الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة قربان للشرف... حوار مع الكاتبة فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الاهالي المصرية

رؤى البازركان

2009 / 7 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


من دول العالم المتخلفة، التي تحظى بازدواجية المعايير في قياس الأخلاق والتي تزدهر بهضم الحقوق.. وتتفاخر بعدم العدالة..وتتسم بشل الإرادة ..وتحيا بالغاء العقول.. حيث لا إنسان.
تبرز جرائم الشرف العربي أو ما يعرف بغسل العار بحق المرأة وانتهاك كرامتها الإنسانية كظاهرة مستمرة وبإحصائيات متزايدة تأخذ طابعا محكوماً بالعادات والتقاليد للنيل من سمعة العائلة أو القبيلة التي دنست عرضها إحدى فتياتها وإصدار حكمهم (ليس لها الحق في الحياة)، فتقتل (الأنثى) من قبل أحد أفراد العائلة من الرجال (الذكور) بسبب علاقتها مع رجل أوالشك بسلوكها لتدفن في قبر منسي. وتفيد الدراسات الميدانية لحقوق الإنسان أن أغلب الضحايا هن عذارى باثبات الطب الشرعي حيث لم يقمن بعلاقات جنسية. والكثير من منفذي مصادرة الحياة من الذكور يتم تحريضهم اجتماعيا بفعل القتل ثم يعلنون الانتصار باستعادة الشرف والكرامة بغسل العار باعتبار أن المرأة عار.
فمن ضمن الازدواجيات التي تحفل بها القوانين العربية ومن ضمنها المادة 409من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969،القتل عند مفاجأة الزوجة أو إحدى المحارم متلبسة بالزنى، تنص المادة: (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات من فاجأ زوجته أو إحدى محارمه في حالة تلبسها بالزنى أو وجودها في فراش واحد مع شريكها فقتلهما في الحال أو قتل أحدهما أواعتدى عليهما أوعلى أحدهما إعتداء أفضى الى الموت أو الى عاهة مستديمة). ولا يشفع فعل الدفاع لزيادة العقوبة مع مراعات الحالة النفسية للزوج المخدوع.
والمحارم هو تعبير شرعي يعني المرأة التي تكون محرمة على الرجل كالأم والأخت والأبنة وأخريات يشملهن المفهوم.
كما أن المادة 380 من القانون المذكور تنص على:( كل زوج حرض زوجته على الزنى فزنت بناءاً على هذا التحريض تعاقب بالحبس) فإذا ما أرادت الزوجة اللجوء الى القضاء للشكوى على الزوج نتيجة هذا التحريض فلاتسمع شكواها إلى أن تزني ثم تشتكي.
ولا يوجد أي نص قانوني يعطي الزوجة الحق بقتل زوجها إذا ماوجدته مع امرأة أخرى في فراش الزوجية. وأزدواجية المعايير نشخصها في قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 في باب التفريق القضائي من المادة 40 التي أعطت للزوجة الحق بطلب التفريق إذا إرتكب الزوج الخيانة الزوجية أو ممارسة فعل اللواط، ولكن عليها أن تقدم دليل إثبات ببينة فتحفظ لها نفقتها، أي التفريق والنفقة مقابل قتلها ،فالعقوبات الغليظة تقع على المرأة والمخففة على الرجل رغم ارتكاب نفس الفعل.
والصمت مطبق على عقاب القاتل نتيجة الشك في سلوك المرأة والذي يتم في أي مكان وأي زمان وليس لفعل الزنى من شهود كما رجمت الفتاة دعاء حتى الموت على مرأى من الناس والشرطة.
ومن ميزان العدل الوهمي في تشريع القوانين العادلة لصالح الرجل العربي كان هذا الحوار مع الأستاذة فريدة النقاش حول جرائم الشرف في المجتمعات العربية:

- لماذا ارتبط الشرف بالمرأة ولماذا تعتبرعار ولماذا غسل العار؟

- علينا أن نحلل هذا الموروث المعقد والمركب لفهم جذوره المتغلغلة في عمق التاريخ والتي نسجت من خلاله الاساطير والقصص، فمن المجتمعات البدائية حيث أثارت خصوبة المرأة الفزع عند الرجل كون المرأة رحم يحمل الحياة ، وأعتبر الدم المرتبط بالمرأة هو دم ملوث وهذا ماجاء في نصوص بعض الأديان، ومنذ أن عرفت الثنائيات التاريخية مثل النور والظلام، الذكر والأنثى، الخير والشر إلخ ، فصار الجانب المظلم الشيطاني من شر وفوضى وانفلات ولاعقلانية يرمز للأنثى وعليه أن جسد المرأة هو رمز للخطيئة والدنس فحواء كما تشير الأساطير أغوت آدم وأخرجته من الجنة. والأنثى عار في الفكر الجاهلي ،وما كان سائداً جريمة وأد البنات. والمرأة توصم بالعار لأنها تحمل في أحشائها الجنين جنين الخطيئة. وهذا كله أسس لفكر وثقافة أن المرأة كائن يستحق القتل.

- في مجتمعاتنا العربية تنفذ جرائم الشرف بحق المرأة فقط رغم وجود شريكين في العلاقة ولم نسمع أن رجلا قتل بدافع غسل العار، كيف تفسرين ذلك؟

- جسد المرأة كان ومايزال ليس ملكها بل هو ملك الجماعة القبيلة العشيرة أي المجتمع. وأُختزل الشرف العام بشرف المرأة ،بجسد المرأة بمنطقة من جسد المرأة. ومن هنا نسمع الشعارات الرنانة: الدفاع عن شرف الأمة وعرضها، الغيرة العربية على الاعراض، بدل أن تكون الغيرة على الحقوق الضائعة للشعوب العربية والدفاع عن الإنسان. ومن هنا كان شرف المرأة يخص الرجل فقط . فهو يدافع عن شرف واحد، وهذا نفاق. ولذلك لم نسمع بعشيرة قتلت رجلا غسلاً للعار.. أليس الرجل الزاني عاراً؟ فهذه الجرائم ظلم بَين يقع على المرأة ويؤكد على حقيقية دونية المرأة في مجتمعاتنا.

- لماذا سميت جرائم الشرف وليس جرائم الزنى في القانون ؟ ولماذا القانون يعطي الحق للرجل بقتل زوجته و لماذا لاتقتل الزوجة زوجها في حالة مشاهدتها لفعل خيانته و لماذا تسكت المرأة؟

- سميت جرائم الشرف لأن المرأة تعتبر ملكية للرجال وجسدها ملكهم وشرفهم وكأن هذه الجرائم شرعت بأسم قانون الشرف لتعبر عن تبرأة الرجل والغاء عقوبته. وهذا تأكيد لحقيقة إزدواج العقلية الذكورية القانونية التي شرعنت قتل المرأة وأعطت الرجل هذا الحق. فالقوانين العربية تحمل صفة الإزدواجية بالنسبة إلى هذه الجريمة حيث المرأة متهمة والرجل شاهد عليها، وتخفف العقوبة للقاتل وقد تصل الى ثلاثة أشهر وربما شهر ولا يعتبر مجرماً بنظر القانون والمجتمع، بل يُصنع منه بطلاً لأنه غسل العار أي تخلص من جسد المرأة العار، تعاقب المرأة ويكافئ الرجل. ولا يوجد نص قانوني يدين الرجل بالقتل في حالة الخيانة الزوجية . والمرأة إذا قتلت الزوج تعامل كمجرمة وتعاقب بالاعدام أو بالمؤبد مع الأشغال الشاقة ولا يشملها أي تخفيف للعقوبة كأن لاشرف لها، فسكتت لأن القانون ضيع حقها، والشرف هو من حق الرجل فقط.

- لكن البعض لايؤيد إعطاء الحق للزوجة بقتل الزوج إذا ما وجدته مع أخرى قد تكون زوجته عرفياً أو متزوجها متعة أو مسيار فالشرع يعطي الرجل حق الزواج بأسماء متعددة مع تعدد الزوجات. مارأيك بهذا التبرير؟

- هذا خداع بمعنى أن الزواج لم يكن مبنياً على أساس حقيقي وعميق ولا يحمل مقومات الأخلاق. فالزوج هنا لم يخبر زوجته بزواجه الآخر فهو يمارس الكذب ومن حقها أن تغضب وتثور. فالزواج بناء أسرة حقيقية وليس شهوات غريزية وقتية تحللها الفتاوى ومنها يسود الإنحراف. وعلى المشرعين الغاء قانون الشرف الذي أستغل للقيام بجرائم مجهولة الأسباب ضد المرأة.

- لكن المشرعين يؤكدون أن الغاء القانون يفتح المجال أمام إنحراف النساء فالقتل رادع للأخريات ماتعليقك؟

- هذا نفاق وإفتراء بتحديد صفة الإنحراف بالمرأة فقط و هذا إنحياز للرجل و دفاع عن الرجال المنحرفين. هذه ليست عدالة إنسانية فالكثيرات قتلن لأسباب غير مدقق فيها بتحريض من المجتمع والقانون والغالبية فتيات غير متزوجات أي عذارى، فقد قتلن مرتين مرة بالتهمة ومرة بالقتل الفعلي . أليس الرجل الذي يدفع بزوجته أوالأخ الذي يدفع بأخواته لممارسة البغاء بدافع الانتفاع المادي هو قواد يمارس أسوء مهنة ضد النساء وضد نفسه وضد الإنسانية؟

- لماذا نشهد زيادة في نسبة جرائم الشرف في منطقة الشرق الأوسط حتى امتدت الى العرب الذين يقطنون في الغرب؟

- عوامل كثيرة متداخلة منها العوامل الاجتماعية والثقافية التي تكرس دونية المرأة وحرمانها حق إختيار الشريك إلى العوامل الأقتصادية كالفقر والبطالة بالأضافة إلى إنتشار الفكر المتشدد والمتطرف، فهو إنتقام لا واعي ضد المرأة التي تمردت على التقاليد بنظر المجتمع الذكوري.

- كيف من الممكن أن يكون القانون عادلاً بين المراة والرجل لتسود العدالة في المجتمع؟

- علينا تفكيك الأصول التي بنيَ عليها هذا التراكم البغيض ضد المرأة وإنسانيتها وحتى لانسمح لمجتمعاتنا أن تتحول إلى غابة كل من يجد له ثأراً يأخذه بيده. وعلى المجتمع أن يتخلى عن هذا التوحش وهذه الجرائم بالغاء ما يسمى قانون الشرف واعتبار قتل المرأة هو جريمة قتل، والقتل هو قتل، والجريمة هي جريمة في كل الحالات. وبتشريع قانون عادل للإنسان حيث العقاب يتم بوسائل غير القتل. ولأني منحازة إلى الإنسان والإنسان له عقل ووعي يستطيع أن يتحكم بإرادته وعليه يلغي من القاموس جريمة الشرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة التخلف.
أماني ( 2009 / 7 / 22 - 23:27 )
اذا اخطأت المرأة .....تقتل
واذا اخطأ الرجل....لايعاقب بل يبحث له عن عذر
اذا قتل الرجل المراة لخطا ارتكبته....عظمه المجتمع وجعل منه بطلا وزوجه باحسن فتياته.
واذا قتلت المراة الرجل لنفس القضية....حوكمت بالقتل والاعدام لانها ازهقت روحا انسانية
ما هذا التناقض؟؟؟؟؟
ماهذا الظلم؟؟؟؟
يا امة ضحكت من جهلها الامم!!!!!

كيف لامه ان تتطور وتتقدم فكريا وتصبح في مصاف الدول الكبرى والدول المدافعه عن حقوق الانسان وابنائها يحكرون شرف(مع اعتراضي على هذا الاسم) يختزلون شرف قبائل باكملها في غشاء بكارة امراة؟؟؟؟

ان الاسباب كثيرة لوجود هذه الظاهرة وانا لن اتهم العربي فقط مع انه اكثر الرجال ممارسة لهذا الحق ولكن لو نظرنا يمينا ويسارا سنجد ان جرائم الشرف موجوده ايضا عند الاتراك والافغان والباكستانين وان كانت اخف ولكن اينما وجدت التزاما بالدين الاسلامي ستجد هناك ظلم كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييير للمراة وعلى راس القائمة جرائم الشرف

والمصيبة العظمى ان تسن قوانين هذه الدول وتكون مؤيدة لهذا الظلم بحق المراة ولكن بصراحة انا عتبي الاكبر على المراة التي سمحت باستمرار هذه المهازل ضدها وكثير من النساء اذا قتلت فتاة بدعوى الشرف يقولون : تستاهل وليه تطيح راس اهلها بالتر


2 - شكرا
عوني ( 2009 / 7 / 23 - 00:27 )
لو عندنا في الوطن العربي عشرات من امثالك لتغير الحال المايل الي الاحسن -- شكرا


3 - القبلية هي السبب والتقدم هو الحل
صلاح يوسف ( 2009 / 7 / 23 - 03:23 )
عاش الإنسان القديم في جماعات وقطعان تشبه قطعان الأسود والفيلة وباقي الكائنات، ثم بعد ظهور الزراعة وملكية الأرض الخاصة تفككت القطعان إلى قبائل. التفكير القبلي افترض دوماً نقاء القبيلة وصفاء دمها وعرقها، ولما كان فرج المرأة هو من يلد الأجيال القادمة للقبيلة، فقد ارتبط هذا الفرج بنقاء القبيلة ونشأت مفهوم الشرف القائم على غشاء البكارة المحظور تدنيسه من الغرباء لتبقى القبيلة على حالة النقاء والصفاء، ولذلك فإننا نرى القبائل حتى اليوم تفضل زواج الفتاة الشرعي لابن عمها أو أحد أقربائها على الزواج بغريب عن القبيلة يعمل على اختلاط الجنس والنسب.
القبائل كانت موجودة قبل الإسلام ( وليس الجاهلية )، والقبائل منتشرة في الهند وباكستان وكافة شعوب الشرق الأوسط. حتى مع بدء ظهور الصناعة لم تكن تلك الصناعة كافية لدرجة تتطلب خروج المرأة إلى العمل، ولم تتطور الدولة الحديثة، وبالتالي ظلت القبيلة هي حامية حمى الأفراد، تذود عنهم في الملمات والمصائب. الإسلام سمى شرف المرأة زنا، ولم يطرأ تغيير جوهري على نظرة القبيلة لمفهوم الشرف، ذلك ان الدين نفسه لم ينجح في تكوين دولة الشعب، بل كرس الأسلام دولة الحاكم والخليفة وولي الأمر.
لن ينتهي مفهوم الشرف إلا بانتهاء القبيلة وهذه لن تنتهي إلا بظهور دولة الشعب العلمانية


4 - ثقافة الجاهلية
محمد البدري ( 2009 / 7 / 23 - 03:45 )
نريد ان نفض سيرة الثقافة العربية بكل تناقضاتها فهي تحمل ما يؤهل اي امة لتكون ضمن المتخلفين الاقرب الي الانقراض. ثقافة العرب ارتكنت الي الجاهلية ثم الي نص مقدس نسبته الي الله باعتباره خالقا للكون. فكيف يمكن لهذه الثقافة ان تحمل كل هذا الغثاء اللهم الا إذا كانت الجاهلية العربية هي المكون الرئيسي لتلك الثقافة ولا شئ آخر معها؟


5 - بوركت الجهود
مصباح الحق ( 2009 / 7 / 23 - 04:48 )
نعم، فالمجتمع الذكوري السلطوي يهمش المرأة التي يجب أن تنال حقوقها كإنسان وليس كمطية ومفرخة يتحكم بها الرجل وبإيعازات ميتافيزيقية.


6 - تحية للكاتبة
رعد الحافظ ( 2009 / 7 / 23 - 14:06 )
إذا إستطعنا إلغاء أو مسح النصوص الدينية التي تشبه المرأة بالحمار والكلب والغائط والحرث...وإذا إستطعنا محاكمة النصوص التي تقول فأتوا حرثكم آنى شئتم ..وإذا كشفنا فجور المفاخذة مع الاطفال ورضاعة الكبير وختان البنات, وغير ذلك آلاف الجرائم بحق الانسانية..بعدها سيكون بأمكاننا تنشئة جيل طبيعي يحب الحياة والعمل والبناء..بدل حب القتل والموت والتفجير والجنس مع الحيوانات..شكرا للكاتبة ,استمري بكشف عورات الاسلام


7 - صرخة ضائعة في وادي الطرشـان
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 7 / 23 - 14:32 )
مقال رائع صادق صحيح كامل, ولكنه لن يغير أي شيء في قوانيننا العرجاء أو تفكيرنا الماقبل قبل جاهلي. طالما الدين نفسه يشرع أن المرأة نصف إنسان أو أقل. نحتاج إلى انتفاضة جذرية من داخل الدين نفسه وما يحيط به من (تجديدات) وعودات تتزايد جمودا ورجعية بهذا الخصوص. طالما قوانيننا ليست مدنية, بشكل واضح كامل, يفصل الدين عن الدولة والقوانين الاجتماعية. لا حـل, ولا تقدم.. ولا مساواة ولا عدالة!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة


8 - سؤال ممنوع؟
عماد الشريف ( 2009 / 7 / 23 - 16:31 )
حقا يبدو الأمر رائعا أن يرتبط شرف المرأة بالرجل ولكن لأي غرض ربط الرجل شرف المرأة به؟؟إنه فقط لغرض وأدها إذا ما مارستسلوكا (مشينا) خارج نطاق الزوجية أو أثنائها أو قبلها ولكن لم يسأل الرجل نفسه مع من مارست . و أو ليس مع رجل و أليس الجريمه واحدة وبالتالي فالمفروض أن يكون فاعلاها يستحقان نفس الاجراء ؟ هذا هو السؤال الممنوع... بوركت سيده رؤى

اخر الافلام

.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني


.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة




.. كونفرانس ريادة المرأة نقاشات وآراء لتطوير الشابات


.. إحدى المشاركات دلال سكاف




.. الصحفية والفنانة والمغنية أمل كَعـْوَش