الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال

صلاح الجوهري

2009 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعلم الجميع أن الدين يسر لا عسر وأن شرع الدين الإسلامي الأساس فيه الإباحة إن لم يذكر نص يحرم ما أبيح من قبل.

ومن الموضوعات المثيرة للجدل موضوع "المتعة" أو زواج المتعة وهو باختصار زواج مؤقت بأجر، أي أن الرجل يعرض على المرآة الزواج مؤقتا على أن يدفع لها أجرا مقابل هذا الزواج الذي الهدف منه "المتعة" كما يفهم من أسمه. هو إلى أجل لا ميراث فيه للزوجة، والفرقة تقع عند انقضاء الأجل. وقد اختلفت الطوائف الإسلامية في شرعية زواج المتعة، فيرى أهل السنة والجماعة والإباضية و الزيدية أن زواج المتعة هو حرام حرمه الرسول، بينما قالت الشيعة الإمامية أنه حلال وأن الذي نهي عنه هو عمر ابن الخطاب وليس الرسول.

وقد أقر العلماء المسلمين باختلاف توجهاتهم حدوث زواج المتعة أيام النبي وحدوثة بين الصحابة وأن التراضي بين الزوج والزوجة على هذا الزواج يعد زواجا شرعيا حتى ولو كانت المدة المتفق عليها ساعة. كقول القرآن في هذا:

"وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات" (النساء 24)

ولكن اختلفوا فقهيا فيه، فالمعلوم أن زواج المتعة أقر في التاريخ الإسلامي ومارسه الصحابة رخصة من النبي حينما كانوا يغزون على القبائل.

حدثنا ‏ ‏أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏بشر يعني ابن مفضل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمارة بن غزية ‏ ‏عن ‏ ‏الربيع بن سبرة ‏
‏أن ‏ ‏أباه ‏ ‏غزا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتح ‏ ‏مكة ‏ ‏قال فأقمنا بها خمس عشرة ثلاثين بين ليلة ويوم ‏ ‏فأذن لنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏متعة النساء ‏ ‏فخرجت أنا ورجل من قومي ولي عليه فضل في الجمال وهو قريب من ‏ ‏الدمامة ‏ ‏مع كل واحد منا برد فبردي ‏ ‏خلق ‏ ‏وأما برد ابن عمي فبرد جديد ‏ ‏غض ‏ ‏حتى إذا كنا بأسفل ‏ ‏مكة ‏ ‏أو بأعلاها فتلقتنا فتاة مثل ‏ ‏البكرة ‏ ‏العنطنطة ‏ ‏فقلنا هل لك أن ‏ ‏يستمتع ‏ ‏منك أحدنا قالت وماذا تبذلان فنشر كل واحد منا برده فجعلت تنظر إلى الرجلين ‏ ‏ويراها صاحبي تنظر إلى ‏ ‏عطفها ‏ ‏فقال إن برد هذا ‏ ‏خلق ‏ ‏وبردي جديد ‏ ‏غض ‏ ‏فتقول برد هذا لا بأس به ثلاث مرار أو مرتين ثم ‏ ‏استمتعت ‏ ‏منها فلم أخرج حتى حرمها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ (صحيح مسلم حديث رقم 2501)

هذه مقدمة لابد منها للدخول إلى موضوع نفقة المتعة.

فقلنا سابقا أن الشيعة يحللون هذا الزواج كما جاء في القرآن وفي سير الصحابة والتي لن نخوض فيها مطولا. ويرى السنة أن زواجا حرام شرعا لأن النبي كان قد احله ثم حرم ثم أحلة ثم حرمة إلى أن مات.(راجع صحيح مسلم)

والمتعة في العرف الحالي يعد زنى شرعي مقنن فلا فرق بين زواج المتعة والاتفاق بين رجل وامرأة على ممارسة الرذيلة مقابل أجر.
ولكن بالرغم من اختلاف الكل طائفة على هذا الزواج إلا أنه متفق عليه كحق من حقوق الزوجة المطلقة !!!
فالزوجة المطلقة لها حقوق هي:
1- مؤخر الصداق
2- النفقة
3- أجرة الرضاع (موضوع سنتكلم فيه لاحقا)
4- أجرة الحضانة حتى يصل الطفل سن السابعة
5- نفقة المتعة

أي أن الزوجة المطلقة يجب أن تأخذ من طليقها كل ما سبق، وقد حددت الأنظمة الدينية الإسلامية ماهية كل بند مم سبق ومقدار المال وكيفية الدفع إل أخر هذا الكلام. ولن نخوض فيه أيضا.

ما يهمني هنا هو "نفقه المتعة" أو البند الخامس.

يقول القرآن: "وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" البقرة : 240
والمتعة تركها القرآن للمعروف، أي ما يتعارف عليه أهل الخير والمعروف، وتختلف متعة المرأة من بلد إلى بلد، ومن زمان إلى زمان، ومن حال إلى حال، كما قال القرآن: "وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ …". البقرة :236 .

لاحظ معي عزيز القارئ

من المقدمة التي أوردتها سابقا أن الرسول أحل المتعة ثم نهى عنها ثم أحلها ثم نهى عنها إلى أن مات. وأن الصحابة مارسوها خاصة في أيام المغازى، وأن الطرق الإسلامية المختلفة اختلفت فيما بينها في شرعية هذا النكاح.

ومع ذلك يقره السنة كحق من حقوق المرآة المطلقة.

أي أن المرأة المطلقة بالنسبة لطليقها كانت له زوجة متعة حتى ولو كانت متزوجة منه أكثر من 17 عاما ولها أطفال غدوا شبابا ورجالا. وكان الحب بينهما
ولكن من المنظور الإسلامي أن فترة الزواج هذه وبعد الطلاق تعد زواجا مؤقتا "متعة" وجب على الزوج أن يدفع مقابلها. فلا يقيم الإسلام وزنا للحب القائم بين الزوجين. ولم يفرق بين الزوجة التي أحبت هذا الرجل وبين بائعة الهوى التي تستهدف اموال الرجل وتقدم له متعة مؤقتة وبأجر.
الإسلام الذي يتشدق بشعارات زائفة عن صونة للمرآة قد أهدر كرامتها عندما سمح لها أن تأخذ من زوجها وأبو أولادها أجرة مقابل الاستمتاع بها.
أي شريعة هذه؟؟

فالابن الذي طلقت والدته كيف يعيش بفكر كهذا؟ أن أمه عاشت زواجا مؤقتا مع أبيه وأن أمه أخذت أجرا مقابل هذا الزواج وهذا الأجر كان تحت بند "المتعة".
إن كان السنة يحرمون هذا الزواج فبالأولى أن يلغوا "نفقة المتعة" !! ويصونوا كرامة المرآة المطلقة ليس في مقابل حفنة من الأموال. ولكن هذا سيتعارض مع نصوص قرآنية أوردتها من قبل أن للمطلقة نفقة متعة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلتلي حلل ثم حرم ثم حلل ثم حرم
خليل الخالد ( 2009 / 8 / 19 - 23:56 )
انا بدي افهم. هل الشيطان كان اذا حلل محمد فالشيطان سيوسوس في عقل المسلم لعكس قول محمد, واذا حرم سيوسوس الشيطان لا يشتهي المسلم. اي ان هناك تبادل للادوار بين محمد و الشيطان. الله يعين هالشيطان مش عارف يحط طريقة عمل محددة المعالم مع الاسلام


2 - الحول الفكري في الدين الإسلامي
خالد ( 2009 / 8 / 20 - 07:47 )
أصيب الفكر الإسلامي منذ نشات بحول فكري ولخبطة فكرية لا حصر لها ما بين عبادة الحجر وعبادة الله الواحد وتحريم المتعة وتحليل نفقتها وتحريم الزنا وتحليل رضاعة الكبير ولا مبدل لكلام الله وما ننسخ من آية ... إلخ


3 - زواج أم (..........)؟؟؟
أبو صلاح ( 2009 / 8 / 20 - 10:51 )
العلاقة بين امرأة و رجل هي علاقة لا يقررها شخص ثالث. و في الدول المتقدمة يحدد الرجل و المرأة نوع العلاقة بينهما. و إن وجود كمية ما من النقود في هذه العلاقة لا يعتبر إلا نوع من شراء و بيع للجسد. أي بالمعنى الذي نعطيه في مجتمعاتنا:
(..........)!!!!!

لقد ذُكر عن النبي أنه كان يغمس الذبابة التي تقع على طعامه، فيه، لأن في جناح الذبابة، حسبما يقول المسلمون، داء و في الآخر دواء، فهل على المسلمين في الوقت الحاضر أن يغمسوا الذباب الذي يقع على طعامهم..؟؟

إن الجسد يقشعر من الذباب، أفلا تقشعر الأدمغة التي تدافع عن بيع الجسد باسم المتعة أو غيرها؟؟

ليستمر النبي و صحبه و أهله في تغميس الذباب، و ليستمروا في عمل المتعة فيما بينهم و بين من يؤيدون هذا النوع من بيع الجسد........

و هنا لدي سؤال أخير: هل يقبل المدافع عن هذه النوع، الذي يسميه -زواج مؤقت-، أو متعة، أو مسيار، أن -تتزوج-
* ابنته *
*أو أخته
* أو أمه المطلقة أو الأرمله
* او جدته.
على هذه الطريقـــــــــــــــــة؟؟؟

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب