الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرموا سيد القمني... ثم اقتلوه

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تشكل قضية سيد القمني و أزمة التيار المحافظ و المقلد تجاه الحداثيين، محطة أخرى من ضمن سلسلة طويلة من الصراع بين البقاء في الجهل و القمع أو التقدم نحو الحرية و المعرفة، و لكن هناك جانبا في هذه القضية بقي مخفيا من أمام أنظار الإعلاميين و المثقفين و ربما حتى سيد القمني نفسه لم ينتبه إليه.
فقد ارتاح الجميع إلى أن "وزارة الثقافة المصرية قدمت جائزتها التقديرية لسيد القمني لدوره الرائد في تنوير و تحديث المجتمع"، و بالمقابل قام مجموعة من وعاظ و مفتي الدولة و الذين يعيشون على نفقة الدولة المصرية بإصدار فتاوى تكفير و زندقة و ارتداد بحق سيد القمني و نقلت و كالات الأنباء عن أن "رفع الشيخ يوسف البدري وعشرون محاميا دعوى قضائية ضد الكاتب والباحث في تاريخ الديانات سيد القمني الخميس بتهمة تشويه صورة الاسلام وتزوير شهادة الدكتوراه كمقدمة لسحب جائزة الدولة التقديرية منه.
وقالت الدعوى التي وصلت لوكالة فرانس برس نسخة منها ان "المشكو فى حقه دأب فى مقالاته واحاديثه وكتبه على تشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة الى البنى الكريم وصحابته الكرام".
كما اتهموه "بالطعن فى الدين الرسمي للدولة والسخرية والاستهزاء بشعائره واحكامه" وتقديم نفسه "بلقب الدكتور الحاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الاديان من جامعة كاليفورنيا الجنوبية". و قد ردّ سيد القمني على تهمة تزوير الشهادة بأنها صدرت في جنوب كاليفورنيا لا كاليفورنيا الجنوبية و أنه سيربح القضية قريبا، و هنا أقول أن أكبر شهادة يمتلكها سيد القمني هو حرصه على تنوير الشعب و عقلنته و هذه شهادة ليس بعدها من شهادة.
لكن النقطة الأهم في كل هذا هو أن هذا الهجوم الغير مسبوق ـ و الذي يذكرني بالهجوم على نصر حامد أبو زيد ـ على سيد القمني مدبّر و مخطط من قبل زمرة حسني مبارك و عصابات البعث العربي في مصر، فالنظام الدكتاتوري المصري يحتاج الآن بالفعل إلى إلهاء المجتمع المصري المثقل بالمشاكل و الهموم و الساخط على فساد الزمرة الحاكمة بقضايا شكلية جانبية و إدخاله في صراع مسيطر عليه حكوميا، فالصراع الحكومي مع الإخوان المسلمين (الطابور الخامس للحكومة) و صراع المسلمين السنة مع الأقباط و الشيعة و البهائيين و أخيرا قضية سيد القمني، كلها مفتعلة حكوميا.
أخشى أن يصبح سيد القمني و هو ذلك الشجاع و التنويري الحديث إلى ضحية للإسلاميين (إعلاميا) ـ كما حصل مع الشهيد فرج فودة ـ و ضحية للحكومة المصرية فعليا، و هنا أنبه سيد القمني أن عليه أن يوجه سهامه و قلمه إلى النظام المصري (الذي يجرح و يداوي) و هذا لا يعني أن الإسلاميين و المفتين و منهم الإرهابي الشيخ يوسف البدري هم بريئون، و لكن يعني أن الحكومة المصرية تشجعهم من طرف خفي على التمادي في غيهم و كأنها تقول:
ــ كـــرّموا سيد القمني... ثم اقتلــــــــــــــــوه..."
و يعني أيضا أن التغيير حتى لو جاء بالإسلاميين الإرهابيين هو أفضل من الجمود و لأن ذلك سيدفع الشعب إلى أن يعرف الإسلاميين و الإسلام العنصري المزيف على حقيقته، فالخوف من حكم الأصوليين هو رعب مصنوع حكوميا لتبقى الطغمة الحاكمة تمتص دماء الشعب المصري و للإبقاء على حالة الطواريء و بحجة "الأمن القومي المصري" يبقى آل مبارك على الحكم مائة سنة أخرى و بعدها الطــــــــــوفان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا