الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة

نشأت المصري

2009 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول القديس بولس الرسول ملخصاً للعمل الرعوي في المسيحية "قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة (عب 12 : 12 ) والمقصود بهؤلاء المسترخي الأيادي ومخلعي الركب هم الأشخاص والأسر التي نسيت الله وسلكت في زهو العالم أو التي إنشغلت في البحث عن القوت الضروري.
لقد سبق وخبرنا الكتاب المقدس بهذه الوصية وكأن الوحي الإلهي يعرف ما سوف تكون عليه هذه الأيام والتي فقدت تماماً العمل الرعوي,, مقسمين المخدومين إلى فئات مرغوب فيها وفئات مهمشة.
الفئات المرغوب فيها هم الأسخياء في العطاء وأصحاب النفوذ وأصحاب الشريكات بالإضافة إلى أصحاب الوساطة أي من لهم أقارب وأصدقاء في الاكليروس ,, مع القادرين على التملق والخنوع,, وهؤلاء جميعاً بالرغم عن مكانتهم الكنسية لكن أغلبهم إن لم يكن كلهم أيادي مسترخية وركب مخلعة ,,, وهم أيضاً محرومون من الرعاية الروحية والتي تؤهلهم للملكوت ,, بسبب تثقيلهم بهموم العلاقات الإسلامومسيحية والعلاقة مع المسئولين وكيفية تجميل هذه العلاقات مع هموم الإنفاق على الخدمات الكنسية,, حتى أصبحت هذه القئة من الشعب لهم سلطان وصولجان أكبر بكثير من سلطان الكهنوت,, وأتحدى إن كان هناك شخص من الاكليروس يستطيع أن يوبخ أحدهم على خطية أو يفرض عليه قانون من أجل خلاص نفسه,, لأن الكهنة لايمكنهم خسارة أحدهم لأن أصغرهم كفيل بمحاكمة كاهن,, وتواجد هؤلاء في الكنيسة وفرضهم على المجتمع الكنسي أبرز لنا مشكلة أخرى وهي غياب الخدام الحقيقين من حقل الخدمة أو تهميش دورهم أو جعل آرائهم تحصيل حاصل لهذا غاب الحق عن الرعاية وتبدل بالباطل وليس إفراز.

الفئات المهمشة وأولهم الخدام الحقيقين أصحاف الفكر وكلمة الحق لأن ليس لهم مكان في الخدمة الأن,, وقد إستبدلوا بما يسمون أنفسهم الأن خدام ولكن لا يوجد فيهم فرد واحد يستطيع أن يغير واقع مفروض, فرضه عليه أحد الاكليروس أو أحد أصحاب النفوذ,, ولأنهم لا يبغون من الخدمة غير اللقب لهذا يسعون بتغطية القصور في الخدمة الأصلية بخدمة المهرجانات والمؤتمرات وحفلات أعياد الميلاد وأعياد الرسامة واليوبيلات المختلفة,وحفلات تطبيع العلاقات الإسلامومسيحية,والإنشاءات والمشاريع والمستشفيات والأبنية السياحية في المدن الساحلية,, ويقول الكتاب لا نفعل هذا ونترك تلك,, وهذه هي توجهات الخدمة في هذه الأيام,, مع ملاحظة عدم التعميم لأن الكتاب يقول يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة ,, ولكنهم أيضاً مصيرهم التهميش .

لهذا ولغياب الخدمة الفردية وخدمة الأسر في منازلهم بالإفتقاد ,, أصبح هناك فئات من الشعب تائهة في هموم الحياة يخوضون مشكلات مجتمعاتهم بدون رعاية روحية لهذا أصبح منهم المدمنين واللصوص والزناة ,, والخارجين عن القانون المدني ووصايا الكتاب ,, وبدون أن يذكرهم أحد بوصايا كتابهم المقدس,, وليس لديهم القنوات الفضائية التي تبث الوعظ والارشاد وأيضاً شغلت الإكليروس بالوعظ من خلالها,, وترك الخدمة الفردية أو إستبدالها بالخدمات الجانبية لأن أضوائها لا تقاوم,, وإن كان لديهم أجهزة الفضائيات ليس لهم الوقت الكافي لرؤيتها وإن كان لديهم وقت فهم يقضونه في الفرجة على قنوات الطرب والمغنى والأفلام والإباحيات,, فأصبحوا كالقنبلة التي تهدد الخدمة فمنهم من يبيع المسيح مقابل حل مشكلة له فلا يقدر مقاومة إغراءات المال والزواج والوظيفة فتكون المصيبة,, وعند حدوثها نصرخ ونولول وننادي وليس مجيب.
ومنهم من يبغي الحياة السطحية فلا يريد الكنيسة ولا يريد أحد يذكره بها,, ومنهم من يستغل الكنيسة ساعياً لأضافة إسمه في كشوف المساعدات في إخوة الرب ,,, هذه الخدمة التي لقيت حظها من الإهتمام ولكن هذا الإهتمام في إتجاه واحد وهو تغطية إحتياجات مالية وعينية ,, أما الإهتمام بروحانياتهم فهذا غير موجود.
إنشغال الاكليروس بلعبة الكراسي الموسيقية وكأنهم يدورون حول هدف واحد وهو توقف الموسيقى ليحتل الكرسي أولاً,, هذا الهدف حجب الهدف الحقيقي من الخدمة وهو المسيح كما يقول معلمنا بولس الرسول : " لان مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم و بالكلام الطيب و الاقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء" رو 16: 18
إذا عظمة الخدمة هي الخدمة الروحية والتي علمها لنا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح والتي أوضحها معلنا بولس الرسول في الرسالة الثانية لتيموثاوس الإصحاح الثالث:"7 ثم ان كانت خدمة الموت المنقوشة باحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو اسرائيل ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل8 فكيف لا تكون بالاولى خدمة الروح في مجد9 لانه ان كانت خدمة الدينونة مجدا فبالاولى كثيرا تزيد خدمة البر في مجد"
تعلمنا من رنا يسوع المسيح خدمة الخطاة بقوله أنا لم آت لأدعوا أبرار إلى التوبة بل الخطاة ,, هذه الخدمة التي أصبحت الأن غير موجودة في الكنائس أو مهمشة فالكنيسة تخدم من يأتي إليها ولكنها لا تذهب لدعوة أحد ,, مع العلم أن ربنا يسوع المسيح سبق فأوضحها في مثل الخروف الضال والإبن الضال والدرهم المفقود,, وإن وجد خادم له تطلع لهذه الخدمة يجد صعوبات ومضايقات في تنفيذها ,, ولكن الله لم يترك خدمته بلا شاهد فهو يعمل ويعمل من خلال الأخوة الذين وضعوا الصعوبات نصب أعينهم من أجل الفئات المهمشة.

أخيراً:
أنا لا أعرف إن كان المسيحيين علموا باقي المجتمع تهميش صغار النفوس أم أن المجتمع فرض علينا مبادئه في تهميش وإحتقار صغار النفوس,, حتى أصبح المسيحي مضطهد في عمله وفي حقوقه من المجتمع وأصبح الأن مهمش وليس له راعي في كنيسته حتى أصبح المسيحي مستهدف من الذئاب والتي تريد أن تلتهم خراف المسيح والتي تاهت بتوهان الرعاة ,, وأنا لا أقصد الذئاب هم المسلمين ولكن الذئاب هم أتباع الشيطان وهدفهم كهدف الشيطان ألا وهو ضياع النفوس وسقوط البشر في الخطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah