الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلب والقتل والكذب وفق الشريعة

فرات المحسن

2009 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مؤتمر صحافي حول جريمة سرقة بنك زيونة وقتل حراسه قال وزير الداخلية العراقي السيد البولاني في تعليق مباشر بعد ساعات من العملية الإجرامية "هناك معلومات تؤكد تورط جهات بهذه الجريمة، تم التعرف ليل أمس على هوية القائمين بها وضبط المبالغ التي سرقت وإعادتها الى وزارة المالية".وأضاف أن "التحقيق مستمر ولدينا اتصالات مكثفة مع بعض الجهات لتسليمنا المتورطين بالجريمة التي ارتكبها إرهابيون مأجورون قتلوا ثمانية أبرياء".
وردا على سؤال حول هذه الجهات قال: لا نقول أن هذه الجريمة مورست بعلم أو توجيه أي جهة ولكن أي جهة تتورط بخرق القانون فأنها تدخل ضمن ساحة عمل أجهزتنا".وأكد أيضا "أننا وصلنا الى حقيقة المتورطين وسيكون هناك موعد إعلان تفاصيل التحقيقات على الرأي العام".
حتما أنه لن يستطيع مهما بلغ من حنكة وقدرة أن يفصح عن ملابسات الحدث ووقائع التحقيق كاملة ومثله سوف يفعل السيد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الذي جازف ووعد الشعب العراقي ببيان يفصح فيه عن وقائع تورط حراسه الشخصيين بجريمة سرقة البنك وقتل ثمانية من حراسه.
الحادثة وتصريحات القيادات الحكومية وعلى رئسها قيادات الأحزاب التي تدير السلطة بجميع تلاوينها، كانت ومنذ اليوم الأول لسقوط حكم البعث الفاشي تعلن عن تشكيل لجان للتحقيق في الحوادث وتعد الناس بكشف المستور وبعد ذلك يطوى الأمر وتختفي التحقيقات وتذهب دماء وأموال الشعب هدرا دون أن يعتور المسؤولين خجل أو غيرة أو شيمة وحمية دينية كانت أم أخلاقية وإنما بات ديدنهم الكذب والرياء والتستر على بعضهم البعض حفظا على مصالحهم المشتركة ومحاصصتهم البغيضة.
ففي عهد السيد أياد علاوي فاحت رائحة الجريمة والمخالفات وسرقة المال العام ووصل الأمر بأحد وزراءه نوري البدران وهو من المقربين له، أن يسرق ملايين الدنانير من الطبعة الجديدة ويهربها الى لبنان نقدا، ولم تستردها الحكومة إلا بشق الأنفس. ومثله فعل وزير الكهرباء أيهم السامرائي الذي اعتقل ثم أطلق سراحه من قبل الأمريكان وهناك شكوك كبيرة حول ذمة السيد علاوي ذاته. ومثل ذلك كان عليه الحال في عهد رئيس حزب الدعوة ( الإسلامي !!) سابقا ورئيس الوزراء السابق السيد الجعفري الذي يتسائل الناس من أين له كل تلك الأموال وهو المعروف سابقا في لندن وقبلها في إيران وسوريا حين كان يعيش الكفاف وهو من عائلة متوسطة الحال، والآن يملك ما يمتلك وله سيولة نقدية يحسده عليها صاحب مؤسسة ميكروسوفت. ويمتلك أيضا محطة تلفزيون باسم بلادي. أعتقد شخصيا أنه ورث هذه الأموال مثلما ورثها المقبور صدام، عن المرحوم والده الذي كان ينام على ملايين الدولارات حين كان شرطيا. وعلى ذات المنوال بات رجال الحكم في عهد السيد المالكي، لا بل أصبح الحال أتعس وأدهى فالسرقات والجرائم على المكشوف، وأغلب هؤلاء السراق من الأحزاب ذات الخطاب الديني ومن جميع المذاهب والطوائف والإثنيات. والغريب أن هذا الجمع المجرم يلوذ دائما بالدين وبالأئمة الأطهار، يبكونهم ويلطمون عليهم طوال الوقت ويدعون الشعب العراقي للتأسي بهم. فأية أخلاق وأي ضمائر وأي دين يركبون.
منذ اليوم الأول لسلطة الأحزاب ذات الخطاب الديني والعراق يشهد سماتهم القبيحة وأفعالهم الدنيئة بحق الوطن، وكم من حق ومن دماء ضيعوها في دهاليزهم. ولذا فأن جريمة بنك الزوية لم تكن الأولى مثلما لن تكون الأخيرة، وعلى ذات الحال سوف تشكل لجان تحقيق وتطلق التصريحات الكاذبة المنافقة لتكون في النهاية وكأن شيئا لم يكن.
وعودا لتصريح السيد وزير الداخلية الذي يقول فيه: التحقيق مستمر ولدينا اتصالات مكثفة مع بعض الجهات لتسليمنا المتورطين بالجريمة التي ارتكبها إرهابيون مأجورون قتلوا ثمانية أبرياء".
الأسئلة الكبيرة والمحيرة هي: من هي تلك الجهات التي فاوضها الوزير لتسليم المجرمين القتلة ؟ ولمَّ يطلب الوزير منها تسليم المتورطين بالجريمة أن كان يمتلك صلاحيات القانون؟. ومن هي الجهات التي تتستر عليهم في دولة القانون المالكية!!! مثلما يدعي السيد وزير الداخلية. ولو تتبعنا خيوط الجريمة وتصريحات السيد الوزير وكذلك صمت السيد رئيس الوزراء وتصريح الناطق الرسمي لسلطة فرض القانون وأخيرا تصريح مكتب السيد نائب الرئيس عادل عبد المهدي لاكتشفنا التضارب الواضح ومثله مقدار الحشو الكاذب والتناقض والنفاق الذي جعل المنفذ الرئيسي يهرب من العراق لتقع الجريمة برأس الأنفار من الحرس المجرمين، وهم توابع حالهم حال قادتهم. وهذا الهروب يشكل فضيحة للجميع وفي مقدمتهم أحزاب الائتلاف الشيعي مجتمعة.فكيف تسنى للرؤوس ؟! أن تهرب ويمسك بالباقين من الثلة المجرمة.
نعلم جيدا أن لا حاجة للسيد عادل عبد المهدي وللمجلس الإسلامي الشيعي لذلك المبلغ البخس البالغ ثمانية ملايين دينار عراقي، ففي جعبتهم المليارات من الدولارات تأتيهم من كل حدب وصوب. وأن كانوا سابقا في طهران أو دمشق يعيشون على التبرعات والإعانات فأنهم اليوم يملكون مفاتيح خزائن كثيرة في العراق. ولكن أن تخفى معالم الجريمة ويهرب الجناة، ويتنصل عن علاقتهم الحزبية، ويذهب دم الثمانية حراس هباءً، وتطلق الأكاذيب والحكايات المزورة والمنافقة فتلك هي المصيبة بعينها.
الجريمة خطط لها منذ فترة ليست بالقصيرة من قبل مجموعة حراسات السيد عادل عبد المهدي وهذا ما يشير له توقيت العملية والأماكن التي كانوا فيها والتجأ أليها المنفذون. وهذا الشيء يدفع للكثير من التساؤلات المهمة والصعبة التي من الموجب على الائتلاف الشيعي قبل غيره الإجابة عليها. وأول تلك الشكوك تصب في صلة وعضوية وعلاقات قادة الجريمة ومنفذوها بالمجلس الإسلامي، وكان الأجدر بالسيد عادل عبد المهدي وكتلته أن يكتشف ذلك مسبقا ويراقب جيدا المجموعات التي ضمها حزبهم من قطاع طرق وسفلة وقتلة مأجورين، والتي وصلت ببعضهم الى مراكز قيادية في الائتلاف الشيعي بمختلف تياراته. وكان ذلك موجبا أن أراد السيد عبد المهدي التحصن من المساويء و البراءة من الأحداث الجسام والتهم التي توجه له ولحزبه. فيا ترى لو أن حزب البعث أو القاعدة أو حتى دولة جارة قدمت الرشوة لهذا النقيب وصحبه الذين اقترفوا جريمة بنك زيونه، ليغتالوا السيد عادل عبد المهدي شخصيا أو الرئيس الطلباني ونائبه طارق الهاشمي أو حتى المالكي، وهم صيد سمين بالنسبة لتلك الأطراف فما الذي يحدث بعد ذلك. ومع ذكر هذا الاحتمال، مازالت تدور الشكوك حول طبيعة الجريمة التي راح ضحيتها السيد محمد باقر الحكيم الذي ابتلعت جريمة مصرعه وضاع دمه في متاهات مشفرة، ولم يعلن عن طبيعتها، وتضاربت التصريحات حولها، وتعددت المرات التي أعلن فيها القبض على شخص له علاقة بتلك الجريمة. ولكن الشعب العراقي مازال يؤشر كون الجريمة كانت داخلية ليس إلا. وكذلك توجه الاتهامات مباشرة الى الائتلاف الشيعي في العديد من جرائم الخطف والقتل والاغتيال ومنها جريمة اختطاف أعضاء اللجنة الأولمبية العراقية ووزارة التربية والتعليم العراقية.
تعددت الحوادث والجرائم وبقدرها تنوعت اللجان التحقيقية الوهمية وضجيج التصريحات العنترية المضحكة المبكية التي تتهاوى بعد زمن قصير لتبدو كذبة كبيرة فاضحة لا يجد معها الشعب العراقي غير ابتلاع الوجع وكظم الغيظ بانتظار يوم يأتي فيه من ينقذهم من كل هؤلاء الأوباش الذين استباحوا دم أبناء العراق. ومع تعدد الجرائم وتفشي التلفيق والكذب الفاضح، يا ترى كيف يتسنى للناس أن يصدقوا حقيقة ما تقوم به وتعلنه السلطة من إجراءات. وكيف يأتمنوا على حياتهم ومالهم من مؤسساتها بالذات. ومع كل هذا الكذب والنفاق الفاحش والفاضح أصبح الناس يذكرون نكتة تتحدث عن واقعة افتراضية تنطبق وقائعها بكل مرارتها على ما يجري اليوم، حيث تقول النكة:
كان هناك رجل يركب قارب وسط البحر وكان القارب يتهادى والرجل يطالع مسترخيا صحيفة الأوبزرفر. حين هجم فجأة وبسرعة خاطفة سمك قرش كبير يريد التهام الرجل والقارب، ولكن سمك القرش استدار فجأة ورجع من حيث أتى فسأله أبنه الصغير لماذا يا أبي لم تلتهم الرجل وهو صيد سمين. فأجابه القرش الكبير، صحيح يا بني أننا جياع ولم نأكل شيئا منذ يومين ولكني حين رأيت الرجل يقرأ صحيفة الأوبزرفر عافت نفسي الأمر، فأنا احتمل أن أهضم كل شيء ولكني غير مستعد أن أهضم ما تقوله تلك الصحيفة.
(( والله أن ما تفعلونه بالشعب العراقي ليس إلا ولية مخانيث ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبدع
رحيم الغالبي ( 2009 / 8 / 10 - 19:46 )
رائع
رائع
يافرات


2 - اللهم امين
sami ( 2009 / 8 / 10 - 21:37 )
اللهم خلصنا من الاحتلال العربى


3 - لجنة تحقيق!!!!!!
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 8 / 10 - 22:43 )
قال احد الوزراء الأوربيين(اظنه تشيرشل) :((ادا اردت ان تقبر قضية فشكل لها لجنة تحقيقً))
تحياتي سيد فرات


4 - تصحيح لو سمحت
سلام ( 2009 / 8 / 11 - 01:20 )

في مؤتمر صحافي حول جريمة سرقة بنك زيونة وقتل حراسه قال وزير الداخلية ؛
؛ اعتقد انه مصرف الزويه وليس زيونه

نعلم جيدا أن لا حاجة للسيد عادل عبد المهدي وللمجلس الإسلامي الشيعي لذلك المبلغ البخس البالغ ثمانية ملايين دينار عراقي؛
قرأت في اغلب الصحف بان المبلغ هو ثمانية مليارات و نصف مليار دينار عراقي
مع التحيه


5 - عفوا
رحيم الغالبي ( 2009 / 8 / 11 - 06:06 )
ايها لنبيل
عفوا
عفوا
انت عضو هيئة تحرير مجلة انكيدو الثقافية الحره
http://m1.ankido.net/index.php
مع اعتذاري للخطا المطبعي


6 - من مالهم جودو عليهم
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 8 / 11 - 09:23 )
الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بواحدة لذلك فان ما يسرق يسجل عليهم سيئة واحدة وعندما يحسنون الى المؤمنين تكون لهم عشر حسنات وتكون لهم الجنان والأمان بفضل الواحد المنان وعوافي الهم و:
تبارك الله رب العالمين فقد أغنى اللصوص بما حازوا وما سرقوا
نسائل الله من الطاف نعمته فيزدرينا وهم من فضله رزقوا


7 - شكر
فرات المحسن ( 2009 / 8 / 11 - 13:53 )
الحبيب الغالبي
الشكر الجزيل والدائم لك
الأخوة الاعزاء سامي، و الأسم الهندي ومحمد علي محي الدين
شكرا لتعليقاتكم الجميلة.
الأخ العزيز سلام أنت على حق هو مصرف الزوية وذكرت مصرف زيونة سهوا ومثل هذا حدث مع مقدار المبلغ
ولكن أود أن أقول أن هذا المصرف لم يكن الأول ولا الأخير وبمختلف أسمائها قابلة للنهب وقد نهبوا وطن بالكامل فما قيمة البنوك والمبالغ تجاه حياة البشر .. وألمهم من ينصف الضحايا وعوائلهم فلا الملايين ولا المواساة تعوض الأرواح التي هي أعلى واسمى قيمة في الوجود

اخر الافلام

.. 127-An-Nisa


.. -نفقد هويتنا كيهود وبشر-.. عامي أيالون يعلق على صور -سيلفي-




.. الجنايات الكويتية تقضي بحبس نائب مقرب من الإخوان بتهمة التدخ


.. استهدفت مركز شرطة وكنيسة أرثوذكسية ومعبد يهودي.. من يقف وراء




.. 122-An-Nisa