الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس وطوائف

سعدون محسن ضمد

2009 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تسبب المناسبات الدينية (الشيعية) لغطاً كثيراً في الأوساط الشعبية والثقافية، خاصة وأنها تتحول لمناسبات (دولة) لا مناسبات طائفة أو شريحة من شرائح الشعب. فأكثرها تعطل الحياة العامة لأيام.. بالتالي فمن الطبيعي أن يحتدم الجدل حولها. لكن من غير الطبيعي أن تصل بعض وجهات النظر في هذا الجدل إلى المطالبة بمنع هذه المناسبات، أو منع الشعائر والطقوس التي تؤدى خلالها، فهذا المطلب خرافي بامتياز، ولأسباب كثيرة منها: أن الدين، وبما فيه من طقوس، يساهم بشكل كبير في تشكيل هوية الشعب، ولا يعقل أن نطالب شعباً ما بنزع هويته.. ومنها أن كل شعوب العالم لديها مناسبات، تتخللها كرنفالات واحتفالات تدوم أياماً وتؤدي بشكل وبآخر للتأثير على الحياة العامة، ومع ذلك تبقى هذه المناسبات محترمة ومكفولة. لكن من الطبيعي جداً أن تطالب بعض وجهات النظر، بأن تقوم الدولة بواجبها في الموازنة بين منح طائفة ما، كامل حقوقها في أداء طقوسها بشكل حر وآمن، وبين منعها من الإضرار بمصالح طوائف وفئات المجتمع الأخرى.
إن عجز مؤسسات الدولة العراقية عن أداء واجب الموازنة هذا، يطرح من جديد وبشكل ملح، أهمية فصل الدين عن السياسية، لأن عجز مؤسسات الدولة ناشي من سيطرة أحزاب الإسلام السياسي عليها، وهذه الأحزاب ليست منصفة أبداً في تعاطيها مع القضاياً ذات العلاقة مع الدين؛ لأنها تقع في الصميم من مصالحها.. إذ لا يمكن لنا أن ننتظر من حزب شيعي ـ يعد نفسه لخوض الانتخابات النيابية ـ أن يضيق على جماهيره (الشيعية) ويجبرها على أن تكون منضبطة خلال أداءها لطقوسها. لا يمكن لنا أن ننتظر مثل هذه الممارسة من أي حزب سياسي ديني، وحتى لو انتظرناها فأنها لن تأتي أبداً. بل الذي سيحصل هو العكس، فهذه الأحزاب ستتخلى عن مواقعها الإدارية المسؤولة، وتنزل إلى الشارع لتشارك الناس في عملية انتهاك الضوابط خلال ممارسة الطقوس، في إطار عملية تملق مكشوفة، الهدف منها إرضاء الناخبين وكسب ودهم. وهذا ما حصل في زيارة الإمام الكاظم الأخيرة. وبذلك تكون أحزاب الإسلام السياسي قد ارتكبت ثلاث جرائم: الأولى بحق الدين، والثانية بحق الجماهير والثالثة بحق الدولة.
أما جريمتها بحق الدين فلأنها حولته لوسيلة تستعملها لتحقيق غاياتها السياسية حتى لو تقاطعت هذه الغايات مع أهداف الدين نفسه، ذلك أن هذه الأحزاب تعلم جيداً بأن الدين الإسلامي لا يجيز أداء الطقوس الواجبة ـ فضلاً عن المستحبة ـ بشكل يُخل بمصالح الناس، لكنها مع ذلك تخفي هذه الحقيقة عنهم خوفاً من سخطهم. وأما جريمتها بحق الجماهير فلأنها ضللتهم وسولت لهم أداء طقوسهم بشكل يتنافى ومبادئ دينهم. أما جريمتها بحق الدولة فتكمن بتعطيلها لضوابط التوازن التي تمنع فئة ما، من استيفاء حقوقها بشكل يصادر حقوق الفئات الأخرى.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افرحو
ابو محمد ( 2009 / 7 / 27 - 22:08 )
كل شبر من ارض العراق كربلاء وكل يوم من ايامه عاشوراء ليششششششششششششششششش مو كافي قهر الم تكتفوا باهات وجراحات وويلات ما بعد سقوط الدكتاتور والى متى يبقى هذا الشعب الذي لم يدرك حتى اللحضة مدى الجرم الذي يرتكبه الاسلام السياسي ومن يطلقون على انفسهم صفة رجال الدين ولا ادري من هذا الذي ابتدع هذا الاسم اول من يفسد دين الانبياء ان كان هنالك انبياء هم رجاله شيعي عراقي بلداوي ضاق ذرعا بهذا الكون ويتمنى الخلاص اليوم قبل الغد لاني في حيرة وشك مع خالقي مع خالص الحب والتقدير لكاتب المقال

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في