الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش - البعث الجديد - يجب اجتثاثه

عدنان فارس

2004 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدلالة ماحدث لعبدالمجيد الخوئي ونيكولاس بيرغ، على سبيل المثال لا الحصر، واتخاذ الاهالي في الفلوجة والنجف وكربلاء كدروع بشرية وتحويل اماكن العبادة الى معسكرات من قبل عصابات الارهابيين، لم تعد حفلات ذبح البشر وسحل الجثث وترويع الاطفال والابرياء حكراً على مذهب واحد من المذاهب الاسلامية، كما لم تعد مقاومة حرية العراق الجديد محصورة داخل اضلاع المثلث السني.
فلول البعث ومرتزقة الارهاب الاسلامي المتسترة تحت اسم "جيش المهدي" بقيادة الخارج على القانون "مقتدى الصدر" هذا الشخص المغمور والمدفوع من قبل اشد الناس عداءً لحرية العراق الجديد داخل العراق وفي ايران وسوريا نراهم يكثفون من نشاطاتهم ويصعدون من وتيرتها في هذه الايام بالذات! حتى أن قبة ضريح الامام علي لم تنجو من أن تكون ورقة لعب بيد الحرامية والمجرمين من قيادات وعناصر جيش البعث الجديد "جيش المهدي" رغم أن قبة الضريح المقدس، بكل المقاييس، ليست أقدس من دماء الأبرياء من العراقيين، ولكن لإرادة الارهاب والجريمة أخلاق وأحكام خاصة تتجاوز كل القيم الإنسانية.
موضة ( الخطوط الحمراء ) التي نسمع بها ونقرأها هذه الايام في بيانات البعض من ( حُجج وآيات الله الشيعية ) تُرسم بوجه الحرية والتحرير وضد جهود قوّات التحالف الرامية لتنظيف بعض المدن العراقية من أدران الارهاب ومن أجل تعبيد الطرق أمام تسلم العراقيين السلطة وإدارة شؤون بلدهم بأنفسهم، لا أحد منا سمع أو رأى خطاً احمرَ واحداً قد رُسم ضد سلوك وتصرفات المغمور مقتدى الصدر حيث ومنذ اليوم الثاني للتحرير وتحديداً في العاشر من أبريل / نيسان عندما أمر بقتل عبدالمجيد الخوئي والتمثيل بجثته وفي صحن الامام علي وما تلى تلك الجريمة من سلوك منظم في انشاء عصابات من أرباب السوابق والعاطلين عن العمل ضمت عناصر من فلول البعث ومرتزقة الارهاب الاسلامي تحت اسم ( جيش المهدي ). بماذا نفسر سكوت المراجع الدينية والسياسية للشيعة عن تنامي عصابات مقتدى واختطافها المدن والاحياء واستبدال صور صدام بصور اخرى والاعتداءات المتنوعة التي نفذتها عناصر (جيش المهدي) ضد العراقيين وصلت الى حد القتل والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة بحجة ( هذا حرام وذاك حلال) ومطاردة العراقيات بغية اجبارهن على ارتداء ( الحجاب الاسلامي)، لا أحد رسم خطاً احمرَ بوجه عصابات مقتدى عندما انتقلت الى مدينة كركوك ليثيروا الاضطرابات هناك تحت شعار (لا اله الاّ الله .. كوردستان عدو الله)، وقبلها عندما حاول مقتدى الصدر السطو على مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس ونهب ما فيهما من أموال.... المرجعيات الشيعية وحسب ادعاءاتها المتكررة أنها لا تتدخل بالسياسة نراهم يتحولون الى ( فطاحل سياسة ) ويمارسون (حنكتهم السياسية) عندما يتعلق الأمر ب:
1- تصوير حملة حرية العراق وإسقاط نظام صدام وبعثه على أنه احتلال ينبغي مقاومته، وعدم جواز ولا شرعية استقبال ممثلي سلطة الاتلاف المؤقتة بدعوى أنهم (محتلون)! أما الاستجابة لاستدعاءات وكلاء صدام والمكوث ساعات وحتى أيام تحت التحقيق في دوائر الأمن البعثي فهي جائزة وشرعية!
2- التشهير بمجلس الحكم الانتقالي على أنه غير شرعي.
3- التحريض على النكوث باتفاق 15 نوفمبر.
4- التحريض ضد قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية واعتباره باطلاً.
5- معاداة مساواة المرأة العراقية بالرجل.
6- محاولة مصادرة الحق الفيدرالي لكوردستان العراق.
7- التمسك بعلم صدام وبعثه وإلاّ استبداله بعلم حسب المزاج الطائفي.
8- التحجّج باجراء انتخابات عاجلة في ظروف يفتقر فيها العراقيون الى الامن والاستقرار والانضباط الاداري والى أبسط الخدمات.
كل هذا والاخوان لا يتدخلون بالسياسة!!!!! لعد لو يتدخلون شراح يسوون؟... الخطوط الحمراء ينبغي لها أن تُرسم أولاً وقبل كل شيء للفصل بين مهمات المراجع الدينية والمراجع السياسية للطائفة الشيعية، وعلى السادة مراجع الشيعة الاجلاّء أن يُقدّروا ويُراعوا الفروقات الموضوعية بين ما حدث في عامي 1920 و 2003 ... وإن كان لزاماً عليهم أن يتدخلوا بالشؤون السياسية إضافة الى شؤونهم الدينية فلا بأس أن يتم ذلك عن طريق المساهمة في طرح المشاريع والبرامج السياسية الواضحة غير المبرقعة بالدين والطائفية، مساهمات سياسية واجتماعية مباشرة من شأنها التصدي للارهاب والتخريب الذين تنفذهما عصابات أرباب السوابق والخارجين على القانون في مناطق متفرقة من العراق، وتنوير البسطاء من أبناء الطائفة الشيعية على أن مصالحهم الحقيقية هي جزء لا يتجزأ عن المصالح العليا لعموم الشعب العراقي والمتمثلة في بناء بلد حر مسالم تحكمه مبادىء حقوق المواطنة وسيادة القانون وليس الانجرار وراء الدعوات التضليلية واللئيمة والسلوك الاجرامي لجيوش ( المهدي وانصار السنة وأحفاد الشيعة.... ) وغيرها من قوى الشر والظلام المحلية والمجاورة.
على المراجع الشيعية العراقية أن تعرف أنها ساهمت بطريقة أو باخرى في ضياع ثلاثة عشر شهراً من عمر التحرير وان الشعب العراقي الآن يدفع الثمن باهضاً ليس فقط جرّاء جرائم الارهابيين المدعومين من قبل بقايا البعث القديم و( انصار البعث الجديد ) ومن قبل نظامي الارهاب في سوريا وايران فحسب وانما جراء المواقف غير المسؤولة وغير الحريصة في اشاعة البلبة والتشويش المنصبة على : إن لم يؤدي التحرير الى نظام حكم اسلامي طائفي فإنه احتلال ينبغي مقاومته... وما جيش المهدي وغيره من جيوش الشر والجريمة التي تعيث في أرض العراق فساداً إلاّ ثمرة طبيعية لهذه المواقف.
شيعة العراق يقيّمون جيش مقتدى على انه عصابات قوامها مرتزقة وخارجون على القانون ينبغي اجتثاثهم وتقديم رؤوسهم للعدالة، غالبية شيعة العراق وغالبية الشعب العراقي وبالتحديد سكان مدن الكوفة والنجف وكربلاء ومدينة الثورة يباركون ويساندون عمليات قوات التحاف لاجتثاث ( جيش المهدي ) ويطالبون بوجوب اعتقال " البعثي الاحتياط " مقتدى الصدر وتقديمه للعدالة لما اقترفه من جرائم سرقة وقتل واستباحة حرمات ضد الشيعة وكل أهل العراق وتعريض أمن البلد للخطر... فهل يا ترى مواقف مراجع الشيعة هو بمستوى هموم وطموحات من يدّعون تمثيلهم وقيادتهم من شيعة العراق؟

عدنان فارس
[email protected]
15 -5- 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية