الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة جلد الذات

كاظم الحسن

2009 / 7 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان احتكار الحقيقة وفرض الراي الواحد ومصادرة حرية الاخرين ينتج بالضرورة عنه التهميش واقصاء الاخر
المغايروالمتمايز وقمعه لكونه غريبا وطارئا ويسبب الفرقة والفتنة والانقسام ويهدد وحدة الوطن وسلامته حسب زعم من يتبنى نظرية الحزب الواحد والفكر الواحد . هذا الحا ل الاحادي يتسبب بافدح خسارة تصيب المجتمع الانساني في اية حقبة زمنية او مكانية الا وهي الغاء العقل من قبل النظام الشمولي الذي يدعي ان له دورا رساليا ويعمل على تغيير طبائع الانسان من خلال المقولات الكبرى في التاريخ والتي اعطته صبغة حمراءمثل الاشتراكية والوحدة والعودة الى الاصول وذلك لان العنف المفرط يتلازم مع اي جماعة تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة وان لها رسالة الى كل البشر.
ان النظام الشمولي الذي يعتنق العنف يحدث نوعين من الد ما ر احدهما مادي والاخر روحي حيث يتم افراغهما عبرالغاء خصوصية وتفرد الانسان او المبدع وتحويله الى نصفين احدهما يبحث عن قوت يومه والاخر يمجد الدكتاتور بحيث يكون الاستبداد او العنف هو فضاء كلي تكون فيه الكلمة والثقافة هي الاقنعة او الاغطية التي يتستر بها الدكتاتورللترويج لبضاعته الكاسدة وهنا لاوجود للفكروالروح والقلب في فضاء القمع والخوف وربما تعتبر الاعمال الفنية والادبية ترفا لامعنى له ان لم يكن في خدمة ايديولوجية النظام .
العنفلاينتج سوى الحروب والحرمان وتشويه الروح واعلان حالة الطوارئ في الجسد والروح والوطن فيكون الانسان في حالة انذار دائم من مجهول لايحمل سوى اشباح الموت والذبول والفراق ونعتقد ان من يحاول تاصيل
العنف من خلال التاريخ يذهب في تاويله الى النظرية الشوفينية ومنهم من يرى التاريخ من خلال المقدس ويقوم بجلد الناس لبعدهم عن الكما ل المزعوم والبعض الاخر يصيبه الشطط فلا يكتفي بتلك الفترة بل يذهب الى اعماق
التاريخ الموغلة في العنف ويبني من خلالها تصوراته عن العنف ومن هنا لم يكبرفي داخل الانسان سوى الرعب والخوف من التاريخ والسلطان وذاكرة الناس لاتحمل سوى العنف والقمع والتاريخ هو السوط والسيف والمثل الاعلى هو الحجاج ابن يوسف الثقفي بمقولاته ا لتي تكاد تغطي معظم كتب التاريخ وهي تتحدث عن تثبيت سلطان بني امية ويقابل ذلك جلد وتحميل العراقيين شق وحدة الصف والفتنة واثارة الشقاق وياخذ قول احد القادة المسلمين او بعضهم على انه دليل مطلق على سوء طوية العراقيين بل ان الحكام اللاحقين قد اخذوا شرعية القتل من تلك المقولا ت والتي اخذ الضحايا يدافعون عن تلك الاحكام المتعسفة التي قيلت بحقهم وكأنها نصوص مقدسة
لاينبغي الشك بها او رفضها اومجادلتها اى انها اصبحت من المسلمات والادهى من ذلك ان الكتب المعاصرة اخذت تتحدث عن العنف في العراق كأنه جوهر ثابت غير قابل للتبدل .
بهذا يشذ العراق عن باقي الامم حسب تلك التصورات الساذجة التي لاتعدو كونها تصورات ظالمة فتكت بالشعب العراقي وجعلته اسيرتلك الاوهام والاباطيل التي الصقت به ظلما وعدوانا واخذ يدافع عنها في اللاشعورونرى ثمة ازداوجية مقيتة في النظر الى شعب العراق فمن جهة يتم اعلاء شأنه ورفع مقامه بفعل حضارته العميقة وتأصلهافي اعماق التاريخ ومن جهةاخرى يتم توصيفه بابشع النعوت عن عشقه للعنف وسفك الماء.
ان من يحاول جعل العنف مرادفا للعراقي وملازما له طول التاريخ يقع من حيث لايدري في فخ المركزية العرقية العنصرية المشكلة الكبرى التي يقع بها الكتاب والمؤرخون وعدد من المفكرين حين يتخذون من احكام المستشرقين او بعض المقولات لقادة سياسيين في التاريخ مهما كانت منزلتهمعلى انها احكام قطعيةجازمة على الرغم من ان مدرسة الاستشراق واحدة من عدة مدارس في اوربا لقراءة التاريخ والقد كانت تلك الصور والمفاهيم تخدم النظام الشمولي في العراق الذي اعتبر نظامه وريث فلسفة العنف في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنف
فدى المصري ( 2009 / 7 / 24 - 21:27 )
مساء الخير
من خلال تجلي تركيبة المجتمع العراقي وعشقه للدماء وما لحظناه عبر ممارسات وقعت بحق الشعب العراقي من جرائم وإرهاب وسفك الدماء واستلاب الامن للعوائل العزل وما نشهده من استغلال للانفلات الامني تبعا لمصالح ذاتية ليس وليدة المجتمع العراقفي فقط في توصيفه بهذا الوصف ، وإنما هذه الامور قد تمت نتيجة الحرب وشرائكها الذي نجد مثل هذه الممارسات في اي مجتمع بالعالم قد تعرض للحرب بسبب انفلات الامني والنظام الداخلي
ولكن هذا الارهاب الذي يعيشه الشعب العراقي من نقص في الامن الاجتماعي والامن الغذائي والامن البيئي ونقص في الخدمات وما يلحقه الشعب من استغلال تجاري واقتصادي لهو العنف الاسؤ بوجهة نظري . نحو غد ٍ مشرق لمجتمع كثيرا ما تغنينا بإرثه الثقافي ومكنوزاته القيمة التراثية


2 - لا طريق الى السلام..... السلام هي الطريق
اسماعيل ميرشم ( 2009 / 7 / 25 - 06:53 )
اعتقد ان العنف الحالي في العراق جاءت كحلقة ونتيجة حتمية لعقود من العنف والاظطهاد والحروب والحصارات وسياسة الحزب القائد الاوحد والبطل الشهم حامل الراية والسيف والبندقية والكيمياوي المزدوج وووووو...ز
كما وصف الوضع لي احد الاصدقاء جاء من العراق قبل ايام وقال
ذلك الغيم الاسود جابت هاي المطر القاسي -و-
وكل من يحاول قراءة تاريخ العتف في العراق بعد 2003 دون الرجوع الى ما حصلت من ظلمات بحق العراقيون جميعا في العقود الاربعة الماضية يكون لا يريد احلال العدالة للجميع والسلام الدائم والكرامة الانسانية للجميع في العراق ودون تمييز والساكت عن الحق شيطان اخرس كما قيل قديما
تحياتي

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس