الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا

صالح سليمان عبدالعظيم

2009 / 7 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



جاء مقتل السيدة المصرية في ألمانيا ليكشف عن حجم العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا وأميركا على السواء. ورغم الاختلافات النسبية بين دولة وأخرى فإنه من الواضح وجود اتجاه عدائي يغذيه الإعلام الغربي تجاه المهاجرين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص.
لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أميركا والعمليات التي تمت بعد ذلك في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وأسبانيا في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، والتي وصلت في أسوأ حالاتها إلى مهاجمة المساجد وحالات القتل القائمة على الكراهية ورفض الآخر مثل حالة مقتل السيدة المصرية على يد المتطرف الألماني أمام طفلها وداخل مبنى المحكمة الألمانية. وبغض النظر عن بعض ممارسات المسلمين التي لا يجب أن يُلام عليها كل المسلمين، فإن هناك العديد من الأسباب التي تضعهم في بؤرة وعي الآخر الغربي، وتثير الكثير من العداء الديني والعرقي ضدهم.
يأتي الحجاب على رأس الأسباب التي تضع المسلمين في بؤرة الوعي الغربي، وهو ما يظهر من خلال حجم النقاش الدائر في الكثير من الدول الأوروبية حول حجاب فتيات المدارس وضرورة منعه، وربطه بالتوجهات العلمانية الأوروبية. ويمثل الحجاب رمزا لافتا للنظر بالنسبة للغربيين يفصل بين الشرق والغرب، ويستدعي كل الحمولات الدينية المرتبطة بالعداء الإسلامي المسيحي.
ويزداد توجس الغرب في ضوء الصعوبات المرتبطة بعدم اندماج المسلمين داخل المجتمعات الغربية وبشكل خاص المرأة المسلمة المرتدية للحجاب. فكيف يمكن لامرأة مسلمة تعيش في أي من الدول الأوروبية أن ترتاد حفلة موسيقية راقصة أو ترتاد البارات الليلية. وهو أمر يقود لا محالة إلى الاحتماء بالمجتمعات الإسلامية الضيقة ويخلق عزلة بين المسلمين وبين الفضاء المجتمعي الذي يعيشون فيه. يساعد على ذلك ارتفاع نسب البطالة وضعف الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الكثير من الدول الأوروبية للمهاجرين وتعمد عزل المسلمين في ضواحي فقيرة الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد تمسكهم بالجوانب الدينية والاحتماء بها من الفضاء المجتمعي الضاغط على المستوى المادي والقيمي.
اللافت للنظر أن وضعية المرأة المسلمة سواء التي ترتدي الحجاب أو التي لا ترتديه مثلت وعيا فائقا بالنسبة للمرأة في أميركا وأوروبا على السواء، وهو عامل ما يزال يلعب دورا كبيرا في أميركا على وجه الخصوص في تعرف الكثير من النساء الأميركيات على الإسلام ومحاولة التقرب من المجتمعات والثقافات المسلمة، وبالطبع أربك هذا التوجه الكثير من رجال الدين المسيحي سواء في أميركا أو أوروبا. من هنا فإن الحض على كراهية المسلمين في أوروبا وأميركا مسألة لا ترتبط فقط بمحاربة الإرهاب بقدر ما ترتبط بدرجة كبيرة من الخوف من زيادة أعداد المسلمين بشكل غير مسبوق.
لا يقف الأمر فقط عند حجاب المرأة المسلمة لكنه يتعداها أيضا إلى دور العبادة ذاتها التي يجد فيها الغرب شكلا مختلفا عما اعتاد عليه من كنائس مسيحية أو معابد يهودية. بل إن الغرب في تعامله مع المسلمين يقف منهم موقفا معاديا لمجرد أن صلواتهم تختلف عن صلواته، وطقوسهم تختلف عن طقوسه، فالمسألة برمتها موقف عدائي عنصري ضد الاختلاف الذي يرتبط به المسلمون مقارنة بالغرب وعاداته وثقافاته.
فالغرب الذي يؤمن بالتعددية والانفتاح والتسامح لا يجد نفسه قادرا على قبول الاختلاف الإسلامي، وهو موقف أيضا يُلام عليه الكثير من المسلمين الذين لا يقبلون بسهولة اختلاف الغرب عنهم. إن ارتفاع حدة العنصرية الغربية ضد المسلمين مرتبط بالأساس بالوعي الحاد بالاختلاف وعدم القدرة على قبول عناصر الاتفاق والعمل على تنميتها وتطويرها، ولعل ذلك يفسر ببساطة شديدة لماذا قتل المتطرف الألماني المرأة المسلمة ولم يستطع تقبل فكرة وجودها كبشر وأنها أم لديها مشاعر نحو طفلها الصغير وتحب زوجها مثلها مثل غيرها من نساء الأرض حتى وهي ترتدي الحجاب.
كلمة أخيرة تتعلق ببعض الكتاب العرب الذين يكيلون اللوم ليل نهار للمسلمين ويتهمونهم بالإرهاب والتطرف، وليس لهم من هدف سوى المزايدة علينا رغبة في التقرب من الآخر الغربي والحصول على رضاه السامي، فلم نسمع كلمة واحدة منهم تجاه ما يحدث ضد العرب والمسلمين في أوروبا وأميركا، كما لم تنبر أقلامهم إدانة لمقتل السيدة المصرية أو الاقتراب من التطرف الألماني أو الحديث عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضم صوتي الى صوتك واعلن
ناديه كاظم شبيل ( 2009 / 7 / 9 - 20:35 )
اضم صوتي الى صوتك واعلن ان نعم توجد عنصريه ضد العرب بوجه عام وبغض النظر عن الدين والدليل على ذلك نسبة البطاله التي تعم مناطق المسلمين وايداع اطفالهم لدى دائرة الشؤون الاجتماعيه لاسباب واهيه ومصطنعه والتمييز العنصري للطلابفي مختلف الاعمار ابتداءا من رياض الاطفال وحتى المراحل الثانويه، ولقد كتبت عدة مقالات اندد فيها بالتفرقه العنصريه في السويد وحصلت على مجموعة لا بأس بها من الاصفار ، وهذا جزاء من ينطق بالحق. ،


2 - تجاهل جانب مهم
AZIZ ( 2009 / 7 / 9 - 20:43 )
لا ارى عنصريه اكثر من المسلمينوكتب التاريخ التي تأمر بإذلال اهل الذمة وتحقيرهم والشواهد كثيرة لا حصر لها, تتعرض الاقليات في البلاد الاسلامية لتمييز عنصري غريب مبني على اسس دينية وارث تاريخي غسل عقول المسلمين.لا تتحدث عن عنصريةوفي دولة الاسلام لا يتساوى المسلم مع غير المسلم بالحقوق, يا رجل حتى قتل المسلم بالكافر محرم لان الكافر اقل منزلة من دم المسلمم عند الله, والحديث يطول بهذا الشأن ولكن يبدو لي انك لا تختلف عن الاخونجيين وشلة المتاجرين بدم هذه المسكينه الشهيدة البريئة.. يا رجل حتى اباها قال بالعربية نت كلاما متزنا ومعقولاً اكثر من مقالك ...عزيزي ,,يموت يوميا العشرات بالعراق وباكستان وافغانستان من قبل مسلمين
كل يوم نسمع عن جريمة قتل فتاة تحت حجة الشرف واخرها بلدي بالسعودية نوف وريم ؟ فأين المسلمين لم يصرخوا واسلاماه ؟
يتم جلد النساء ورجمهن بشكل مقرف في باكستان والصومال وايران ولا احد يحرك ساكناً!

الارهابيين بالعراق الذين يتخذون القران دستورا يجندون فتياة انتحاريّات مسلمات ولا احد يعترض!

عدد المغتصبات جنسيا بالعراق من قبل سنه وشيعه مئات النساء ولستُ ادري عن اي شرف ,وحمية دينية يتحدثون ؟

كل طائفه تحلل اغتصاب نساء الطائفة الأخرى !؟
==
أهالي الممرضتين


3 - سؤال
وداد الحجيمي ( 2009 / 7 / 9 - 21:19 )
من كلامك فهمت من انك تعيش فى احدى الدول العربية لانك لو كنت تعيش فى اوربا لعرفت لماذا الاجانب غير مرغوب فيهم ليست من اهل البلد ولكن منا نحن الذين اتينا الى اوربا في الثمانينات من القرن الماضى لانهم همج بكل ماتحملة الكلمة من معنى حيث ان طريقة حياتهم مصدر ازعاج لنا خذ عندك الاعراس على الطريقة الشرقية والزغاريد الى الساعة الخامسة صباحا ورقصة الجوبى وكل عائلة تاتى على الاقل مع خمسة من اطفالها ثم لاتنسى المواسم والاعياد حيث الازدحام والضوضاء والاالبس وما ادراك وما يلبسون حيث الاحمر مع الازرق مع البنفسجى وكلة على كلة وامر شء هو عدم ا بذل جهد من قبل الاجانب لتعلم لغة اهل البلد ثم الكسل حيث اغلب الاجانب يعيشون على اعانات مكاتب العمل ثم الواهقين وما اكثر مشاكلهم وقلة تربيتهم وعنترياتهم الشرقية


4 - الاخلاق والمبادىء لا تتجزأ
متفرج ( 2009 / 7 / 9 - 21:56 )
أرجو من الكاتب الاجابه على الاسئله التاليه:هل سيادتك تحارب العنصريه بشكل عام ام تلك الموجهه ضد المسلمين فقط؟....هل ترى ان المسلمين ابرياء تماما من تلك الهجمه العنصريه ضدهم ؟....هل قمت سيادتك بالدفاع عن القتلى من شعب الجزائر الذين قتلوا لا لشىء سوى أنهم يقعون فى مناطق تسيطر عليهاالجماعات المتطرفه ؟....هل قمت بانتفاضه ضد عنصريه الاختطاف والقتل فى اليمن واخرها الحادث الاخير الذى قتل فيه 9 اشخاص؟ ...ماذا فعلت عندما قام صدام ضرب الاكراد بالغازات السامه؟....وهل تنام بضمير مرتاح ام انك لا تعلم ان الشيعه فى السعوديه يعانون من ممارسات عنصريه بغيضه؟....هل انتفضت مرارا وتكرارا لوجود 21 قبطيا من بنى وطنك قد قتلوا فى مذبحه الكشح بطريقه وحشيه وكتبت مقالات ضد هذه العنصريه...واسوق هذا المثال على سبيل المثال لا الحصر وللعلم حكمت المحكمه ببراءه جميع المتهمين و للان لم يجد الامن المصرى الجناة ؟ ...هل ترى ماحدث لابناء جلدتك من البهائيين فى قريه الشورانيه موضوع خارج عن العنصريه ؟....كيف لايمكنك ان تدين كل هذه الحوادث و القتلى فيها بالملايين وبالالاف ولا تنتفض ايها المدافع عن الانسانيه المعذبه ... وكيف يمكن ان تقول لاخيك دعنى اخرج القذى من عينك والخشبه الكبيرة فى عينك ...الاتبصرها اما عن تلك الاوهام بخصوص


5 - يأكلون من آلطبق ويلعنون صاحبه
فاطمه بنت ربيعه - أم قرفة ( 2009 / 7 / 9 - 23:57 )
يا سيد صالح بعد قراءتي لتعليق آلأخ عزيز وآلأخت وداد وآلأخ متفرج ألاحظ بأنك وضعت نفسك في مأزق حقيقي في مقالتك ، وآقول للكاتبه آلكبيره آلسيدة ناديه كاظم عزيزتي لماذا لا يرجع آلمهاجر آلى وطنه وهناك يشعل شمعة براحته بدلا من أن يلعن ظلام آلغربة وآلكفار، مع آلتقدير للجميع


6 - لندن
امير محمد الربيعى ( 2009 / 7 / 10 - 00:11 )
شهرت سيوفها جيوش الجهلة المرتزقة للتصدى لانسان كتب راى فى حادثة
مقتل البنت المصرية بحقد عنصرى شوفينى مقيت من قبل الالمانى من اصول
روسية
ومستغربين اتهامات كاتب المقال الذى يستنكر الارهاب والعنصرية فى اوربا
واقول لهم حتى الاعمى لايستطيع التغابى والتعامى عن ملاحظة انتشار وتوسع
الحركات والاحزاب العنصرية فى اوربا وصعودها الى سلطة القرار السياسى
وهى تشحن منتسبيها الحقد والتطرف وروح العداء على الاخرين
فالقتل والارهاب مرفوض من اى جهة جاء وفى اى مكان يحدث
والى متى تصادر اراء الاخرين يامتطرفين يابشر


7 - قطرة في محيط
كوريا ( 2009 / 7 / 10 - 06:11 )
قتلت فتاة واحدة في اوروبا كلها ليصف الكاتب اوروبا كلها بالعنصرية شارحا اسبابها. بربك ماهي الاسباب التي تجعل غير المسلمين مشاريع قتل في كل البلاد الاسلامية دون استثناء؟


8 - تعقيب على تعليق رقم ٦
فاطمه بنت ربيعه - أم قرفة ( 2009 / 7 / 10 - 15:10 )
يا سيد أمير لا تنسى أن آلسيد كاتب آلمقال يستطيع حذف اي تعليق يريد حذفه وقد سمح لتداول آلآراء بشكل حضاري لسماع مختلف آلآفكار ، أخي أنت مخطئ في وصفك للمتحاورين بآلجهله وآلمرتزقه فهذة آلكلمات لا تصدر ألا من شخص يعاني من مرض نفسي ، فليس كل من يعارض فكرك هو جاهل

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية