الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كش ملك ..مات الوزير

محمود الشمري

2009 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعدة سنوات خلت تالق نجم الدكتورة وفاء سلطان في سماء العلمانيين , وأصبحت الملكة غير المتوجة لهذا التيار وأصبحت تتحدث بأسمه في مختلف المحافل وفي مختلف وسائل الأعلام المقروءة منها والمسموعة , ثم أصبحت نجمة من نجوم الصحافة الألكترونية ولها الكثير من المريدين والمناصرين , وتفائل العلمانيون خيرا بصعود نجمها وتألق فكرها وأعتقدوا بأنهم يسيرون نحو المجد الفكري والتألق الحضاري تحت قيادتها الحكيمة ..

وكما يحدث دائما في منطقتنا وبشكل دراماتيكي تعرضت الملكة المثقفة الى نفس عملية التغيير الذي يحدث لقادة الثورات في بلداننا , حين يبدؤن ثوارا تلتف حولهم الجماهير وينتهون طغاة ينكلون بها .

تحولت دعوة وفاء سلطان من دعوة علمانية مثقفة مبنية على العالمية والعلم والتعلم والتعليم والتقارب والتغيير بالكلمة الرشيقة المثقفة والبرهان الساطع والدليل القوي التي كانت تبز الأخر االمثقل بالتاريخ والجغرافيا والعادات المتهرئة والأفكار الضيقة , تحولت الى شكل عدائي غريب والى فكر استعلائي جديد أبتعد عن الدعوة العلمانية الواقعية التي تحترم فكرها وتعتز بقوته وتناقش الأخر بأحترام , وأقتربت من الأفكار التسلطية الشوفينية التي يعتنقها معظم الزعماء العرب حاضرا وماضيا بعد أن كانوا ثوارا ومصلحين .

أصبح مهاجمة الأفكار الأخرى وخاصة الفكر الأسلامي هو أهم هموم الملكة المتسلطة , وأصبحت وسائل الأعلام المعادية للأسلام تجري ورائها وتتناقل عباراتها اللاذعة , وأصبحت نجمة من نجوم المؤتمرات المعادية للأسلام التي تعقد في أنحاء العالم , وأصبحت مراكز الدراسات المخصصة لمهاجمة الأسلام تهتم بأفكار القائدة الجديدة للعلمانية المقاتلة .

وأنفلت لسان القائدة وأصبح مثل الرشاش الالي الذي يحصد رؤوس وأجساد الأعداء والأصدقاء بدون تمييز , وأصبحت وفاء لاتستطيع السيطرة على أعصابها عندما تناقش أي أسلامي وأمام أي وسيلة أعلام وأصبح الكتيريين يتحاشون النقاش معها لكيلا يتعرضوا الى شتيمة وأهانة .
واليكم مثالا حقيقيا بلسانها عن رأيها بشيخ مسلم دخل معها في نقاش عبر شاشة التلفزيون ...

(( يقول مثل أمريكي: إيّاك أن تجادل الأحمق إذ قد لا يميّز المستمعون بينك وبينه!

لم يكن خياري هذه المرّة أن أجادل أحمقا وحسب، وإنّما وحشا بشريّا همجيّا وهائجا!

من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تواجه وحشا وتستطيع في الوقت نفسه أن تحافظ على انسانيتك وأدبك! ولكنني حاولت قدر الإمكان أن أكون نفسي وأثبت لمشاهدي برنامج الإتجاه المعاكس الفرق بين المدنيّة والهمجيّة!

لم تكن كلمة "اخرس" التي تفوّهت بها في نهاية اللقاء من شيمي، ولكنّها خبطة حذاء اضطررت، غصبا عنّي، أن أهرس بها ذبابة أصرّت حتى اللحظة الأخيرة على ازعاجي!

أعتذر من جميع المشاهدين الذين أزعجتهم كلمتي هذه فالإنسان ليس إلها!

استضافني الدكتور فيصل القاسم مشكورا من الأعماق في برنامجه وكان نعم المضيف!

حاول هو الآخر أن يقسّم الوقت بالتساوي، لكن الوحوش لاتؤمن بمبدأ القسمة العادلة وتتعامل دائما مع الأشياء بمنطق الغابة!

لم يتعلم هذا الوحش في حياته أن يحاور إلاّ بالسيف، ولذلك عندما وجد نفسه مجردا أمام الناس منه لجأ إلى لسانه الداشر كي يقوم مقامه!

يفهم هذا اللسان بأنّ الصراخ والزعيق والنباح نصرا لذلك راح يرغد ويزبد غير مكترث بأهميّة الوقت وبحقّ المشاهد بأن يسمع كلا الجانبين.

كنت بعيدة عنه آلاف الأميال ولم أكن، لحسن الحظّ، أراه ومع هذا شعرت بسعير لهاثه والشرر الذي يتطاير من عينيه حتى كاد يحرقني.

فقره العلمي المدقع وخواؤه المعرفي حشره في خانة الإتهامات، فراح ينهل منها ويرشقني ظنا منه أنه سيقلّل من أهميتي ويرفع من شأنه!))

وصار للزعيمة أتباع وحاشية ينهجون نفس نهجها , وأعلنوا العداء السافر ضد الأعتدال , وأعلنوا حربا على الأسلام لاهوادة فيها , وهذا رأيهم وكل أنسان حر برأيه .. ولكن المشكلة هي في الفهم الخاطيء للأسلام ومن ثم في سيل السباب والشتائم التي تفنن أتباع الخط العلماني المتطرف الجديد في أختراعها وتداولها .
وأصبح التجاوز والغلط وأهانة الكتاب المسلمين وغيرهم من المعتدلين وممن لايرضون بهذا النهج العدائي , أصبحت مودة , وأصبح أي من الكتاب والمعلقين معرض للشتيمة والأستهزاء والتشهير على لسان اتباع المذهب المتطرف الجديد .
وظهر كتاب مراهقين يدعون الى الهجوم ولايعرفون غير تنضيد الشتائم , وكمثال بسيط لذلك مع أعتذاري الشديد لبعض أبطال هذا النهج الذين لم أذكر اسمائهم . كمثال هي السيدة المحجبة غصبا (ياسمين يحيى ) ..
أي قاريء ومتابع ولو مبتديء لابد وأن يكتشف بأن ياسمين هي كاتبة محدودة الأمكانيات جدا , وأنها امرأة متمردة على واقع مريض متخلف سبب لها الأذى , وأن كتاباتها المتشنجة لاطعم لها ولارائحة أدبية وعلمية ومعرفية , وأنما تأوهات وشكاوى يستطيع أي مراهق أن يسطرها على الورق وأنا شخصيا معها في رفضها للواقع المتشدد الذي تعيش فيه , ولكني ضدها عندما تعتقد وتريدنا أن نعتقد أن مباديء الأسلام هي السبب .
ولكن المصيبة هي أن المتشددين من أتباع المذهب العلماني المتشدد قد رفعوا شأنها (أقصد شأنها الثقافي وليس الأنساني ) ونصبوها كنائبة لرئيسة مجلس قيادة الثورة العلمانية ضد الأسلام وضد الأعتدال .
وتبوأت هذا المنصب بجدارة واصبحت تهاجم وتشتم ويصفق لها ويشجعها بعض المريدين , وأخذت وفاء ترعاها وتشجعها عن بعد .

ولكن الحق حق , والباطل باطل فقد بلغ السيل الزبى , وكل شيء يخرج عن حدّه ينقلب ضدّه , فقام بعض الأخوة والأخوات من العلمانيين المعتدلين بالتصدي للنائبة بقوة وسحبوا البساط من تحت قدميها وأطاحوا بها ووضعوا النقاط على الحروف وأعلنوا أنهم ضد التطرف والتشدد العلماني . صاحت الأستاذة رشا ممتاز و هتف الأستاذ علاء الدين وغيرهم من العلمانيين الحقيقيين ..
كش ملك ..
فمات الوزير .
وسقطت ياسمين وسقط معها فريقها ..الذي مازال يولول ويمارس الشتائم ..وطرد سرب العلمانيين الحقيقيين الغرباء الذين حلّقوا معه وأشاعوا الفوضى في طريقة تحليقه للوصول الى غاياته .
وننتظر اليوم الذي سيقوم به العلمانيون الحقيقيون بأنقلاب أبيض شامل على العلمانية المتطرفة المتشددة التي تعامل العقائد ومعتنقيها بعنجهية , وننتظر عبارة ..

كش ملك ..مات الملك

لكي تعود العلمانية كما كانت دعوة حق يراد بها حق وليس دعوة حق يراد بها باطل كما يمارسها بعض المتطرفين الان










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنت لست علمانيا
Sir Galahad ( 2009 / 8 / 17 - 21:48 )
ألاسلام والعلمانيه نقيضان فلا يمكن للمسلم ان يكون علمانيا فبينما العلماني يحترم الانسان المسلم كانسان ويحترم حقه في اعتناق ما يعتقده الا ان العكس ليس صحيحا ولا يمكن ان يكون صحيحا
ان اعتناق الفكر العلماني هو خروج علي الاسلام

وكل من قال انه مسلم وعلماني في ذات الوقت هو اما كاذب مخادع او خارج علي الاسلام وان لم يدري

أما عن السيده وفاء فهي علمانيه بجداره ورائده حره ونجمه متألقه رغم انوفكم فلا بيريقها خبا ولا صوتها خفت وستظل شوكه في جنبكم
ونصيحتي لك لا تكثر من زياره مواقع الف ليله وليله المليئه بالقصص الخرافيه التي تجيد قصها ولزقها فهي كالمسكن والمخدر سرعان ما يزول اثرها وتعود الدنيا الي حقيقتها
وكش ملك يا محمد


2 - وفاء سلطان ملكة التنوير
مصلح المعمار ( 2009 / 8 / 17 - 23:09 )
اخونا محمود الشمري نسى في آخر المقال ان يقول الله اكبر وآليخسأ الخاسئون و يا حوم اتبع لو جرينا ، او يا محلى النصر بعون الله كما كان يقول صدام في انتصاراته الوهميه ، كلنا قرأنا كيف مسحت الكتوره القديرة وفاء الأرض بالسيد برهوم وأسقطت سيفة وخنجره المسموم على الأرض ، وكلنا نقرأ المقالات الجريئه للسيده الفاضله ياسمين وقوتها التأثيريه بهز لحى المتشدين الأسلامين ، ويرجع السيد الشمري ليقنعنا عكس ذلك ، فيا شمري لا تنفخ نفسك كثيرا كآلضفدعه التي ارادت ان تصبح بحجم الفيل ثم انفجرت وماتت ، فكتاباتك لا تصلح سوى دفعها الى (ريسايكل بن) ولا تتوقع من السيده الفاضله وفاء سلطان ان ترد او حتى ان تلتفت لترى وجهك الأسلامي العبوس ، تحياتي للجميع


3 - محمود المختون
رياض اسماعيل ( 2009 / 8 / 17 - 23:18 )
لا أدري لماذا تصر على مخاطبة السيدة ياسمين بالمحجبة وهي تعيش في السعودية ولا تستطيع الا أن تكون محجبة؟
هل هذا شيء تعيرها عليه؟
ارفع مستواك يا رجل وناقش الأفكار وكفاك تخلفآ
هل تريد أن نناديك بمحمود المختون محمود المختون ؟


4 - ما أتفه مقالاتك ؟؟؟
الحكيم العراقي ( 2009 / 8 / 18 - 00:10 )
لم نقرأ لك يومآ .. جملة مفيدة واحـــــــدة

مقالاتك إما كذب وتلفيق ... !! أو تنقلها كوبي من محطات التخلف والجهل ... والتي تغوصون معها في بحار من تلوثات وميكروبات الأسلام الفيروسية
القاتلة

كفى ...كفى جهـــــلآ

وأحتــــــرم عقلك أولآ

وثم عقولنــــــــــا ... فقد بات من يقرأك ... يتخيلك إنسانآ عليلآ

لا ترجــــو منه أي فائــــــدة


5 - الاسلام و العلمانية نقيضان لا يجتمعان
خليل الخالد ( 2009 / 8 / 18 - 03:18 )
السيد الكاتب محمود الشمري:
في العلمانية لا يوجد ملك و وزير و نائب بل يوجد الانسان فقط, العلمانية تحاول ان ان تفك كل قيد يكبل يدا و تزيل كل سيف موجه الى رقبة, ومن بعد ان تستلم حريتك و تمتلك زمام الامور في عقلك اختر ما تختاره من عقائد و ايمانيا تسقطها على نفسك فقط ولا تسقطها على اخيك الانسان لانك بذلك تعود كالمسلمين.
اخي محمود الشمري:
السيدة وفاء سلطان مكتفية بعلمانيتها و مؤمنة بها وبامكانها ان تغلق بابها و تعيش حياة هادئة لا يصدعها محمود الشمري ولا رشا ممتاز ولا اي كان, لكن السيدة وفاء سلطانوجدت ان هذا الوضع غير مطمئن, انت ستسالني لماذا, وانا ساجيبك.
انت كمسلم حينما تسمع ان مررة الشربيني قتلت في المانيا بسبب حجابها فانك ستنتفض و تعترض و تقول: اين حقوق الانسان اين الحرية اين العلمانية, اليس كذلك!!
نفس الشيئ يحصل بالنسبة للانسان الغير مسلم, له مشاعر و له ملكات و يميز و يعبر عن افكاره, بل واحسن من المسلم ايضا
كيف تريد من السيدة وفاء سلطان ان تسكت ازاء تكفير العقل الكبير السيد القمني.
كيف تريد من السيدة وفاء سلطان ان تسكت ازاء انسان مسلم جاهل يفجر نفسه في سبيل الله.
كيف تريد من السيدة وفاء سلطان ان تتساهل مع احراق الكنائس و قتل الاقباط و نبذهم في مصر.
والكثير ا


6 - from your name
gabe ( 2009 / 8 / 18 - 03:24 )
You can say what ever you like there is no tax.but you can not criticize Dr wafa sultan because she is more educated ,open minded and respected than you. you are illiterate .I can confirm that from your first name
horrible article


7 - كش ملك
السيد سلام ( 2009 / 8 / 18 - 09:00 )
رحم الله امريء عرف قدر نفسه
مع التحيه


8 - الفهم الخاطي للاسلام
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 8 / 18 - 13:34 )
يا اخ محمود وردت العبارة اعلاه في مقالك للاعتذار عن سوء الفهم . قبل ايام قال امام مكه الكلباني ان علماء الشـــيعة كفــــرة رد عليه اكثر من عالم شيعي ومنهم الفالـــي ان الكلباني بـــدوي بوال على عقبيه لايعرف كوعه من بوعه اضافة الى شتائم ولعنات اخرى ... عجيب اذن من يفهــم الاسلام وعلى ذكر وفـــاء ســـلطان اظن انها ثائرة تنويرية تستخدم لغة لها اثر الصدمــات الكهربائية وهي دكتورة متخصصة في العادات الفكرية التي تتحكم بالانسان من محيطه وتربيته فاين الخلل


9 - اخي محمود اكتب عن د. محمد رحومة ....
زهير دعيم ( 2009 / 8 / 18 - 15:10 )
رئيس كلية الشريعة في جامعة المنيا..انها حقيقيّة وليست كتلك التي تأتي بها من الخيال المريض والمنتديات الكاذبة والتي تختلق الامور اختلاقًا.
اسمح لي يا اخي محمود ان اشكر الربّ اولا والدكتور العابر واصلّي للاله الحيّ ان يفتقدك انت ايضّا


10 - العلمانية حكم
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 8 / 18 - 18:01 )
سيد الشمري بالبسيط العلمانية هي الحكم بين فريقين متباريين ادا استعمل احدهم خشونة في اللعب ينبه او يطرد من الملعب
وادا افترضنا الأديان هي اللاعبين فمن في نظرك يلعب بخشونة؟؟؟ وما دور الحكم في هده الحالة؟؟
نتفهم دفاعك عن فريقك (لقد صرحت بانك مسلم -وهدا حقك- ولن يغير اي مخلوق رايك...) لكن عليه ان يحترم قانون اللعبة والا يطرد
مع كامل احترامي لك رغم اختلاف مواقفنا

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah