الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس مقابل الغذاء

جمال الهنداوي

2009 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك بعض الاخبار التي يتمنى المرء عند الارتطام بها لو انه لم يقرأها او يسمع عنها ابدا.. بل قد يتمنى لو انه لم يتعلم القراءة اصلا لكي لا يعاني وطأة التعرض لكل هذا الشعور بالتقزز والغثيان الذي يصيبه عند الابتلاء بتجربة التعايش مع فكرة ان هناك قانون في مكان ما من الارض يسمح للزوج بحرمان زوجته من الطعام إذا رفضت أن تمارس معه الجنس. وان هناك من يعيش باشتراطات عصر ما قبل التدوين في قرننا هذا المعرف بالحادي والعشرين..
فرغم التقارير التي تتحدث عن تحسن طفيف ونسبي في اوضاع المرأة منذ سقوط طالبان ..وإن حقوق المساواة للمرأة مكفولة وموثقة في الدستور الافغاني الذي يقر لها الحق في المشاركة في الحياة السياسية للبلاد. ورغم تمتعها بربع المقاعد في مجلس العموم بالبرلمان الأفغاني وسدسها في مجلس الأعيان ..ورغم قيام الحكومة الأفغانية بالمصادقة على اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة والتزامها بالإبلاغ عن ما تحرزه من تقدم في وفائها بالالتزامات التي تنص عليها الاتفاقية.. فان الواقع يمد لنا لسانه كل مرة مؤكدا على ان تحسين أحوال المرأة لا يحتاج إلى سن قوانين وتشريعات ثورية فحسب وإنما إلى ضرورة أن يتقبل الرجال المتمتعين بالقدرة على تحريك الامور بالتعايش مع فكرة الشراكة الكاملة معها ..وان ينظروا الى المرأة بعيون جديدة محملة بالتفهم وصدق النوايا ..والتاكيد على مبدأ الحريات العامة وحقوق الانسان ومعتمدين على التعليم كأمر أساسي لتحقيق ذلك..
والمؤسف ان تكون هكذا قرارات نتيجة روتينية للتواطؤ التقليدي المدنس ما بين السياسي ورجل الدين من اجل دغدغة المشاعر البهيمية في احط صورها..ولتحقيق مكاسب انتخابية وقتية زائفة ..حيث تشير جماعات حقوق الانسان إلى أن التوقيت لم يكن مطلقا من قبيل المصادفة، حيث مرر القانون قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة الخميس المقبل مباشرة.
تقول راشيل ريد ممثلة هيومان رايتس ووتش في كابول "كانت هناك عملية مراجعة، لقد تعرض كرزاي لضغوط كبيرة من كل انحاء العالم لتعديل هذا القانون، لكن العديد من المواد الظالمة لا زالت باقية ".وتضيف "ما يهم كرزاي أكثر هو مساندة الاصوليين والمتطرفين في افغانستان الذين يعتقد أنه يحتاج دعمهم في الانتخابات".
ويسمح القانون الجديد للرجل منع الطعام عن زوجته إذا رفضت الاستجابة لرغباته الجنسية، كما ينص على ضرورة حصول المرأة على موافقة زوجها للعمل، ويمنح الآباء والاجداد حصانة حصرية للاطفال.
هذه الممارسات المخجلة تعيد لنا اشكالية اعتبار المرأة نصف كائن اعتمادا على لي متغابن للنصوص الفقهية وتعميم الجزئيات والمفاهيم الدينية على مجمل النظرة المجتمعية للمرأة..ووأد اي محاولة لمناقشة التخريج الفقهي للحالة تحت طائلة الاتهام بالتعرض للشريعة المقدسة ذاتها..
ورغم ان شرعنة مثل هذه الممارسات قد لا يكون ذو اهمية بالنسبة لفقهاء السلطة ..لكننا ونحن نعيش في زمن تغول فقه الترهات والتخبط الشرعي الذي نتنفسه ونقسر على التساكن معه.. وفي عهد رضاع الكبير والتبرك ببول العلماء الاجلاء.. وفي الايام التي وجد بها البعض النصوص التي تجيز لهم اعلان امارة بمساحة لا تتعدى حدود مسجد صغير للصلاة..والتي وجد البعض الاخر من النصوص نفسها ما يشرع لهم ابادة "رعايا " تلك الامارة عن بكرة ابيها..فمن غير المعقول ان يعدم فقهاء الجنس الوسيلة التي تتيح لهم الاهتداء الى الادلة العقلية والنقلية التي تبرر لهم اصدار مثل هذا القانون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتشار الاسلام
نهي ( 2009 / 8 / 18 - 19:31 )
الديمغرافيه الاسلاميه الموجه العالميه للمد الاسلامي
ان الثقافه العالميه التي سيرثها اطفالكم ستختلف اختلافا كبيرا عما هي عليه اليوم هذا تقرير عن الديمغرافيا العالميه المتغيره حاليا .بحسب البحوث العلميه الحديثه فان اي ثقافه ما تحتاج الي 2.11% كحد ادني لمعدل الانجاب في كل عائله لتتمكن تلك الثقافه من الاستمرار في الوجود لمده 25 عاما علي الاقل وان اي ثقافه لا تمتلك هذا الحد الادني سيكون مصيرها التراجع والاندثار الحتمي.اثبت التاريخ بان الثقافه التي تمتلك معدل مواليد يبلغ 1.9% لن تتمكن من الانتشار نهائيا واذا تدني ذلك المعدل الي 1.3% فانها ستحتاج الي مده تبلغ من 80 الي 100 عام لعكس اتجاه النمو السلبي لتلاشي الاندثار حيث انه لا يوجد اي نظام اقتصادي يستطيع ان يمكن تلك الثقافه متدنيه الانجاب من البقاء والاستمرار
مثال:لو ان عائلتين مكونتين من اب وام في ثقافه ماء انجبت طفل واحد فان عدد الاطفال الذين سيقومون بانشاء اسرهم الخاصه بهم سينزل الي النصف واذا قام هولاء بدورهم بانجاب طفل واحد فقط فهذا يعني ان عدد الاحفاد في ذللك المجتمع او الثقافه سيبلغ ربع عدد الاجداد وهكذا .بعباره اخري لو ولد مليون طفل فقط عام 2009فسيصعب توزويد القوه العامله في المجتمع بمليون فرد في 2029 وهذا يودي الي انكماش ع


2 - السيدة نهى
جمال الهنداوي ( 2009 / 8 / 18 - 21:06 )
سيدتي الفاضلة..لو سلمنا جدلا بان المسلمين سيكونون الاغلبية في اوربا والغرب عموما في فترة قصيرة نسبيا..هل تعتقدين بان سيطرتهم ستكون عددية او ثقافية..واي حضارة سنقدم للعالم..وهل تعتقدين ان الغرب سيتعامل بخنوع طيع على تحويل ثقافته واسلوب حياته الى التوحل باللا مفهوم والى الانحدار تجاه التقاطع مع كل التراث العالمي والانساني..اسئلة قد نكون مضطرين للاجابة عليها قبل ان نهيء انفسنا للهيمنة على اي شيء..مع التقدير


3 - هموم مؤجله
Zagal ( 2009 / 8 / 19 - 04:11 )
فى الحقيقه الاسلام لايمكن ان يعيش فى وسط غير البيئه العربيه ... والا يتحول الى مجرد ذكريات فقط .... فتركيا خير مؤشر لذلك ...

المسلم الاجنبى لايفهم كتبه الاسلاميه ولايتعمق لذلك التصاقه بالاسلام سيكون اسميا ... الجيل الثالث دائما اضعف ايمان والتصاقا بلاسلام ... فلاداعى للخوف


4 - ملحوظة:
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 8 / 19 - 09:34 )
افغانستان كانت من بين اولى الدول التي درست الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مدارسها!! بالطبع قبل ان يصلها الوباء
تحياتي سيد جمال على مقالك الرائع


5 - الاخت نهى ـــ عن اي اسلام تتحدثين؟؟؟؟
باحث عن الحقيقه ( 2009 / 8 / 19 - 11:47 )
السنة
1 ـ حنبلي سلفي 2 ـ شافعي ـ 3 ـ مالكي 4 ـ حنفي 4 ـ معتزلي
الشيعة
1 ـ جعفري 2 ـ زيدي 3 ـ اسماعيلي والقائمة تطول وكل مذهب من هذه المذاهب يرى انه مالك الحقيقة وغيره كفره وبستحل دمائهم وما يحدث في العراق وافغانستان والصومال واليمن ولبنان وحديثا في غزه هو دليل دامغ على ان تكاثر المسلمين هو وقاية عن اندثاهم من الكرة الارضية وليس سيطرتهم على العالم.وكما تعرفين ايتها الاخت الكريمة ان اي جنس من المخلوقات يكثر فيه الموت يكثر فيه النسل والمسلمون ليس استثناء من هذه القاعده. يقول الطغرائي
تعيرنا انا قليل عديدنا ـ*** ـ فقلت لها ان الكرام قليل


6 - بالديمقراطية
عيساوي ( 2009 / 8 / 19 - 13:32 )
ستكون السيطرة بالديمقراطية
ديمقراطيتهم ستكون وبالا عليهم...بحسب قوانين تلك البلدان الديمقراطية وبحسب حقوق الانسان وعدم التفرقة العنصرية وحرية الرأي والعقيدة سينجح المحمديون في انتخابات المجالس المحلية والبرلمان وستكون لهم نسب مقاعد اكثر من غيرهم –كله بالقانون، قوانين تلك الدول بعينها-.
المرشح المحمدي لن يلبس دشداشة –كلابية- ولن تكون له لحية، بل سيمتلك شهادة اكاديمية ويتكلم لغة البلد مثل اهل البلد، المرشح للانتخابات لن يقدم برنامج حضارة او ثقافة، سيكون له برنامج مثله مثل غيره من المرشحين وسيتكلم عن برنامجه في كل وسائل الاعلام، والناس هناك لن تنظر الى لونه او دينه وكما هي عادتهم وثقافتهم. وحتى لو لم يؤيده الكثير من اهل البلد الاصليين لكن المحمديين المتجنسين سيُنجحونه في الانتخابات باصواتهم...مبروك.

الغرب لاينظر او يتعامل بخنوع تجاه –الغزوة المحمدية- له لا بل انه ليس عنده اي تفكير او رأي تجاه الهجرة المحمدية، الغرب ينظر ويتعامل مع المهاجرين بانسانية وديمقراطية وحقوق الانسان ولم شمل العائلة... الخ. قوانين تلك البلدان وثقافتهم تحتم على الحكومات ان تنظر الى المهاجرين تلك النظرة واكبر دليل الاعداد الهائلة من المهاجرين اليها، ومع اننا نرى ونسمع في الاعلام عن بعض المشاكل التي


7 - رغم العدد لكن النوعية غير صالحة للاستهلاك
رؤى عبد الاخوة ( 2009 / 8 / 19 - 17:50 )
سيدة نهى ..صحيح ان العالم الاسلامي في تزايد كبير نتيجة الجهل بانجاب عدد كبير من الاطفال لكن لا يغفل عنا ابدا انه رغم هذا التزايد الكبيرفان الاجيال القادمة صارت تعاني من تشدد الدين الاسلامي والتشديد في تطبيق تعاليمه من قبل الجنسين والاكثر بالنسبة للنساء طبعا.. وما التصرف الذكي جدا من قبل الغرب في امداد شعوبنا بالتكنولوجيا وامرار افكارها التحضرية والجديدة والتحررية عن طريق الاجهزة الالكترونية الا دليل على كيفية كسب هذه الشعوب لها وانا احيي هذا العمل الذكي والمحترف جدا بالاضافة الى ان الارهاب الحالي الملثم بعباءة الاسلام صار ان لم يصور لنا ماهي حقيقة الاسلام لاننا مسلمين فلا نعترف بالتنديد بالاسلام ولانعترف انه كان في الاسلام اصلا رغم التاريخ الذي لاينفي كيفية انتشار الاسلام بشكل ارهابي!! ..لكن صور للغرب ماهو الاسلام لانه لايمكن لاحد ان يبرر اي مصيبة حدثت وتحدث بسبب الفعل الارهابي وانا ليس هدفي ان اسيئ لهذا الدين لكن اي اسلام هذا يتلو معتنقه اية ويصلي على النبي ويضع الانسان الذي بين يديه على القبلة ليذبحه؟..لذا بالتاكيد سنجد ان بعضهم حتى لو اعتنقه لفترة لكنه سيجزع منه للقيود الكبيرة التي يفرضها على معتنقه وعلينا ان نعلم جيدا انه لامكان للدين مستقبلا بل هوللعلم والحرية والتطور, وان ازداد

اخر الافلام

.. 82-Al-Aanaam


.. هل هبط آدم من الفضاء ؟




.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة