الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثانية

رياض الحبيّب

2009 / 7 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تناولت في الحلقة الأولى من هذا البحث موضوع الفواصل بين الآيات القرآنية، نقلاً عن كتاب الشخصيّة المحمّدية- الذي ألّفه الأديب العراقي الراحل معروف الرصافي في مدينة الفلّوجة العراقية سنة 1933. حيث رآى ((إنّ قوام أسلوب القرآن مبنيّ على جمل تنتهي بفواصل والفاصلة نوعان؛ أمّا الأوّل فكلمة واحدة تنتهي بها الآية، ويكون الكلام في الآية مبنيّاً عليها وتكون هي ممتزجة به. وأمّا الثاني فجملة تجيء في آخر الآية فتفصلها عمّا بعدها فصلاً تامّاً في اللفظ والمعنى، أو فصلاً في اللفظ فقط وتبقى الآية مرتبطة في المعنى بما بعدها. وأردف: والظاهر أنّ المقصود من تقسيم الآيات إلى سور متعددة هو تسهيل قراءتها وحفظها على القرّاء والحُفّاظ ليس إلّا)) انتهى.

وقد تناول الرصافي في الصفحات التالية من هذا العرض موضوع الفروق ما بين الفواصل {بين الآيات} والقوافي {التي في الشعر العمودي المعروف قديماً بالتزام الوزن (أي التفعيلة) والقافية حتى يومنا هذا- أي حتى تغيّر مفهوم الشعر في العصر الحديث فتحرّر بعضه من الوزن والقافية معاً} فلا أظن أنّ قارئاً ناطقاً بالعربية يجهل الشعر الموزون والمُقفّى، كالشعر الذي كتبَ اٌمرؤ القيس والنابغة الذبياني والمعرّي والمتنبي ومعروف الرصافي. وللكاتب قصيدة عمودية- في الحوار المتمدن- يعارض بها قصيدة “البُردة” للشاعر كعْب بن زهير، عبر الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=167717

ويعلم الشعراء- خصوصاً- معنى الضرورة الشعريّة التي في القصيدة العموديّة، منها ما يتعلّق بقواعد اللغة ومنها ما يتعلّق بالقافية، لكنّي ألفت الإنتباه إلى أنّ الضرورة الشعريّة- أيّاً كان مقتضاها- تنآى بحالها عن الوقوع في غلطة ما من جهة اللغة (إملاءاً ونحواً) ومن جهة العروض (أي أوزان الشعر) ومن جهة القافية بما فيها من حرف الرّويّ- وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة فتنسب إليه، إذ يُقال قصيدة رائيّة أو لاميّة أو ميميّة. فلا يجوز رفع منصوب ولا نصب مرفوع بحجّة الضرورة الشعريّة! علماً أن من أنواع الضرورة الشعريّة ما هو مقبول لا يؤاخذ الشاعر عليه ومنه ما هو قبيح ومبتذل(*) وسأضرب مثالاً على النوع المقبول؛
قال الشاعر الجاهلي أميّة بن أبي الصّلت مخففاً الهمزة- التي في البارئ- لكي يستقيم الوزن الشعري:
هو الله {باري} الخَلْق والخلق كلّهمْ... إماءٌ له طوعاً جميعاً وأعبُدُ


أنتقل بعد هذا التقديم الموجز إلى الصفحة المرقمة 561 من كتاب الرصافي مباشرة، متجاوزاً توضيح الرصافي للفروق ما بين الفواصل (القرآنية) والقوافي (الشعريّة) ففي هذه الصفحة يبدأ كلام الرصافي تحت عنوان مثير “مراعاة الفواصل” ورد فيه:
((إنّ أسلوب القرآن قد أطلقتْ فيه الفواصل من القيود التي كانوا يتقيّدون بها في الكلام، فاتسع بذلك فيه المجال لصوغ الكلام على مناحيَ شتى، ولكنّ إطلاق هذه القيود لم ينتج لها السلامة من كلّ عيب، ذلك أنّ محمّداً كان يراعي الفواصل كلّ المراعاة ويعتني بها كلّ الإعتناء، لأنها هي الطابع الذي يمتاز بها أسلوبه. والإنسان إذا عُنيَ بأمر فرُبّما شغلته العناية به عن مراعاة غيره من الأمور التي تلزم مراعاتها أيضاً، ولا يُنكَر أنّ عنايته بالفواصل قد جاءت بكثير من المحاسن، ولكنها مع ذلك لم تخل أحياناً ممّا يُعاب.

[تعليقي: أرى من الحكمة ترك التعليق على ما تقدّم “أنّ محمّداً كان يراعي الفواصل كلّ المراعاة ويعتني بها كلّ الإعتناء” للقارئة اللبيبة والقارئ اللبيب، علماً أنّ الرصافي لم يتكلّم عبثاً إنما جاء بحجج دامغة وهي بيت القصيد في هذه الحلقة من البحث]

وها نحن- والكلام للرصافي- نذكر لك بعض ما وقع في سبيل مراعاة الفواصل من التقديم والتأخير،
كقوله- في سورة سبأ: 40 (أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون) والأصل فيه: أهؤلاء كانوا يعبدونكم، فقدّم المعمول على عامله!
وقوله- في سورة القمر: 41 (لقد جاء آل عمران النذر) فقدّم المفعول وأخّر الفاعل مراعاة للفاصلة!
وقوله- في سورة النجم: 25 (فلله الآخرة والأولى) فقدّم ما هو متأخر في الزمان، ولولا مراعاة الفاصلة لقدِّمتِ الأولى كما قدّمت في قوله الذي في سورة القصص: 70 (له الحمد في الأولى والآخرة)
وقوله في سورة طه: 70 (قالوا آمنا برب هارون وموسى) فقدّم الفاضل على الأفضل مراعاة للفاصلة، كما أخّر هرون في سورة الصافات: 114 مراعاة للفاصلة أيضاً إذ قال (ولقد مننا على موسى وهارون)
وقوله- في سورة طه: 67 (فأوجس في نفسه خيفة موسى) فقدّم الضمير [الهاء] على ما يفسّره مراعاة للفاصلة،
وقوله- في سورة الإسراء: 13 (ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) فقدّم الصفة التي هي جملة على الصفة المُفردة مراعاة للفاصلة، والأصل فيه {كتاباً منشوراً يلقاه} ويجوز أن نعرب {منشوراً} حالاً من ضمير المفعول في {يلقاه} وحينئذ لا يكون في الآية تقديم وتأخير.

[تعليقي: إنّ التقديم والتأخير وارد كثيراً في كلام العرب- ولا سيّما الشعر الجاهلي- فهل يحتاج الله (العليم والخبير) إلى التقديم والتأخير؟ فما الجديد إذاً وما الإعجاز إمّا كان الخالق والمخلوق متشابهَين بطريقة التفكير؟ وبما أني من المهتمّين بالشعر الجاهلي فسأورد مثالين من أصحاب المعلّقات العشر؛
قال الحارث بن حلّزة اليَشْكري:
واٌعلَموا أَنَّنا وَإِيّاكُم في*** ما اٌشترَطْنا يَومَ اٌختلَفنا سَواءُ
فغاية القول في هذا البيت: واٌعلَموا أَنَّنا وَإِيّاكُم سَواء في ما اشترطنا... إلخ
وواضح أنّ {سواء} وقعتْ في محلّ رفع خبراً ل{أنّ} مؤخّراً

ولعلّ أكثر الأبيات ما استحق منّي الإنتباه في موضوع التأخير هو قول الأعشى:
يَكادُ يَصرَعُها لَوْلا تَشَدّدُهَا*** إذا تقومُ إلى جَاراتِهَا الكَسَلُ
وقد قام الأعشى بتأخير {الكسل} وهو اسم {يكاد}- إذ كاد: من أفعال المقارَبَة- على جملة الخبر الفعليّة {يَصرَعُها} التي تقدّمته مراعاة للقافية {التي تقابل الفاصلة قرآنيّاً} علماً أنّ الأمثلة التي في حوزتي كثيرة ولا يمكن إحصاؤها]


الحذف مراعاة للفاصلة
أورد الرصافي في الصفحة المرقمة 562 من كتابه المذكور أمثلة عدّة:
قوله في سورة القمر: 18 (فكيف كان عذابي ونذر) والأصل فيه {ونذري}
وفي سورة غافر: 5 (فكيف كان عقاب) والأصل فيه {عقابي}
فحذف ياء الإضافة مراعاة للفاصلة!

وقوله في سورة الرعد: 9 (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وفي سورة غافر: 32 (إني أخاف عليكم يوم التناد) فحذف ياء المنقوص المعرّف وهي لا تحذف إلّا في المنكر في حالتين وهما الرفع والجرّ، ولكنّه حذفها مراعاة للفاصلة! وذلك جائز كما وقع منهم في القوافي المقيّدة.

وقوله في سورة الفجر: 3-4 (والشفع والوتر* والليل إذا يسر) فحذف الياء من فعل غير مجزوم مراعاة للفاصلة!

وقوله في سورة الضحى: 3 (ما ودّعك ربّك وما قلى) أي {وما قلاك} فحذفَ الضمير [الكاف] مراعاة للفاصلة!

وقوله في سورة طه: 7 (يعلم السرّ وأخفى) أي وأخفى منه فحذف متعلّق أفعَل التفضيل وما ذلك إلّا مراعاة للفاصلة!


زيادة ما هو غير لازم
قوله في سورة الأحزاب: 10 (وتظنون بالله الظنونا) وقوله فيها أيضاً- الآية 66 (وأطعنا الرسولا) وقوله فيها أيضاً - الآية 67 (فأضلونا السبيلا) فقد زاد الألف كألف الإطلاق التي تزاد في قوافي الشعر إطلاقاً للصوت- كقول المتنبي:
فمرّت غير نافرة عليهمْ*** تدوسُ بنا الجماجمَ والتريبا
ولو كانت هذه الفواصل نكرات لكان الوقف عليها بالألف، ولكنها معرفة فالألف فيها زائدة كألف الإطلاق في الشعْر.


صرف ما لا ينصرف
وهو من الضرورات الشعريّة الشائعة [التي أشرتُ إليها أعلى] كقوله في سورة الإنسان: 15-16 (كانت قواريراً* قواريراً من فضّة قدّروها تقديراً) وقد جاء في إحدى القراءات قواريرَ قواريرَ بلا تنوين في الإثنتين [أي وردتا ممنوعتين من الصّرف] وعلى هذه القراءة لا تكون قوارير الأولى فاصلة لعدم مشابهتها للفواصل التي قبلها وبعدها فلا تعَدّ آية، بل هي جزء من الآية التي تنتهي بقوله قدّروها تقديرا. [يستكمل الرصافي حديثه في الصفحة 563] وجاء في قراءة أخرى تنوين الأولى وعدم تنوين الثانية، فعلى هذه القراءة تكون قواريراً الأولى المنوّنة فاصلة، وإنما نُوِّنتْ وهي ممنوعة من الصّرْف مراعاة للفاصلة، فتعدّ حينئذ آية، وما بعدها آية أخرى. وهناك قراءة ثالثة هي تنوين الإثنتين، فتكون الأولى نونتْ للفاصلة والثانية نونت للإتباع. قال الزمخشري في الكشاف والسيوطي في الإتقان ج2 ص 100- في تفسير الآيتين 15-16 من سورة الإنسان: هذا التنوين بدل من ألف الإطلاق لأنّه فاصلة!

[تعليقي: ورُبّ سائل يسأل بهذه المناسبة: أيّ القراءات المذكورة مكتوب في اللوح المحفوظ؟ أفما يكون السؤال (أو التساؤل) من حقّ السّائل إمّا سأل السؤال المنطقي التالي: ألا يلبّي إختلافُ القراءات الشرطَ المذكور في سورة النساء: 82 (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) وها هي ذي اختلافات- لا تُحصى- في محاور عدّة كاللغة والتاريخ والجغرافية والعلم- فما هي النتيجة التي تقتضي الإعتراف بها؟
ومن جهة أخرى: منْ يصدّق- بعد ما تقدّم من اختلافات- بأنّ الله أحْكمَ آياته؟ إذ قرأت في الآية الأولى من سورة هود (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكيم خبير) فأين الإحكام بعد اختلاف القراءات- والمصاحف أيضاً- وما الحكمة من وجود الإختلاف، بل أين ضاعتْ حكمة إله الإسلام وخبرته؟
وما هذا الغموض الذي اكتنف الحروف المقطّعة التي في مطالع بعض السّوَر القرآنية، مما جعل المفسّرين يختلفون منهم العلماء ومنهم الفقهاء، فما بالنا نحن الناس البسطاء؟
فلا أظنّ تالياً بأن الإله في حاجة إلى الغموض- أيّاً كان شكله ونوعه- لو كان إلهاً حقّاً؟]
وللحديث بقيّة
_______________________________________________________

(*) من الممكن مراجعة كتيّب “ميزان الذهب في صناعة شعر العرب” حول الضرورة الشعرية وعلم العروض وعلم القوافي
لمؤلفه السيّد أحمد الهاشمي، دار الكتب العلميّة في بيروت- لبنان









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 7 / 16 - 21:33 )
الزميل رياض
هذا قولك
وقوله- في سورة القمر: 41 (لقد جاء آل عمران النذر)

الايه التي استشهدت بها كانت خاطئه

وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ{41}

شكرا على التوضيحات اللغويه لاكن اللغه لاعلاقة لها بالقران القران يتكلم عن اللسان واللغه هي التحريف السياسي للقران


2 - السيد طلعت خيري: أحسنت
رياض الحبيّب ( 2009 / 7 / 16 - 22:56 )
شكراً جزيلاً وأعتذر لك وللقرّاء الكرام على تسرّعي في انصراف تفكيري صوب آل عمران والمعذرة أيضاً لآل فرعون. لكنّ الغاية من كتابة هذه الجملة (لَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) لا غبار عليها وهي لإثبات مراعاة الفاصلة في تقديم مؤلف القرآن المفعول به على الفاعل .

أمّا قولك (لاكن اللغه لاعلاقة لها بالقران القران يتكلم عن اللسان واللغه هي التحريف السياسي للقران) لا يرضى به أحد- وفق ظنّي- لأنّ القرآن ممّا روّج علماء المسلمين وفقهاؤهم والمفسّرون يكاد يشكّل بلغته معجزة محمّد الوحيدة- بعدما تمّ تفنيد معجزات مزعومة لعلّ من أهمّها الإعجاز العلمي وانشقاق القمر والإسراء والمعراج. فإن اعترف المسلمون بالقرآن كتاباً لا إعجاز في لغته ولا سيّما البلاغة فعلى الإسلام السلام- مع التقدير


3 - معلومات رائعة
مصلح آلمعمار ( 2009 / 7 / 17 - 00:32 )
شكرا جزيلا اخ رياض على جهودك آلقيمه في آلبحث وآعطاء هذه آلمعلومات لأنارة آلعقول مع آلتحية


4 - _ تحليل مدروس بدقة ، تأليف القرآن _الكشف الوافي لمعروف الرص
ج ح ( 2009 / 7 / 17 - 01:10 )
أستاذ رياض تعبك مشكور جدا في التدقيق والبحث...أكيد ستلاقي نتيجة إيجابية من القراء وخاصة من يُخالفوك الرأي الآن...وسأعيد جملتك التي أنهيت بها مقالك:و
وهي ----فلا أظن بأن الإله في حاجة إلى غموض -أياً كان شكله ونوعه-لوكان إلهاً حقاً----شكرأ ونحن بإنتظار
وللحديث بقية


5 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 7 / 17 - 06:09 )
الزميل رياض

ايات القران لايمكن استخراج مدلولها الدعوي من خلال اللغه ....
وعلى سبيل المثال اذا اريدنا ان نستخرج معنى ايه او كلمه من القراني لا تستطيع اللغه ان تعطينا المعنى للشمولي للكلمه او الايه

مثال
قال الله
{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة102

ادخل على اللغه العربيه بحسب معرفتك لها لنرى هل اللغه العربيه تستطيع ان تتوصل الى المعنى الشمولي لها او الفكره التي تبعثها هذه الايات.... هذا ليس تحدي انما بحث مصغر اريدان اوصل من خلاله فكره ان للسان العر


6 - جمع القرآن
كوريا ( 2009 / 7 / 17 - 08:09 )
عندما كلف عثمان بن عفان شخصين لجمع القرآن، قالا له -ان جمع نجوم السماء اسهل من جمع القرآن-. ولكن عثمان اصر على طلبه مخولا لهما بان يجمعا كل ماهو مكتوب او في صدور (ذهن) المسلمين ويدوناه في مصحف واحد، فكان هناك اختلاف كبير بين هذا وذاك سواءً في المكتوب او ما كان في الصدور. وعندما اشتكا مرة ثانية لعفان بصعوبة المهمة بسبب التناقضات الكثيرة، خولهما صلاحية تدوين ما يراه صحيحاً. وهذه المهمة ليست سهلة ابدا علما ان اللغة العربية لم تكن منقطة حين كتبت الايات الاصلية وحتى عندما جمعت في زمن الخليفة عثمان. اضافة الى مشكلة ترتيب الايات بسبب الناسخ والمنسوخ. وعليه فان القرآن الموجود سوف لن يكون مطابقا تماماً للاصل ، ولكنه حتما يتضمن الكثير مما كان في الاصل لان المغزى اهم من الشكليات0


7 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 7 / 17 - 09:59 )
كوريا
ان فكرة جمع القران على يد عثمان ابن عفان غير صحيحه وهي منقوله من التاريخ والتراث الاسلامي ... ان الايات القرانيه تامر النبي بترتيل الايات في كتاب وجعلها متراتله مصفوفه بعضها وراء بعض حسب الحدث والتنزيل .. لايشترط ان النبي الذي يرتلها انما يستعين بكتبه ينقل لهم الوحي فيكتبونه

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32

{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }المزمل4

وهذه الادله تدل على ان القران اصبح كتابا قبل عهد عثمان
وانه اصبح كتابا في عهد التنزيل والدعوه
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً }مريم16

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }الشعراء2

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }القصص2

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان2
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2

{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الزمر1

{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }


8 - لم أكن أعرف
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 17 - 10:29 )
كنت دائما أعرف أن معروف الرصافي شاعرا، وكانت أول معرفتي به وأنا طفل صغير، عندما أجبرنا على حفظ قصيدته:
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها*** تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها.
وهي قصيدة غاية في الإنسانية تجاه المستضعفين في الأرض.
أما أن يكون للرصافي هذه المؤلف الممتاز فهذا ما كنت أجهله. جهلي يتحمل وزره هذا الحصار البغيض الذي يفرضه المسلمون حكاما ورجال دين على الفكر الحر. لماذا؟
تقديري أن القرآن رصيد تجاري يعتاش عليه هؤلاء الناس، وأي مساس به يعتبر مباشرة مساسا بهذه السطوة والحظوة التي حققهوها لأنفسهم على الناس ما داموا صما بكا عميا.
فتحياتي لك أستاذ رياض


9 - لقد أبدعت
مايسترو ( 2009 / 7 / 17 - 10:30 )
شكراً لك أستاذ رياض، وانا آسف جداً لأني لم أستطع التعليق على الجزء الأول من هذه الدراسة، لكن المهم أن ما سردته كله صحيح في رأي، كما هو القرآن أنه صحيح تماماً في رأي المؤمنين به، وبعد فإني رأي الشخصي أن محمد قد حارب الشعر الذي سبق الاسلام، والذي يطلقون عليه اسم شعر جاهلي، لكن الجاهلين هم من يقولون عنه هذا الكلام،وأقول أن محمد حارب هذا الشعر لأنه كان فيه من القوة والبلاغة والبيان ما يضاهي القرآن الذي اشترك في كتابته في البداية مع القس ورقة بن نوفل ، وبعد وفاة القس أكمل هذه المهمة مع ابن عمه علي بن أب طالب، بسبب ما كان يُعرف عنه من بلاغة القول، وفي النهاية لك الشكر الكبير على هذا المجهود الضخم وأرجو أن تواصل حتى النهاية.


10 - ازدياد الشك
كوريا ( 2009 / 7 / 17 - 11:15 )
سلاماً
{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }الشعراء2

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }القصص2

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان2
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2

{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الزمر1

{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }غافر2
{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ }الدخان2

{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الجاثية2
{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الأحقاف2

ان تكرار هذه الايات وخاصة كلمة تنزيل بالذات يثير شكوكاً اكثر من ذي قبل (والذي معناه المتحدث اياً كان يشك فيما يقول)0


11 - هذا ابداع وليس مجرد بحث
زهير ( 2009 / 7 / 17 - 16:22 )
سلمت يداك الاستاذ رياض


12 - ردود مقتضبة قدر الإمكان
رياض الحبيّب ( 2009 / 7 / 17 - 17:25 )
في البداية أتقدّم بجزيل الشكر لأسرة الحوار المتمدن على تعب محبتها وسعة صدرها مع فائق التقدير
_________________________________

السيد مصلح آلمعمار- التعليق 3
شكراً لك أخي الكريم على ثنائك وتقويمك- مع التقدير
____________________________

السيدة ج ح- التعليق 4
شكراً أختي الكريمة على متابعتك واهتمامك آملاً في الحصول على نتائج إيجابية دائماً- مع التقدير
____________________________

السيد طلعت خيري- التعليق 5
ردّاً على ما تفضلت به “لا تستطيع اللغه ان تعطينا المعنى للشمولي للكلمه او الايه”

يؤسفني القول أنّ اللغة العاجزة من إعطاء المعنى الشمولي لكلمة أو آية هي لغة فاشلة ولا تليق بالله ولا يشرّفه أن تكون لغته!

لذا كان تقديمك للآية 102 من سورة البقرة- وغيرها- بالتعبير “قال الله” ليس في محلّه، لأنّه في الحقيقة قولُ محمّد- مؤلّف القرآن- وليس قول الله الذي المعروف في كتاب أهل الكتاب- مع التقدير
_____________________

السيد (أو السيدة) كوريا- التعليق 6
لم يكن الجمع الأول للقرآن على يد عثمان ولا أريد الخوض في هذا المجال بسبب ضيق وقتي، لكنّ أبيّ بن كعب- بحسب ظني- قال: لقد ضاع منه قرآن كثير. فسورة الأحزاب- مثالاً- كانت تعْدل سورة البق

اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق