الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الخوف من المعرفة؟

كاظم الحسن

2009 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تظهر اهمية القراءة من خلال عمر البشرية المفترض الذي بدأ مع الكتابة والتدوين ولقد كانت مقتصرة
على الكهان وحاشية القصر وهذه الاسرار كانت تتوارث لكي لاتنتقل الى عامة الناس فا لحاكم هو الذي
يفكر نيابة عن الناس .. والكاتب الا رجنتيني يقول عن اثر القرأة : ( حتى في ساحة المدارس وفي خزائن الملابس وفي دوائر الدولة والسجون تجري مراقبة جمهرة القراء بعين الشك والارتياب، نظرا لمايشعرالمرء
بهمنسلطان القراءة وقوتها الكامنة وعلى الرغم من الاعتراف بان العلاقة بين الكاتب والقارئ علاقة مفيدة
ومثمرة الا انها تعد مترفعة ورافضة ربما لان مشهد قارئ وقد انزوى في احد الاركان ونسيي العالم المحيط به
يشير الى جو شخصي غير قابل للاقتحام والى نظرة منطوية على الذات وتصرف اناني ) .
الخوف من القراءة ينتقل من الحكومات الدكتاتورية الى الجمهور بفعل تفرد وخروجه من سرب المجموع
وهذا التمرد في عرف الجماعة خروج عن المألوف والسأد من العلاقات والعادات والميول.
ان القراءة الواعية هي عملية نفي وبناء من خلال نمو الافكارالتي تكون بحالة صيرورة وهذا يؤدي بطبيعة
الى نفي العلاقات القديمة والاطر الثابتة مما يسبب ارباكا وتشوشا لدى الاخرين .
يصف الكاتب التشيكي فرانز كافكا القراءة: ( على المرء الايقرأ ابدا الا تلك الكتب التي توخزه اذا كان الكتاب الذي نقرأه لايوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلناذا نقرأ الكتاب اذن ؟ على الكاتب ان يكون كالفأ س التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا هذا ما اظنه.
في عالم الانظمة البوليسية ان المعرفة قد وصلت الى حدها الاعلى مرحلة اليقين ون اسرارها في حوزة الدكتاتور
وبالتالي لاحاجة للانسان ان يفكر او ينشغل بالقراءة فهناك من يفكرعنه.
ان الحكام الدكتاتوريين يخافون الكتب اكثر من اي اختراع بشري اخرعلى الاطلاقوالذا نرى القوة المطلقة لاتسمح الابنوع واحد من القراءة هو النوع الرسمي.
يقول البرتو مانجويل: ( كان الحكام الدكتاتوريين على مر العصور والازمان وما زالوا يعرفون ان الجماهير الامية سهلة الانقياد ونظرا الى الى عدم التمكن من ابطال مفعول القراءة بعد تعلمها يلجأون الى الحل الثاني الذي يفضلونه الا وهو منع تعلم القراءة.
حدثني صديق من هواة القراءة: انه حين يقرأ يختلي في غرفته ساعات طويلة مبتعدا عن الناس وكان ذلك يثير حفيظة والدته فتقول عنه على فطرتها: ( لا هو عنده امتحان ولا هو يريد يصير مؤمن) .. تلك العبارة البسيطة توجز نظرة الرأي العام حيال القراءة فهي اما تعليمية لها اجل معين اودينية وتلك دائمة فالعلم هو الدين والعلماء
هم شارحون ومفسرون للنص المقدس وكل معرفة بشرية هي ناقصة وعلى هامش النص المقدس وحين تكون القراءة خارج الدين فأنهاغريبة وطارئة ودخيلة وتعد في بعض الاحيان غزوا خارجيا يهدد الاصالة والتراث
والكثير من المسلمات التي اطمأن لها الانسان والم يعد قادرا على قبول افكار الاخر لا نها غير موجودة في كتب
الاسلاف.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغريب
Hakim amin ( 2009 / 8 / 9 - 02:55 )
أجمل ما قرأت هى عبالاة فى العهد القديم --تقول
أن الرب بعد أن خلق أدم وحوأء
قال لهما كلوا من كل ثمار الجنة ألا--شجرة المعرفة--
أى أن حتى الرب يخاف من المعرفة


2 - المعرفة
Dr. Jamshid Ibrahim ( 2009 / 8 / 9 - 14:47 )
اولا كثير من الكتب ليست لها حتى قيمة الحبر المكتوب بها ناهيك عن الحاجة الى مساحة لحفضها
ثانيا لو فرضنا حققنا كل ما هو موجود في الكون من المعرفة ماهي النتيجة لا شئ لان المعرفة تفقد قيمتها

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز