الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه اخر للتطرف

مالوم ابو رغيف

2009 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا كان التطرف الديني يعني لجوء المتدينين الاسلاميين الى استخدام العنف في فرض واجبار الناس على التقيد بفتاوى واراء رجال الدين والالتزام بالشريعة الاسلامية كمنهج وعقيدة للحياة والعلاقات العامة، فان رجال الدين المسلمين لا ياخذون بهذا التفسير في فهمهم للتطرف، وان اتفق بعضهم معه اعلاميا او تقية، لان الفقه الاسلامي يبرر استخدام العنف في نشر الاسلام وفي فرض الشريعة، وهذا ما فعله النبي محمد وما فعله المسلمون بعد وفاته. كما ان تطبيق الاحكام والحدود الاسلامية في ايران والسعودية والسودان واليمن هو بحد ذاته تطرف، ولا يهم اذا استخدم عنف الاسلحة في فرض الشريعة او عنف القانون، فالنتيجة واحدة .
الاحكام والحدود الاسلامية نفسها تطرفا ووحشية.
افليس هو غاية التطرف ان تقطع يد السارق.؟
اوليس هو غاية التطرف ان ترجم المراة بالحجارة اذا ما اتهمت بالزنا؟
او ليس الجلد بالكرباج والعصي تطرفا واهانة للانسانية.؟
لقد انطلق الغرب السياسي وليس الغرب الفكري من منطلق المصالح السياسية والعلاقات الاقتصادية في اعطاء مفهوم خاص للتطرف والارهاب ركز فيه على الجوانب التي ممكن ان تؤذي وتضر بالمصالح الغربية فقط وليس ما يمكن ان يؤثر على حياة الناس في بقية الدول ومنها ما يعرف بالدول العربية والاسلامية. وهذا التعريف للتطرف هو نتاج لصدمة تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، فهو بالاساس موقف سياسي وليس فكري ولا فلسفي ولا ثقافي.
لقد لعب الغرب دورا خبيثا في نشر الفكر الاخونجي لمحاربة الشيوعية ولكبح زخم انتشار الفكر الاشتراكي العلماني في الشرق طوال فترة ما قبل سقوط المعسكر الاشتراكي، وفيما بعد ساهمت الدول الغربية في نشر الفكر الارهابي الوهابي لمحاربة الروس في افغانستان، لقد تعاونت الدول الغربية مع كافة الفصائل الارهابية ابان فترة محاربة السوفيت واشرفت على معسكراتهم التدريبية ومدتهم بالسلاح والمال وغضت نظرها عن تحركاتهم المشبوهه.
لم تكن الدول الغربية وخاصة امريكا ضحية لكرمها اولحسن نيتها، بل كانت ضحية لخبثها ولؤمها ولسوء نيتها. ليس لهذه الدول التي تؤمن بمبدأ
لا توجد صداقات بل توجد مصالح دائمة
ليس لها لوم المتطرفين الاسلامين ان هم لدغوها لدغات مميتة، فهم مثلها يؤمنون بنفس المبدأ، فليس لهم اصدقاء دائمين بل مصالح فقط.
تكمن المشكلة في ان الدول الغربية في علاقاتها وفي ثقافتها السياسية تنطلق دائما من مواقع حماية مصالحها، حتى لو كانت هذه العلاقات تؤثر على حياة سكان الدول الاخرى وتضر بمصالح وتؤخر تحررهم وتعين مستعبدهم عليهم. ويبدو ان ضمان تدفق البترول اليها هو اساس هذه العلاقات. فالسعودية منبع ومدرسة للارهاب الوهابية، دولة تحكم باسم الشريعة الاسلامية فتقطع الرقاب والايادي والارجل في السيوف، سجونها اشبه بسجون العصور الوسطى، وقضاتها رجال دين لا يفهمون لا بحقوق الانسان ولا حقوق الحيوان. ليس من حق للمراة على الاطلاق فليس لها حق الانتخاب ولا حق سياقة السيارة ولا حق ابداء الرأي ولا حق الاعتراض على ولي امرها الرجل، اب او زوج او اخ، وليس لها الخروج من البيت الا بمحرم، ليس لها حق السفر ولا حق التجارة او بيع الملابس النسائية ولا حق العمل اللهم الا في حقل التعليم و الطب النسائي. ومع كل مل ذكر وما يذكر عن اتهاكات حق الانسان في السعودية، الا ان الولايات المتحدة الامريكية وبقية الدول الراسمالية تقيم امتن العلاقات معها ومع حكامها.
التطرف هو فرض الشريعة الاسلامية او قسم منها على الناس، فالشريعة هي ايدلوجية اخلاقية، وفرض اي ايدلوجية هو نوع من انواع التطرف.
فالدولة في العراق، وزراة التربية مثلا عندما تقرر ان يكون الحجاب الاسلامي هو الزي المدرسي الذي يجب الالتزام به، هو تطرف واضح مفروض بالقانون. وعندما تبنى الدولة على الشريعة الاسلامية ويكون الدستور مستندا على القرآن هو ايضا نوع من النواع التطرف لانه فرضا لايدلوجية ولنظام اخلاقي وتحديد وجرح لحرية الاخرين..
فالتطرف لا يعني استخدام الاسلحة او اللجوء الى العنف في الزام الاخرين بالخنوع والخضوع، بل يعني ايضا لجوء الدولة الى فرض نظام اخلاقي اجتماعي وادلوجية دينية على المواطنين، هو ايضا ان تكون الوزارات ومرافق الدولة الاخرى مستخدمة لغرض خدمة الدين او المذهب وليس لخدمة المواطن.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غريبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جحا القبطي ( 2009 / 7 / 26 - 20:35 )
قتل المرتد ومعاملة المرأة والمختلف بدونية ومنع الغير مسلم من ممارسة عقائده بدولة السعودية ومضايقتهم وقتلهم وإضطهادهم بالدول الإسلامية الأخري العراق ومصر نموذجا وقطع يد السارق وجلد المرأة السودان نموذجا وعندما يهاجم أي أحد تلك الشرائع المجرمة والهمجية ينتفضون ويتوعدون ويتهمون بالعنصرية من يطالبهم بالتخلي عن عنصريتهم


2 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 7 / 26 - 21:11 )
الزميل مالوم شكرا جزيلا
على العموم ان التطرف و الارهاب هي من مخلفات الدين السياسي الاسلامي والمسيحي اصحاب الفتوى والتشريعات السريعه التي تصدر على الفور من اجل تسيس الدين ويكون للرموز الدينيه دوافع سياسيه


3 - اصل الداء
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 7 / 26 - 23:20 )
التطرف الفكري هو اخطر انواع التطرف فهو الحمولة التي يطبقها المتطرف في شكل عمل ارهابي --- فلا ممارسة بدون نظرية----مع كامل احترامي لمنابع الفكر الإشتراكي


4 - رأي
سوري ( 2009 / 7 / 27 - 05:54 )
مداخلات المسيحيين الجدد في شتم الإسلام لاتقل قماءة عن الإسلام نفسه والمتأسلمين. ألا يوجد طريق آخر للعالم إلا التخلف أو الأكثر تخلفاً؟؟؟ وعليكم حزر من هو الأكثر تخلفاً، وبانتظار الشتائم من اللوبي المسيحي التحرري ال...لاديني


5 - نعم لفضح الممارسات الاإنسانية
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 7 / 27 - 06:30 )
الأستاذ مالوم أبو رغيف
أنا أتفق مع الكتابات التي تفضح الممارسات الآ إنسانيةبإسمم الشريعة الأسلامية ولكن الحذر من مهاجمة الدين الأسلامي بحجة تلك الممارسات ف حكومات السعودية وإيران والسودان ومصر وغيرها لا تحكم بإسم الأسلام حيث لا وجود لدولة إسلامية ولا يمكن أن يكون الأسلام حاكما لأي دولة لذلك نحن ضد تطبيق ما يسمى بالشريعة الأسلامية في بعض البلدان لأنها تجارة بإسم الدين الأسلامي ولكننا كعلمانيين نحترم عقائد المسلمين والمسيحيين وكافة العقائد الدينية حينما تمارس في الجوامع والكنائس ودور العبادة بعيدا عن التدخل فيشؤون الدولة وقوانينها وبعيدا عن التدخل في حياة وشؤون الناس الخاصة وشكر للكاتب


6 - الأستاذ عبد الحميد
صلاح يوسف ( 2009 / 7 / 27 - 09:35 )
أنا معك في ضرورة احترام عقائد الناس طالما لا تفرض على الناس بالقوة وطالما ظلت محصورة داخل المساجد والكنائس دون تدخل في شئون الدولة وفي حياة الناس الخاصة، لكن هل وضع الإسلام وعقائده ينطبق عليه هذا الاحترام ؟


7 - جواب على تساؤل الأستاذ صلاح
مايسترو ( 2009 / 7 / 27 - 11:10 )
بالطبع لا وألف لا، فلاسلام وعقائده لا تحترم أي شيء في هذا الكون، وهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وأنا أعيش وسط مجتمع اسلامي متزمت وأعرف أساليبهم وكيف يتعاملون مع الآخرين


8 - افكار طائفية
salam ( 2009 / 7 / 27 - 13:10 )
الاخ مالوم يمكن ان اضيف معلومة صغيرة ولكنها كبيرة فى نفس الوقت ولابد ان طرق سمعك بان الحكومة العراقية قد منعت استيراد الكتب الا بعد فحصها من قبل لجان خاصة اى لجان الله اعلم بحجة تحصين المجتمع من الافكار الطائفية0000
كذلك توجد نوايا لدى وزارة الاتصالات العراقية القيام بمنع بعض المواقع الالكترونية وعدم السماح لها فى العراق
بهذه الطريقة تريد الحكومة العراقية ان تفرض على الشعب العراقى الراى الواحد تمهيدا لفرض الديكتاتورية الثقافية والسياسية
فالسؤال هو هل الثقافة العلمانية هى طائفية وتدعو للقتل وقطع اليد والرجم وقتل المختلف ام ثقافة الاسلام السياسى من يقوم بذلك
وخير ما نختم به (يم حسين جنتى بوحدة صرتى باثنين ) مع تحياتى


9 - شكرا للمشاركة
مالوم ابو رغيف ( 2009 / 7 / 27 - 16:19 )
الزميل جحا القبطي
اتفق معك، ينبغي فضح مثل هذه الممارسات الهمجية، لان السكوت عنها وعدم فضحها هو موقف سلبي يؤدي بالنتيجة الى استمرار التعسف والاضطهاد الديني
الزميل طلعت خيري
لقد كفت المسيحية ان تكون ايدلوجية لدولة، فقد ولت الدولة الدينية الى غير رجعة ولا يسعى المسيحيون الى اقامة الحكم الديني، ،
ليس بالضرورة ان يكون الارهاب نتاجا للاسلام السياسي، فالسعودية لا تجيز الاحزاب ولكنها كانت ومازالت مدرسة للارهاب والعنف،
ايران ودورها القذر في العراق ومساندتها لجميع الحركات الارهابية دون ان ترتبط بالاسلام السياسي..هو مثال اخر بان الدولة الدينية او الدولة التي تستند على شريعة ستكون مولدا للارهاب الاجتماعي والفكري.
الاسلام الكهنوتي هو حتى اخطر من الاسلام السياسي
الزميل شهيوض
اذا لم يصطحب التطرف اكان فكريا او ايدولجيا بفعل يجسده في الواقع فلم يكون خطرا ماحقا
لكن اذا اقترن بالافعال فهو خطر حقيقي..
الزميل سوري
اي نقد اذا ابتعد عن الموضوعية وتحول الى شتائم انتفت فائدته واصبح مجرد تراشق سبابي لا يؤدي الا الى عكس ما توخى له
الزميل خالد عبد الحميد العاني
ان ما تفضلت به موضوع ذو اشجان لا يكفي تعليقا بسيطا للرد عليه،
لذلك ساحاول الكتابة عن نفس الموضوع الذي تفضلت

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa