الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد

كاظم الحسن

2009 / 8 / 20
المجتمع المدني


المفاهيم الشمولية التي اعتنقهتها بعض الاحزاب السياسية في دول ذات تطور اولي ، ساهمت في خلق فجوة
او بعبارة ادق عمقت منها وجعلت المواطنة في واد والانسان في واد اخر ، وربما كانت تلك الحالة الاغترابية
هي البداية في صناعة ازمة الثقة في التاريخ المعاصر ، مابين الفرد والدولة وذلك لان تلك الاحزاب قد جعلت
من افكارها وبرامجها لسياسية هي المعايير او المقاييس التي يتم فيها تزكية الفرد ودخوله الى فسطاط الوطنية
الحزبية ( كل عراقي بعثي وان لم ينتم ) اي ان البعث اكبر من الوطن نفسه وبالتالي ان الفرد الذي يرفض هذا الحزب غير عراقي .. انها قسمة ضيزى !
هذا الحال يتطلب ان يتماهى الوطن با لحاكم ويصبح الاخير اكبر من الجميع ، ويعد تواضعا منه ان يقول ( اذا
قال صدام قال العراق ) الذي سيقبض على مفاتيح الدولة ويجيرها له، والمقولات الجاهزة التي تبرر وتسوغ ذلك
ان هذه المجتمعات بحاجة الى رمز لانها متشظية ومن ثمة الانتقال من كارزما الحزب الى نظام المؤسسات وهذه
كلمة حق اريد بها باطل ،لان هذه الصورة الموهومة سوف تتحول الى العشيرة او الاسرة والحكم الوراثي ويمكن ملاحظة ذلك في دول العالم النامي اذ تحولت تلك التجارب الى انقاض ودمار بفعل الاستبداد الذي يدعوا اليه البعض .
لو افترضنا جدلا وجود مايسمى المستبد العادل الذي يرغب به الكثيرون ، كيف نضمن ان ا لقاعدة البشرية
السائدة ( السلطة المطلقة مفسدة) معطلة وغير فاعلة ولاتنطبق عليه ؟
واذا تجاوزنا ذلك واعتقدنا بوجود مستبد عادل ، كيف يمكن ان تنتقل تلك العدالة لمن يخلفه بغياب تظام المؤسسات ، انها حلقة مفرغة ليس لها اخر.
في المجتمعات التاريخية الناهضة غالبا مايكون المنقذ من داخل التاريخ او من داخل هذه الدول ويسمى
بنظام المؤسسات الذي يرتكز على الانجاز والكفاءة والمقدرة فتكون الطاقة داخلية ملهمة تدفع تلك المجتمعات الى الامام ولذا يكون الفرد ذو قيمة عليا ، فعندما يتعرض الى الظلم والغبن والتعسف ، يقف الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني والاعلام معه ، وربما البعض يقول لماذا هذه الضجة والاهتمام لقضية فرد واحد ؟
انها ليست كذلك بل قضية عامة سوف تنسحب على الجميع وكما يقال ( اذا حلقت لحية جارك فبلل لحيتك ) .
هذه الرؤية في الانتقال من الجزيء الى الكلي او الحسي (فرد) الى التجريدي (النوع) هو الاساس الذي يخلق
معايير انسانية او كونية ، ترتفع على الدين والعرق وتؤسس لنظام جديد يحترم الانسان بما هو انسان حينذاك
يصبح القانون ذو النفع العام في داخل الانسان عن طريق القناعة واحترام الذات والواجب وليس بحاجة الى انظمة رقابية تفرض نفوذها بالقوة والقمع والقسر .
هنا يكون الفرد ذو طاقة هائلة وخلاقة ومنتج ويعي حقوقه ووجباته ، فتتحول طاقة الافراد الى مايطلق عليه
الرأي العام الذي يستطيع تغيير الحكام بصورة سلمية عن طريق صناديق الاقتراع ويعيد الاوضاع الى مجراها
الطبيعي ، في حين ان ملايين الناس في الانظمة الاستبدادية لاتستطيع تغيير الحاكم حتى لو خرج من الحروب خاسرا او فشل في ادارة الدولة وعرض المواطنين الى الظلم والاستعباد ومصادرة الحريات والحقوق لان المجموع هنا متفرق وهو اقرب الى الحشد منه الى المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
عزيز ( 2009 / 8 / 20 - 08:48 )
لا فض فوك أخي الكريم ، صدقت أخي الكريم

اخر الافلام

.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو


.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين




.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما