الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب

طاهر مرزوق

2009 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقامت الدولة المصرية جنازة رسمية لمن يلقبونها بضحية أو شهيدة الحجاب وليست شهيدة الإسلام فى ألمانيا وتصدرها الكثير من المسئولين المصريين فى محافظة الأسكندرية وبعض الوزراء ومسئولى الدين الإسلامى والمسيحى ، وتعالت أصوات الغضب التى تطالب بالموت لألمانيا وتسقط ألمانيا وبدلاً من التعامل مع القضية بأعتبارها حدثاً فردياً أصبح الجميع يريد محاكمة دولة بأكملها وتحميلها جريمة أرتكبها فرد واحد .
وتعالت أصوات التنظيمات الإسلامية فى مصر وألمانيا وبقية الدول لتكبير حجم القضية لتأخذ أهتماماً محلياً وعالمياً أكبر من حجمها الطبيعى ، بل ورأينا والد القتيلة فى حديث تلفزيونى يطلب من الحكومات العربية والجامعة العربية بأتخاذ خطوات جادة لحماية المحجبات فى أوربا وأمريكا ، وعاتب والد القتيلة رئاسة الجمهورية لأنهم لم يرسلوا له برقية عزاء وعاتب الأزهر لأنهم لم يرسلوا مندوب للعزاء على عكس البابا شنودة الذى أرسل أثنين من كبار رجال الدين لحضور الجنازة وأثنين آخرين لتقديم العزاء .. يعنى الكلام أصبح بكل وضوح أن الجميع أستغل القضية لأغراض سياسية بدءاً من والد القتيلة ومروراً بالدولة والتنظيمات الإسلامية واليهودية والمسيحية .
وأصبحت أخبار القتيلة وصورها تتصدر كل المواقع العربية بل وحسب تعليق أحد المواقع : " أن أخبارها تغزو الفضائيات " وتصدرت قضيتها كل البرامج الأخبارية وبرامج التوك شو بتلك الفضائيات العربية وتناسى المواطن المصرى والعربى مع هذه القضية كل مشاكله وأصبحت مشكلته الجوهرية هى مشكلة القتيلة وتفرغ لها وترك أعماله ليتفرغ لمتابعة تطورات القضية الحيوية ونقلت غالبية القنوات الفضائية جنازة القتيلة وتنافس الكثيرين للتعليق على الحدث الجلل للحجاب الإسلامى .
وتوالت الإدانات من القيادات الدينية والسياسية المحلية والعالمية حتى المركز اليهودى بألمانيا أدان الحادث .. وهى كلها علامات تدل على مدى قوة تلك التنظيمات الإسلامية والسياسية التى لها منافع كبيرة وكثيرة من وراء شغل الرأى العام المصرى بهذه القضية الحجابية ، وتكاثرت الأتهامات التى تنسب إلى الغرب التعصب الشديد الذى يمارسه ضد المسلمين ، وأن الحادث يظهر مدى التطرف والعنف والعنصرية ضد الآخر فى المجتمعات الغربية التى لا تتسامح مع الآخر .
وعندما نقرأ تلك الأتهامات يخيل لنا من الوهلة الأولى أن الغرب كذلك وأنهم أعداء الله وأعداء البشرية أما مجتمعات المسلمين فهى قمة فى التسامح ومحبة الآخر، لكن تلك الأتهامات لأن هناك إنسان ألمانى منحرف قتل مواطنة مسلمة محجبة وينسى القارئ ما فعله الإرهابيين المسلمين من جرائم تقشعر لها الأبدان فى مصر والعراق وفلسطين واليمن وبقية الدول العربية وفى الدول الغربية وقتل فيها المئات والغريب فى تلك الجرائم والمذابح التى أرتكبها مسلمين أن هؤلاء الجناة المسلمين أحرار وطلقاء فى مصر والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول يتمتعون بالحرية وحماية الأنظمة السياسية.
وأتفق الجميع على أن العرب والمسلمين فى ألمانيا يعانون من العنصرية !! كل ذلك لمقتل مواطنة مصرية لأنها محجبة ، وتجاهل المسلمين ما يفعلونه مع غير المسلمين فى بلادهم العربية فى مصر والعراق واليمن كمثال حى وعدد القتلى الذين يقتلون ولم يحدث ان تصاعدت الحملات الإعلامية بهذه الصورة الإنفعالية التى يشعل نارها كل مسلم لا يؤمن بالآخر ولا يؤمن بحريته فى بلاده !! لا يتذكر المسلم كيف يخرج المسلمين بعد صلاة الجمعة فى مدن مصر ليهاجموا منازل المسيحيين لأنهم أرادوا أن يقيموا مكان للعبادة ويقتلوا من يقتلوا بالعشرات ، ونفس الأمر حدث مع البهائيين الذين لجأوا للفرار بحياتهم من الهجوم الذى نالهم من جيرانهم المسلمين ، والقائمة تطول للحديث عن عدد تلك الحوادث فى مصر وغير مصر وبالرغم من ذلك إلا تلك الحوادث لم يتكلم عنها أحد سواء من المتطرفين أو المعتدلين أو الهيئات الدينية او السياسية وماتت تلك الحوادث كما مات أصحابها ولم يقل عنهم أحد أنهم شهداء الحجاب أو شهداء المسيحية !!
ليس هذا المجال لأسترجاع الجرائم والمذابح التى أرتكبها الإرهابيين المسلمين فى مصر والعراق ولندن ومدريد ونيويورك ، وكم من البشر تم ذبحهم أو قتلهم او تفجيرهم وإنما أذكر فقط آخر جريمة أرتكبها الإرهابيين الإسلاميين بأسم الدين فى العراق يوم السبت والأحد الثانى عشر والثالث عشر من يوليو وأستهدف ستة كنائس وأسفر عن مقتل خمسة مسيحيين عراقيين بينهم موظف حكومى عراقى مسيحى وتدمير كبير لتلك الكنائس .
بالطبع تلك الحوادث يعرف الجميع أهدافها وهى إجبار المسيحيين على الهروب والخروج من العراق ولم نسمع أو نقرأ شجب أو إدانة من التنظيمات الإسلامية لتلك الجرائم لأنهم سعداء بإنجازاتهم الجبارة فى تحجيم أخبار مقتل المسيحيين فى الوقت الذى نجحوا فى جعل قتل مواطنة محجبة يحظى بالإهتمام العربى والعالمى وأصبح الإعلام الأوربى والأمريكى يتحدث عنها بأعتبارها قضية الساعة التى تؤرق عقول وقلوب المسلمين بل أصبحت قضية حياة وموت للمصريين الذين يعانون من الفساد ونقص الأغذية ورغيف العيش الشهير الذى يباع ب " البونات " ، أصبح حجاب القتيلة هو شغلهم الشاغل ويستميت الجميع فى الدفاع عنه فى إنقياد أعمى .
أترك للقارئ قراءة ما بين السطور .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عملوا من الحبه قُبه
AZIZ ( 2009 / 7 / 13 - 19:30 )
المسلمين عملوا من البحة قبه معروف ان مروى الشربيني ستخدمهم كثيرا بالمستقبل ! واللبيب بالاشارة يفهم ... وشكرا للاخ طاهر مرزوق.


2 - ضحايا ابرياء رحمهم الله وشياطين يستفادون
كنعان ايرميا ( 2009 / 7 / 13 - 20:16 )
في البصرة وحدها نحــــر شياطين احزاب الشيعة والسنة راس اكثر من خمسين امراءة والقيت جثثهن في الشوارع امام اعين الشرطة العمياء والمسولين الخبثـــــاء والسبب عدم ارتداء المغدورات شـــــادور العجم او الحجاب مع ان رسول المسلمين وخلفائة الراشدين وهم اتقى وانقى المسلمين لم يقتلوا امراءة واحدة لهذا السبب . ان المانيا دولة القانون الصارم ولن يفلت من عقابه احد كما يفلت المجرمين في العراق


3 - الكيل بمكيالين
مصلح آلمعمار ( 2009 / 7 / 13 - 20:34 )
فعلا يا أخ طاهر ما قلته هو كلام آلحق ، وهذة آلأنتفاضه آلمروائيه (مع آستنكارنا للفعل الأجرامي بمقتلها) ما هي الا وليدة آليأس وآلتخلف آلذي تعانيه آلجماعات آلتكفيرية لأستغلال وآستثمار حادثة آلسيدة مروه لنيل بعض آلمكاسب آلسلطويه بآستغلال آلدين لأغراض سياسية ، وآتحدى شيوخ آلأسلام وآلقرضاوي ان يصدروا بيان استنكار تفجير بيوت آلعبادة للمسيحيين يوم أمس في آلعراق ، أذن لا مبدأ انساني للأسلاميين ما دام آلقرآن يقول من يتخذ غير آلأسلام دينا لا يقبل منه ، مع آلتحيه لكاتب آلمقال
آ


4 - الإسلام دائماً على حق
سوري ( 2009 / 7 / 13 - 21:24 )
لأننا خير أمة أخرجت للناس، وكذلك: من يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، ولأننا على حق 100% وغيرنا باطل 100% بالتالي يصبح قتيلنا شهيد عند ربه يرزق ولو كان أشقى الأشقياء، ما دام أنه قال الشهادة ولو مرة، وقتيلهم فطيس يتلوى في نار جهنم ولو كان عالم ذرة أو مكتشف أهم دواء للبشرية أو الأم تيريزا ما دام كان مخالفاً للعقيدة الوحيدة الحقة

لاشك أن ما حدث للمواطنة المصرية جريمة كبيرة، لكن عقابها لا يتم عبر الشارع الغوغائي المسيس لصالح الكهنوت والحاكم، بل عبر المحاكم التي لا تخضع لأهواء ونزوات الحاكم
التسييس هو أيضاً جريمة
والنفاق والإزدواجية جريمة
وعلينا أن نعي أن العالم لن يحترمنا ما دمنا لا نرى إلا وجهة نظرنا التي هي وحدها صحيحة وكل ما عداها خطأ وكفر


5 - ابتزاز الحضارة الغربية
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 7 / 13 - 22:46 )
حادث مقتل السيدة المصرية ليس سوى غطاء للنيل من الدول الغربية الديموقراطية من طرف الإسلامويين الحاقدين
مادا لو تعامل الغرب بنفس المنطق مع مقتل الرهبان الفرنسيين عمدا في الجزائر ؟ ومع اغتيال السياح الأجانب في مصر والمغرب واليمن؟
لمادا لم يتحرك الإسلاميون امام مدابح العراق اليومية والإبادة الجماعية لشعب الدارفور(+300 الف قتيل) على يد فرعون السودان....؟؟؟
هل هده هي الصحوة الإسلامية ام انها آخر ومضة لشمعة تنطفئ؟؟؟؟؟

تحياتي الخالصة لكاتب المقال


6 - هههههه
RevSoc ( 2009 / 7 / 14 - 10:09 )
ههههههههه

مقال مش فاهم إيه لازمته

أنا شخصيا مليش علاقة بالدين


بس مش قادر أشوف المقال ده إلا تعصب ضد الدين


النظام استغل الحدث فعلا لكن متقولش لو سمحت إن ده حادث فردي

لإن في تفاصيل كتيرة أكبر من إن واحدة مصرية اتقتلت في ألمانيا


7 - يبدو ان القتل عندما يكون في البلاد العربية ليس قتلاً بل تسلي
كوريا ( 2009 / 7 / 14 - 10:59 )
على قدر اهل العزم تاتي العزائم وتاتي على قدر اهل الكرام المكارم
تصغر في عين العضيم العضائم وتكبر في عين الصغير الصغائر


8 - شيء مقرف
مايسترو ( 2009 / 7 / 14 - 12:11 )
أستاذ(طاهر) ، لقد أبدعت وليس من الضرورة قراءة ما بين السطور ، فكل شيء واضح للعيان، وهذا هو حال المسلمين في كل زمان ومكان.

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة