الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراث – المعنى والجذور

محمد نبيل الشيمي

2009 / 7 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لكلمة التراث معان ثلاثة :
- بمعني الإرث : أي ما يتركه شخص لأبنائه أو أهله من عقار ومال.
- بمعنى الأصل : أي الشيء القديم الذي يتواريه السلف عن الخلف .
- بمعنى توريث النار (أي إبقائها) بإذكاء جوتها والابقاء عليها .
وهذا المعنى (الثالث) هو المعنى الاقرب إلى مفهومنا المعاصر حول معنى التراث فهو يربط بين إذكاء النار والانبعاث الحضاري والثقافي وهذا يعني بالمعنى الاصطلاحي للتراث "مجموع الموروث الثقافي الذي تداوله الناس جيلاً بعد آخر مودعين إياه خلاصة تجاربهم العقلية والشعورية" .
ويقول البعض أن التراث عبارة عن تجارب السلف المنعكسة على الآثار التي تركوها في المتاحف أو المقابر أو المنشات أو المخطوطات والتي بقى تأثيرها وسيظل ، وهو أيضا الملاحظات الزاخرة التي أدركها الموهوبون في الفن عبر العصور وتركوا بصماتهم معبرة عن هذا الادراك السخي وهو كذلك يعني ما وصلت إليه البرية من قيم فنية حققتها عبر العصور .
والامم باختلاف مناهلها ومشاربها تعود إلى التراث مستلهمة نماذجه الصالحة التي رجحت موازينها منذ القدم على مستوى الفكر والعمل ذلك أنه أي التراث لا يعني فقط ما يمتلكه شعب ما من خصائص قومية بل أنه أعمق من ذلك فهو تعبير عن حصيلة التاريخ بفرعية المادي والمعنوي لحضارة ما .... وهو الوسيلة المنفردة التي وهبت تلك الحضارة شخصيتها وحافظت على انجازاتها من الاندثار رغم انهاولت من زمن ومن هنا فإن التراث يكون ملهماً للامم ودافعاً لها نحو التقدم والعقائد تعد أهم مكونات التراث وهي بمثابة البناء في الهوية الثقافية كما أن فنون الاقدمين وحضاراتهم تعد أداه تفاعل بين الماضي والحاضر يمكن استثمارها استثماراً جيداً يمكن من توهج الجذوة الثقافية .
ولعل إحدى الأساليب في استلهام التراث تكمن في تحويله إلى ثقافة فاعله فكراً وسلوكاً كي يخلق أفراداً ومن ثم مجتمعات بهوية مستقلة متميزة .
ويرى بعض المفكرين أن اللغة والتاريخ من عناصر التراث فاللغة من أعظم شعائر الامم التي بها تتميز فاعتياد اللغة يؤثر في الفعل والخلق تاثيراً قوياً بيناً وهي سبيل تواجد وتوحيد الهوية الثقافية ... التاريخ هو سريان الماضي في الحاضر وهو الذي يخلق الوعي ويغرس الانتماء العقائدي للامم ومن ثم فإنه من ابرز مكونات الهوية الثقافية حيث يعرف بالقيم الفكرية للشعوب ومنه تستلم النماذج الطيبة الصالحة التي تسهم في ايجاد المواطن المنتمي لبلده .
إن أهمية التراث نابعة من كونه يعزز من هوية المواطن والمحافظة على جذوره وقيمه وثوابته .... وتقود المواطن إلى التمسك بحقه .. ولكن هل حافظنا كعرب ومسلمين على تراثنا العظيم الذي اختلطت مكوناته من ديانات سماوية ثلاث ... وحضارات شهد لها العالم بالرقي والرفعة .. ؟
....الواقع أننا فرطنا في تراثنا ... فقد غزت المعاني والالفاظ الغربية حياتنا واستبدلنا لغتنا الجميلة باسماء لا معنى ولا قيمة فكرية لها .. اللهم الا التقليد الاعمى للغرب فيما لا ينفع وياليتنا نقلد الغرب فيما وصل إليه من تقدم في كافة المجالات العلمية والتكامل الاقتصادي بين شعوبه .
... وتاريخنا الشاهد لنا ... شوهناه ولم نعد نتكلم عن الانجازات الحضارية التي سبقنا بها العالم بل وقفنا عن أفكار ونصوص جامدة لا تتناسب مع طبيعة العصر حتى أننا ساهمنا بجهل أو تعمد بقتل التواصل الانساني وهتكنا النسج الثقافي الموحد لنا .... واحتجزنا تاريخنا في سجن الماضي ... فهل ننتبه .. أم سنظل على حالنا حتى يأتي يوم نصبح فيه عرباً عاربه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تعيش باميلا كيك حالة حب؟ ??????


.. نتنياهو يعلق على تصريحات بايدن بشأن وقف إرسال أسلحة لإسرائيل




.. مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يوافق على سحب قوات روسية من مناطق مختلفة في أرمينيا




.. باريس: سباق البحث عن شقة للإيجار • فرانس 24 / FRANCE 24