الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة د. سيد القمني والمعركة النهائية

محمد أبوسالم

2009 / 8 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما (الزومبي) في أفلام عودة الموتى الكلاسيكية تكالبوا عليه، كلنا رآهم وهم يهمون بافتراسه ليروي دمه عطشهم المقدس، وكلنا نحمل وزر هذا الدم إن أريق، لقد وضعتنا الظروف على المحك بالفعل، وبدأت ملامح معركة حاسمة تتبلور، معركة بين الحياة والموت، بين الحداثة والقروسطية التي نجحوا جزئيًا في فرضها على شعوبنا، فهل نخوضها أم نكتفي بالمكلمخانة التي فتحنها؟ والأهم هل يساعدنا الدكتور القمني نفسه أم سينسحب معلنًا هزيمتنا جميعًا قبل أي سجال؟؟

قبل أن أكتب عن الهجوم ولماذا أراه مقدمة لمعركة ولماذا أراها نهائية ولماذا أعتبر موقف الدكتور القمني عنصر حسم، يجب أن نفهم أولاً الوضع القائم وأسباب هذا الهجوم الأشد شراسة منذ معركة العظيم الدكتور نصر أبو زيد، ولماذا د. القمني بالذات، ولماذا الآن بالتحديد، فالإجابة أو حتى محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة من المؤكد أنها ستسهم في إضاءة الطريق الذي أظلموه علينا جميعًا.

1- الوضع القائم، نفق مظلم ومصابيح قليلة* :

في نهاية القرن التاسع عشر وبعد تعيين الإمام محمد عبده مفتيًا للديار وعضوًا بمجلس الشورى اتضحت ملامح لمعركة بين الإصلاحيين متمثلين في الإمام وتلاميذه وبين المشايخ التقليديين الذين دافعوا بضراوة عن نفوذهم وسط العامة، ولنقيم المجتمع المصري وقتها يكفي أن نعلم بأن أحد تلاميذ محمد عبده وهو سعد زغلول أصبح رئيسًا لوزراء مصر بتأييد شعبي كاسح، أي أن الشارع المصري كان منحازًا وبكل وضوح للحداثة في هذا الوقت، ومن الجدير بالذكر أن رواد الحداثة هؤلاء عاشوا وبلادنا تحت الاحتلال البريطاني، وكانوا يقاومون هذا الاحتلال، ومع ذلك لم يخفوا إعجابهم بالقيم الغربية والحداثية، بل وتبنيها ومحاولة نشرها، لذا لا يمكننا القول أن الجماعات الإرهابية الآن مجرد رد فعل وإفراز للاحتلال الجديد، فلو كان الأمر كذلك لكان أولى بمن رزحوا تحت نير الاحتلال المباشر أن يكرهوا الغرب وقيمه وحضارته ويرهبوه بالقتل والترويع، وهو ما لم يحدث.

إن التأييد الشعبي للحداثيين لم يمنع من تبقى من الأصوليين أن يتعقبوا تلاميذ محمد عبده ورواد الحداثة (أحمد لطفي السيد، طه حسين، رشيد رضا، ...) بمضايقات لم تصل للتكفير الصريح، ولكنها نجحت في جعل البعض يتراجعون قليلاً كرد فعل دفاعي طبيعي مثلما حدث مع د. طه حسين من تراجع جزئي بعد قضية كتاب (في الشعر الجاهلي) لنجد ملامح المعركة تتغير كمًا وكيفًا بعد ذلك بسنوات وتحديدًا مع تأسيس جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 التي أحدثت تغيرًا نوعيًا في طبيعة الصراع ونقلته من الساحة الفكرية للسياسية، وعملت على تضخيم القضية الفلسطينية -التي لم تكن من ضمن أولويات الشعب المصري المحتل أصلاً- وخصوصًا بعد توصيات لجنتي بيل وودهد (1937-1938) بتقسيمها بين المسلمين واليهود، وهذا التضخيم هدف لاكتساب أرضية بإثارة النزعة الدينية والعصبية البدائية، كذلك أيضًا بغرض إضعاف الشيوعيين أصحاب القاعدة الشعبية الجيدة والذين لم يعارضوا التقسيم وقتها، بل أيده بعض أعلامهم بشدة (هنري كوريل الأب الروحي للشيوعيين المصريين مثلاً)

بعد ثورة يوليو التي مثل الشيوعيين في مجلس قيادتها يوسف صديق وخالد محيي الدين وقد نحاهما عبد الناصر فورًا بعد الثورة بعام واحد، بل وتم سجن يوسف صديق ونفيه ثم تحديد إقامته في قريته لأنه طالب بعودة الحياة النيابية ودعوة البرلمان ممثلاً في الوفد (الليبراليون) والإخوان والاشتراكيين والشيوعيين، وهذه كانت القوى السياسية الفاعلة في الشارع قبل الثورة، وبدأ عبد الناصر في محاربة الوفد والشيوعيين وألغى وجودهما منذ الأيام الأولى للثورة، وبالتالي ترك فراغًا كان لابد من أن يسد، ولم يوجد وقتها سوى الإخوان، ولم يفطن عبد الناصر لخطورة الإخوان إلا في منتصف الستينيات بعد أن وقعت الفأس في الرأس بالفعل، وكطبيعة العسكريين لم يكن لديه سوى الحل الأمني، فبدأ بملاحقتهم حتى فر أغلبهم لدول الخليج حيث تم تزاوجهم المشئوم بالأصولية المتطرفة وأموال النفط وقيم البداوة، وفي نفس الوقت أطلق عبد الناصر سراح الشيوعيين بعد حلهم للحزب الشيوعي، أي بعد تفريغ وجودهم من أي محتوى سياسي بالفعل، فبدأوا في محاولة سد الفراغ ولكن بحذر شديد هذه المرة، واكتفوا بسيطرتهم على الحياة الثقافية، ولكن هذه السيطرة بدأت في تكوين مد اشتراكي جديد في الجامعة المصرية العريقة ظهر مع تولي السادات السلطة، ولجأ السادات للحل القديم الجديد وسمح للإسلاميين بممارسة العمل العام، حتى قضوا على الحركة الاشتراكية وحصروها في ما يمكن أن نسميه (فلول اليسار) والذين تقوقعوا واكتفوا بسيطرتهم على المؤسسات الثقافية التي لم تعد سوى مؤسسات نخبوية تفرز مثقفين أقرب للمواطن الغربي منها للمواطن المصري، وما زاد الطين بله هو عودة إخوان الخليج مع بداية عصر مبارك محملين بالمزيد من الظلام والمال، وعقدوا عدة صفقات مشبوهة مع الحكومة التي نأنف أن نصفها بالفساد فقط، أدت هذه الصفقات لسيطرتهم شبه الكاملة على النقابات ثم المجالس المحلية ثم أجهزة الإعلام ثم ربع مجلس الشعب المصري، ولم تبق سوى وزارة الثقافة ومؤسساتها المتعددة والتي تمثل الملجأ الأخير لليسار والعلمانيين والليبرالين، وقد يسقط المعقل الأخير هذا قريبًا إن لم ندركه.

2- لماذا الآن بالتحديد:

الإسلاميون عمومًا يقيمون زوبعة كل فترة لإثبات الوجود، فهم يرهبون خصومهم بإثبات قوتهم على الأرض مستغلين حالة الجهل المتفشية نتيجة انهيار العملية التعليمية، كذلك مستغلين سيطرتهم المطلقة على المنظومة الإعلامية التي لا يستطيع الليبراليون أو اليساريون تحمل تكلفة الدخول فيها نظرًا لانعدام مواردهم تقريبًا، ولكن تكثيفهم للهجوم وتنويعهم لأساليبه وتعدد جهاته هذه المرة يرجع لعدة أسباب في رأيي، الأول أن الجائزة صادرة عن الجهة التي ليس لهم بها أي تواجد، وهذه الجهة دخلت معهم في معارك عديدة ممثلة في رأسها (فاروق حسني) وقضايا الحجاب والتطبيع وغيرهما، كذلك ممثلة في العديد من رموزها (المكفرين) مثل جابر عصفور وعلي سالم وحلمي سالم واحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهم، الثاني أنها تمثل تحديًا لهم يثبت به فاروق حسني أن العداوة معهم أصيلة ومتجذرة، خصوصًا أنه نجح باقتدار في الإفلات أكثر من مرة من شراكهم، الثالث أن وزير الثقافة سيرحل عن الوزارة في حال فوزه برئاسة اليونسكو التي يطمح إليها، وهذا وقت مناسب لتصعيد الأزمة كي لا تتمكن الحكومة من تعيين وزير علماني معادي للحركات الإسلامية خوفًا من استغلالهم للشارع المصري الغاضب على الحكومة أصلاً، ففي أسوأ الأحوال ستعين الحكومة رجلاً يتملقهم وبالتالي يكونوا قد نجحوا في اختراق المعقل الأخير للحرية في مصر.

3- لماذا الدكتور القمني بالذات؟ :

قد تبدو هذه المسألة غريبة بعض الشئ، فالدكتور حسن حنفي الفائز بنفس الجائزة صاحب مشروع فلسفي كبير يضرب مرجعيتهم في الصميم، ومن السهل أن تجد في نصوصه ما يكفره أكثر من الدكتور القمني بكثير، ولكنهم هذه المرة -بخلاف مرات سابقة- تعاملوا مع الدور، فالدكتور حسن حنفي مؤلفاته أكاديمية، ومشروعه ضخم ويحتاج لثقافة فلسفية واسعة للإلمام به، وهو ما لا يتسنى لرجل الشارع، ولكن الدكتور القمني لا يطرح مشروعًا خاصًا به، وإنما يكتفي بإثارة ملكة النقد التي فقدناها تحت وطأة حكومات مستبدة وخطاب ديني متخلف ورجعي وشديد التطرف، فهو أخطر عليهم ألف مرة من دكتور حسن حنفي أو دكتور نصر أبوزيد أو دكتور محمد أركون، فرغم عظمة هؤلاء وامتلاكهم لمشاريع خاصة بخلاف د. القمني إلا أنهم جميعًا لا يكتبون لرجل الشارع، فلغتهم مغرقة في الأكاديمية، ومشروعاتهم تحتاج الكثير من التمهيد لمجرد فهمها وليس تبنيها، إنني هنا لا أقلل من دور الدكتور القمني، فأنا أراه لا يقل أهمية عن أي دور آخر، بل قد يفوق أدوارهم بالقيام بعملية التمهيد هذه بالفعل.

هذا بالإضافة لأن الدكتور القمني يقدم ما هو مصري على ما هو عربي، وبالتالي يتقارب مع مشكلات أقباط مصر ويدافع عنهم ويكتب في أدبياتهم ويصرخ لاضطهادهم المنظم، مما يحنق الإسلاميين الذين يودون عودة نظام الجزية وضرب أجراس الكنائس ضربًا خفيفًا لا يؤذي مشاعرهم الرقيقة، أو يحلمون بتفعيل العهدة العمرية مرة أخرى، فهم لا يعدمون دافع الغيظ أيضًا والذي نتمنى أن يموتون به.

4- لماذا معركة .. ولماذا نهائية.

لا يمكن التأريخ لدموية وانفلات الجماعات الإسلامية بمعزل عن الثورة الإسلامية في إيران (1979)واجتياح الاتحاد السوفييتي لأفغانستان (1979) وزيادة الإنفاق السعودي على تصدير الفكر الوهابي لصد المد الثوري الإيراني، كذلك فمما لا شك فيه أن مآزق النظام الإيراني واستحالة استمرار الإنفاق السعودي المرتفع نتيجة زيادة سكانها ونتيجة الأزمة المالية الطاحنة سيضعفان هذا المد، خصوصًا أنه ضد حركة التطور عمومًا، كذلك تبني أغلب دول العالم لاقتصاديات السوق والتطور التكنولوجي الكبير جعلوا من العالم مجتمع متصل بالفعل، وهذا المجتمع الدولي قد ضاق ذرعًا بهذه الجماعات الإرهابية ولن يحتمل إرهابها كثيرًا، وفي عصر سقوط الأيديولوجيات تبقى جماعات الإسلام السياسي هي المعقل الأخير، ومحاولاتها العنيفة للسيطرة على مجتمعاتنا هي نزع أخير لن يصمد كثيرًا لغياب أي برنامج واقعي لهذه الجماعات سوى العمل كجزارين يقطعون أوصال الناس ويجلدونهم كعقوبة.

5- رســـالة للدكتور سيد القمني:

بعد التهنئة بالجائزة التي تشرفت بكم أتمنى أن يتسع صدرك لبعض العتاب من أحد الذين فتحوا عيونهم على مؤلفاتك فكانت بداية الطريق ليكسروا حواجز الوهم، لقد شاهدت كل البرامج التي تحدثت عن موضوع (القمني) الذي أصبح موضوع الساعة، وقرأت كل المقالات، واستمعت لمكالماتك وردودك وقرأتها، ولاحظت أمرًا في كل هذا قد يكون فيه مقتلنا جميعًا بخسارتنا لهذه المعركة التي نستطيع أن نكسبها، ألا وهو أنهم يستدرجونك لأرضهم، ويتهمونك في دينك لتلجأ للدفاع عن نفسك من ذات المنطلق، وهو أمر في منتهى الخطورة، فلا هم سيكفون عنك ولا رجل الشارع سيصدقك ويكذبهم، والحل في رأيي هو تغيير المنطلق، فلا يجب السماح لهم بمناقشة معتقدك، فأنت ملحد أو مسيحي أو كم شئت فهذا ليس شأنهم، والإصرار على هذا المنحى يكسب قضيتك المصداقية ويتسق مع ما تدعو إليه، أما الانجرار لأرضهم فسيؤدي إلى أنك كافر أو أنك كافر، وليست المشكلة في كفرك من عدمه، ولكن المشكلة في مصداقيتك، ولتكن حملة لكسر نفوذهم بالفعل بإقصاء فكرة التكفير من اللعبة ... كيف؟ بعدم الدفاع بتأكيد الإيمان، والتأكيد دومًا على الموضوعية وليس الشخص، وعدم الإجابة أبدًا عن سؤال المعتقد، بل مواجهته باستهجان واضطرار السائل أن يدفع هو عن نفسه تهمة التفتيش في الضمائر.

6- ما العمل؟ :

لقد اقترحت على بعض الأصدقاء إعداد ورقة عمل تحوي خطوات عملية يمكننا اتخاذها كأفراد أو جماعات، وعدم الاكتفاء بالحملات والمقالات وجمع التواقيع، كإشهار جمعية للدفاع عن المثقفين، وتأسيس مجموعة حقوقية تتولى الدفاع عنهم أمام المحاكم أو حتى طباعة منشورات وتوزيعها، وأدعو قراء وكتاب الحوار المتمدن جميعًا للمشاركة بأفكارهم معنا علنا نكسب جزء من عقول الناس التي سرقوها عندما غبنا أو غيبنا.

تحياتي واحترامي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بخ بخ ياأستاذ
مصرى وبس ( 2009 / 8 / 6 - 21:59 )
أجمل وأروع مقال بهذا الخصوص قرأته.. فعلا لن تستطيع أن تلاعبهم فى أرضهم وبقانونهم وحكمهم أبدا أبدا.. كان غيرك أشطر.


2 - النقطة رقم 5 مربط الفرس
جهاد مدني ( 2009 / 8 / 7 - 00:43 )
السيد محمد أبو سالم
قد يجوز لكم الأدعاء بأنكم أدرى بالوضع الراهن الذي تتقاذف فيه الأمواج {العَبّارةُ} مصر أستناداً للنقاظ 1و2و3, آما النقطة 5 فهي تعيد بجدارة وبشكل بليغ صياغة أغلب الأراء التي عبر عنها كلٌ بطريقته الخاصة كل الذين شعروا بخيبة أمل جراء دراما الأستغاثة والتقية اللتان لاتنسجمان مع الدور الكبير الذي أرتضاه السيد سيد القمنى لنفسه عن سبق إصرار وتعمد وترصد. وأشاركك الرأي في النقطة رقم 6 وأعتبر بأن أقتراحك هذا أصبح مطلب ضروري وملح
أشكرك جداً على رجاحة{عقلمقالك} ولك كل التقدير
سلام


3 - ممكن تكون المعركة الاخيرة حقا و يجب ان ننتصر
خليل الخالد ( 2009 / 8 / 7 - 02:14 )
السيد الكاتب :
التجاهل الذي يعاني من السيد القمني دفعه لان يتراجع عن مبادئه ولو قليلا, تراجعا احترازيا كمحاولة لترويض الارهابيين. السيد القمني بصراحة صمد كثيرا في وجههم, الا ان حتى السيد وزير الثقافة المصري لم يسلم من هذه المشكلة و سيادة الوزير بنفسه يحتاج لمن يدافع عنه فما بالك بالسيد سيد القمني, اكيد الوضع ماساوي بالنسبة له, وهذا الياس قد بدا واضحا لجميع الناس وهو الذي سيدفع الكثير او ربما كل المتنوريين من المسلمين الى التراجع عن طريقة تفكيرهم وعدم نشر كتبهم لان وبكل بساطة لا احد يدافع عنهم لامن مصر ولا من خارجها. يا جماعة العلمانية العربية و الاسلامية عم تخسر الكثير الكثير من خلال خسارتهم لهذه الجولات مع الاسلاميين.
يجب ان ينتصر القمني و يجب ان يبقى في مصر ( مع العلم انني شجعته في البداية ) ويجب ان يفهم عديم الفهم ان الارهاب الفكري لم يعد موجود, وحتى لو افهمناه بالصرماية يجب ان يفهم و يحترم اراء الاخرين و يدافع عن رايه بالرد الفكري و ليس بالتكفير و القتل.
فيا علمانيون المعركة ليست سهلة
معركة القمني معركتنا جميعا
ويجب ان ننتصر
حتى لو بالصرماية ( اعذروني عهل كلمة )

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال