الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسماء الحسنى لاتنطبق على الله- الجزء الثاني

خليل الخالد

2009 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بداية الجزء الثاني من حوارنا عن اسماء الله الحسنى والتي ينسبها الله لنفسه من خلال ايات القران الكريم ومدى امكانية تطابقها و مواءمتها لاعمال الله بحسب الفكر الاسلامي, احب ان اشكر مشجعيّ عن الجزء الاول و الذين لولاهم ماكنت لارغب في جعله بداية سلسلة ابحاث و انتقاد. لقد كان الجزء الاول لفته سريعة لرحلة القران الكريم كنسخة من اللوح المحفوظ مهداة للبشرية لخلاصها وما هي الوسائل التي اتبعها الله لحفظ قرانه على الارض وهل كان اسلوب الحفظ الالهي هذا كافيا ام لا, وكيف ان الله لم يكن قادرا من خلال عمله في هذا المجال ( حفظ القران ) ان يكون على قدر قوله بما يسمى باسماء الله الحسنى و التي عددها تسعة و تسعين, هذا كان فقط في اطار خطة الله لحفظ كتابه, فما بالك لو تابعنا في مانسب الله لنفسه او لاتباعه من اعمال و اسقاطها على اسمائه الحسنى و لنحكم مع بعض ان كان الله يستحق اسمائه ام يجب تجريده منها. اسمحوا لي الان ان ندخل في صلب الموضوع.

في سورة الاحزاب الاية 37 نجد ان الله يقر التالي: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ... والكلام هنا لله و بخصوص زيد ابن الحارثة ابن الرسول بالتبني فنجد ان الله يقر ان محمد انعم على زيد بنعم مغايرة للنعم التي انعمها الله نفسه على زيد, من كلامك ادينك , الله هنا لا يكون المنعم وان كان المنعم ليس من اسماء الله ويعطي بمعناها الرزاق و الوهاب, من ذلك نفهم ان النعم ممكن ان تكون من عند غير الله .

ايها الاحباء الزملاء: ان الصفات تظهر بالاعمال, فان كان يقال عن زيد انه كريما فلا يجب ان تتخلل اعماله اعمال بخل والا قيل انه بخيلا وان كان حكيما فلا يجب للغباء ان يكون من صفات اعماله وان قيل عنه انه ظالما فلا يجب ان يحكم بالعدل وان كانت اعماله توصف بانها عظيمة فلا يجب ان يعمل بما لايليق بطبيعته.
اسمحوا لي ايها الاخوة ان استمر قليلا في هذا الاية العظيمة واختطف كلمة "زوجناكها" اي ان الله هو الذي زوج محمدا من زينب والتي هي اصلا زوجة ابنه زيد, انا لن اتطرق للجانب الاخلاقي في هذا الفعل الالهي و المحمدي وما يهمني هو مايخدم موضوعي, فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا , الله جل جلاله الملك القدوس المهيمن العزيز العظيم الجبار خالق الكل يصدر امرا الهيا بتزويج رجل من امراة, يقوم بتزويج رجل متزوج اصلا من امراة متزوجة اصلا, يقوم بتزويج اب من زوجة ابنه والسؤال المطروح: هل هذا عمل اضافي لله,هل يمكن لي ان اطلب من الله هكذا طلب بحكم ان هذا من عمل الله, هل يمكن ان احكم على الله من خلال هذا الفعل بانه قدوس او حتى بانه العظيم او الملك او ذو الجلال و الاكرام او العادل او الحكيم او الحليم؟ انا اقول لا اعتقد فماذا عنك عزيزي المسلم, لكن من جهة اخرى وللامانة العلمية و الفكرية تصح معه اسماء كالضار و خير الماكرين و المنتقم, لكن لماذا انتقم من زيد فلا اعلم!! ياريت اذا حدا بيعرف يقول لي.

احب ان اتطرق الى نقطة اخرى مهمة جدا في اعمال الله من خلال القران والتي ساسردها الان في بحثي المتواضع هذا. من المعلوم ان العمل يسمى فعلا وايضا عدم العمل يسمى فعلا ولكنه فعل سلبي, ان عملي انا كانسان يسمى عملا بالنسبة لانسان اخر لكن الموضوع مختلف فيما لو قارنا اعمالنا باعمال الاله الحقيقي و المفترض ان يكون هو الله, اعمال الله بالنسبة لنا تسمى اعاجيب او ايات لانها ببساطة تفوق قدراتنا مهما اجتهدنا, اما اعمال الله بالنسبة لله نفسه لاتعتبر ايات او اعاجيب لانها اعماله والله لايستعجب اعماله طبعا, الاية 59 من سورة الاسراء تقول: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ . هذه الاية تدمر الكثير الكثير من اسماء الله الابدية و تحجم قدرته كثيرا, لن اتكلم عن اللخبطة في الاية ومن المانع ومن الممنوع وكلمة ما منعنا تفيد باننا سمحنا ان نرسل بالايات لكن بما انه استانف و قال الا ان كذب و بحكم وجود العقل عندي فسافهم الاية رغم خرابيطها ولا اريد ان اعرف من هم هؤلاء الاولون الغير موجودون اصلا.
قلنا ان الايات و الاعاجيب هي بالنسبة لله اعماله فكيف يمنع الله نفسه عن عمل اعماله, اي ان الله الان من دون اعمال وبالتالي لن نراه يعمل حتى لايكذبه الاخرون كما كذبه الاولون, وهل التصديق كان شرطا الهيا على عباده لان تستمر اعمال الله في خلائقه, هل كان يعلم الله ان الاولون سيكذبون باياته, هل خجل الله من تكذيب الاولين هو سبب ان منع اياته, هل اليهود- كونهم من الاولون - كذبوا انشقاق البحر ولم يمضوا وراء موسى عبر لبحر, هل اهل نوح كذبوا الطوفان الذي هو من ايات الله فانكروا نعمة الله عليم بنجاتهم بالفلك, لماذا الله لم يذكر فيما لو انه سيعيد ارسال الايات ام لا, هل النصارى كذبوا اعمال الله التي جاءت على يد عيسى, لو ان الله فعلا هو الخالق لَمَا نسي ان كل مولود في اي زمان وفي اي مكان هو اية من ايات الاله الحقيقي والذي من المفترض انه هو الله.
فليسمح لي هذا الله الذي منع من ارسال اياته ان نسحب منه جميع الصفات المقترنه باياته او اعماله الى ان يعيد لنا تلك الايات التي على اساسها اسميه: كيف يكون الله هو " الخالق و البارئ " و الخلق هو من ايات الله التي منع ان يرسلها بحسب قوله, وكيف يكون الله " القادر " .
هل تظن اخي العزيز ان الله كان حكيما بمنعه الايات وهل تظن ان الاسباب التي دعت الله لهذا القرار مقنعة. وطالما ان الاولون كذبوا بايات الله و طالما ان الاخرون منع عنهم ايات الله فمن تراه يا ترى يشهد لقدرة الله ومن يشهد لجبروت الله ومن يشهد لصدق الله... للموضوع بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 7 / 18 - 20:52 )

الزميل خليل

هذا قولك


في سورة الاحزاب الاية 37 نجد ان الله يقر التالي: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ... والكلام هنا لله و بخصوص زيد ابن الحارثة ابن الرسول بالتبني فنجد ان الله يقر ان محمد انعم على زيد بنعم مغايرة للنعم التي انعمها الله نفسه على زيد, من كلامك ادينك , الله هنا لا يكون المنعم وان كان المنعم ليس من اسماء الله ويعطي بمعناها الرزاق و الوهاب, من ذلك نفهم ان النعم ممكن ان تكون من عند غير الله .

كلما تريد ان تثبت جدارتك يزداد فشلك .... ان هذه الايه لاتتكلم عن نعمة الرزق .. انما هي نعمت الدين ونعمت الهدايه
على محمد وعلى زيد (( المقصود النعمه هو الفضل)
الدليل

قال الله
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }يوسف6

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }البقرة40

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَ


2 - اخ طلعت
خليل الخالد ( 2009 / 7 / 18 - 21:46 )
انا اعلم انك مسلم واعلم انك غيور على اسلامك لكن و الذي اعلمه ايضا انني لا اكتب جزافا, انا مستعد ان اعلمك دينك و مفرداته ان شئت لكن شرط ان تتضع قليلا حتى استطيع ان اوصل لك المعلومة
انت حاولت ان تشرح معنى النعمة ولكن فكرك المسبق منعك من ان تفهم اللحظة
النعمة التي انعم محمد بها على زيد هي نعمة اعتاقه من العبودية - راجع تفسير القرطبي وابن كثير -لانه كان ملك يمين لخديجة وان الله يجرد نفسه من هذه النعمة التي لزيد و ينسبها بكل براءه لنبيه محمد.
لاتستهن اخي طلعت بعقول الاخرين ان اردت تعلما
ارجو منك حينما تنتقد ان تجهد نفسك بنقد فكرة الموضوع نفسها حتى تخرج بانتقاد يقدره لك الغير فيقولوا بالفعل ان الاستاذ طلعت خيري ناقد بارع- اشكرك دائما


3 - عوم ياطلعت خيري
علي ( 2009 / 7 / 18 - 21:57 )
لك أن تعوم ياطلعت خيري كما تشاء لكن حذار من اللجج والأعماق


4 - تحليل منطقي
مصلح آلمعمار ( 2009 / 7 / 18 - 23:49 )
اقتباس : الله جل جلاله الملك القدوس ....يقوم بتزويج رجل متزوج اصلا من امراة متزوجة اصلا , مقالة متوازنه رائعه يتقبلها آلعقل آلسليم بسهوله ولا يرفضها سوى عقل آلمغيب آلذي لا يرغب بسماع آلحقيقه ، شكرا للأخ خليل ومزيدا من آلتحليل آلأبداعي

اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah