الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفيه وذو الغفلة

حسن الناصر

2009 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت متحفزاً لانجاز مقالي الرابع عن القضية الكردية الا ان الحدث اليومي قيدني واجبرني على ان افيض مافي نفسي من جزع على بلادنا المنكوبة , وسلفاً اوجز بان القانون يحجر على السفيه وذو الغفلة ولا تقتصر هذه الاوصاف على هدر المال الخاص بدون تبصر وانما يتسع وصفها باعتقادي ليشمل هدر الاعمار دون مبرر فرأس مال الانسان بالاساس سنين عمره التي يلتهمها الزمن لذا فأن من يهدر عمره سفيه واولى بالحجر ... اقول ماهذا الهراء ؟ هل كتب على شعب العراق البائس ان يحزن ويبكي طول السنة ؟ اين هم رجال الدين عن كل مايجري ؟ ام ان هذا السفه يطربهم كونه يجعل الناس اكثر التصاقاً بهم فيزداد رصيدهم المادي والاعتباري.
انني اعذر الشعب الكردي حين يخطط للانفصال فهم محقين بذلك فالفرح يعانق دمائهم ويتوسد ارواحهم فهم يرقصون للربيع ويغنون للجمال ويبتهجون بازهار الوديان فيما اناسنا يستعذبون الحزن ويتلذذون بالالم , امن الانصاف ان تتحول اغلب ايام السنة في العراق الى مناسبات دينية ولادات , وفيات , اعياد , رمضان , شعبان, محرم ...الخ ؟ اذا كان الاسلام قبيح بهذه الصورة فمرحباً بالبوذية فهي على الاقل ديانة سمحاء تجعل الفلاح البسيط عندما يحرث يلتقط ديدان الارض رحمة بها كي لاتهرسها الماكنة او ان نتعاطى الوجودية ونرفض كل منطوق ديني , فاسلامنا الشيعي قبيح واسلامنا السني دموي , الاول ينشر الحزن والالم والبكاء والثاني ينشر الرعب والقسوة وحز الرقاب , فرجال الدين سنة وشيعة يروجون لثقافة الالم والبكاء والحزن العميق فالشيعي منهم نادباً للتاريخ ناشراً النواح على مصائب آل البيت ويعتاش من ذلك رافعاً شعار (ياحسين ياعزي ودلالي وبجتلتك عيشة جهالي) , اما زميله السني فيعتلي المنبر ويبدء بالعويل والصراخ والتلوي والبكاء من (خشية الله!!!!) وكلاهما اسوء من حرملة بن كاهل واقسى من حاتم كاظم هضم الملقب ب (ابو طبر) , وقطعاً هذا ليس وجه الاسلام الحنيف فكل رسالات السماء جاءت في سبيل اسعاد البشرية وليس اتعاسها, ثم ان الدين دائرة من دوائر الحياة ومن غير الممكن ان يختزل الحياة باسرها لانه سيتقبح ويقبح الحياة .
وامام هذه الظاهرة الفوضوية نجد اصحاب المنابر السياسية بعيدين تماماً عن مايحدث يكتنفهم النفاق دون ان يقرعوا الموضوع بكلمة او ينفوه بعظة فالكل صامت على ما يحدث من رزية في هذا البلد المنكوب بل اغلب الظن انهم يستمرؤون ذلك ويضحكون جذلاً على هؤلاء الذين يصفهم مقتدى الصدر بالجهلة الذين تجلدهم شمس العراق اللاهبة دون كهرباء فيما معالي وزير الكهرباء يقضم ما تبقى من ميزانية الوزارة استعداداً لرحيل ضعنه , وهم بالمقابل يسبحون في ملكوتهم ويحتذون الارض المتربة سيراً على الاقدام في كل مناسبة دينية, لم لاتتحول هذه الحشود المليونية الى مظاهرات لاسقاط وزراء الفساد؟ ايتعظ هؤلاء بسيرة صاحب الذكرى ؟ هذا الامام العظيم الذي قارع ظلم وجبروت بني العباس واغتنامهم مال الناس بالباطل حتى ذهب ضحية جهاده بوشاية من ابن اخيه , وما حدث في ذلك الزمن يحدث مثيله اليوم ان لم يكن افضع واشنع , اتصدق مقولة سيد البلغاء فينا (لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل ولاتبطلون الباطل كأبطالكم الحق)؟ .
اننا كشعب بامس الحاجة الى (فرمتة) عقولنا من هذه التفاهات على ان ننصب نظام متطور ويقبل التحديث (الاوبديت) , فالديمقراطية التي يعتليها السفهاء عقيمة ولاتنتج حضارة مهما طال الزمن , فالحجر السياسي على هؤلاء ضرورة ملحة وهذا الرأي ابانه المرحوم صالج جبرحينما قال (قرارتنا ميأثر عليه حماميل الشورجة) مع وافر احترامي لكل المهن الشريفة ومنها مهنة العتال (الحمال) , اذ ان المعنى ينسحب على المستوى الذهني والقابلية في الادراك والتمييزمابين الصح والخطأ وليس على طبيعة المهنة .
أتعلم الحشود التي تلج العتبات المقدسة بان بعض مدن اسبانيا تفرض غرامة على السائح الذي يردها تسمى (غرامة التلوث) كونه تنفس هوائها واستخدم حماماتها ورمى قمامته في حاوياتها فقيمة الغرامة ما يعادل نفقات رفعها , فكيف بملايين تدخل مدن بصورة مستمرة والجل الاعظم منهم لا يمتلك ابسط مقومات التحضر فكل شيئ يرمى في الطرقات بدءاً من بقايا الاطعمة نهاية بالافرازات البشرية على اختلافها , ويضاف الى ذلك حجم الانفاق الحكومي من امن وخدمات مع هدر الطاقات وشلل الحياة العامة بالتزامن مع هذه المناسبات التي بدأت تتناسل بصورة مروعة .
مبارك علينا السفه وعلى امم الارض العيش الرغيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العجيبه الثامنه
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 7 / 21 - 13:21 )
يتفرد العراق بحاله لم الفها باي مكان من العالم وبهذا الكم من المطبقين لها واسفي ليس على الرعاع ومحدودي الثقافه ولكن على من يدعي الثقافه والعلم وهو ابو جهل من دون منازع هل كل المسلمين لا تتقبل منهم شعائرهم الا هؤلاء من الفئه الوحيده الناجيه من النار!!ولن يكونوا كذالك الا بالهرطقه والتطبير والتطبيل اي بلد من الممكن ان يتقدم وبه هذا الهدر.. فبين كل عطله وعطله عطله يقطعون الطرق وتصرف المليارات وتعطل الدوائر وتنشئ وحدات حمايه لحماية هؤولاء وتصرف الاطعمه والاشربه يلطمون ويشربون وياكلون ويصدحون بالاناشيد ثم ينصرفون ولا اعلم لمن كلهم يعرف هذه المحاسن والسير فلم يكرروها على الناس التي لا تريد سماعها وفي كل اسبوع وعلى مدار السنه ليس كرها ولكن استهجانا للطريقه والسلوك المتخلف والذي ليس من اصل الدين وليس رابطا له و على العدميه.. لن نتقدم ما دامت عقولنا منصرفه عن العالم وموثقه بقال ابو سفيان وكذا قال الحجاج ورد عليه ..فلان.... امه ضحكت من جهلها الامم

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah