الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهود في العراق 1856 1920 ودورهم في الحياة السياسية والاقتصادية

مازن لطيف علي

2009 / 7 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خسر العراق بتهجير اليهود في منتصف القرن العشرين الكثير من الكفاءات المهنية ،من ضمن رهط من المؤهلين ممن سير بإقتدار زمام اقتصاد الدولة العراقية الوليدة.والأهم من كل ذلك أنه خسر ميزان ودالة إجتماعية للنزاهة والإخلاص في العمل ،وربما كان هذا سببا كافيا أن يشيع الخراب وإستئثار وإستهتار الساسة بالسلطة منذئذ، وعبثا رام الزعيم عبدالكريم قاسم أن يعيد النصاب، فقد سبق السيف العدل.
ظهرت في الآونة الاخيرة الكثير من الدراسات والبحوث التي تتناول تاريخ يهود العراق لكتاب وباحثين عراقيين وعرب وسمح لطلاب الدراسات العليا تناول شخصيات يهودية عراقية وكذلك تاريخ اليهود في العراق بعد ان منعت اي دراسة عنهم طيلة فترة النظام البعثي ... وفي هذا السياق صدر حديثاً للباحثة المصرية غادة حمدي عبد السلام كتابها “ اليهود في العرق 1856_1920 "عن مكتبة مدبولي في مصر وتؤكد الباحثة ان سبب اختيارها لموضوع يهود العراق هو تمتع يهود العراق بالاستقلال الذاتي بعد ان اصبح العراق ولاية عثمانية ، ومساهمة يهود العراق بالنشاط الاقتصادي ، ومشاركة يهود العراق في مجلس المبعوثان التركي عام 1876_1908 والهدف من الكتاب كما توضحه الباحثة هو إلى إماطة اللثام عن وضع الطائفة اليهودية داخل المجتمع العراقي قبل عام 1856م وتتبعهم حتى عام 1920 فضلاً عن إبراز نشاطهم الاقتصادي والثقافي وبيان مدى تفاعلهم مع مختلف فئات المجتمع العراقي مروراً بالحياة الدينية ، فضلاً عن دورهم في الحياة السياسية والإدارية بالعراق.. قسمت الباحثة الكتاب الى 6 فصول ، تناول الفصل الأول أحوال اليهود بالعراق ووضع اليهود في فترة السبي الآشوري ، ثم السبي البابلي، وفي فترة الحكم الفارسي ، وكيفية ازدهارهم في عصر الاسلام وتطورات اوضاعهم في حكم الدولة العثمانية .. وتضمن الفصل الثاني النشاط الاقتصادي ليهود العراق وطرق استثمارهم للأراضي الزراعية والعقارات والنشاط المصرفي والمصارف اليهودية وأثره في السوق العراقية .. اما الفصل الثالث فقد تناول الحياة الاجتماعية ليهود العراق وتأسيس مدارس الإليانس بالعراق عام 1865م ودور اليهود في الصحافة العراقية ومارافقها من تطور وظهور الطباعة والمطابع في العراق والاهتمام بالفن والادب والشعر.. اما الفصل الخامس فقد خصصته الباحثة للحياة الدينية ليهود العراق ، حيث تناولت اهم الفرق والمذاهب الدينية والمراقد اليهودية الموجودة فيه.. كما خصصت الفصل السادس والاخير للحياة السياسية ليهود العراق.
تصل الباحثة الى ان الطائفة اليهودية بالعرق لعبت دورا بارزا طيلة تاريخ العراق ، فهي اقدم الطوائف اليهودية بالعالم ، تعود جذورها الى السبي البابلي وهي مرحلة تميزت بكثير من الخصائص ففيها استقر اليهود في وسط السهل الممتد بين نهري دجلة والفرات ، وان يهود العراق كان لهم دورا بارزا ومساهمة فعالة في مختلف جوانب الحياة ففي مجال الاقتصاد اتجه يهود العراق الى مزاولة الاقتصاد في انواعها المختلفة وبرعوا فيها لمعرفته بالعديد من اللغات الاجنبية فضلاً على سيطرتهم على العديد من الغرف التجارية وإمتهانهم لبعض الحرف اليدوية، وفي المجال الاجتماعي فقد اعتبر اليهود انهم جزءاً متمماً للشعب العراقي، حيث كانت تربطهم به بصلات قوية وطيبة.
كتاب اليهود بالعراق هو بالاصل اطروحة ماجستير قدمتها المؤلفة لنيل شهادة الماجستير ، والكتاب هو إضافة جديدة لسلسلة الكتب والدراسات التي تدرس تاريخ ودور يهود العراق في مختلف المجالات.. يتألف الكتاب من 392 صفحة من القطع الكبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة