الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زغلول النجار وقناع العلم المزيف

مستخدم العقل

2009 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتميّز الدكتور زغلول النجار بين كافة دعاة الدين بوضعية شديدة الخصوصية فهو يخلط الدين بالعلم بطريقة تبتعد تماماً عن المنهج العلمي الحقيقي ولكنه يعتمد في ذلك على الخلفية العلمية الضحلة لمعظم جمهوره وعدم تجرؤهم على مراجعة مايقوله ظناً منهم بأنه لايمكنه أن يخطيء (أو يكذب) وبناءاً على ذلك فقد تمادى الدكتور زغلول النجار في أخطائه الى حدّ مهين للعلم والدين معاً فتارة هو يحاول أن يقنع جمهوره بأنه قد قام بتسجيل صوت النجم الطارق من الفضاء وتارة أخرى يتحدث عن وثيقة وهمية يقول إنها محفوظة في المكتبة البريطانية تتحدث عن رؤية أحد ملوك الهند لانشقاق القمر وتارة ثالثة يتحدث عن عالم ياباني يُدعى ماسارو ايموتو اكتشف وجود خواص فريدة في ماء زمزم ثم يتضح أن ماسارو ايموتو لاعلاقة له بالعلم وأنه مجرد مصوّر فوتوغرافي يبحث عن الجمال في أشكال بلورات الماء تحت المجهر (وذلك باعترافه هو شخصياً) بل وقد أصدر ايموتو بياناً أنكر فيه مانقله عنه الدكتور النجار.

للأسف الشديد فإن مايفعله الدكتور النجار يُعدّ إهانة لقواعد البحث العلمي حيث أن قواعد البحث العلمي تشترط أن تتم التجارب العلمية ثم بعد ذلك نستخلص النتائج العلمية من واقع تحليل تلك التجارب بينما في عالم الدكتور النجار فإنه يحدّد النتيجة التي يريد الوصول اليها أولاً (من واقع النصوص الدينية الإسلامية) ثم بعد ذلك يحاول (ترتيب) التجارب العلمية لكي تتوافق مع تلك النتائج المحدّدة سلفاً!

في هذا المقال فإنني سأنقل وقائع اللقاء الذي أجراه محرّر مجلة ديسكفر الأمريكية مع الدكتور زغلول النجار والذي تم نشره في عدد شهر يوليو عام 2007 تحت عنوان (العلم والقرآن في تعارض) حيث تم اللقاء في صالون الفيلا التي يقطن بها الدكتور النجار في المعادي (والتي أرجو أن يكون قد اشتراها من عائد عمله بجامعات انجلترا وليس من مصيبة الإعجاز العلمي). لشديد الأسف فقد بدأ الدكتور النجار حديثه مع الصحفي بــ (خطأ) كبير ظناً منه على مايبدو أن الصحفي هو أيضاً من ضمن مريديه الذين سيهللون لكل كلمة يقولها دون تدقيق فقال له بالحرف (إن جميع المعارف العلمية في العالم هي مستمدة في الحقيقة من الحضارة الإسلامية) وكأن الدكتور النجّار لايعرف بوجود حضارات صينية وفرعونية ويونانية وفينيقية وغيرها أضافوا جميعا للعلوم. ثم أردف الدكتور النجّار خطأه بخطأ آخر أكثر بشاعة حين قال إن الرسول قد أمر المسلمين أن يطلبوا العلم من المهد الى اللحد وكأن فضيلته لايعلم أن تلك الحكمة ليست حديثاً نبوياً.

استطرد د/زغلول النجار قائلا للصحفي بالحرف (إن تخلفنا ليس بسبب الإسلام ولكنه بسبب مافعله بنا الأمريكان والإنجليز (وكأن الأمريكان والإنجليز كانوا سبب سلسلة التخلف التي سادت مصرالإسلامية طوال قرون عديدة حتى استيقظ الشعب المسكين مذهولا أمام كتب الحملة الفرنسية التي كانت صفعتها له أشد إيلاماً من طلقات مدافع الفرنسيين.

ويستمر اللقاء فيؤكد الدكتور النجار للصحفي إنه كعالِم يرى أن حضارتنا الإنسانية تتعرض للخطر على يد الحضارة الغربية وذلك بسبب اعتراف الغرب بالشواذ جنسيا. ثم أكد الدكتور النجار للصحفي إن الكوارث الطبيعية التي تجتاح العالم هي عقاب إلهي لسكان تلك المناطق المنكوبة. فلما سأله الصحفي عن السبب أن الله قد اختار أن يعاقب أندونيسيا (وهي أكبر بلد إسلامي) بدلا من لوس أنجليس أو فلوريدا أجابه الدكتور النجار قائلا إن السبب هو أن سكان أندونيسيا كانوا يسمحون للسياح الغربيين بممارسة الرذائل على أرض أندونيسيا!

في النهاية أعطى د/زغلول النجار للصحفي ثلاث كتب من تأليفه تتحدث جميعا – بالطبع – عن الإعجاز العلمي، وقد أبدى الصحفي في مقالته عدة ملاحظات على ماورد بتلك الكتب فقال إن د/زغلول النجار كثيرا مايلجأ لتقنية أصبحت شهيرة بين حواة الإعجاز العلمي وهي أن يستند كل منهم الى الآخر كمرجع (using each other as a source) وبذلك يعطون انطباعاًً للقاريء البسيط الغير مدقق أن أعمالهم تحمل قيمة علمية. ثم اشار الصحفي الى أن مشكلة دعاة الإعجاز العلمي هي أنهم بدلا من أن يبحثوا ليصلوا لنتائج منطقية (كما يفعل العلماء في جميع أنحاء العالم) فإنهم يختارون النتيجة التي يريدون الوصول اليها من القرآن ثم يحاولوا تطويع الحقائق العلمية لتتوافق مع النتيجة التي يريدون الوصول اليها. وقد أعطى الصحفي عدة أمثلة من الكتب التي أعطاه إياها د/زغلول النجار فقال مثلاً إن د/زغلول يشير في أحد كتبه الى أن عدد مفاصل جسم الإنسان هو 360 مفصلا وأن هناك حديث نبوي يشير الى ذلك ممّا يعد دليلا على صدق نبوة الرسول، فيعلق الصحفي على تلك الخدعة قائلا إن المصادر الطبية تحدد عدد مفاصل الجسم بحوالي 307 مفصلا ولكن دعاة الإعجاز العلمي لايتوانون عن عدّ أشياء أخرى في الجسم (ليست مفاصل) لكي يصلوا للرقم 360.

اللقاء طويل نوعا ولكنه شيق للغاية وهو – بالفعل – يضع إصبعنا على الجرح. لحسن الحظ فإن اللقاء بالكامل مازال متاحاً (باللغة الإنجليزية) على موقع المجلة:
http://discovermagazine.com/2007/jul/science-and-islam/article_view?b_start:int=0&-C=








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آنستنا أيها العزيز
علي ( 2009 / 7 / 21 - 21:29 )
ثمة أمر عجيب في هؤلاء الناس (النجار وأمثاله) إذ وطالما هم يدلسون الى هذا الحد المبين بالمقالة فذلك يعني أنهم على يقين بعدم صحة دعواهم ومايدعون اليه من قرآن وسنة وبالتالي كيف أمكنهم الإلتزام بما ذكر فيهما من شعائر وأعمال كالصلاة والصيام والحج وماشابه أليس هذا أمر عجيب أم أنك تستطيع أن تفسره أيها العزيز
تركتك بخير


2 - السيد مستخدم العقل
خليل الخالد ( 2009 / 7 / 21 - 21:53 )
تذكرني اجابات الزغلول باجابات سيد الخلق واشرفهم حين ساله اليهود عن كيف ينزل المطر وعن هذا البرق في السماء و عن صوت الرعد فاجاب كاجوبة الزغلول بسذاجتها ان ملاك الرعد يهش على الغيوم بعصه التي تبدوا لنا باللون الابيض وهذا الصوت هو صوت الملاك حين يصرخ على غنمه عفوا غيمه


3 - الحقيقة
shaker ( 2009 / 7 / 22 - 02:42 )
لو يوجد في بلادنا عدل كان يجب ان يحاكم زغلول النجار لانه استخدم شهادته العلميةا كلشيه يقول مايشاء من التدليس والكذب والخداع لكن اعترف بذكائه في انه استطاع ان يركب موجة الدين بمهارة يحسد عليها واستغل غباء العامة في ملأ عقولهم بكلامه المسموم والذي سمم عقول الجهلة لكن كثير من قرائه ابتعدوا عنه بعد ان اكتشفوا حقيقته الزائفة والخادعة والكاذبة


4 - آلكذب آلحلال
مصلح آلمعمار ( 2009 / 7 / 22 - 05:57 )
يا أخ مستخدم آلعقل الا تعلم بأن هناك آلكذب آلحلال وآلتقيه في آلأسلام فلماذا تهاجمون آلسيد زغلول آلنجار ؟ الا تكفي مصيبته في فضيحة شق آلقمر فتقومون بزيادة همومه ؟ عزيزي خلاصة آلقول ان اساس كل آلعلوم وآلأختراعات مستنبطه من آلآيات آلقرآنيه ، فهناك آيه لم تذكر في آلقرآن لأن آلنعجه اكلتها في حينه تخص اكتشاف آلأنسولين جاءت في قصة رضاعة آلخنزير، تحياتي لك


5 - أحسنت التصويب
مصباح الحق ( 2009 / 7 / 22 - 06:21 )
لا فض فوك.


6 - شكرا
شامل عبد العزيز ( 2009 / 7 / 22 - 11:28 )
الأستاذ الفاضل : كما يقول الدكتور طارق حجي ليس المشكلة في الدعاة .. المشكلة في الأتباع .. كيف يصدقون هؤلاء السذج هذه الأباطيل والخزعبلات الزغلولية .. مع الاحترام والتقدير


7 - خرافات
مايسترو ( 2009 / 7 / 22 - 12:03 )
سيدي مستخدم العقل ، إذا كان حملة الشهادات العليا من المسلمين من طينة زغلول النجار، فلا عتب على العوام الذين يقومون بالشعائر الوثنية منذ 1400 سنة، وشكراً لك ولكل الكتاب التنويرين الذين يستخدمون العقل.


8 - الأرض دحاها
Suzan ( 2009 / 7 / 22 - 14:39 )
السيد مستخدم العقل ،
صدقت في كل كلمة قلتها والمشكلة ان هذا الزغلول يحاول بكل الطرق ان يثبت الاعجاز ولا ازال اذكر عندما تكلم وحاول اقناع الناس بان في القرأن موجود ما يثبت كروية الارض وان معنى دحاها انه كورها وبنفس الوقت ينكر كل الآيات الاخرى التي تقول والارض سواها بمعنى بسطها وهو مصصم ان كروية الارض ذكرت في القرآن ويغير معى كلمة التدحية ( التي تعني ان النعامة تضع البيض في التراب وتسوي التراب اي تدحيه ) وجعلها تصبح معه انه كورها .
فعلا يجب ان يحاكم هذا الدجال الذي يعبث بعقول البسطاء من الناس الذين يصدقوه واعتقد ان هدفه من هذا هو الشهرة والغنا مثل باقى الدعاة في هذا الزمن .
شكرا وننتظر دائما كتاباتك
سوزان

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان