الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منع ألآذان الشيعي هل هو إيذان بعودة البعث ؟؟

محمود غازي سعدالدين

2009 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استبشر العراقيون خيرا بعد إسقاط صنم ونظام الطاغية المقبور في 9/4/2003 لاسيما شرائح عدة من فسيفساء المجتمع العراقي الذين طاولتهم أيادي وجبروت وطغيان أزلام البعث المقبور ولعل عنوان المقال قد لا يعجب العديد من القراء وقد يتبادر إلى أذهان بعض القراء الكرام أنني إنسان طائفي أومن بالطائفية ومصطلحات من هذا القبيل , وأقول هنا وكما يقول المثل لا تحكموا على الكتاب من عنوانه أو غلافه الخارجي ولنترك الحكم على قراءتنا لأسطر المقالة المتواضعة .
بعد مرور حوالي ستة سنين على عملية تحرير العراق لا زال هناك العديد من أزلام البعث ألصدامي يحاولون جهد إمكانهم إجهاض المشروع الديمقراطي العراقي الجديد الذي تبنته الولايات المتحدة بمساعدة العديد من دول التحالف , يشارك البعثيين في ذلك العديد من الكتل التي لا زالت تسير على نهج وخطى البعث ألصدامي والشخصيات التي تخفت وتقنعت برداء وقناع ألإسلام السياسي بغية الوصول إلى أهدافهم الخبيثة التي لا تخدم الشعب العراقي عموما بل تلبي مصالح آنية محدودة وأجندات دول تتبنى سياسات متطرفة وعدائية تجاه العملية السياسية برمتها .
ما شدني لكتابة الموضوع والتطرق أليه هو ما توارد عن منع للآذان الشيعي على القناة العراقية ولا ادري هل سيقتصر القرار ذلك على منع ألآذان (الشيعي ) دون السني التقليدي الذي طالما كانت تصدح به المنابر والجوامع وشاشات التلفزة في جميع ألأصقاع طوال عقود طويلة .
لقد أتاحت التجربة الديمقراطية العراقية الحديثة بعد عملية تحريره في 9/4/2003 لكل مكون فتح أكثر من فضائية ومحطة أرضية غير محسوبة على الدولة العراقية حتى بات في كل محافظة من محافظات العراق بل وحتى لأقضيه محطات تلفزة فضائية تبث ما تبث من برامج مختلفة دينية وغير دينية .
لسنا في صدد طرح مصطلحات طائفية يستفيد منها من يروج لها ويطبل ويزمر لها لا سيما وقد أبتعد شبحها ولحد بعيد رغم محاولات التكفيريين وأزلام البعث البائد لإشعال فتيلها في مناسبات عدة وما شهدت الحسينيات ومساجد بغداد من تفجيرات يؤكد ذلك .
من وجهه نظري الشخصية أن بناء أية دولة عصرية ديمقراطية حديثة تتطلب وضع أسس راسخة لابد لها أن تبتعد كليا عن كل ما يمس استفزاز هذا المكون أو ذاك من خلال الوسائل ألإعلامية ومؤسسات الدولة عموما حتى لو كانت غالبية الشعب العراقي من مكون ما , لعلي هنا لابد أن أقول انه لو كان القرار بمنع ألآذان كليا أل (سني والشيعي) و ألاقتصار فقط وحسب ما توارد على شريط تايتل يشير إلى موعد ألأذان عموما , خطوة جيدة تخطوها الدولة في سبيل عدم إضفاء الصبغة الدينية على المؤسسات ألإعلامية التي هي في كنف الحكومة العراقية , أما في حال كون القرار قد شمل منع ألأذان الخاص بمكون واحد فقط محاباة وضغطا من قبل أمراء ألإرهاب في السعودية لغرض استقبال العاهل السعودي للسيد المالكي وكما تسرب في ألإعلام من معلومات بهذا الصدد , فهي سابقة خطيرة وإيذان بعودة البعث التكفيري وبقوة على الساحة السياسية .
إن من مقومات قيام الدولة العراقية الحديثة يتطلب جهودا كبيرة لغرض إبعاد مؤسساتها عن كل ما هو طائفي , ولعل الخطأ الفادح الذي وقعت فيه النخب العراقية ولجان كتابة الدستور العراقي هو الإشارة في مادته الثانية ً الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر أساس للتشريع أ لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.
إن هذه المادة هو خطأ فادح وقع فيه الساسة العراقيون في إقحام ألإسلام وإضفاء صبغة ألإسلام (أسلمه الدولة) على شكل وبناء الدولة العراقية ومؤسساتها الديمقراطية وكأن الدولة إنسان بشحم ودم يؤمن بالله ولا يشرك بالله طرفة عين !!
فالدولة عبارة عن وسيلة لتنظيم السلوك البشري وفرض المبادئ السلوكية التي ينبغي أن ينظم الأفراد حياتهم على أساسها وتتألف من الشعب بمختلف انتماءاتهم , وبقعة ألأرض أو الإقليم , والسلطة السياسية التي تحكم ومن ثم شكل العلاقة التي يربطها مع العالم تحت إطار (القانون الدولي الحديث) .
ومن ثم جاءت فقرة عدم جواز سن قانون يتعارض مع ثوابت ألإسلام , ثوابت قدم تختلف عليها مكونات الشعب العراقي بغالبيته ( المسلمة وغير المسلمة ) فما هي هذه الثوابت ؟ ثوابت قد يفسرها كل على هواه فقد تكون على سبيل المثال أن من ثوابت ألإسلام الخلفاء والصحابة جميعا دون استثناء فهم وكم يصر البعض أنهم جميعهم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم !!! أم هم ألأئمة ألاثني عشر أو السبعة أو ألأربعة , لندخل في متاهة ودوامة مصطلح (المقدس والقدسية) ولنقحم أنفسنا في مشكلة كبيرة ولتطول قائمة ( الثوابت هذا يجر بالطول وذاك يجر بالعرض ) متناسين أن المقدس ألأول والأخير هو ألإنسان بغض النظر عن لونه ومعتقده (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) .
جاء في المادة الثالثة من الدستور العراقي أن العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الإسلامي، والشعب العربي فيه جزء من الأمة العربية. أقحمت هذه الفقرة إقحاما رغم العديد من ألاعتراضات ولترسخ ولتكرس الثقافة القومية البالية ,وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال وجيه ماذا يفعل اليزيدي الكردي او المسيحي الكردي إزاء الفقرة ؟ فلا هو جزء من العالم ألإسلامي ولا هو جزء من الشعب العربي الذي جاء في مسودة الدستور أنه جزء من ألأمة العربية !!! وكان من المهم التطرق في كل هذه الفقرات الملغومة تلك إلى مفردة ألإنسان والمواطنة والقانون وحرية الفرد بكل انتماءاتهم.
الحكومة العراقية مؤلفة من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) مكلفة بإلغاء جميع المظاهر والقومية العنصرية (من قبيل إلزام قراءة القران أو تعليق صور رموز دينية وقومية في مؤسسات الدولة) التي بدأت تطغى على برامجها أثناء عقد جلسات البرلمان و ألاجتماعات أو حتى افتتاح مشاريع .
إذا اقتصرت خطوة الحكومة العراقية فقط على إلغاء ألآذان الذي يخص مكونا كبيرا من المجتمع العراقي ولم يلغى نظيره من آذان المكون الآخر وجميع ما أشرنا إليه من المظاهر ألأخرى لضغوط أو من قبيل مغازلة دول لها بصماتها الواضحة في تردي الوضع ألأمني العراقي فهو يعد مؤشرا خطيرا يؤذن وينذر بعودة التكفيريين المتطرفين المتخفين والمتسترين بقناع البعث البائد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما نفع الاذان
سلمان ( 2009 / 8 / 1 - 21:41 )
وما نفع الاذان حين ينطلق من قناة تلفزيونية سبق لاهل الاذان ان حرموا التلفزيون نفسه فلماذا يؤذنون منه الان ؟ الاذان مكانه الجوامع وليس القنوات التلفزيونية الحرص على تأدية الاذان من قناة تلفزيونية يعكس رغبة القوى الدينية الرجعية في فرض هيمنتها على الدولة في عصر العلم والتقدم


2 - كل هذا تقول إنك لست بطائفي؟؟؟؟
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 8 / 2 - 07:37 )
يا سيدي والله طائفيتك تسكم الأنوف دعك من الاذان وطالب بدلا منه بتوفير الخدمات اللازمة وسأعطيك لو شئت جدول المواقيت للصلاة في كل أنحاء العالم ..عجبي عليك تقول بكل سلاسة وهدوء عملية تحرير العراق في 9/4/2003 ...أليس من المخجل أن نسمي إستباحة أرضنا وانتهاك حرماتنا واحتلال بلدنا تحرير (من يهن يسهل الهوان عليه)
كفاك أخي كفاك استهانة بكرامة العراقيين ولعلك تقول انا منهم والله اعلم.. أقول لك كن عراقيا فقط


3 - اذان زمان
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 8 / 2 - 10:45 )
ليكن مانريده ان يصعد صاحب الصوت الصوت القوي تلة ليؤذن ويدعو لاصلاح الحالوجلب الكهرباء والماء وهواء بدون غبار فربما يستجاب لدعائه افضل من الاذاعه التي قد تكون كافره ذلك اليوم بنقل حفل غنائي او موسيقي او ادبي علماني


4 - قميص عثمان
jasim ( 2009 / 8 / 2 - 10:45 )
هسة ما عدنا سالفة غير الاذان وشعبك يعيش تحت خط الفقر والخوف والموت اليومي
وماعدنا سالفة غير البعث وشكال البعث وكان البعث اصبح قميص عثمان
البعث النازي ولى الى غير رجعة
وعلى ذكر الاذان في التلفزيون فهذا عمل لاداعي له اساسا وياريت ترفع مكبرات الصوت لما تسببة من ضجيج
اما قولك.....لا زال هناك العديد من أزلام البعث ألصدامي يحاولون جهد إمكانهم إجهاض المشروع الديمقراطي العراقي الجديد
فهذا دليل على عجز الحكومة واحزابها القادمة من قم ولندن وواشنطن
بعدين .. اي عراق جديد ؟؟؟؟؟؟لوانت عايش بالقمر
عمي احنا في بلد كان....كان....كان يسمى العراق
وكافي ضحك على الذقون


5 - رحم الله ابا العلاء
سلمان ( 2009 / 8 / 2 - 13:25 )
رحم الله ابا العلاء المعري حين قال وكان زائرا لمدينة اللاذقية

في اللاذقية ضجة...ما بين أحمد والمسيحْ
هذا بناقوص يدق...وذاك بمئذنة يصيحْ

اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط