الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية بين العقلية المؤامراتية و القولبة الفكرية ..(1/5)

ميرآل بروردا

2009 / 7 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لربما كانت حكاية الحرية، حكايةً مبكيةً مضحكة. في بوتقة الأدلجة المستكينة، فقد استباحت الأدلجة كل الحُرمات تراها صارت مفتاح الصول في سلم التغني بالحرية وقُيدت القصائد بسلاسل القُفيِ السلطوي والوزن المُقولب للقوة الاقتصادية.
وقُنِنَت المحابر في زمن العبيد وعبادة الظهور وأشكال الاختيال والاغتيال. فبات العقل طفل أنابيبٍ لا يحمل سوى المورثات المسموح بها وفقاً لماركات مسجلة بأسماء لربما فرضها الله أو من الممكن أن تكون المفروضة بقوة التبادل السلعي البدائي المنحى ذو الاتجاه التقدمي المتقهقر للتقنية. إن كنا سننفض الغبار عن عقارب الزمن لا بد لنا من العروج والولوج في مسالك التهالك الإنساني بين ولادة الأمم ووباء التحرر وما بين صيرورة اللاءات إلى ايماءات بالرضا عن القتل والموت.
ليس من الغرابة ألا نجد حراً ، لكن الغرابة أن نكون أسرى لفكرة النداء بالحرية.
فلم يعرف الإنسان الحرية يوماً رغم كل تلك المساحات الشاسعة الواسعة التي كانت تمر بكرتي عينيه كما شريطٍ سينمائي تالف غير واضح المعالم. فبقي أسير الرهبة لتلك المعالم المموهة والمغلفة بحداثة خلق الله له وقصور التجربة والممارسة وضعفه الواضح في مواجهة هجمات المجهول المعلوم ممتزجةً مع رغبته المبتورة في الخلاص من تلك الرهبة، ولدت لديه الدوافع في الالتفاف والكر والفر على قوى تفوقه قوة، تدرجاً مع أولويات الخطورة وتباعاً لآنية التحالف معها وهنا ودون أن يدري من أين؟ بدأ بزراعة بذور العقلية المؤامراتية في تربة الرغبة في الحرية بمعناها في الخروج عن كل شيء للدخول في كل شيء.
وفقاً لسنة الله عز وجل ومشيئته كان لا بد من تزايد الأجساد لكن هذا التزايد ترافق بتناسب عكسي مع كمية العقل وحدوث طفرات استنساخية للصورة الأصل تنازعها وتزاحمها الفراغ المبجل.
و لعل تطور سوق النخاسة وتعمق جشع النخاسين ولد حنقاً لا معقول متزاوج مع المشهد العبودي في رحم الحرية المرتقبة ، لكن هذا الرحم لم يحمل سوى جنين مشوه إذا ما تابعنا مجريات الصعود والهبوط في الخط البياني للإنسانية حتى الرسائل السماوية وقفت عاجزة عن تصحيح هذه الولادة واستقرار هذا الخط فعلى الرغم من سمو زاردشت ورفعه لمقدار البشر لتحلق بهم النسور عالياً بقيت الحرية ضمن إطار الدائرة النارية المنورة وتلك المقادير المُحَلَق بها كانت جثمانين لا غير. لكن (أسفنديار) أسير فقد الحرية نتيجة للعقلية المؤامراتية من شقيقه وقرارك يا (كوشتاسف) الملك فكنت يا (زاردشت ) – أيها النبي الناطق بالصدق- ضحية هذه الثلاثية.

يُتبع ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ