الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتضامن...

حياة البدري

2009 / 7 / 17
المجتمع المدني


كل من يلقي نظرة عابرة في الشارع المغربي، إلا ويحس بالإحباط وانعدام الأمان والثقة في من حوله... وفي المجتمع ككل ...انطلاقا من كون الشارع المغربي صورة مصغرة عن المجتمع والبلد ككل...
فللوصول إلى هذه النتيجة المريرة، يتطلب منا الأمر سوى دقائق معدودة بين إحدى الشوارع والأزقة والطرق النائية شيئا ما عن الحشود الشعبية وخصوصا بمدينة الدار البيضاء، القلب النابض للمغرب، هذه المدينة التي يتألف سكانها من جميع سكان المناطق المغربية: شمال، غربـ،، جنوب و شرق ... إنها المغرب في صورته المصغرة...

فكل من التحق بهذه المدينة الغول، ينغمس في عاداتها وتقاليدها وبعض الأحيان حتى لغتها التي هي في واقع الأمر خليط من لهجات مناطق المغرب...ومن بين هذه العادات التي لاتمت في واقع الأمر لأي منطقة من مناطق بلدنا الحبيب بما فيها البيضاء...

تلك العادة السيئة التي تولدت مؤخرا، ولا نعرف سبب اندلاعها وانتشارها بشكل مهول...تلك العادة السيئة التي أخرجت الفرد من الجماعة وجعلته يحس بالوحدة والخوف والشعور بالغربة وهو في وطنه الأم؟!
العادة الدخيلة التي طردت التضامن وزرعت محله اللاتضامن في كل شيء ...في السياسة في العمل في الجامعة في الشارع ومازالت تنتشر كنقط الزيت على الورق...ولايزال مفعولها ينتشر وينتشر ويزحف ولا أحد يقف أمام هذا الزحف المهول ...ويعالج هده الظاهرة وهذه البضاعة الفاسدة...
فقد زاد الغش في كل شيء بمافيه الانتخابات والدليل على ذلك الانتخابات الجماعية التي نسمع مؤخرا بمحاكمة العديد من المتلاعبين...
وزاد الغش في الامتحانات الشيء الذي يعطينا أجيالا تعتمد الغش في مسارها الحياتي وفارغة...وغير مبنية على أسس متينة...مما يقدم نتائج معلومة لدى الكل ولها آثارسلبية على البناء المجتمعي ...
وزاد الغش في الميزان ...كما ارتفعت الزيادة في الأثمنة ... وفي كل شيئ ولامن يحرك ساكنا ، اللهم إلا بعض الجمعيات التي لم تصلها بعض رياح اللاتضامن...
وازداد الفقير فقرا والغني غنا...
وازداد العبث بأرواح المرضى بالمستشفيات...
وازداد الشره على حساب الصحة الإنسانية، فكم من تجار يبيعون المواد الاستهلاكية المنتهية الصلاحية...ومن بينهم تجار الدواء، نعم تجار الدواء الذين اختاروا الغنى على حساب صحة الشعب المغربي...الذين تجدهم يروجون الدواء المحظور دوليا...؟!

فقد زاد النفور من الآخر وزادت عدم الثقة به ... ولم تعد ضمانات تؤكد أن هذا الآخر غير "مرشوش" بسائل الخيانة والوشاية والجبن وبالفر دانية، التي باتت تكتسح مجتمعنا الحبيب، الذي بات جل أفراده يحسون بروح الوحدة وبعدم التضامن والخوف من التضامن ...الذي سيجلب لهم إن ركبوا قافلته الماسي...
فمن المسؤول عن هذه السلعة الرخيصة التي باتت تهدد وحدتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...من؟
ومن زرع الخوف والهلع بصدور رجالات المغرب...؟ وجعلهم يرون الغش ويصمتون...و المرأة تمزق ويهتك عرضها و بعض الأطفال الصغار بين براثن الاغتصاب والإدمان والتشرد...ولا يحركون ساكنا ويكتفون بالحوقلة ويذهبون لحال سبيلهم... فأين "وامعتصماه" وأين التضامن والتكافل والرحمة وخفقان القلب للآخر والإحساس له ومن أجله ...

فمن يحاول طرد هذه الشيم النبيلة ويعمل جاهدا على أن يزرع محلها الخصال الغريبة عن ترابنا وأرضنا...
ومن يحارب التضامن الاجتماعي ويقتلع بذوره ...ويزرع محلها أشجار اللاتضامن السامقة التي ستجلب علينا لا محالة إلا الذل والخوف والعبودية، وكل الماسي اللاجتماعية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية