الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذات العارفة ونفي الاخر

كاظم الحسن

2009 / 8 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مازال البعض ينظرالى المثقف على طريقة طبيب العيون والابدان ، ايام زمان قبل التخصص في الطب
فهم يتوسمون فيه الاحاطة والالمام بكل بكل المعارف وان يتكلم بكل الموضوعات التي تجيش بها الساحة
الثقافية والسياسية والاجتماعية ، والايقول هذا ليس من اختصاصي او لااعرف !
ولذا امامه ان يتكلم بطريقة التداعي الحر، التي يبدؤها من نهاية او اخر العبارات والجمل ويستمر في الالقاء
بلا توقف الى حد الثرثرة . وعليه ان يستعرض مهارته وصولاته الثقافية والفكرية في كل الاماكن التي يمر بها
لكي يحظى بصكوك الاعتراف من قبل الجمهور.
والنتيجة يتكون مثقف خطيب يخلقه الجمهور لكي يمارس اضطهاده عليهم من خلال عدم مشاركته لهم في الحوار
بل بالانصات والاستماع على طريقة السمع والطاعة وحين تتضخم الذات بفعل الاعتقاد بامتلاك ينابيع الثقافة
تغيب النزعة الانسانية ، وتتكون اليات عدوانية للذات العارفة الموهومة .
وهذه الذات العليلة من افرازات الجمهور الذي يدفعها الى الصورة المثالية ومن حالة الشعور بالقمع والاضطهاد
والكبت الذي يندفع في لحظات غير محسوبة الى طاقة مدمرة وجارفة ضد من يخالف او يعارض هذه الذات التي
تحاول ان تتلبس قناع الدين او الايديولوجيا او الثقافة .
وحين لايكون الانسان على وفاق مع ذاكرته وجسده فأنه يكون في حالة صراع دائم مع ذاته وغرائزه وينتقل هذا العداء الى الاخر وياخذ صور مختلفة قد تكون عرقية او طائفية.
ان المصالحة مع اذات والاخريؤدي الى الانفتاح على العالم والمستقبل من خلال نمو العقل النقدي الذي يعتمد المراجعة والمسألة ويكون في حالة صيرورة ولا يتكلس في حقب معينة .
ويكون قادر على تقبل الاخر على انه جزء من الحقيقة المتعددة لتي لاتنفي التعدد والتنوع والتلون وهي من سنن
الطبيعة. وحين تتحول الافكار النسبية الى مطلقة ويصبح صاحبها مقدسا لايقبل الجدل والحور سوف تضيق مساحة التفاهم والقواسم المشتركة وتتماهى الفكرة مع الانسان ويتحول الموضوعي الى شخصي والعكس صحيح
ويتوقف التلاقح الفكري والنمو العقلي والتبادل المعرفي .
يقول احد الكتاب : ان التعصب للذات وللفكرة وللجماعة يخفي في اعماقه حقدا على الذات وعلى الفكرة وعلى الجماعة . افضل شاهد على النموذج ( صدام ) الدكتاتور نفسه .
انه لم يكن انانيا محبا لذاته بل( كان انانيا مازوشيا ) كارها لنفسه ولاهله ولشعبه لانه لم يجلب لكل هؤلاء غير القلق والتوتر والهزائم والنكسات والحروب والخراب .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام