الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد إنتخابات برلمان أقليم كردستان

محمد سليم سواري

2009 / 8 / 16
القضية الكردية


قبل أكثر من أربع سنوات جمعني مجلس خاص مع أحد القياديين في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وكنا في حديث عن تأريخ الحزب ودوره السابق ووضعه الحالي وبعد إنتفاضة عام 1991وفي المستقبل القريب والبعيد ..فقلت له وأنا أحسب لكل كلمة حسابها وردود أفعالها : " لقد عشنا مع صعود نجم الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني الأب في بداية السبعينات وتوقيع إتفاقية الحادي عشر من آذار وكان هو الحزب الوحيد والمتنفذ في كردستان وبدون منافس ، وفي تلك الأيام كان 100% تقريباً من شعب كردستان يؤيد الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني الخالد ولو طلب منهم أن يخوضوا بهم البحر لما جُبنوا او ترددوا ، وفي عام 1992 وعند إجراء أولى الانتخابات البرلمانية في كردستان تراجع رصيد الحزب الديمقراطي الكردستاني الى 50% للبارتي و50% للاتحاد الوطني بقيادة مام جلال ، وفي الانتخابات البرلمانية في كردستان عام 2005 تراجعت تلك النسبة للبارتي الى 40% تقريباً ، ألا ترى بأنه اذا لم يعيد الحزب الديمقراطي الكردستاني كل حساباته ويفعل من دوره سوف تنتهي نسبة الـ 40% الى الـ 30% والـ 20% والـ10% ... " وهنا نظر الي القيادي ولم أسمع منه كلاماً ولا تعليقاً وتأكدت مع نفسي بأنه اقتنع بكلامي ولكنه لم يفصح به لإعتبارات عديدة ؟؟ واليوم وبعد الانتخابات الاخيرة في الأقليم وحصول كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني على نسبة الـ 29% أنا لا أدعي بأن قراءتي تلك كانت صائبة وصحيحة وفي محلها .
وفي حمى الحملات الاعلامية من قبل كل الجهات والقوائم المشاركة كانت للقائمة الكردستانية حصة الأسد في هذا المجال التي تابعها الكل حيث وظفوا الأموال الكثيرة والامكانيات الحزبية والحكومية ، وهؤلاء القياديين لم يبخلوا في جولاتهم وظهورهم وأحاديثهم عن البناء والخدمات والمشاريع وواصلوا الليل بالنهار وكانوا يتمنون في أعماق أنفسهم بأن تكون الخدمات والمشاريع التي قدموها اكثر مما هي عليها في أرض الواقع ، حتى أن أحد القياديين شعر بأهمية الأرقام في الدعاية الانتخابية فأكد بأنه اذا كان "صدام حسين" قد هدم ودمر 4500 قرية في كردستان ، فانهم قد عمروا أكثر من 5000 قرية ، توقفت كثيراً عند هذا الرقم وبالرغم من أنني لا أحمل رقماً بالقرى التي تم بناؤها واعمارها في كردستان ، ولكنني على يقين بأن القرى التي هدمت ضمن جغرافية عشيرتي " برواري السفلى " في قضاء العمادية تصل الى 43 قرية لم تبن منها إلا أربعة قرى فقط؟؟
مما لا شك فيه أن انتخابات برلمان أقليم كردستان قد انتهت ولكن تداعيات تلك الانتخابات قد بدأت وستكون تلك التداعيات جلية وفي قمتها بعد السنوات الأربع القادمة وتحديداً سنة 2013 ومما هو معروف عن الرقم "13" بأنه رقم مشؤم وغير مفرح والأيام القادمة ستثبت ، بأنه على من يكون شؤم هذا الرقم ، على الحكومة والأحزاب الحاكمة ؟ أم على المعارضة التي تسعى لأن يكون لها موضع قدم في الحكومة حينذاك ، بعد البداية الموفقة وخاصة بالنسبة لقائمة التغيير ؟!
واذا كان لا بد من كلمة فسوف يكون كلامي منصباًعلى النتائج التي حصدتها القائمة الكردستانية في الانتخابات وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ليس من جانب التعاطف والانحياز الى هذا الحزب العريق في تأريخه وسفره النضالي بقيادة البارزاني الأب الخالد والبارزاني الابن المناضل في مقارعة الأعداء منذ الثلاثينات من القرن الماضي حيث لم يكن هناك الحزب الديمقراطي وابتداءً من منتصف الاربعينات حيث تأسيس الحزب والى يومنا هذا ، وقد تكون قيادة حزب سياسي او فصيل عشائري في العمل النضالي والقتالي ومواجهة الأعداء على الجبال والخنادق شيء والجلوس على كراسي المسؤولية في الدولة وقيادة مؤسسات الحكومة وإحياء الزراعة والسياحة وتقديم الخدمات شيء آخر مختلف جزرياً عنه ، وحنى أن أكبر حزب اممي في الاتحاد السوفياتي سابقاً لم ينجح في هذا المسعى ؟
لوكانت الشعارات التي رفعتها قائمة التغيير وقائمة الاصلاح والخدمات في الانتخابات كانت قد نفذت من قبل حكومة الحزبين ولونسبة صغيرة منها خلال الثماني عشرة سنة الماضية لما وصلت الامور الى ما هي عليه الان .
وهنا يحضرني حكاية سمعتها قبل ثلاث سنوات من أحد الأشخاص المعنيين ، وهي أنه عندما اقتضت الحاجة لتخصيص ثلاث مقابر في مدينة أربيل عاصمة الاقليم لحاجة المدينة اليها " وهذا أقل ما يكون من حق الأموات على الأحياء " وقد تم تشكيل لجنة مختصة من جهات مختلفة ومختصة لفرز ثلاث مساحات تصلح للمقابر وبعد جولات حول مدينة أربيل لم يصلوا الى نتيجة ، وظهر لهم أن كل الأراضي وفي محيط أربعين كيلومتراًعن مدينة أربيل مملوكة لأشخاص وجهات معينة وفي السنوات الأخيرة .
اذا استطاعت الحكومة التي سيقودهاالقائمة الكردستانية أن تغير مجمل استرايجيتها السابقة في توظيف الكفاءات والتكنوقراط في كل مفاصل الحكومة ونبذ فكرة ان الكفاءة الحزبية هي المناسبة لكل مفصل وتَبنت عملية تحقيق كل الشعارات التي تبنتها قائمة التغيير والاصلاح والخدمات سيكون لتلك القائمة شأن آخر في الانتخابات القادمة عام 2013 ، وأما اذا اختارت السير على نفس السياسات السابقة فانه لا محالة سوف تفقد الكثير من شعبيتها المتبقية ومقاعدها في البرلمان بحيث لا تؤهلها من تشكيل الحكومة القادمة.
وفيما يخص انتخاب رئيس الأقليم حيث جرت تلك الانتخابات مع انتخابات البرلمان الكردستاني حيث فاز السيد الرئيس مسعود البارزاني فوزاً متزناً وحصل بجدارة على نسبة 70% من الأصوات لرئاسة الاقليم ، فانه لم يحصل على هذه النسبة من الأصوات فقط من أصوات القائمة الكردستانية او أصوات أعضاء البارتي بل حصل على هذه النسبة من أصوات أبناء شعبه الذين هم حصة كل المناضلين الشرفاء كالرئيس مسعود البارزاني ، حيث له رصيد من الحب والتقدير والاجلال في قلوب أبناء شعبه في كردستان ، يقيناً نحن لا نسيء الظن بقيادة الريئس مسعود البارزاني ولكن أشخاصاً قد تسللوا الى مواقع هم ليسوا أهلاً لها وبذلك أساؤوا الى حزبهم وشعبهم وحكومتهم وقيادتهم ، وهم يظنون أن المسؤولية سواء كانت في الحزب او الحكومة فرصة يتم توظيفها بأكمل وجه من أجل جيبه ومستقبل أولاده وتنمية رصيده ، ولهذا كان الفساد المالي والاداري على حساب كل الرصيد النضالي لأبناء الشعب الكردي وخاصة البيشمركه .
وانا متأكد بأن السيد مسعود البارزاني أهل لثقة أبناء شعبه وسيكون وفياً لتلك الأصوات ، وسيعمل من أجل تقديم الخدمات لكل أبناء الشعب دون التفكير بالعمل في نطاق حزبي ضيق ، ومن يكون الشعب حصته سوف لن يهزم او يخذل أبداً ؟؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟