الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح حزين وداعا

ياسين النصير

2009 / 8 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أكتب هذه الرسالة لك ياصلاح وأنت تغادرنا هذا اليوم،اكتبها بدماء ودموع كل العراقيين الشرفاء الذين رعيتهم واحتضنتهم وساعدتهم وأوصلت اخبارهم وأخبار العراق الجريح إلى الصحافة والفضائيات،أكتب لك هذه الرسالة باسم كل الشيوعيين والتقدميين والوطنيين في العراق وفلسطين والأردن، الذين كانوا يجدون في ثقافتك وبيتك وأرشيفك ومقالاتك،ما يسعف وحدتهم، وما يوحد كلمتهم، وما يجعلهم على بينة من مستجدات الفكر، أكتب لك باسمي واسم أسرتي يوم لجأت للأردن مهاجرا وكيف فتحت لي بيتك وذاكرتك وكنت اتقاسم معك كل ما يجعلني قويا ومسندا بك وبحازم مبيضين الصديق الذي رافق مسيرة الآلام لي ولكل العراقيين، أكتب لك هذه الرسالة ومعي تواقيع عدد كبير من مثقفي العراق في الأردن وخارج الأردن الذين وجدوا فيك سندا وأخا وكرما وموقفا: الدكتور خالد السلطاني، الدكتور نصر حامد أبو زيد الدكتور مرتضى محمد باقر،الشاعر عبد الكريم كاصد، الشاعر حسب الشيخ جعفر، الأستاذ مفيد الجزائري، الأديب علي عبد الأمير حجام، القاص عبد الستارناصر،وعشرات وعشرات غيرنا حيث كنت أخا وصديقا وموقفا، اكتب لك باسم أولادي الذين أبلغتم بوفاتك فبكوا جميعهم، كما لو أنك اخاهم الأكبر أوالأصغر أوالاب الذي فيه وجدوا ما كان يفتقدونه بغيابي.
صديقي العزيز لن تغيب عنا، لن يحجبك الموت، لن تغادر، لن تكون بعيدا، لن ننساك، لن ولن ولن، وعزائي لهدى الإنسانة التي كانت تنظر بعينين داميتين ، واحدة لإبنها غسان وهو مطروح على الفراش غائب الوعي منذ اربع سنوات، وواحدة لك، ايها المبجل الكبير لم يبق لي في هذه الحياة أخ بكرمك ولا بيت بمثل بيتك، حزين أنا ياصلاح..
ياسين النصير










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وداعا أبا غسان
ماجد الشيخ ( 2009 / 8 / 2 - 14:15 )
كذلك أنا يا صلاح، حزين، كما لو لم أحزن من قبل، كما لو أن حزنا يجربني كي لا أراه، كي أرى حزني في مرآة نفسي، فلا أرى سوى الحزن لا يصلح أحوالنا، فهو يميتنا كي لا نراه، ولا نعود لمعرفته، إنه يعاقرنا كما لو كنا خمرته الأثيرة.
كم فجعت وأفزعني وداعك، الأحرى وداع صديقنا ياسين النصير لك وأنا أقرأ وداعه لك في الحوار المتمدن ظهيرة هذا اليوم ( الثاني من آب) بعد غيبة طويلة منذ غادرت الكويت إلى منفاي القبرصي فلم أعد أراك، ولا رأيت كل الأصدقاء الذين فتحت عمان لهم أحضانها طوعا أو قسرا قبل الثاني من آب 1990 أو بعده.
وداعا أبا غسان، وداعا إليك وأنت تمضي إلى البعيد الذي ما بعده بعد، ولا لقاء فيه للأحبة الذين يمضون بلا وداع أو أمل بتجدد اللقاء. فماذا نفعل بذكرياتنا إذن؟ حين لا يعود ينفع التذكر إلاّ كمجلبة للحزن والتأسّي، علّ دمعة تنقذنا من السقوط في قعر العدم، لتشعرنا ببقيا حياة سوف نعيشها أسرع مما لو كنا نبدأ الحياة من أولها.

اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال