الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين

نوري جاسم المياحي

2009 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكثير من المراقبين والمحللين السياسين لايدركون الدوافع الحقيقية وراء الملايين من الناس التي تسير حافية القدمين مقطوعة الانفاس رجالا ونساء ..شيبا وشبان وحتى الاطفال في المناسبات الدينية متجهه نحو المراقد المقدسة قاطعة مئات الكيلومترات بلا كلل او ملل .. وهذه الظاهرة تزداد سنويا ..وبالرغم من تعرض هذه الحشود الى القتل على ايدي من لايفهم ويدرك اهداف هؤلاء الفقراء .. تحت دعوات التكفير والتعصب الطائفي البغيض من اعداء العراق والانسانية .. ومما يؤسف له ان قيادات الاحزاب الدينية التي استلمت السلطة والحكم تحاول تجيير هذه الظاهرة لمصالحها الحزبية الضيقة ومستفيدة من امكانياتها الاعلامية والمالية والسلطوية لتسخير الام ومعاناة هذه الملايين واخراجها كانها انتصار للمد الطائفي وبدلا من التعاطف معهم وتخفيف همومهم .. ومعالجة اوضاعهم وظروفهم الحياتية والمعاشية .. من يدرس التاريخ بموضوعية وبالذات ثورة الحسين (ع ) وخروجه الى العراق مع عائلته والرسالة التي كان يحملها وتضحيته بروحه وبخيرة الشباب من ابنائه واخوته والشهداء من صحبه .. لو امعنا النظر الى هذه الحادثة بمقاييس اليوم وحللناها بموضوعية وتجرد من الفكر الطائفي المتعصب والمتخلف لوجدنا ان الامام الشهيد خرج ثائرا ومتمردا على الظلم والظالمين حاملا رسالة النبوة التي ورثها عن جده محمد ( ص ) وتلبية لنداءات االشعب العراقي التي استنجدت به انذاك .. وعندما استجاب لدعوتهم تخلوا عنه ..بسبب الخوف ومطامع الحياة الدنيوية وبهرجها كما يفعلون اليوم ..
المواكب الحسينية كضاهرة تحرك جماهيري مرت بظروف وارهاصات عبر العقود الماضية من القرن العشرين .. فقد لعبت هذه المواكب والتجمعات الدينية دورا مهما في تاجيج ومساندة ثورة العشرين وانجاحها .. في الاربعينات والخمسينات كانت الجماهير المشاركة في هذه المناسبة تستغل هذه المناسبات للتعبير عن غضبها وشكواها واحتجاجها على تردي الاوضاع السياسية .. من خلال الشعارات والاشعار وما يسمى بالردات والهوسات التي يرددونها والمعادية للحكومة .. وكانت الحكومات تراقب هذه الحركات الجماهرية عن كثب دون التدخل ضدها او قمعها بالرغم من توجسها وخوفها منها .. وكان الشاعر الذي ينظم الشعر والرادود الذي يردد هذا الشعر هم من نفس الشريحة الفقيرة والمسحوقة المشاركة في هذه المناسبات .. ومن الجدير بالذكر ان هذه الابيات الشعرية والردات والهوسات كانت تكتب مع اسم الموكب الذي رددها والرادود .. وعندما يعودون الى مدنهم كانو ينشرونها بين المواطنين وكل يتباهى بموكب محلته .. واستمرت الحال على هذه الحالة بين مد وجزر .. الى ان استلم السلطة حزب البعث العربي الاشتراكي .. الذي غض النظر عنها في السنوات الاولى من حكمه ولكن محاربتها تدريجيا وباسلوب متصاعد بحيث اصبحت هذه المناسبات فخ ومصيدة لكل من يشارك فيها .. ويقال في السنوات الاخيرة لحكم صدام لم يشارك في هذه المناسبات غير النساء والشيوخ والبقية الباقية هم من رجال الامن المتربصين بكل من تسول له نفسه بالسير حافيا او يطبخ بهذه المناسبة ..
وسقط صدام واختفى نظامه .. واستلمت السلطة الاحزاب الدينية الطائفية واستغلت هذه المناسبات اسوأ استغلال حيث شجعت الملايين على التوجه الى العتبات دون ان تراعي الحالة البائسة لهذه الملايين الفقيرة ولم تجندها او تقودها للتعبير عن مطاليبها.. علما ان هذه الجماهير تسير منهارة فاقدة الثقة بالدولة التي لم توفر لهم ابسط حقوقهم في الحياة الكريمة ..ان فقدان القيادة الشعبية المخلصة التي كانت تقود هذه الجماهير الجائعة في الابعينيات والخمسينيات وحلول قيادات هزيلة متخمة لاتعرف للجوع طعما او الفقر معنى .. سواء ممن يتاجرون بلباس الدين في سوق السياسة ,, وحتى الشعراء والرواديد طلقوا طبقة الفقراء .. اما من مغيث يغيثهم ويوزع عليهم لافتات بمعاناتهم بدلا من الاعلام الحمراء والزرقاء وكل الالوان التي لاترمز لشيء ؟؟ او الصور لرؤساء الاحزاب او الشخصيات الدينية ..
كم اعجبتني كلمات للمرجع الشيخ محمد اليعقوبي التي تشير الى نفس المعنى والمغزي التي اشرت اليه اعلاه ..كما وضع اصبعه على الجرح النازف عندما يقول ( هذه جناية يرتكبها الاتباع قبل الاعداء )
نص كلمات المرجع اليعقوبي


وأضاف سماحته إن إيصال صوت أهل البيت (سلام الله عليهم) إلى العالم كله وليس المسلمين فقط أمانة في أعناقنا بعد أن يسّرت التكنولوجيا المعاصرة وسائل الاتصال والتواصل والتعريف، وحينئذٍ سنجد تهافتاً وإقبالاً على قبول الحق وهو ما لاحت علائمه في السنين الأخيرة تصديقاً لقولهم (عليهم السلام) ( إن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا )
ونبّه سماحته إلى بعض الأمور التي تعيق حركة التشيّع والولاء لأهل البيت (سلام الله عليهم) وتؤدي إلى محاصرته ومحاربته وعلى رأسها تسييس العقيدة واتخاذها جسراً للوصول إلى الأهداف والمصالح الدنيوية مما يستفزّ الآخرين ويحشّدهم لمقاومة هذه الحركة المباركة، وهذه جناية يرتكبها الأتباع قبل الأعداء في حق هذه المدرسة المباركة والناس الذين سيحرمون منها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صرخة إيه ياعم؟
مصرى وبس ( 2009 / 7 / 19 - 17:26 )
فلتقل علامة جهل أو دليل تخلف عقلى مستديم لكن صرخة؟ ماأظنش


2 - بل اية تفاهات هي؟
ابو نادية ( 2009 / 7 / 19 - 19:14 )
منذ ثلاثة ايام وبغداد (مقلوبة ) والقصة كلها تكمن في ان بضعة مخرفين يحملون الاعلام وينامون في الطرقات لاجل ان يزوروا الكاظم ..
ليس هذا فقط بل ان بغداد والمحافظات المجاورة تحرم من الكهرباء لانها خصصت فقط لمدينة الكاظمية وبلا انقطاع !!
ان كان موسى الكاظم يرضى ان تبقى الاطفال والشيوخ بلا كهرباء لاجل تنوير الطرقات لزائريه ..فان ابا لهب ارحم منه والله....

اخر الافلام

.. 82-Al-Aanaam


.. هل هبط آدم من الفضاء ؟




.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة