان تكون ثقافية، ليصبح الاختيار بين الثقافات، فالجماعة التي تملك " الدين الاكثر فعالية" تحيا، بغض النظر عن الجينات على المستوى الفردي.

لهذا السبب نرى تننوعا شديدا بين ماانتجه الانسان من اديان او ثقافات إعتقادية، تختلف كثيرا فيما بينها، ولاتزال مثل هذه الاديان تنشأ حتى اليوم وتجد رواجا كبيرا. بعض هذه الاديان ستبدو غريبة لثقافة اخرى بعيدة عنها، وقد تكون غير مفهومة على الاطلاق. هنا بعض الامثلة على هذه الاديان

Jainsmen, احدى الاديان العريقة والقديمة في الهند، ولاتملك إلها على الاطلاق. تقول هذه الديانة ان جميع الاحياء متساويين، ولذلك نجد ان المؤمنين بها نباتيين، من اجل الحفاظ على حياة الاحياء. وعلى الرغم من ان هذه المجموعة الدينية ناجحة اقتصاديا للغاية، نجد ان كهنة هذه المجموعة يعيشون في فقر مدقع، حسب عقيدتهم. رجال الدين لايحق لهم امتلاك اي شئ على الاطلاق، وبعضهم لايمتلك حتى الملابس التي تغطي اجسادهم، ولذلك نراهم عراة تماما يسيرون في الطريق.

للوهلة الاولى قد تبدو هذه الديانة غير قابلة للحياة، وكان عليها ان تنقرض من عصور، خصوصا ونحن نعلم ان الكهنة ورجال الدين عادة يصبحون الطبقة الاكثر غنى والاسرع استغلالا للدين. حسب عالم بيلوجيا التطور الامريكي David Sloan Wilson, من جامعة نيويورك، يملك هؤلاء الكهنة وظيفة غاية في الاهمية بالنسبة للمجتمع " كشرطة اخلاقية"، تماما كما هو حال "الهيئة" في دولة الوهابية السعودية، حيث يسرحون في الطرق بين اتباعهم ليذكرون الناس بضرورة اتباع القيم الاخلاقية. الانتماء الى عضوية " الشرطة الاخلاقية" في هذه الديانة، على الرغم من انه لايحمل في ذاته اية فائدة مالية، على العكس مما هو الحال مع مطاوعة الوهابية السعودية، الا انه يحمل قيمة اجتماعية وروحية كبيرة، ويلقى احتراما كبيرا من جميع فئات المجتمع، الذين يحظون بشرف كبير عند زيارة افراد هذه المجموعة لهم في بيوتهم، حيث يتلقون الطعام والشراب فقط. بهذا الشكل تكون هذه المجموعة الوسيلة التي تصهر الجماعة وتخلق وحدتها وتضامنها، وتؤكد قيمها الاخلاقية والسلوكية، وتحافظ على تميزها وخصوصيتها، وبالتالي تحقق الفائدة التي تستحق تضحيات المجتمع. هنا يمكن تقديم هذه الجماعة كنموذج على الاصطفاء الجماعي.

يمكن طرح مثال اخر على كيفية نشوء الاديان، من خلال طرح كيفية ظهور دين جديد وصغير. عبر تاريخ البشرية ظهرت الملايين من الاديان الصغيرة ، والتقديرات تشير الى احتمال نشوء مابين دين الى دينين يوميا، تعيش اقل من عشرة سنوات. الدين يمكن ان ينشأ بعدة طرق، واحيانا بطرق غير متوقعة وسريعة.



احدى الامثلة المثيرة للدهشة هو مايسمى " عبادة جون فروم" John Frum Cult, والذي ظهر على جزيرة تانا Tanna, من مجموعة جزر Vanuatu, الواقعة في المحيط الهاديء في ظل الحرب العالمية الثانية. " المسيح" في هذه الديانة كان جون فريوم وهو شخصية غير مسجلة في اي ارشيف رسمي. حسب رواية اهل الجزيرة تكلم معهم للمرة الاولى عام 1939 من خلال توارد الخواطر، او بالوحي، حسب التعابير اللاهوتية الاسلامية. بعد بضعة سنوات جاءت القوات الامريكية الى الجزيرة في حربها ضد اليابان بعد مهاجمة اليابانيين لميناء بيرل هاربورت الامريكي عام 1941، وعندها اخذ دين الاله جون فريوم منحى جديدا.

في شمال مجموعة جزر فانواتو، قامت القوات الامريكية ببناء قاعدة بحرية وقام الامريكيين بتشغيل أهل الجزيرة في عملية البناء. سكنة الجزيرة اصيبوا بالدهشة والذهول من الغنى والتكنيك الذي رؤه في القاعدة. لقد اصبحت قصصهم تذكر كيف ان الرجل الابيض لايحتاجون ابدا تصليح مايتعطل وانما فقط يرسلوه الى البحر ليأتي مكانه جديد. اهل الجزيرة الذي كانوا قد اصبحوا مسيحيين بفضل البريطانيين كانت علاقتهم متوترة مع البريطانيين. مع التغييرات الجديدة توقفوا عن الذهاب الى الكنيسة وبدؤا بصنع موديلات عن الطائرات الامريكية والخوذ الامريكية واصبحوا يحملون عصيان على شكل البارودة. لقد فهموا ان سلوك الامريكيين هي طقوس دينية، وهي التي تسبب رضى الاله الامريكي عنهم ليرسل اليهم الغنى. لقد اعتنقوا الدين الامريكي، واصبحوا يصبغون او يوشمون صدورهم بتعبير "USA". عام 1957 جرى الاعتراف بدينهم رسميا، ولازال موجودا حتى اليوم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأهم الجائزة
مايسترو ( 2009 / 7 / 10 - 10:45 )
شكراً أستاذ(طريف) على هذه المقالة الرائعة، وقد صدقت فيما أوردته والذي جذب انتباهي، وهو أن الناس تؤمن فقط لمجرد الحصول على الجائزة، فجيمع الأديان الابراهيمية وغيرها يوجد لديها جائزة في اتباع تعاليمها، ولا يمكن استثناء أي دين من هذه القاعدة، والاختلاف بين الأديان هو فقط في نوعية الجائزة التي سينالها مريديه، ولك التحية.


2 - حاجه الانسان للدين
Masry ( 2009 / 7 / 10 - 15:08 )
حاجه الانسان للدين يبدوا أنها نشأت نتيجه للخوف من المجهول وفى حقدمته الموت وعدم الاحساس بالأمان فالانسان البدائي كان معرضا لأخطار جمه من الحيوانات الاخرى وكوارث الطبيعه والمرض والقبائل المعاديه- والانسان الحديث ليس بعيدا عن هذا أيضا-, ولذلك كان يحتمي بمن هو أقوى فكطفل هو أحتمي بأبيه وكبالغ أحتمي بأقوياء القبيله ولكن هؤلاء فشلوا فى حمايته من الموت والمرض وكوارث الطبيعه فكان عليه أن يبحث عن الأب القوي القادر فأخترع اله يحتمي به من هذا أو ذاك ونشأ الدين ثم تطور البحث عن ذلك الأب القادر علي كل شيء الذى بيده أن يميت ويحيي ويسيطر علي الطبيعه ويعرف ماذا سيحدث غدا ويشفي من الأمراض والبقيه معروفه وتحياتي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب