الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب الدينية في العراق

سهام فوزي

2009 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالامس وفي ردي علي العزيزه تانيا الشريف قلت لها باني ساناقش تجربة الاحزاب الدينية في العراق في مقال منفصل وها انا ذا افي بما تعهدت بالقيام به وحقا فالتجربه الحزبية الاسلامية في العراق تستحق البحث المستفيض لا مجرد مقالة ولكني ساحاول ان افيد واستفيد من الاراء التي سترد علي المقاله.
علي الرغم من ان اغلب الاحزاب والتنظيمات الاسلاميه كانت متواجده قبل الاحتلال الامريكي للعراق الا ان سقوط النظام السابق اتاح لهذه الاحزاب ان تقود الساحه العراقية خاصة في ظل حالة الانهيار التام لكل اركان الدولة بعد ابريل 2003 وكانت هذه الاحزاب هي اقوي الأصوات الموجوده علي الساحه العراقية لسبب أو لآخر وكما في كل حالات التنظيمات السياسية الدينية لعب الخارج دورا هاما في تقوية دور هذه الجماعات ففي العراق ادي الغاء دور وزارة الاوقاف الدينية الي ان تقوي هذه الجماعات وتصبح المدافع الاول عن المذهب والعقيده في نظر اتباعها واستغلت حالة الخوف الشديد وعدم التيقن السائد في ذلك الوقت لتبدا تلعب دورا في تغذية التعصب الديني والمذهبي وبدات هذه الجماعات تقدم لاتباعها ومؤيديها الخدمات الضرورية التي كانت شبه معدومه في العراق في ذلك الوقت خاصه الأمن وبدأت في تصوير نفسها علي انها الحامي والمدافع الاول عن الجماعة والمذهب الذي تمثله وافراده وهكذا اخذت تبث سمومها في انفس البسطاء من الشعب العراقي لتبدا حالة العنف الطائفي الغير مسبوق في العراق ولم تكن الجماهير البسيطه في ذلك الوقت تدرك الأهداف الحقيقيه وراء هذه الاحزاب وانما كانت تصدق بها وتؤمن بشعاراتها واطروحاتها خاصة وان العراق كان يشهد حالة انهيار كامل لدولة كانت شديدة المركزية وتدار بطريقة محكمه وفجاة انهارت تلك الدولة وتصدعت اركانها واصبح عدم اليقين والمجهول هو السائد فكان من الطبيعي ان يلتف المواطن البسيط حول تلك الاحزاب التي اجادت استغلال نقاط الضعف في تلك الفتره لصالحها واستغلت الميل الفطري للتدين لدي غالبيه العراقيين لتقدم لهم السم المغلف بفتاوي رجال الدين التابعين لها وتقنعهم بتاييدها من خلال تلك الفتاوي وتبين لهم ان عدم تاييدها هو عدم تاييد للمذهب وتخلي عن الواجب الديني وبدات تلك التنظيمات في استغلال كل المقدسات والرموز والشعارات الدينية ورجال الدين والفتاوي حتي اعتقد الكثيرون ان الله سيعاقبهم ان تخلوا عن تلك الجماعات ولم يؤيدوها ووصلت تلك التيارات الي البرلمان العراقي واصبحت المتحكمه في السياسة العراقية بكل تفاصيلها وانتظر الناس ان تتحقق الوعود التي قدمت لهم وان تعمل تلك التيارات علي خدمتهم وتحقيق مصالحهم ولكن واقع مماراست تلك التيارات والتنظيمات كشف حقيقتها وكشف الوهم الزائف الذي عاشت فيه جماهير المواطنين الذين صدقوا تلك الجماعات وايدوها
اول تلك الاوهام ان هذه الجماعات والتنظيمات تسعي الي تحقيق مصلحة المواطن العراقي وتسعي الي امن العراق وامانه ولكن الممارسه اثبتت ان تلك الجماعات والتنظيمات الاسلاميه السياسيه التي تدعي انها تدافع عن المذهب والعقيده تتحالف سرا ضد من تدعي في العلن انها تحاربهم من اجل استمرار العنف المذهبي والطائفي في العراق وحتي تبقي تلك الجماعات تعيش علي دم الابرياء من العراق وهكذا اكتشف المواطن البسيط ان اغلب ان لم يكن كل الحوادث والجرائم التي ارتكبت من قتل واختطاف وتفجيرات كانت ورائها القوي التي تدعي حمايته وان هذه الجهات هي المسئول الاول والاخير عن تغلغل النفوذ الخارجي في العراق الي درجه اصبحت معها بعض المحافظات العراقية تبدو وكانها جزءا من دول اخري غير عراقية وذلك نتيجه لان الجهات التي تحكم هذه المحافظات تعمل بجد واجتهاد كي تثبت نفوذ هذه الجهات الاقليمية التي تدعمها وتمدها بالاموال والدعم اللازمين من اجل ان تستمر تلعب دورها المخرب علي الساحه العراقية وذلك كي تقوي هذه الاطراف الخارجيه ويبقي العراق ضعيفا وممزقا وهذا ما جعل المواطن البسيط يكتشف زيف هذه التيارات التي تقول انها ضد العنف وهي اساسه وتقول انها ضد الخيانه وهي اساس الخيانه والعماله وبهذا بدا السقوط الكبير لهذه الاحزاب والتيارات الدينية العراقية
الوهم الثاني الذي اكتشفه المواطن البسيط ان تلك الجماعات تعمل من اجل صالحه فبعد وصول تلك الجماعات الي البرلمان ومجالس المحافظات لم تقدم اي انجاز حقيقي يخدم المواطن في مجال الخدمات الاساسية بل علي علي العكس انطلقت هذه التنظيمات في تعظيم استفادتها من الوضع وانطلقت تحاول الحصول علي اكبر قدر ممكن من ثروات العراق وبدا الناس يرون التضخم الرهيب في ثروات مسئولي تلك الجماعات في حين تبقي خزائن المحافظات فارغه وغير قادره علي تنفيذ اي من المشروعات الضرورية للمواطنين وبهذا ازداد المواطنون فقرا علي فقر وازداد مسئولو تلك الاحزاب ثراءا علي ثراء واستمر بقاء المواطن العادي تحت رحمة المنظمات التابعه لتلك الاحزاب تقدم له الخدمات العاجزه المحافظات والاجهزة الحكوميه عن تقديمها وقتما تشاء وتمنعها متي تشاء مما ولد في نفوس الموطنين العاديين الغضب والرغبه في تغيير تلك الجماعات التي فشلت ان تقدم له اي شيئ سوي القتل والدمار ولم يستفد من وجودها في الحكم سوي ممثليها ومسئوليها والشركات الاقليمية والدول المجاورة ولهذا جاءت نتائج انتخابات مجالس المحافظات لتعلن سقوط هذه الاحزاب في نظر المواطيني ورغبتهم فالتخلص منها فالشعارات الزائفه لم تعد تجدي نفعا ولم يعد في استطاعة المواطن البسيط ان يتحمل ان يحرم من الكهرباء والماء وخدمات الصرف الصحي بينما ترفل هذه الجماعات في النعيم ويكنز مسسئولوها الثروات لم يعد في استطاعة المواطن البسيط ان يتحمل ان يفقد يوميا عزيزا او صديقا او قريب نتيجه لعنف تديره تلك التنظيمات ولم يعد العراقي يقبل بان يساهم في بيع وطنه لدول مجاورة او ان يبقي غريب في وطنه الذي تحولت اجزاء عديده منه الي اقاليم غير عراقيه تسود فيها لغة غير العراقية وتنتشر فيها ثقافة غير عراقيه كل ذلك كان اقوي من قدرة المواطن العراقي علي الاحتمال فترجم غضبه واحتجاجه في صناديق انتخابات مجالس المحافظات وهو ما اتمني ان يستمر في الانتخابات البرلمانية القادمه التي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعلها أحزابا طينية وليست دينية..
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 7 / 25 - 15:55 )
أخيتي العراقية الطيبة ..
بالفعل فقد أصبت الحقيقة في إشارتك اليوم إلى ما آلت وستؤول إليه أكثر الأحزاب المقنعة بجلباب الدين والدين وأتباعه منهم براء إلى يوم الدين.. بالفعل أيضا إن أسهل ما يخترق به المواطن العراقي الطيب هو الغشاء العاطفي الرقيق تجاه الدين ولهذا تصور المسكين واهما إنه وجد ضالته بهؤلاء الحفنة من الأدعياء وكما قلت تصورهم حماة المذهب ودعاة الحق فإذا به قد ألقى بنفسه في التهلكة اختيارا لا مجبرا ... هؤلاء ومن ورائهم لوبي الحوزة الصامتة كما يسمونها في العراق ضللوا الناس السذج ..تصوري أية فتوى التي تحرم نساء العراق على رجالهن إذا لم ينتخبوا القائمة الفلانية حصرا .أليس أولى بالمراجع أن يتبوؤا الحياد وينظروا الى شعب العراق كله على إنهم أبنائهم ..
يا سهام اشد على يدك التي ستتلقى لاحقا ضربات أتباع هؤلاء وستتهمين كما اتهمت واتهم سواي من المعترضين على هذه المساخر بالبعثية والارهاب وربما الإلحاد ..ولي أن أشير في نهاية تعليقي إلى وهم ثالث أتضحت للعراقيين خديعتهم به وهو إن هؤلاء يرتدون لباس الإسلام لإجل السلطة ..وقد عرف العراقييون ذلك ولو متأخرين والعبرة في أن لايقعوا بنفس الخطأ مرة أخرى والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين .. تقبلي مروري أخيتي وبوركت ومزيدا من كشف الحقائق والتعبير عنها

اخر الافلام

.. 98-Al-araf


.. 99-Al-araf




.. أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع


.. بن غفير يحاول منع الأذان في القدس والداخل المحتل




.. فرحة وزغاريد بعد إحالة قاتل نجله بسوهاج لمفتي الجمهورية