الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام مر على استشهاد كامل شياع، والقتلة مجهولون!!

فاضل عباس البدراوي

2009 / 8 / 22
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


قبل عام مضى، حملت لنا الانباء خبرا نزل كالصاعقة على رؤوسنا نحن محبي الثقافة والفن والادب عندما تكون هذه المسميات في خدمة الشعب ، لا في خدمة الانظمة والطغاة، فكان الخبر المحزن الذي الم كل من عرف الرجل الذي فقدناها، كامل شياع، الانسان المثقف صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه، الانسان الذي ترك حياة النعيم والترف والتحق بقافلة بناة العراق الجديد، الهادئ الطباع، المنكب على العمل والغارق فيه حتى اذنيه، كل ذلك في سبيل بناء ثقافة عراقية ديموقراطية تنشر المحبة والتآخي بين ابناء الشعب، تلك الثقافة التي شوهت على يد الفاشية المجرمة طيلة عقود، كابد خلالها الانسان العراقي وفي مقدمته المثقف الحرالذي يأبى بيع خزائن فكره بأغلى الاثمان، للديكتاتورالذي كان يغدق الملايين للطبالين المداحين، والذي كان ابا الياس في مقدمة هؤلاء.
رحل كامل رغما عنه، اذ انه كان في قمة عطاءه ، عندما اصطادته رصاصات كاتمة، اثمة في وضح النهار وعلى طريق عام تكثر فيه السيطرات الامنية، من اناس ليس بينه وبينهم عداوة شخصية او حتى اجزم انهم لا يعرفونه، ولا يعلمون عنه شيئا، بل نفذوا اوامر اسيادهم، اعداء الحياة والانسانية ، والا بماذا نفسراغتيال هذا الرجل المسالم الوديع الشفاف الذي كان صديقا حتى مع من كانوا يختلفون معه في الرأي؟ اليس لانه ينشر ثقافة الحياة الانسانية البعيدة عن العنف والبغضاء؟ وهم اعداء الحياة عشاق القتل والنحر والظلام، ان الثقافة العراقية الديموقراطية، فقدت عمودا من اعمدتها وخسرت انسانا كان يحلم ان تترجم احلامه الى واقع، في عراق عصفت وتعصف به ريح سوداء، الى واقع جديد ، يخلو من اضطهاد الانسان لاخيه الانسان ومن ظلم الانسان لاخيه الانسان، لكن الجناة القتلة لم يمهلوه ليكمل مشواره في طريق بناء عراق ديموقراطي حر وشعب يرفل بالسعادة، هذا الحلم الذي كرس حياته من اجل تحقيقه، لكن هل انتهت مسيرة النضال من اجل تحقيق هذا الهدف السامي؟ كلا لم ولن تنتهي بموت كامل فهناك، الف الف كامل يواصلون المسير رغم وعورة الطريق،ان فقدان كامل خسارة جسيمة للثقاة العراقية، لكن اخوانه ورفاقه وتلامذته سيكملون المشوار رغم رصاصات الغدر السوداء. الا ان المؤلم والمحزن ان يذهب دم هذا المبدع هدرا وتسجل الجريمة ضد مجهولين، ولم تكلف السطات نفسها حتى باجراء تحقيق اصولي ليخبروا عائلته بنتيجة ذلك التحقيق، كانما لم يكون كامل شياع موظفا مرموقا في الدولة العراقية ادى واجبه بكل تفان وايثار.
تحية لذكراك العطرة ايها الصديق الحبيب، كامل شياع، والخزي الابدي لصناع الموت اعداء الجياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.