الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيون في مواجهة ازمة الديمقراطية

ياقو بلو

2009 / 8 / 21
المجتمع المدني


ليس بالامر الغريب ان تستبدل قيادات جميع القوى الدينية الطائفية والقومية ثيابها في مثل هذا الموسم،موسم الاقتراب من الانتخابات البرلمانية،موسم المزايدات الرخيصة والوعود بأجتراح المعجزات الكاذبة،الكل ينادي بالديمقراطية، والكل ينادي برفض الطائفية الدينية والعنصرية القومية،والكل يتحدث عن ضرورة الوفاء للوطن،والكل يدعوا الى تحالفات من اجل النهوض بهذا الوطن الذي حرص المحتل المجرم على ان يحيله الى كتلة من الانقاض لكي ينفذ مشاريعه الظلامية على حساب الارث العراقي سواء التاريخي او الجغرافي،واذا كان هذا الكل هو نفسه الذي يمسك بوصلجان السلطة منذ سنوات واثبتت التجربة العملية انه لايهمه من الامر سوى مشروعه الخاص حصرا،فما المبرر العقلاني الذي يشجعنا على تصديقه؟
قد تكون نتائج انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات،ونتائج انتخابات برلمان اقليم الشمال الاخيرة(يعاتبني البعض على اصراري على استخدام لفظة" اقليم الشمال" وهنا اقول للجميع:ما الفرق بين اقليم يتسمى بأسم قومي واخر يتسمى بأسم ديني طائفي؟اليس كلا المفهومين منافيا لروح الديمقراطية التي نتبجح بتبنيها؟ام ان ما يفرض على الوطن بحراب المحتل مقبول وواجب الالتزام به؟)خير دليل على ان الذين صاروا يظهرون لنا خلال الايام الاخيرة بثياب مزركشة تبهر الابصار سوف لن يكونوا سوى امتداد طبيعي للواقع اليومي الحالي،وما يدعون اليه ليس سوى محاولة جديدة من الخداع الرخيص،اليست اغلب رموز الاحزاب الدينية الطائفية والقومية متهمة بالفساد الاداري والعصبية العائلية والقبلية؟تلك التهمة التي تقول كل الشواهد انها حقيقة واقعة وليس مجرد تهمة؟ولا اجد هنا اية ضرورة لسرد المئات من القصص التي تدين هذه الرموز بالجرم المشهود فذلك صار من احاديث الصبية وليس فقط المطلعون على احوال الوطن،ام تريدون لنا ان نصدق ان جلال الدين الصغير الذي ارعبه مقال ودعى الى هدر دم صاحبه يؤمن بالديمقراطية؟ام ان علي الاديب يتخلى يوما عن عنصريته الطائفية والدينية ويقبل الغير وفق ما تقول به الانسانية؟ام تريدونا ان نقبل بمغاوير جيش المهدي كمصلحين اجتماعيين؟هل تحاولون ان تقنعونا يرحمكم الله بأن اقطاب حزب الفضيلة انسلخوا عن جلودهم المشبعة برائحة النفط المهرب وسوف يبدلوها بأخرى معفرة برائحة حب الوطن والولاء للمواطن؟ام تريدين ان تقولوا لنا ان الذين لا يعرفون سوى الاستشهاد بأقوال ابن تيمية قد تبينوا ان الروابط الانسانية الصحيحة بين بني البشر هي المقياس الحقيقي والشرط لدخول الجنة؟ام تريدون خداعنا بالقبول بديمقراطية الاقطاعيات السياسية في شمال الوطن الذي بلغت نسبة البطالة المقنعة في دوائر الدولة اعلى نسبة لم تبلغلها لن تبلغها البشرية يوما؟اي من كل هذه المجموعات يرحمكم الله مارست الديمقراطية خلال السنوات الماضية،او اقتربت من تخوم الديمقراطية في تعاملها مع المفهوم الديمقراطي فكريا؟هل تريدون ان تقنعونا بأن صندوق الاقتراع هو الحكم وانتم ادرى بحال الوطن وتعرفون جيدا الاسباب الحقيقية التي فرضت صناديق الاقتراع كمجرد رمز في محاولة غير شريفة بغية تسفيه الشرفاء من اجل خداع البسطاء؟
من كل ما ورد يتحتم علينا جميعا ان نطالب وبالحاح شديد جميع القوى والذوات الذين اثبتت التجربة العملية ايمانهم بما تقول به الديمقراطية ان يلملموا اشتاتهم الى بعضها والنزول الى الشارع على شكل كتلة واحدة لكي تعطي المواطن شعورا بالامان حين يقرر ان يعطي صوته لها،ولعل مشروع الائتلاف الديمقراطي الذي طرحه السياسي العراقي المعروف ضياء الشكرجي مؤخرا، يشكل حاضنا مناسبا تلتقي عنده هذه القوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر