الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأسيس أحزاب علي أساس ديني أو طائفي لا يقل خطورة عن العودة إلي النازية

صادق جلال العظم

2009 / 8 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حوار خاص مع المفكر صادق جلال العظم – الجزء الأول –

يصعب علي العقل العربي ببنيته الراهنة إنتاج الديمقراطية


تطبيق الشريعة بنظر التيارات الإسلامية يمكن اختصاره بقانون العقوبات


الغرب تنبه إلي أهمية كتاب نقد الفكر الديني بعد 40 سنة علي صدوره


دمشق – الراية شادي جابر: صادق جلال العظم فيلسوف ومفكر سوري مخضرم. يقول بعض المثقفين إنه ليس مثيراً للسجال والجدل فحسب وإنما للزوابع والأعاصير.. فمن الدفاع عن إبليس إلي الدفاع عن سلمان رشدي وصولاً إلي التمسك بالعلوم والمعارف المادية في عالم عربي يشهد انحساراً لدور العقل، ورجوعاً ليس فقط إلي التدين بل إلي التمذهب والتقوقع داخل الطائفة أو المذهب أو الحزب أو التيار.


ويري أحد المثقفين أن من إيجابيات الدكتور العظم تحريكه للرمال الساكنة منذ قرون في الوعي العربي. ولعله من المفكرين العرب القلة الذين تماهي تفكيرهم مع سلوكهم اليومي في الحياة. ويضيف أن هذا ما نلمسه من خلال علاقات العظم بالمحيطين الاجتماعي والثقافي، فطالما كان الرجل قريباً من العامة ولم تكن علاقاته الاجتماعية حكراً علي النخب، رغم كونه ينتمي إلي عائلة ارستقراطية.


قد تتفق أو تختلف مع العظم لكن ليس بوسعك إلا أن تحترم المقولات والأفكار والآراء التي يطرحها بحكمة ودراية الشيوخ وثقة وحيوية الشباب.. وذلك علي الرغم من أن الرجل بات في العقد الثامن من عمره. فضلاً عن سعة صدره واعتماده المنهج الفكري والمنطق العلمي التجريبي.


ولد صادق جلال العظم في دمشق عام 1934 درس الفلسفة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعاد إليها أستاذاً عام 1963 أكمل تعليمه في جامعة “يال” الأمريكية. عمل أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلي دمشق عام 1962 ليعمل أستاذاً في جامعتها قبل أن ينتقل إلي التدريس في جامعة الأردن. عمل عام 1969 رئيساً لتحرير مجلة الدراسات العربية الصادرة في بيروت. من مؤلفات العظم “نقد الفكر الديني، النقد الذاتي بعد الهزيمة، ذهنية التحريم، ما بعد ذهنية التحريم، في الحب والحب العذري. وغيرها…”. للوقوف عند آرائه ومواقفه حيال العديد من القضايا الإشكالية في عالمنا العربي الراية الأسبوعية زارت الدكتور العظم أثناء تواجده في دمشق وكان الحوار التالي:


بالنظر إلي سيرورة العقل البشري. إلي أي مدي تغيرت قناعاتك منذ صدور كتاب “نقد الفكر الديني” وحتي الآن؟.


- قناعاتي تغيرت بمعني أنني أخذت بالمستجدات والتطورات الحادثة بعين الاعتبار. منذ هزيمة يونيو 1967 وأنا مرن بتفكيري، لا أتجمل ولا أتعصب عند موقف محدد. في كتاب نقد الفكر الديني وصفت ذلك الفكر في تلك الأيام بالبؤس. المقالة الأولي في الكتاب وهي الأكبر كان عنوانها “الثقافة العلمية وبؤس الفكر الديني“. الآن أنا أري أن هذا البؤس قد تعمق وازداد. في تلك الفترة، بين عامي 1969 و 1970 كانت هناك محاولة من قبل المفكرين الإسلاميين للتعامل مع قضايا ومسائل العلم الحديث، كانوا يميلون إلي الاحتكام للنقاش والجدل إلي العقل والواقع وإلي مجري الأحداث. أما الآن فأنا أجد أن الفكر الديني الناشئ حول الإسلام في حالة أعمق من البؤس، بمعني أننا الآن وصلنا إلي قضايا مثل فتوي إرضاع الكبير، علماً أنها ليست صادرة عن شيخ عادي وإنما عن رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر أو مرشد الأزهر. في الفترة التي كتبت فيها كتاب نقد الفكر الديني وناقشت الفكرة كان يصعب أن نجد مثل هذه الفتاوي. من هنا يمكن القول بأن هناك انحداراً كبيراًَ وابتعاداً عن الاحتكام إلي أي شيء عقلاني.


أشبه ذلك مثلاً بما يصدر أيضاً عن أوساط الأزهر من قبيل التبرك ببول النبي مثلاً، أو ما تردد عن حديث الذبابة.. وشيوع هذا الجانب أو المنحي الخرافي في الفضاء الإسلامي. أعتقد أن هذا يمثل انحداراً عن البؤس الذي تحدثت عنه بين عامي 1969 و 1970 عندما تكلمت في تلك الفترة عن بؤس الفكر الديني ناقشت بعض المفكرين الإسلاميين ورجال الدين مثل نديم الجسر مفتي طرابلس، وموسي الصدر وغيرهما.. في تلك الفترة لاحظت أنهم يريدون أن يتعاملوا مع العلم الحديث والثورة العلمية والتطبيقات العلمية لكنهم كانوا للأسف يجهلون أي شيء عن العلم الحديث. ما معني العلم؟ وما هي مناهج البحث العلمي؟. وربما لم تكن لديهم منذ أن تركوا الدراسة الابتدائية فكرة عن الفيزياء أو الكيمياء أو التشريح إلا من خلال ما يقرؤونه في الصحف. كانوا يريدون أن يتصدوا للأثر الاجتماعي الذي تتركه التطورات العلمية أو الفتوح التكنولوجية وهم عملياً في حالة جهل شبه كامل بها.


إذاً أنا أجد أن هذا قد تعمق الآن. هناك جهل أكبر، وهناك مواقف، خاصة في الإسلام الأصولي، ترفض العلم الحديث رفضاً قاطعاً، ترفض الغرب وكل ما أنتج. وإذا دفعت تفكيرهم إلي النتيجة المنطقية يصبحون طالبان في هذه المسألة. هم يمسكون بقضايا في منتهي السخف.. مثلاً أنا قرأت بعض فتاوي الإمام الخميني، والتي يطرح في أحدها صعود المسلم في كبسولة الفضاء ويناقش كيف سيقيم الصلاة ويتعرف علي اتجاه القبلة في الفضاء الخارجي؟. وفي الفضاء طبعاً لا يوجد شمال ولا جنوب، والكبسولة تدور بسرعة هائلة في مدار معين في الفضاء، أيضاً المسلم عندما صعد إلي الفضاء صعد بكبسولة روسية أو أمريكية لأن الكبسولة العربية أو الإسلامية غير موجودة أصلاً. المشكلة أن الخميني لم يرَ شيئاً من إنجازات وفتوحات وعلوم ومعارف وتكنولوجيا الفضاء، كل ما خطر في باله كيف يركع المسلم ويصلي، وإذا ما جلس لفترة طويلة كيف يصوم؟!. بعد هذا النقاش توصل الخميني إلي نتيجة أجاز فيها للمسلم بأن يصلي بالاتجاهات الأربعة. طبعاً هذا المنحي في التفكير ينم عن جهل كامل، فالاتجاهات هي مسألة عرفية، ولا يوجد اتجاهات أربعة في الطبيعة. الاتجاهات هي مسألة تعارفنا عليها شمال وجنوب شرق وغرب. مع ذلك هو اعتبر مع الأسف أننا إذا خرجنا من علي سطح الكرة الأرضية ما زال هناك اتجاهات.


هم يتصدون لقضايا مثل أطفال الأنابيب أو ما يحدث مثلاً علي مستوي الحمض النووي “DNA” والاستنساخ.. وغيرها من الفتوح والاكتشافات العلمية. ليس لديهم أي معرفة بطبيعة هذه العلوم وكيف توصل إليها العلماء؟ وما هي التجارب التي سبقتها؟ لا يوجد لديهم ثقافة علمية، وهم راديكاليون في ذلك. هذا عند الشيعة، وهناك أيضاً عند السنة الشيخ عبد العزيز بن باز وهو كبير علماء المملكة العربية السعودية.


عقم فكري


عفواً دكتور.. لا أدري إذا كان يمكننا الحديث بالأسماء.. ربما يكون ذلك حساساً لدي البعض؟.


- إن كون الحديث في هذا الموضوع حساساً فهذا دليل إضافي كم أصبح وضعنا كارثياً.. علي كل أنا سأقول رأيي ويمكنك التصرف. في كتاب بن باز الصادر عام 1985 رفض كلياً فكرة كروية الأرض، كان يناقش المسألة علي أساس أن الأرض مسطحة!. رفض كلياً فكرة دوران الأرض حول الشمس… الكتاب موجود لدي وبإمكانك أن تتأكد من هذا الكلام. إذاً الأرض لا تدور حول الشمس وإنما الشمس هي التي تدور حول الأرض!. لقد أعادنا إلي الفلك القديم إلي ما قبل كوبيرنيكوس. طبعاً في هذا الكتاب كفّر بن باز كل من يقول بأن الأرض كروية وبأنها تدور حول الشمس. علي كل حال هو حرّ بآرائه. لكن الكارثة الكبري أن أحداً لم يتجرأ لا من علماء الدين ولا من مؤسسات العالم الإسلامي من مشرقه إلي مغربه. من الأزهر والزيتونة إلي القرضاوي والترابي وكفتارو وكليات الشريعة… لا أحد تجرأ علي القول لابن باز ما هذا الهراء الذي تقول به باسم الدين الإسلامي؟!. وكونك تقول لي أن هذه مسألة حساسة.. فمعني ذلك أنني لا أستطيع أن أرد علي بن باز عندما يقول إن الأرض مسطحة وأنها لا تدور حول الشمس وإنما هي تشرق وتغرب علي الطريقة القديمة! هذه كارثة.. والكارثة الأكبر أننا لا نستطيع مجرد الرد عليهم.


النقطة الثالثة أن المؤسسات الدينية الرسمية، وعلي رأسها الأزهر وكليات الشريعة ودور الإفتاء، وغيرها.. هي اليوم في حالة عقم فكري كامل. لا يخرج منها شيء سوي بضاعة من قبيل إرضاع الكبير، وحديث الذبابة والتبرك ببول النبي وجلد الصحفيين.. الساحة متروكة تقريباً للفكر الأصولي الجهادي، وهو الوحيد الذي يطرح أفكاراً جديرة بأن تناقش وترفض، وذلك بسبب عقم المؤسسات الرسمية الأساسية التي تعتبر قدوة، ليس فيها سوي التكرار والاجترار والتحجر والعودة إلي الماضي وحماية المصالح والإبقاء علي الوضع القائم والخضوع للسلطات الحاكمة. عندما تكون سياسة الدولة اشتراكية يصبح مفتي الإسلام اشتراكياً، وعندما يكون الحكام في حالة حرب يصبحون مع الحرب، وإذا جنحوا للسلم يسيرون وراءهم… هذا جزء من عقم هذه المؤسسات، وهو فراغ واضح في الفكر الديني، يملؤه أحفاد وأتباع سيد قطب مثلاً وهذا النوع من الإسلام الأصولي العنيف.


مراجعة الأفكار


في مؤلفاتك ومقولاتك تركيز علي النقد. من النقد الذاتي بعد الهزيمة إلي نقد الفكر الديني.. والآن كلامك يحمل جانباً كبيراً من النقد. في مقابل نقدك للفكر والواقع الديني القائم هل تمارس نقداً ذاتياً لنتاجك الفكري؟.


- في الواقع نادراً ما أرجع إلي الكتب التي ألفتها إلا إذا أرادوا إعادة طباعتها. مثلاً عندما طبع كتاب النقد الذاتي بعد الهزيمة مؤخراً، كتبت لهم مقدمة صغيرة. أما كتاب نقد الفكر الديني فقد أصبح شبه وثيقة لتلك المرحلة، ولذلك لا أري أن من المناسب أن أغير أو أبدل فيه، خاصة أنه لم ينقطع عن السوق علي الإطلاق منذ صدوره وحتي الآن هو موجود بشكل دائم. لكني أراجع نفسي بالنسبة للأفكار بحيث آخذ بعين الاعتبار المستجدات الراهنة. مثلاً عندما كتبت عن سلمان رشدي والآيات الشيطانية، استخدمت بعض الأفكار التي كنت قد تناولتها بشكل جنيني في كتاب نقد الفكر الديني، وأعتقد أنني طورتها بما يتناسب مع الحالة المشخصة المعينة في مسألة النقاش الذي دار حول رواية رشدي. هناك أمور في الكتاب مر عليها الزمن، سقطت لأنها كأي كتاب وليدة أو نتاج مرحلة معينة. في أواخر الستينات كانت بلادنا في أوج التوجه القومي والاشتراكي والشعبوي، والكتاب متأثر بذلك بلا شك، هذه مسألة يمكن إهمالها الآن. الطريف في هذا الموضوع أو الملفت أن هناك الآن من يقوم بترجمة كتاب نقد الفكر الديني إلي اللغة الانكليزية، وسينشر قريباً، في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة. طبعاً الكتاب كُتب عنه في الغرب كثيراً لكن لم يترجم كاملاً، ترجمت بضع مقاطع منه، والآن بعد 40 سنة علي صدور هذا الكتاب تنبهوا إلي أهميته بسبب الوضع الحالي. وقعت أيضاً منذ فترة قصيرة عقداً مع دار نشر فرنسية لترجمة الكتاب، أيضاً يريدون ترجمة الكتاب إلي الفرنسية.


في العالم العربي لم ينقطع، الكتاب كان موجوداً علي الدوام، هو ممنوع في كل مكان، لكن من يريد يستطيع الحصول عليه ولا مشكلة في ذلك. الآن هناك اهتمام بهذا الكتاب في الخارج ليس فقط علي مستوي قضية الكتاب ذاتها وإنما هناك رغبة بأن يكون النص متوفراً بالانكليزية والفرنسية.


تأثر الإسلاميين بالوجود الأجنبي


إلي أي مدي في رأيك تأثرت الحركات الإسلامية الجهادية في عالمنا العربي بالوجود العسكري الأجنبي في المنطقة العربية وبالاحتلالات عموماً سواء الإسرائيلي أو الأمريكي؟.


- الوجود العسكري الغربي في العالم العربي لم ينقطع، كان دائماً موجوداً بشكل أو بآخر. الحركات الإسلامية في فترة الحرب الباردة كانت حليفة للغرب لمواجهة المد الشيوعي والاتحاد السوفييتي. هذه الحركات عموماً مع بعض الاستثناءات غير معروف عنها بأنها بذلت جهوداً للتخلص من الوجود الأجنبي في البلدان العربية، وإنما كان ذلك لصيقاً بحركات التحرر العربي والمشروع القومي الشعبوي بقيادة عبد الناصر، وقد عشنا ذلك في الخمسينات والستينات. في تلك الفترة القوميون نجحوا نسبياً لكني لا أعتقد بأنهم نجحوا كلياً وبقي هناك تواجد أجنبي في بعض البلدان العربية. في التجربة الأفغانية مثلاً كان الحلف الإسلامي الغربي عسكرياً وحميماً ومباشراً من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي آنذاك. لذلك لا أعتقد بأن الوجود العسكري الأجنبي هو سبب مباشر لاندلاع الانتفاضة أو العمليات التي قامت بها الحركات الجهادية أو ما جري مثلاً في الجزائر والسودان وسوريا ومصر في تلك الفترة.


أعتقد أن الحركات الإسلامية الجهادية كان لديها وهم بأنها قادرة علي إسقاط الإمبراطورية السوفييتية، لكنها نسيت أو تجاهلت أن هذا الهدف كان مستحيلاً دون التحالف مع الولايات المتحدة والغرب. هم يعتقدون بأنهم أسقوطها فعلاً وأن الله قدّر لهم ذلك وساعدهم علي إنجازه… وإذا سلمنا جدلاً بذلك، فلماذا هم عاجزون الآن عن إسقاط الإمبراطورية الأمريكية؟. هذه الحركات تلعب الإيديولوجيا دوراً كبيراً في قناعاتها وسلوكها، بمعني أنها تؤمن بوجوب عودة الإسلام ليتحكم ويسيطر في البداية علي الدول العربية والإسلامية ثم يمتد للسيطرة علي العالم. أعتقد بأن هذا الدافع قوي جداً لديها أكثر من مجرد وجود قاعدة للأمريكان أو للإنكليز هنا أو هناك في العالم العربي.


لكن أليس هناك ارتباط بين ظهور الحركات الإسلامية الجهادية كحماس وحزب الله وتعاظم دور القاعدة في العالم بالاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي؟.

- أنا لا أنكر أن هذا العنصر ساهم في بروز تلك الحركات وازدياد شعبيتها، لا سيما بعد إخفاق التيار القومي الذي يميل للعلمانية رغم أنه لم يتبناها كشعار أساسي كما حصل في تركيا مثلاً. وقد أدي ذلك إلي تعميق الشعور بالذلّ والتهميش والإحساس بالإخفاق، وخلق فراغاً فجائياً وغير متوقع، جاءت الحركات الإسلامية لتملأه. وقد التقط هذه الظاهرة بعد هزيمة يونيو 1967 عدد من النقاد كنت من بينهم في كتابي النقد الذاتي بعد الهزيمة وأيضاً في نقد الفكر الديني.



شعار جذاب لكن غير واقعي


إلي أي مدي ساهمت الشعارات التي ترفعها الحركات الإسلامية كالإسلام هو الحل مثلاً في استقطاب الناس واستمالتهم إليها؟.


لا شك بأن رفع شعار الإسلام هو الحل في بلد إسلامي هو شعار جذاب يستقطب الناس، لكني أعتقد أن هذا الاستقطاب سطحي عاطفي، لأن الناس عندما يدققون في ماهية هذا الشعار والبرنامج الذي ينطوي عليه يبدؤون بإعادة النظر والنقاش وتظهر تساؤلات ملحة من قبيل هل يعني الإسلام هو الحل عودة الخلافة مثلاً؟. وهل عودة الخلافة برنامج واقعي؟. الخ.. أنا أعتقد أن الخلافة يمكن أن تعود عندما يعود “البوربون” أو لويس السادس عشر لحكم فرنسا وعندما يعود القياصرة لحكم روسيا، وهناك حزب قيصري في روسيا يريد أن يقيم قيصرية دستورية فيها، فإذا نجح يمكن أن ينجح الإسلاميون بإعادة الخلافة. أما تطبيق الشريعة من وجهة نظر هذه التيارات فيمكن اختصاره بقانون العقوبات الذي يعني الجلد والرجم وقطع الأيدي والأرجل والرؤوس. الخ.. لكن ماذا سيحدث مثلاً لو أن فلاناً من الناس تعرض هو أو ولده أو أحد أقاربه لعقوبة الجلد أو قطع اليد وما إلي ذلك؟. في هذه الحالة سيرفض قانون العقوبات هذا.. يمكن أن يقبل بالتغريم أو السجن أو أي عقاب آخر لكن لن يقبل بالجلد أو الرجم أو قطع اليد.. وهنا تكمن المشكلة.


الإسلاميون عندما يصلون إلي السلطة كما حصل في السودان مثلاً يتحفظون ويخشون من تطبيق هذه العقوبات. فعندما تدقق في تفاصيل شعار الإسلام هو الحل تجد أن الناس قد توجست وتراجعت حول معني هذا الشعار. هل يعني أن تذهب إلي المسيحيين وتفرض عليهم الجزية؟. في دولنا مصر وسوريا مثلاً هناك مسيحيين استشهدوا في حروبنا مع إسرائيل، ويعاملون الآن معاملة الشهداء وأبناءهم هم أبناء الشهداء، فإذا طبقنا الشريعة ماذا سيحدث لهؤلاء؟ وهل سيعتبرون شهداء أم لا؟ أليسوا شهداء ماتوا من أجل الوطن في حروب سيناء والجولان؟. كم من المسلمين في مصر أو سوريا يقبلون بذلك؟. وبالمناسبة مرشد الأخوان المسلمين السابق في مصر كان صريحاً حين دعا إلي إخراج المسيحيين من الجيش المصري باعتبارهم من أهل الذمة. أنا أعتقد بأن فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية هي الأحكام العرفية عند الإسلاميين. عندما يستلم الضباط السلطة يعلنون حالة الطواريء وقانون الأحكام العرفية، وعندما يصل الإسلاميون يعلنون تطبيق الشريعة وبذلك لا يختلف هذا عن ذاك، وأنا أري أن الدور الأكبر لهما هو إرهاب الناس.


دولة المواطنة


هل يمكن القول إن الحركات الدينية هي نتاج أو رد فعل علي عجز الأنظمة العربية في الماضي والحاضر عن بناء دولة المواطنة؟. وبالمقابل هل يمكن لهذه الحركات أن تقيم دولة المواطنة في حال وصولها إلي الحكم؟.


- أولاً: دولة المواطنة هي عملية تاريخية طويلة الأمد، ولا نستطيع القول إن هذا النظام أو ذاك فشل في بنائها. لكن يمكن القول إن هذا النظام ساهم في تحسين المناخ العام لقيام دولة المواطنة وذاك النظام تراجع أو أخفق. ثانياً: أعتقد بأن الإسلاميين لا يريدون دولة مواطنة تساوي الذمي بالمسلم السني في الدول العربية وبالمسلم الشيعي في إيران الذي ينبغي أن يكون شيعياً حتي يعتبر مواطناً درجة أولي. لكن في العموم أعتقد بأن القول بعجز الأنظمة عن بناء دولة المواطنة ساهم في بروز الإسلاميين صحيح جزئياً. وعلي كل حال مسألة المواطنة ليست مهمة بالنسبة للتيارات الإسلامية. الآن هم يتكلمون عن المواطنة لكني أشك كثيراً في جديتهم. لا سيما أن أحزابهم السياسية تقوم علي أساس طائفي بحيث تكون محصورة بالسنة أو بالشيعة أو بغيرهم.. الخ. عندما تقوم الأغلبية السنية بإنشاء حزب علي أساس ديني طائفي فإنها بذلك تكون قدوة لبقية الطوائف وتشجعها علي تأسيس أحزاب خاصة بها. وبالتالي فإن فكرة تأسيس أحزاب علي أساس ديني أو طائفي تعزز انهيار فكرة المواطنة. وأعتقد أن ذلك لا يقل خطورة عن إنشاء حزب علي أساس عرقي في ألمانيا مثلاً لأن ذلك يعني العودة إلي النازية.


الإسلام السياسي


هل ينطبق ذلك علي الحركات الإسلامية التي تؤمن بالانخراط في العمل السياسي والتداول السلمي للسلطة، حزب العدالة والتنمية في تركيا مثالاً؟.


- التجربة التركية نموذج مهم جداً. لكن باستثناء تركيا فإن الأحزاب ذات الطابع الديني تعتبر أن لديها مهمة إعادة أسلمة المجتمع. إذا وصلت إلي السلطة سواء عن طريق الانتخابات أو بالانقلاب تتشبث بها لإتمام هذه المهمة. وأعتقد أن كلامهم عن تداول السلطة تكتيكي تملقي لا أعطيه أي أهمية. تركيا البلد الإسلامي الوحيد الذي يعتمد إيديولوجيا وعقيدة علمانية، وقد أعلن منذ بداية تأسيس الجمهورية التركية أن هذه الجمهورية علمانية، بمعني أنها محايدة دينياً.. هذا البلد هو أيضاً البلد الوحيد الذي أنتج حزباً ذا أصول إسلامية ولكنه ديمقراطي وقادر علي الوصول إلي السلطة بانتخابات نزيهة ويحكم دون أن تحل كارثة في البلاد. بدون علمانية تركيا فكرة أن الإسلاميين يتداولون السلطة كانت أيضاً مستحيلة. الشرط المسبق الذي سمح لتركيا لإنتاج حزب العدالة والتنمية هو كون الدولة بالأساس علمانية، وهذا غير موجود في أي بلد آخر. وهنا تكمن أهمية التجربة التركية.


ماذا لو كان هناك مثل هذا الحزب في العالم العربي؟.


- الآن هناك نقاشات تجري حول الإسلام السياسي التركي وتطور حزب العدالة والتنمية حتي وصل إلي السلطة ديمقراطياً. وإذا خسر الانتخابات هو مستعد لأن ينسحب ويصبح معارضة، وربما يعود مجدداً. وأعتقد بأن هذا النموذج من الإسلام السياسي غير موجود في العالم العربي.


هل ذلك بسبب قبول حزب العدالة والتنمية في تركيا بقواعد اللعبة الديمقراطية؟.


- نعم ولكن ذلك حصل بعد مخاض طويل وتطور تاريخي حتي وصل إلي قناعة بأن أي دور في الحياة السياسية التركية لهذا الحزب مشروط بالتقيد بقواعد اللعبة الديمقراطية. والمفارقة أن الإسلاميين الحاكمين في تركيا اليوم يريدون الانضمام إلي الاتحاد الأوربي المسيحي، بينما الجيش حامي العلمانية الأساسي يتحفظ علي الفكرة ويعرقلها.


المثقف والسلطة


من خلال احتكاكك بالمثقفين والمفكرين السوريين والعرب. هل أنت مطمئن لمستقبل الثقافة في سوريا والعالم العربي؟.


- اطمئنان حذر جداً. أنا في هذه المسألة “متشائم بالنسبة للثقافة العربية عموماً. فيما يتعلق بسوريا هناك نشاط ملموس وحضور في الداخل والخارج رغم أن حوامل الثقافة وأدواتها ما زالت متواضعة جداً في سوريا. شعرت بهذا النشاط الثقافي منذ فترة ما يسمي “ربيع دمشق”. بعد سنوات طويلة من الرقابة والمصادرة وعندما شعر المثقفون السوريون بأن لديهم الفرصة للتعبير عن آرائهم والمساهمة في الحراك الثقافي والسياسي تبين أنهم مطلعون ومتابعون ولديهم أسلوب حديث في الكتابة وفي طريقة عرض الأفكار. المثقفون السوريون لديهم حضور متميز ولامع قياساً بعدد سكان سوريا وظروفها.


بالنظر إلي التطورات السياسية في الداخل خلال السنوات الأخيرة المتمثلة بإغلاق المنتديات واعتقال عدد من أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق… هل يمكن إعلان النعي لأشهر العسل التي سادت بين المثقفين والسلطة والقول بأن ربيع دمشق قد تمظهر خريفاً دائماً؟.


- كان هناك شهر عسل طويل بين المثقفين والسلطات. هذه العلاقة كان يشوبها دائماً المشاكل والتوترات. وبطبيعة الحال المثقفون الجيدون يميلون لانتقاد السلطة، والسلطة بدورها لا تحب النقد، وخاصة في المرحلة الشعبوية التعبوية التي مرت بها بلادنا، بحيث يكون الجميع كتلة واحدة تسير بالاتجاه الصحيح وتحت قيادة واحدة. المثقف في لحظات معينة يسير في هذا الاتجاه لكن يبقي له دائماً موقعه وخصوصيته. وبالتالي يمكن القول أن شهر العسل هذا كان صعباً ونادراً في بلادنا علماً أن المثقفين في هذه القضايا يدققون كثيراً، فالمسألة ليست مجرد عداء عبثي مطلق للسلطة، وكذلك ليست تأييداً أعمي وسيرا في الركب بعيون مغمضة. ولذلك أنا أري أن الموقف النقدي المبدئي هو الأهم فيما يتعلق بدور المثقف كضمير داخل مجتمعه.


أزمة سلطة أم مجتمع


لكن هناك من يقول إن ما تعيشه بلداننا من أزمات سواء علي مستوي الأنظمة أو المجتمعات ليس أكثر من نتاج لثقافتها السائدة. إلي أي مدي يصح ذلك؟.


- أعتقد بأننا أحياناً عندما نتحدث بهذا المنطق نحمل الثقافة أكثر مما تحتمل. الثقافة ليست المحرك الأول لحياة المجتمع. ولا المحرك الأول للسياسات المتبعة. ليست المحرك الأول للتوجه التاريخي لهذا البلد العربي أو ذاك. هناك من يقول بذلك، لكن هناك أزمات علي مستوي آخر تنعكس في الثقافة السائدة للمجتمعات.


هل تري أن الأزمة هي علي مستوي السلطة أكثر منها أزمة ثقافة مجتمعية تنعكس بدورها علي الواقع العربي؟.


- قد تكون أزمة سلطة أو اقتصاد أو أزمة نخب أو غيرها.. لكن لا يمكن القول أننا بسبب ثقافتنا نعاني كل هذه المشكلات.


هل الأزمة الحالية التي نعيشها هي نتاج للسلطة أم لثقافة وتراث المجتمعات ذاتها؟.



- الاثنان معاً. أي أن ثقافة الشعوب وتراثها فيها الكثير من المعوقات. وهناك في الوقت نفسه تردد وإحجام خاصة في الفترة الحالية، عن مراجعة هذه المعيقات، تحديدها، التدقيق فيها، نقدها… من أجل تجاوزها وإسقاطها. هذا التوجه بات ضعيفاً الآن، وهناك نوع من الخنوع والخضوع أمام التراث والأعراف والتقاليد.. سواء أكانت معوقة أم لا.

عندما ننظر إلي العالم العربي بشكل مبسط.. هو يستهلك كل شيء ولا ينتج شيئاً، باستثناء المواد الخام. ماذا يمكن أن نتوقع من العرب؟. انظر إلي العالم العربي من أقصاه إلي أقصاه لا يوجد قيمة مضافة حقيقية لأي شيء. هناك بنية يبدو أنها لا تشجع وغير صالحة لأي إنتاج. ماذا ننتج؟ ماذا نصدر؟ سواء أكان إنتاجاً مادياً أو اقتصادياً أو علمياً أو فكرياً.. الخ. انظر إلي كيفية إنتاج النفط مثلاً. ما علاقة العرب بصناعة النفط؟. هم يمتلكون البترول لكن استخراجه وتكريره وتسويقه والبواخر التي تحمله… كل ذلك لا علاقة لهم به. انظر إلي تلك المنشآت الكبري الهائلة المعدة للتنقيب عن النفط واستخراجه وتكريره. انظر إلي القمر الصناعي العربي ماذا يوجد فيه عربي؟. أنا أشك في قدرة العرب علي تصنيع جهاز هاتف دون أن يستوردوا القطع والتقنيات اللازمة لذلك وربما الفنيين.

- شادي جبر 2008-01-12








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنستمع لهذا الإنسان
غـسـان صـابـور ( 2009 / 8 / 22 - 20:50 )
لـنـسـتـمـع لهذا الإنسان, لأنه آخر أصوات الحقيقة. لنستمع له. لنستمع له لأننا لآخر مرة نستمع لتحليل واقعنا وتاريخنا القديم والحديث, وكل العتمة والممنوعات والعنتريات الوهمية التي هيمنت عليهما. كم هي كبيرة حسرتي أنني لم الـتـق به ولم أقرأ كتاباته في سوريا أو لبنان. لأنني غادرت البلد نهائيا قبل بدء تعاليمه وكتاباته الغير عادية عام 68. آمل أن أضطلع على كتاباته من جديد حتى أنور ثقافتي العلمانية
ومعرفتي الفلسفية. وكم اتمنى عودة تعاليمه إلى الشرق بعد أن ازدهرت في الغرب. لأننا بحاجة إلى أمثال صادق جلال العظم, حتى نواكب قافلة الحضارة من جديد, بعد أن بقينا نائمين منذ سنين بعيدة بعيدة...
غسان صابور ليون فرنسا


2 - عودة الروح
عبد القادر أنيس ( 2009 / 8 / 22 - 21:32 )
لقد شعرت وأنا أتابع المقالات الماضية بخيبة عبرت عنها بشيء من الإحباط والانفعال. وها هي روحي تعود إليّ بعد قراءة هذا المقال.
تحياتي للدكتور العظم


3 - واحسرتاه
رعد الحافظ ( 2009 / 8 / 22 - 21:53 )
لا يسع المرء عندما يقرأ ويطلع على أفكار الكبار ..كبار مثقفينا أمثال المفكر الكبير صادق جلال العظم , ألا الشعور بالحسرة والخيبة على واقعنا المظلم بسبب الأسلام بشقيه السياسي والعقائدي
فالأمم الأخرى الحرة , التي تملك مثل مفكرنا العبقري , وطأت أقدامهم القمر ويستعدون اليوم لوضعها على المريخ ..بينما مشايخنا يؤدلجون في طريقة الوطيء والقبل والدبر ودخول الحمام باليسرى والخروج باليمنى
ويفتون بأرضاع الكبير كما حدث مع عائشة أم المؤمنين
والسؤال هو : هل الساسة وتجارها ورجال المعبد وكهانه هم فقط المتسببين في حالتنا ؟ أم عموم المجتمع لسكوته وركونه وإنتظار رمضان لمد السفرة الطويلة من أجل التخمة التي تعمي العقول والعيون ..رمضان كريم


4 - لم يفهموا لا مقال الامس ولا مقال اليوم
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 22 - 23:20 )
المعلقون يدعون أن صاحب مقالات الامس ليس هو صاحب مقالة اليوم بالامس كان يرتدى التقية واليوم خلعها
وعجبى


5 - هل التقية هي الحل ؟؟؟؟
صلاح يوسف ( 2009 / 8 / 23 - 01:45 )
اقتباس:
الإسلاميون عندما يصلون إلي السلطة كما حصل في السودان مثلاً يتحفظون ويخشون من تطبيق هذه العقوبات. فعندما تدقق في تفاصيل شعار الإسلام هو الحل تجد أن الناس قد توجست وتراجعت حول معني هذا الشعار. هل يعني أن تذهب إلي المسيحيين وتفرض عليهم الجزية؟. في دولنا مصر وسوريا مثلاً هناك مسيحيين استشهدوا في حروبنا مع إسرائيل، ويعاملون الآن معاملة الشهداء وأبناءهم هم أبناء الشهداء، فإذا طبقنا الشريعة ماذا سيحدث لهؤلاء؟ وهل سيعتبرون شهداء أم لا؟ أليسوا شهداء ماتوا من أجل الوطن في حروب سيناء والجولان؟. كم من المسلمين في مصر أو سوريا يقبلون بذلك؟. وبالمناسبة مرشد الأخوان المسلمين السابق في مصر كان صريحاً حين دعا إلي إخراج المسيحيين من الجيش المصري باعتبارهم من أهل الذمة. أنا أعتقد بأن فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية هي الأحكام العرفية عند الإسلاميين. عندما يستلم الضباط السلطة يعلنون حالة الطواريء وقانون الأحكام العرفية، وعندما يصل الإسلاميون يعلنون تطبيق الشريعة وبذلك لا يختلف هذا عن ذاك، وأنا أري أن الدور الأكبر لهما هو إرهاب الناس.
*********************************************
لا نعلم كيف سيحل الدكتور العظم المعضلة الشائكة التالية:
1- تطبيق دفع الجزية على المسيحيين واجب بنص قرآني صري


6 - هل هناك ازمة كتاب؟
فضولي ( 2009 / 8 / 23 - 02:21 )
هناك سؤال اتمنى من هيئة تحرير الحوار المتمدن السماح بنشره
السؤال هو توجه الحوار المتمدن الى نشر كتابات قديمة لكتاب ومفكرين معروفين ومنهم من قضى نحبه مثل السياب او بلند الحيدري ومنهم من ينتظر مثل ادونيس او صادق جلال العظم وما بدلوا تبديلا.
هل هناك ازمة في الكتاب المعاصرين الذين كان يعج بهم الحوار المتمدن؟


7 - تعليقات لم يتطرق اليها الكاتب
عدنان عاكف ( 2009 / 8 / 23 - 07:11 )
Sunday, August 23, 2009 -

الأستاذ رعد الحافظ
كتب السيد رعد الحافظ أربع تعليقات على مقالات د. صادق جلال العظم الأربعة التي نشرت على موقع الحوار. وبالرغم من ان العظم هو العظم في جميع مقالاته لكن موقف السيد رعد منه تغير بشكل جذري. وكنت أتمنى لو ان الكاتب قد خصص مقاله هذا لتعليقاته وبين لنا سبب هذا التغيير. لنتذكر ما ورد في التعليق الأول:
- تحية خالصة للأستاذ الكبير صادق جلال العظم لمحاضرته المفيدة
وسؤالي للجميع ..لماذا نخدع أنفسنا ونطيل النقاش لعشرات السنين بل لقرون
فقط لنجيب على تساؤل واحد , وهو .. هل يمكن تعايش الإسلام مع العلمانية؟
ولماذا كل اللف والدوران والتحذلق والتنظير والتنطيط والنفاق المشهور في الشرق وخصوصا عندنا نحن العرب ؟
إن كان الجواب نعم يمكن ..فليكن ..لتنهض الحياة ونلحق بالعالم
لكن , أن تقولوا وتبرهنوا وتنظروا على إمكانية ذلك , بينما العجلة متوقفة
وعربة الحياة تتراجع وتتهادى الى الوراء , والعالم المتقدم يضع أقدامه على المريخ , فهذا منتهى النفاق إن كان مقصودا .. ومنتهى الغباء إن كان دون قصد ..نعم خلط الاوراق دون نتيجة هو نفاق أو غباء والعياذ بالله -.
هذا الكلام جاء رد على تأكيد العظم بشأن امكانية تعايش الإسلام مع العلمانية. ومع ان الكاتب


8 - عاد الأمل من جديد
زارا مستو ( 2009 / 8 / 23 - 09:01 )
عندما أقرأ لأستاذ كبير مثل الأستاذ صادق جلال العظم أشعر بأن هناك أملاً كيبراً بأن نتخطى الصعوبات التي نواجها, تموت أمة إن مات ضمير مثقفيها, فضميره حي , وهناك - حقيقة - كوكبة من المثقفين في منطقتنا يشعلون الأمل من الجديد.
أنا كوني سوري ولكن من أصل كردي , وأنا أعز سوريتي وكرديتي معاً , ولأن الشعب الكردي في سوريا محروم من حقوق كثيرة كحقوق ثقافية مثل تعليم لغته , وحقوق اجتماعية و وسياسية , لا اعرف ما هو موقف الأستاذ الكبير من الأقليات القومية – الشعوب - الموجودة في سوريا, والعالم العربي.


9 - إلى رشا ممتاز
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 8 / 23 - 10:17 )
يا سيدتي أو سيدي, إذا لما تفهما المقالين السابقين, ولم تفهما مقال اليوم. ما ذنب الكاتب؟ هل عدم فهمكما من وضوح الكتابة أم أنه من منشأ ولادي, مع اعتذاري.
أو أنكما كعادة جميع المتأسلمين لا تريدون الفهم على الإطلاق, سوى كمبدأ ثابت بأن العلم والفهم والوضوح والمنطق ضد الدين والإيمان الأعمى. لهذا السبب رغم جميع المحاولات التاريخية, لم تحاولوا ولا مرة واحدة البحث عن الحقيقة. وكل من حاولوا كفروا وقتلوا وسبيت عائلاتهم وتشردوا. لهذا السبب ندر من استطاع التحليل والتفكير وقول الحقيقة عبر تاريخنا المعتم. واليوم يحاول المفكر صادق جلال العظم ان يدلكم ولو على جزء من الحقيقة, ترفضون الفهم. ترفضون العقل. ترفضون المحاورة الهادئة المنطقية الفولتيرية. يا رشا ممتاز, إن كنت رجلا أو امرأة, لو تـقـرأ هذا الإنسان بهدوء وصمت لشكرته عشرات المرات كل يوم بهدوء وصمت!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


10 - ازمة فهم
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 23 - 10:49 )
ها هو أحمد بسمار لم يفهم حتى تعليقى الذى جاء ساخرا من تحول موقف بعض المعلقين من أقصى اليمين الى اقصى اليسار بين ليلة وضحاها
قمن كان يتهمه بالتقية الأمس هاهو يخلعها عنه اليوم وقد اشار الدكتور عدنان عاكف لبعض الردود تفصيلا
!!
هدأ أعصابك يا أخ أحمد فأنا مع الكاتب قلبا وقالبا وأؤيد وجهة نظره تماما فى مقال الأمس الذى يصالح فيه بين الاسلام والعلمانية ومقال اليوم الذى يكشف ويفضح فيه الاسلام السياسى .


11 - المخالفة للمخالفة
سوري ( 2009 / 8 / 23 - 10:55 )
هناك معلقون يدعون العلمانية ولكن على الطريقة الوهابية السلفية، فحين تكتب الشيخة وفاء سلطان حتى عن الدانمرك يتمايلون طرباً و.....آه يا سيدتنا إدينا كمان من دول والنبي كمان، وأغلب الظن أنها تستطيع تمرير فتوى بول الحمير لهؤلاء إن شاءت، وسيقابلها هؤلاء بنفس الروح والطريقة

لكن حين يكتب مثقف معروف له تاريخ معروف ومنهج علمي وبوصلة لم يحد عنهم منذ أن بدأ قبل أكثر من أربعين عاماً، لكنه لا يردح ولايميل ولايُطرٍب، يصبح جاهلاً وأحمقاً، ويمارس التقية، ويريد تطبيق الشريعة!!!! وهذا بحق من كتب نقد الفكر الديني قبل أن يولد هؤلاء، ولم يتراجع عنه للآن، مما يدل أن هؤلاء لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا من هو صادق جلال العظم، ولم يقرؤوا له شيئاً، ومشكلتهم معه أنه لم ينتهج سياسة الردح

أنا لا أنكر أن الكثير مما تذكره السيدة وفاء صحيح، لكنني كذلك أقول أن ليس لديها المنهج العلمي الذي ينتهجه آخرون كثر، ممن لا يقومون بالصدمة السلطانية المعروفة، وهذا لا يزيد من شأنها أو يقلل من شأنهم

هناك الكثير من المعلقين، وأنا منهم، لا نؤمن بالله ولابرسله ولا بكل بضاعته، ونعرف كل خفايا الإسلام والمسلمين ونرفضها جملة وتفصيلاً، لكننا نقول: كيف نمضي قدماً؟؟؟ هل نبدأ عراضة ردحية على طريقة البعض؟ أم نحلل بهدوء


12 - شيء مؤسف
سوري ( 2009 / 8 / 23 - 11:04 )
أرسلت هذا الصباح تعليق ولم ينشر
التعليق لا يحتوي على أية كلمة نابية بحق أحد
لكن التعليق لا يتماشى مع العراضة الجديدة على صفحات الحوار من تمجيد وتقديس لشخصيات (علمانية) ولكن على الطريقة الوهابية
فتعليقي كان به مس بالذات الإلهية الجديدة وفاء سلطان، مما قد يكون قد أزعج البعض من الذين يراقبون التعليقات
وأقول لهؤلاء: إن سياسة التقديس على طريقة ما يسمى بالإنكليزية
cult
هو أمر مشين إذا كان مبنياً على الدين أو ما شابه
أما إذا مارسه مدعي العلمانية فالأجدى أن نبحث كلنا عن قبر جماعي بدل أن نتحاور

أهيب بأسرة الحوار أن تنشر تعليقي الهام، وإلا فعلاً على الدنيا السلام


13 - شهرة الكاتب
عبد القادر أنيس ( 2009 / 8 / 23 - 13:00 )
شهرة الكاتب وقيمته في نظر الناس لا يجب أن تكون مكسبا نهائيا مثل الوسام الذي يمنح لقدماء المحاربين.
قيمة الكاتب قد تزيد مع الزمن وقد تنقص حسب مستوى إنتاجه وإبداعه.
أنا شخصيا لم تعجبني المقالات السابقة لأنني رأيت فيها نوعا من التنازل للدين وللإسلاميين ومهادنتهم وهم في أوج طغيانهم وجبروتهم وإرهابهم، كما لم تعجبني تلك الهدية التي تبرع بها سابقا في حوار كان ممتعا مع القرضاوي عندما وصفه بالتفتح. قد أكون مخطئا، وقد يكون الكاتب الكبير العظم على صواب وله ما يبرر هذا الموقف، أما أنا فليس عندي أي مبرر لقبولها. وبما، أن الكاتب فتح باب النقاش مشكورا وهو ما يعبر عن تواضعه وثقته بنفسه العالية، فلا بد أنه كان يتوقع أن تأتي الآراء متنوعة مختلفة متنافرة. وما هو العيب في ذلك؟ فهذه علامة صحية على ما يجري في الموقع.
أما هؤلاء الحراس الذين نصبوا أنفسهم، بغير، وكالة، للدفاع عن غيرهم أو للدفاع عن نقاء الإسلام أو نقاء العلمانية، فهم مخطئون ولا يختلفون عن رجال الدين في تنصيب أنفسهم حراسا على الدين الصحيح كما يرونه.
هم مخطئون، في تقديري، خاصة عندما جعلوا ديدنهم انتقاد الآخرين ليس عبر ضرب النصال بالنصال والحجة بالحجة ودحض ما جاؤوا به، ولكن عبر تقديم المواعظ وادعاء الخوف على العلمانية


14 - سؤال رجاءً حول النازية والأحزاب الدينية
سيد درويش ( 2009 / 8 / 23 - 13:56 )
مرحبا دكتور العظم...
تقول حضرتك:
-التالي فإن فكرة تأسيس أحزاب علي أساس ديني أو طائفي تعزز انهيار فكرة المواطنة. وأعتقد أن ذلك لا يقل خطورة عن إنشاء حزب علي أساس عرقي في ألمانيا مثلاً لأن ذلك يعني العودة إلي النازية.-

نحن نعلم أن جميع الدول الأوروبية تمتلك أحزاباً مؤسسة على أساس ديني، بل أن -الحزب الديمقراطية المسيحي- وتفريعاته هو أقوى الأحزاب في الكثير من الدول الأوروبية الغربية فهل هذه نازية؟ أم أننا نتذكر هذه العبارات عندما نتحدث عن الإسلام فقط؟

بلا شك أن هناك فرق بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب المسيحية الديمقراطية ولكن هل هذا الفر هو بين الديمقراطية والنازية؟؟؟ هل من تعبير أكثر دقة لنرى ذلك الفرق بشكل محايد ولنرى من أين تاتي النازية وهل لها علاقة بالدين بالذات؟

في رأيي هناك فرق أساسي بين الأساس الديني والأساس النازي وهو ان الأساس الديني أساس فكري وليس عنصري (عدا اليهودية)، بمعنى آخر يمكن لكل شخص أن ينتمي للدين بينما لايمكن لكل شخص أن يصبح ألمانيا إن اختار ذلك...فهل بالإمكان أخذ هذه التفاصيل بنظر الإعتبار في الحديث بالكلمات الكبيرة؟

شكرا مقدماً


15 - رد للسيد عدنان
رعد الحافظ ( 2009 / 8 / 23 - 15:29 )
الى السيد عدنان عاكف ..عندما تسألني بأدب مثلما جاء في تعليقك رقم 7 فأنا أجيبك على الرحب والسعة , حتى لو إقتطعت من تعليقاتي وفسرتها على هواك ومزاجك وخلطت الاوراق وأخرجتها بحلة جديدة , ما علينا
تعليقاتي التي أوردتها (ولا تقل لي هذه المرة أيضا , أنك لا تلاحقها ), فبأعترافك كانت على عدة مقالات ..(ليست مقالة واحدة لوفاء سلطان..هل تذكر؟), على كل..أنا لا أنكر ما أقول فالكلام الذي يخرج من فم الانسان لا يمكن نكرانه (هذا للبشر الاسوياء على الاقل ), لكني بتعليقاتي السابقة وذكري كلمات النفاق أو الغباء ..لا أقصد الاستاذ العظم شخصيا , بل أقصد آخرين أنت تعرفهم جيدا ودليل قولي هذا جملة (حاشاك سيدي الكاتب أن تكون منهم ), وحسنا فعلت بأنك لم تقتطع هذه أيضاً..أنا تكلمت عن ما هو سائد هذه الأيام على ساحة الحوار المتمدن بالذات ..فالاسلام السياسي إن شئت تسميتهِ كما تحب , دفع بجنوده العلنيين والمتخفين , لمهاجمة كتاب الموقع العقلانيين بجميع الاسلحة..بل أن بعضهم يدعو علنا الى حجب وإيقاف مقالات الكاتب الفلاني علناً ويملي دعوته تلك على إدارة الحوار علنا ..ولن أستغرب إن حدث معي نفس الذي حدث مع زملاء آخرين بتأثيرك أو بتأثير آخرين
حالة النفاق , قصدت بها كل جنود الاسلام السياسي المتخفي بالعلمانية المزيفة


16 - عودة إلى صـادق جـلال الـعـظـم
غــســان صــابــور ( 2009 / 8 / 23 - 15:45 )
تكفي العودة إلى (غـوغـل) وعشرات الساعات من الفراغ والاطلاع الدراسي والاهتمام الفكري, حتى نلم جزئيا بحياة المفكر العالمي صادق جلال العظم. لا أقول هذا تلميعا أو منفخة على الطريقة الشرقية المعهودة, إنما حقيقة صارخة بعدما قرأت ما نشر عن كتبه ومنشوراته ودراساته في العالم. مثل هذا الإنسان الحقيقي لم يولد ليعيش في العالم العربي أو العالم الإسلامي. لأنه يقول ويكتب بكل صراحة ما يفكر. وهذا التفكير وهذه الصراحة من أوائل الممنوعات المخنوقة المسجونة, وخاصة هذا المنطق الفلسفي. أستاذ جلال انحني أمامك بكل احترام وأرفع لك قبعتي, مع تحية مهذبة.. و حتى نــلــتــقــي...
غـسان صابور لــيــون فــرنــســا


17 - ذهنية التقديس....التعليق رقم 13
جهاد مدني ( 2009 / 8 / 23 - 16:45 )
بكل أختصار أضم صوتي إلى صوت السيد عبد القادر أنيس- التعليق رقم 13
فالفكر ليس كالخمر يزداد قيمة تباعاً لعتقه. أعتقد بأن أي مفكر سيتوقف عن الأبداع حالما يأنس في نفسه شيأً من السياسة. المفكر يضع مبادئه نصب عينيه أما السياسي فيضع مصالحه. كذلك أعتقد بأن المشكلة ليست في دفع المسلمين للأقتناع بجدوى العلمانية, بل بأقناع منظريها بعدم التخلي عنها
سلام


18 - تحية وتقدير
مريم نجمه ( 2009 / 8 / 23 - 17:22 )
يسعدنا قراءة موضوعات إبن بلدنا المفكر الكبير صادق جلال العظم على منبر الأحرار المتمدن .
لن أطيل التعليق على المواضيع المطروحة لأنها صادقة وواضحة نابعة من الواقع المعاش الذي يمنحها الحصانة العلمية التي لا تحتاج إلى مدافعين عنها في هذه المرحلة العصيبة من الصراع بين الإستبداد والديمقراطية داخلياً وعالمياً - , بين العقل والتحليل العلمي والتقدم , والمقدس اترجعي والجمود العقائدي والفكري ..
مع المحبة


19 - Um in urgent need to read your book plz
Hani ALHARIRI ( 2009 / 8 / 23 - 19:01 )
Dr. Sadiq,
Is there any possiblity to have a soft copy of you book if dont mind plz?
I would appreciate your sending the arabic version to my email add : [email protected]
Thanks


20 - شكراً
انسان ( 2009 / 8 / 23 - 19:11 )
الدقائق التي قضيتها بحضرة لقائكم كانت مثيرة ومفيدة اتمنى لك دوام الصحة والعطاء من اجل البؤساء فكرياً


21 - السيد رعد الحافظ:الإتفاق مع وفاء سلطان ينبئ عن طبيعة الإنسان
سيد درويش ( 2009 / 8 / 23 - 19:14 )
وحديثك عن الإستئصال والجراحة في هذه المواضيع، يجعلني اتخيل أنني أرى طبيباً نازياً في معسكر اعتقال..

أيها المسلمون وأيها الإسلاميون ويا جماعة الإسلام السياسي والمتأسلمون أيضاً ....لا تدعوا هؤلاء يخدعونكم...لسنا منهم ولا نوافقهم في طرحهم بل نشمئز منه، نحن العلمانيون الإنسانيون ...اما كيف تعرفوننا؟ استعملوا وفاء سلطان دليلاً، فمن وافقها على اسلوبها كان منهم ومن كاد يتقيأ حين يقرأ لها أو لمن لف لفها، فهو منا...نحن نمد يدنا إليكم، فمهما اختلفنا فليس اختلافنا كما نختلف مع جماعة سلطان...هؤلاء يريدون أن يبرهنوا أننا لا نستطيع أن نتفاهم وأن العلاقة بيننا الوحيدة الممكنة هي جز الشعر والشتائم، فليذهبوا إلى الجحيم هم واعتقادهم...إنهم ببساطة يبحثون عن طريقة تبرهن للشعوب العربية انها ستأكل بعضها بدون وجود قوة أجنبية تجلس على صدرها فلنبرهن لهم سخف هذه الفكرة....

اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك