الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهدي المنتظر وحكم المعصومين في طهران ...

شامل عبد العزيز

2009 / 7 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كشفت مصادر بحرينية تحدثت إليها إيلاف أن مقالاً للكاتبة وعضو مجلس الشورى البحريني سميرة رجب والذي نشرته أمس صحيفة أخبار الخليج وشنت فيه هجومًا على المرجعيات الشيعية في إيران كان السبب الرئيس وراء إصدار "السلطات المختصة البحرينية" قرارها بحجب صدور الصحيفة اليوم حتى إشعار آخر، الأمر الذي اعتبرته تلك السلطات حسب المصادر إساءة لرموز دينية. وينص الدستور البحريني في المادة 23 ان " حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، مع عدم المساس بأسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية". وتنص المادة 24 " مع مراعاة حكم المادة السابقة تكون حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون". من جانبه قال رئيس تحرير اخبار الخليج في تصريح مقتضب بثته خدمة زاجل الاخبارية البحرينية ان السلطات اوقفت الصحيفة لأجل غير معلوم بسبب موقفها من إيران.


وشنت بن رجب في مقالها هجومًا شرسًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها ومرجعياتها حيث قالت انه " لربما لو كانت الثورة والجمهورية ملتزمتين بحجمهما الطبيعي، ودورهما الدنيوي، ولم تأخذا هذا البعد الإلهي والدور التبشيري الديني السياسي خارج حدودهما لما كان الشأن الإيراني من اهتماماتنا.. ولكن بكل ما تدّعيانه من أبعاد ميتافيزيقية، وما تمارسانه من أدوار ثيوقراطية تبشيرية (تصديرية) في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية"

واضافت " إن الاهتمام بالشأن الإيراني، وتنوير الرأي العام بالحجم والبعد والدور الحقيقي لهذا النظام الذي يديره رجال دين، يعدان من صميم أدوارنا كإعلام عربي وسياسة إقليمية.. ومن هذا المنطلق نتابع أحداث إيران اليوم وأمس وغداً.. حاولوا قمع كل صوت يمس الجمهورية "المقدسة" التي يحكمها "قدّيسون"..قلّدوا زعماء الحكم في الجمهورية "المقدسة" وسام العصمة.. جعلوا آباء الثورة "الإسلامية" ممثلي الله في الأرض.. منحوا زعيمهم سلطات الله المطلقة.. وأعدوا جمهوريتهم "المقدسة" لاستقبال "الإمام المنتظر" الذي توقّع "الرئيس" في عام 2006، ظهوره خلال سنتين..خرّجوا من "الحوزات" الدينية، الموالية لهم، مئات الألوف من لابسي الجلابيب والعمائم الدينية ليبثوا ادعاءات قدسية الجمهورية، وعصمة مؤسسيها، وولاية الزعيم المقدس.. رفعوا راية جمهورية الخلافة الإسلامية، ونشروا حملات التبشير في أرجاء المعمورة لنشر دعوتهم "المقدّسة" ومبادئ ثورتهم "الإلهية"..وزعوا أموالهم "الطاهرة" على مواليهم واتباعهم في بلداننا لكسب المؤيدين، وزعزعة الأمن..ولأن المعصومين لا يخطأون ولا يكذبون ولا يُحاسبون كسبوا الأنصار.. ولأن المال يعمي البصيرة والابصار، كسبوا به المؤيدين والدعاة.. ولأن الدين والمذهب يعدان سلاحاً لا يُقهر، تحصنوا بهما في بلادهم وبلداننا..مدة ثلاثين عاماً، هو عمر الثورة "المقدسة" وجمهورية "الإمام المنتظر" وحكم القادة "المعصومين" ونظام الديمقراطية "الإسلامية".

وقالت " وفجأة، بعد ثلاثين عاماً، انكشف المستور عن زيف تلك المقدسات والعصمة والمعصومين،، وتجلت الديمقراطية (الإسلامية) بأبشع صورها الديكتاتورية، ووقعت ورقة التوت لتفضح أكبر كذبة سياسية باسم الدين في التاريخ" ، مضيفة " أحداث الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران (12 يونيو 2009)، وما تبعها من صور القمع الوحشي، كشفت الوجه الخفي للجمهورية "الإسلامية"، وظهر للعلن زيف القدسية والحقيقة الدموية للجمهورية ونظامها الحاكم.. وإذ بالثورة "الطاهرة" تكشف عن أنيابها القمعية، والجمهورية "المقدسة" لا تملك حتى فضيلة الصدق، والمعصومون يمارسون الكذب والتزوير والاعتقال والتعذيب، للحفاظ على مصالحهم.. هذه هي جمهورية إيران "الإسلامية" اليوم مكشوفة أمام العالم، بعد أن تخطت النخبة الحاكمة حدودها في الكذب والتدليس والأنانية وصراع المصالح الذاتية، باسم الإسلام وولاية الله في الأرض".

وذكرت " للمرة الأولى يطعن قادة الثورة الإيرانية في أصول بعضهم الدينية والمذهبية، عندما تعّرض مهدي كروبي في مناظرة انتخابية على شاشات الفضائيات إلى جذور "الرئيس" نجاد قائلاً: أنا اسمي الكامل مهدي بن فلان بن فلان كروبي، فما هو اسمك الكامل، فجاء جواب الطرف الثاني ليقول "أنا محمود أحمدي نجاد" متفادياً ذكر اسم عائلته التي يعرفها الإيرانيون انها عائلة يهودية الأصل والاسم، وكان مهدي كروبي يحاول كشفه أمام الجماهير".

وبينت " والأهم من كل هذا هو ما انكشف، خلال أحداث إيران الأخيرة، من أكاذيب وادعاءات كان يمارسها رجال هذا النظام جميعاً، بهدف تشكيل هالة من القدسية حول شخوصهم ونظامهم.. وإذا بهم بشر عاديون، يمارسون ما يمارسه بني البشر من ضغائن ومصالح وصراعات، وفساد وكذب وتزوير، وقمع وقتل وتعذيب.. وأصبح آيات الله خارج العصمة الدينية.. وسقط تابو القدسية وتحريم محاسبة وانتقاد (ورسم) المرجعيات التي تمارس السياسة بكل رذائلها وأطماعها الدنيوية".

واختتمت مقالها قائلة " لا يفوتنا هنا أن نذكر كم كان مؤسفاً مشاهدة المرشد الأعلى ينهي خطابه السياسي (يوم الجمعة 19 يونيو 2009 في المصلين بجامعة طهران) بفصل من البكائيات عندما قال بالفارسية "مَن جان ناقابَلِي دارَم... مَن جسم ناقصي دارَم"، أي (أنا روحي فداؤكم، رغم اني أملك جسما ناقصا وضعيفا)، في محاولة فاضحة لاستدرار العطف والتعاطف الديني معه، بعد فاصل خطابي كان يحوي الكثير من التهديد والوعيد للمعارضين، فقابله المصلون بالبكاء في مشهد مسرحي مترادف".وكانت السلطات البحرينية المختصة أوقفت للمرة الثانية فجر اليوم صحيفة "أخبار الخليج" اقدم صحيفة محلية عن الصدور. وذكر موقع الصحيفة في وقت مبكر انه " على ضوء أوامر من السلطات المختصة تم ابلاغها إلى الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير "أخبار الخليج" بعد منتصف ليلة أمس تقرر وقف صدور جريدة "أخبار الخليج" حتى اشعار آخر لأمور لها علاقة بمخالفة قانون المطبوعات".

( هذه المقالة أوردناها كما هي دون أي تدخل أو تعليق .. أحببنا أن ننشرها للذين لم يطلعوا على أصل المقال علماً بأن ما جرى وما يجري في إيران ليس بالشيء الهين .. أتمنى أن تنال رضاكم .. وكذلك لكشف هؤلاء الذين يصرخون ليل نهار بأسم الدين والذين سوف يلعبون دوراً كبيراً ( هكذا يعتقدون ويعتقد من يؤيدهم ) خصوصاً بسعيهم وراء إمتلاك أسلحة نؤوية .. ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا للوقاحة كيف يطلقون على انفسهم -ايات الله
سارة ( 2009 / 7 / 10 - 23:51 )
دكتور شامل كيف حالك
سوف ينتصر الحق
تلك هي سنة الحياة


2 - التلاعب بالدساتير
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 10 - 23:56 )
جاء في المقال: (مع مراعاة حكم المادة السابقة تكون حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون-. )
أغلب الدساتير العربية يجري التلاعب بها بهذا الشكل المخاتل. ما يقدم كحقوق وحريات للناس باليد اليمنى سرعان ما بتم الالتفاف عليه وسحبه باليد اليسرى.
حرية الصحافة مضمونة دستوريا، ثم يوكل الأمر لقانون أدنى من الدستور ليحدد كيفية ممارسة هذه الحرية، وحينئذ تطلق اليد لرجال الحكومة فيصدرون قوانين، بعد أن تصوت عليها برلمانات مفبركة، هي على النقيض من من روح الدساتير المستلهمة أصلا من الدساتير الغربية.
الواقع أن الدساتير في كثير من بلداننا عبارة عن شكليات وذر الرماد في العيون توضع لإيهام الرأي العالم العالمي بأننا بلدان محترمة.
لا أريد التحدث هنا عن الديمقراطية الإيرانية فليس فيها من الديمقراطية إلا الاسم.
شكرا شامل، مقالك فتح لنا نافذة أخرى عن نضالات أخرى تجري في أماكن أخرى، وهو ما يدعو لتفاؤل نحن في أمس الحاجة إليه في هذه الظروف العجاف.
تحياتي


3 - يندبون كالولايا
رعد الحافظ ( 2009 / 7 / 11 - 01:56 )
مشكور جهدك استاذ شامل , لجلب هذه المقالة عن الوضع الأيراني ,لقد ذكرتني لقطة تباكي المرشد الأعلى الأحمر خامنئي على نفسه في خطبة 19 يونيو أي بعد أسبوع من تزوير الانتخابات وقتل القتيل والمشي في جنازته بلقطة ممائلة قام بها الطاغية صديم في إحدى جلسات محاكمته الطويلة بعد إخراجه من حفرته المريحة له ,فقد فنخر بمنخريه قليلا قبل أن يذكر إسمه ويكرره حوالي 20 مره في ربع ساعة في مرافعة لنفسه على إعتبار أنه محامي ضليع جدا
المهم قليلين إنتبهوا على حاله تلك اللحظة فقد صعبت نفسه عليه كما يقول الاحبة المصريين وأغرورقت عيونه بالدموع ,من كثرة ما وصف نفسه بالبطولة والشهامة
وإستنتاجي هو التالي : هؤلاء القتلة يصدقون كذبهم ثم يحزنون على أنفسهم
وربما يبكون عليها , وهم بالضبط يشبهون في ذلك الولايا ,أي جمع وليه التي تندب حظها وبختها الى ان تبكي , مع فارق أن الولايا مظلومات فعلا ,بينما
أؤلئك قتلة متباكين بدموع التماسيح..شكرا لك صديقي ثانية


4 - تناقض في تناقض
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 7 / 11 - 08:42 )
الاستاذ مختار
بمناسبة ذكر الدساتير العربية وردت في دستور اقليم كردستان والذي شرع مؤخرا فقرتان مضحكتان مبكيتان في انا واحد
الفقرة الاولى تقول لا يجوز سن اي قانون يتعارض مع التعاليم الاسلامية
والفقرة الثانية تقول لا يجوز سن اي قانون يتعارض مع القيم الديمقراطية
والمصيبة هي ان هاتين الفقرتين قد ذكرتا في مادة واحدة وكأن احداهما تكمل الاخرى
يا ترى هل انتبه المشرعون الى انه في الوقت الذي لا يجوز سن اي قانون يتعارض مع التعاليم الاسلامية فأنه لا يمكن ان يسن اي قانون ذات مغزى ديمقراطي
وأنه في الوقت الذي لا يجوز ان يسن اي قانون يتعارض مع القيم الديمقراطية فأنه لا يمكن ان يسن اي قانون ذان توجه اسلامي
ولو طبقت هاتين الفقرتين فأن معنى ذلك انه لن يسن اي قانون ابدا
وكما قلنا سابقا فأننا نكرر مرة اخرى ...شر البلية ما يضحك


5 - أولا بأول فى قلب الأحداث
فاتن واصل ( 2009 / 7 / 11 - 09:00 )
شىء رائع منك يا أستاذ شامل أن تضعنا أولا بأول فى قلب الأحداث .. فهذه خدمة أكبر من جليلة سواء لنا نحن القراء أو لصاحبة المقال وكذلك كشفك للأوضاع المزرية التى عليها بلداننا العربية وحجم القمع والتعنت فى التعامل مع الحريات ..أتذكر أنى وصلنى صور بواسطة البريد الأليكترونى لعلها وصلت للكثير من القراء أثناء الفترة الرئاسية الأولى لحكم السيد أحمدى نجاد وحجم التقشف والبساطة التى يعيش بها والنوم على الأرض والصلاة فى أى مكان وبلا حراس ووقتها إنتابتنى أحاسيس من الشفقة ليس عليه بل على هؤلاء الذين تولوا فبركتها وإرسالها ( هذا إن كانت مفبركة ) وحجم إستهانتهم بذكاء المتلقى وكيف سيقتنع بهذا الهراء أما مشهد الدموع فقد أعاد لى صوت عبد الناصر فى خطبة التنحى وكيف كان صوته متهدجا مرتعشا وهو يقول أنه سوف يعود الى صفوف الجماهير وصعوبة إتخاذ مثل هذا القرار وخروج ملايين المصريين الغلابة المخدوعين الى الشوارع ليمنعوا وقوع المصيبة ياعينى- راجينه أن يكمل ومن يومها لم تقم لمصر قائمة - هكذا حكم الديكتاتوريات دينية -حكم الله -عسكرية - حكم القوة - و سياسية -حكم النصب


6 - شكرا
jasim ( 2009 / 7 / 11 - 09:21 )
شكرا لك استهذ شامل
ولمن يريد ان يطلع على المقال للكاتبة سميرة في الرابط التالي
http://www.akhbar-alkhaleej.com/PrintArticle.aspx?X=7A5470547554715476547C6475547E647764282WIDE21727173717WIDE71727171717878287A5470547554715476547C6475547E647764


7 - معادلة متناقضة
مايسترو ( 2009 / 7 / 11 - 11:12 )
إن الديمقرطية والإسلام قطبان متناقضان لا يمكن أن يلتقيا أبداً.


8 - تعقيب
شامل عبد العزيز ( 2009 / 7 / 11 - 13:32 )
السيدة سارة ( شكراً برشة ) . يسمون اتفسهم أكثر من ذلك ولا يلتفتون إلى أنها العار هذا هو ديدن الدول الإسلامية والعربية . شكراً سيدتي
الأستاذ مختار . تحياتي تعليقك ذكرني بحادثة وهي صدور تعليمات من قبل وزير الزراعة العراقي حول الأراضي المثمرة والقانون والدستور يسمح أصلا بالتداول في هكذا نوع من الأراضي إلا أن تعليمات الوزير أوقفت ما جاء في الدستور . شكراً أخي الكريم
الأستاذ رعد صديقي وأخي . انا أسميه المرشد الأسفل الأسود فما هو رأيك ؟ شكراً أبو سيف
الأستاذ فادي ما أوردته ملاحظة جديرة بالاهتمام . فالاسلام شيء والديمقراطية شيء أخر وما قاله ما يسترو كذلك وانا اشكرك واشكر ما يسترو
الأستاذة فاتن واصل مع الاحترام .
إيران من دول الشر ومن المؤكد ذلك . لابدا من ا قتلاعها من م جذورها باي طريقة وذلك حفاظا على امن المنطقة والعالم والشعوب وما بدا في ايران حاليا لابد ان يستمر .شكراً جزيلاً أتمنى لك التواصل
الأستاذ جاسم انا اشكرك جدا على التعقيب.
تحياتي للجميع


9 - Thank you Schameel
Suzan ( 2009 / 7 / 11 - 16:33 )
Still great as usual
thank you Schameel for helping us and keeping us updated with all new matters.
Suzan

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا