الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الحادية عشرة

رياض الحبيّب

2009 / 8 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تناولت في الحلقات العشر الماضية موضوع تأليف القرآن مركّزاً على مراعاة مؤلِّف القرآن الفواصلَ ما بين الآيات القرآنية والذي أكّد عليه أديب العراق الكبير معروف الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس” بأنّ (مؤلِّف القرآن كان يراعي الفواصل ما بين الآيات كلّ المراعاة ويعتني بها كلّ الإعتناء، لأنها هي الطابع الذي امتاز بها أسلوبه. ولا يُنكَر أنّ عنايته بالفواصل قد جاءت بكثير من المحاسن، ولكنها مع ذلك لم تخل أحياناً ممّا يُعاب) وقد ضرب الرصافي أمثلة متنوّعة على وسائل مراعاة الفواصل والتي قمت بإيرادها تفصيليّاً مع تحليلات الرصافي وتالياً تعليقاتي.
والهدف في هذا البحث المُقتضَب- قدر الإمكان- هو إثبات القرآن كتاباً من تأليف محمّد غير مُوحىً به من الله- إله أهل الكتاب، ذلك لأهداف سياسية باستغلال العامل الديني المبنيّ على فرض منطق الغيب بالقوّة، لأنّ منطق العقليّة المحمّدية وحده قد فشل في المهمّة بسبب خلوّه تماماً من الحجّة المعجزية اللازمة لإقناع الناس بوجود رسالة جديدة من الله أو بنزول دين جديد.
ومع أنّ تلكم الحلقات كانت كافية ووافية، بعدما حظِيتْ بالقبول من ذوي الإهتمام وبالرضا من أصحاب التخصص، فقد آثرت الإستمرار لتفنيد البلاغة القرآنية كآخر حجّة لدى المُفلسين من الردود السليمة على ما تقدّم من عرض، ممهّداً له- كما مهّد الرصافي- بمواضيع تعتبر أساسية ومنها:
هل سقط شيء من القرآن عند جمعه؟ أي حرق المصاحف القرآنية والمُسقط من القرآن (أي المحذوف) والمُنسى والضائع، ما يؤكّد على أن ربّ القرآن لم يتمكن من حفظ كلامه الذي زعم بأنه (في لوح محفوظ- البروج: 22) وامّا المنسوخ فيدلّ على التغيير والتبديل والإختلاف ممّا أقرّ القرآن بوجوده في البقرة: 106 (ما ننسخْ من آية أو نُنسِها نأتِ بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) حتى أنّ القرآن ذاته قد أعطى الإشارة بأنه ليس من عند الله! وقد ورد الدليل في سورة النساء: 82 (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) والجدير ذكره عن الآية 106 في البقرة هو أنّ الله القدير قادرٌ على أن يأتيَ [من البداية] بخير منها لأنه علّام الغيوب، أمّا أن يأتي [بعدئذ] بمثلها فتبرير واضح لمسائل أبرزها: 1 نسيان محمد الآيات التي تلا على أصحابه 2 عدم تماشي فواصلها مع أسلوب القرآن 3 رغبته في تغيير رأيه الوارد في نصوص الآيات أي مضامينها! وفي نهاية الحلقة العاشرة ذكرتُ بأني سأتناول تساؤل الرصافي المشروع: هل القرآن مُنزل من السماء؟


قال الرصافي في الصفحة 583 من كتابه بأنّ القرآن استعمل عبارات النزول والإنزال والتنزيل كقوله في سورة الشعراء: 193 (نزل به الروح الأمين) والبقرة: 185 (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) والإسراء 106 (ونزّلناه تنزيلا) فتساءل: (ماذا يُراد بهذه العبارات، وهل الكلام الموحى به إلى محمد نازل من فوق، أي من جهة عالية إلى جهة سافلة؟) انتهى

وقد مهّد الرصافي للجواب على هذه الأسئلة، لكني أوجزت تمهيده وأضفت عليه- باختصار وتبسيط- كما ورد في مقالتي السابقة “من أوراق العراق- سادساً” بالقول:
لا جهة فوق القطب الشمالي للأرض- مثالاً- لتدعى مشرقاً ولا أخرى لتدعى مغرباً، إنما بدا لي العالم كلّه تحت الأفق، لأنّ الأرض كرويّة- تقريباً- أمّا الجهات فنسبيّة وأمّا خطوط الطول وخطوط العرض فافتراضيّة ولا وجود لها إلّا في الخرائط ووسائل الدراسات والبحوث. أمّا من جهة العلوّ؛ تدور الأرض في مدار-ات هي الأبعد عن الشمس من مدار-ات الزّهَرَة، وهي الأقرب إلى الشمس من مدار-ات المريخ، فمنْ يقفْ على سطح الزهرة يَرَ الأرض في السماء وكذلك الذي يقف على سطح المرّيخ، وهذه الكواكب جميعاً تسبح في الكون والأرض جزء من الكون فلا يوجد شيء أعلى ولا أسفل لأنّ هذه المسائل نسبية!

وأردف الرصافي {المتوفى سنة 1945} أي قبل طيران أوّل إنسان- يوري گاگارين- إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض في 12 أبريل1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية (فوستوك1) في الصفحة 584:
(ولذلك، أي لعدم قدرتنا على الخروج من عالمنا الأرضي، نرى الشمس فوقنا دائماً وأبداً وليست هي في الحقيقة فوقنا ولا تحتنا، إنما الأرض التي نحن على ظهرها تظهر لنا الشمس في النهار وتحجبها عنا في الليل بسبب حركتها المحورية، وذلك أن الأرض في أثناء دورانها على محورها يكون من جرّاء كرويتها نصفها متجهاً إلى الشمس فتظهر الشمس لمن هم على هذا النصف المتجه إليها فيكون النهار في هذا النصف، ويكون الليل في النصف الآخر. ثم يزول بحركة الأرض هذا الاتجاه رويداً رويداً حتى يتجه النصف الآخر إلى الشمس فتظهر لأهله ويكون الليل في النصف الثاني. فإذا كان ما قرره علم الفلك صحيحاً فليس للشمس طلوع ولا غروب، وليس في الأرض شرق ولا غرب، إنما هذه أمور تقع ظاهرة بالنسبة إلينا وناشئة من حركة الأرض على محورها ليس إلّا! فبالنظر إلى هذا تنعدم الجهات وإنما وجودها نسبي لا وجود لها في الحقيقة. أما الحقيقة الثابتة فهي الوجود الكلي المطلق اللانهائي {أي الله} الذي هو أعظم من أن تحيط به جهة دون جهة وأجلّ من أن يضمّه خير دون خير، فهذا الفضاء اللانهائي تسبح فيه هذه الأجرام التي لا يعلم عددها إلا الله ومنها الأرض التي نحن فيها، وكلها جارية في نشوئها واندثارها على نواميس طبيعية لا تقبل التعديل ولا التغيير. ويعبّر أهل الأديان عن هذه النواميس بقدرة الله، وهو تعبير عاجز يحوم حول الحقيقة ولا يستطيع أن يقرب منها، فخالق الكائنات الأعظم أجلّ وأعظم مما قاله عنه أنبياء البشر وأجلّ وأعظم مما نسبوه إليه) انتهى.

[تعليقي: علمتُ من كتاب الرصافي بأنه مؤمن بوجود الله واصفاً إيّاه بالحقيقة المطلقة اللانهائية، أمّا الأديان عنده فقد أصبحت من الخرافات- في ضوء تبحّره بالإسلام لا غير]

أمّا جواب الرصافي على ما تقدّم:
لقد تعودنا أننا إذا أردنا أن نعظم شيئاً أو أحداً نسبناه إلى العلو ووصفناه بالعالي، وإن كان ذلك الشيء من الأعراض التي لا تقوم ولا تنتقل بنفسها من مكان إلى مكان، وإنما تعودنا ذلك لأننا في حياتنا الفانية نرى العلوّ عزاً، ونرى العالي عزيزاً لا ينقاد وصعباًً لا ينال. والنزول في اللغة العربية يستعمل ضد الصعود، فحصوله يستلزم انتقالاً من جهة عالية إلى جهة سافلة، وبعبارة أخرى من فوق إلى تحت، ولكنْ قد نستعمله لمجرد التعظيم وإن لم يكن هناك علوّ ولا سفل، كما قد وصفنا الله بالعالي والمتعالي لمجرد التعظيم، مع أن الله مُنزّه عن أن يكون في جهة دون جهة، ومُنزه أن يكون في مكان دون مكان، فتعبير القرآن بالنزول والإنزال في الكلام الموحى به من الله لا يقصد به إلا التعظيم والتشريف جرياً على ما تعوّده الناس من نسبتهم الشيء إلى العلو إذا أرادوا تعظيمه وتشريفه، لأن الله عظيم واجب التعظيم، فإن الآتي منه يستوجب التعظيم أيضاً، فنسب إلى العلوّ كما نسب الله أيضاً، فعبّر عن حصول الوحي بالنزول أو الإنزال.

وتأييداً لهذا نتكلم عن بعض ما قاله القوم في هذا الباب: إن للقرآن اصطلاحات خاصة في استعمال الكلمات، فقد خرج في كثير من الألفاظ عن معانيها اللغوية إلى معان أخرى خاصة به كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، وكذلك النزول والإنزال. فقد ورد الإنزال في القرآن على وجه لا يستلزم هبوطاً من علوّ إلى سفل، إذ جاء استعماله في أمور كائنة في الأرض ولم تهبط من السماء كقوله في سورة الحديد: 25 (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) وفي سورة الأعراف: 26 (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم) وفي سورة الزمر: 6 (وأنزل عليكم من الأنعام ثمانية أزواج) ولا ريب أن الحديد واللباس والأنعام كلها من الأشياء الكائنة في الأرض، فالإنزال هنا بمعنى الخلق، وإنما عبر عن خلقها بالإنزال للتعظيم. واعتيد تصور الخالق عالياً للتعظيم أيضاً، فاستعمال الإنزال في هذه الأمور قد يكون استعمالاً مجازياً أو هو اصطلاح قرآني خارج عن المعنى اللغوي لغرض من الأغراض البيانية. ولا ريب أن العالي إذا أعطى أحداً شيئاً كان عطاؤه إنزالاً إلى المُعطى له. فإذا كان علوّه اعتبارياً لا مكانياً كان إنزاله اعتبارياً أيضاً لا حقيقياً. وكذلك يقال في قوله في سورة الفتح: 4 (وهو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) أي جعلها في قلوبهم، وقوله في الأعراف: 160 (وأنزلنا عليهم المنّ والسلوى) أي رزقناهم المنّ والسلوى أو أوجدنا لهم المن والسلوى، وقوله في سورة القصص: 24 (ربّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير) أي لما أعطيتني من خير أو لما يسّرت لي وهيّأت من خير، إلى غير ذلك من الآيات التي لم يكن عدوله فيها إلى التعبير بالإنزال إلا لتعظيم الله الذي لم تكن هذه المنزلات إلا منه أي بأمره وإرادته. فلماذا لا يكون إنزال القرآن من هذا القبيل أيضاً، بأن يكون بمعنى الإلهام؟ وإنما عبّر عنه بالإنزال تعظيماً للملهم، خصوصاً إذا قلنا بأن القرآن هو المعاني لا الألفاظ- كما ذهب إليه فريق من علماء الإسلام، حتى أن أبا حنيفة قال بصحة صلاة من قرأ في صلاته القرآن بالفارسية! فمعنى قولنا: إن الله أنزل القرآن على النبي محمد أنه ألهم معانيه، ثم عبّر النبي عن تلك المعاني بألفاظ عربية وقرأها على الناس. ولا ينبغي للمؤمن بالله حق الإيمان إن كان محترماً للعقل ومخلصاً في الإيمان أن يخرج بإنزال القرآن عن حد هذا المعنى! وقد ذهب إليه فريق من علماء دين الإسلام من الذين يحترمون عقولهم ويخلصون لله إيمانهم.

[تعليقي: ما تقدّم من كلام الرصافي يدلّ على نفي وجود جبريل كواسطة بين الله وبين محمد، أي انّ الله ألهم محمّداً بالقرآن خلال خلوته في غار حراء للتفكير بما أوتي من خيال واسع وقويّ- ولا دخل لجبريل بالأمر- فقرّر في الليلة التي أسماها القدر، في شهر رمضان، بتأليفه مفصّلاً في خلال حياته التي استمرت ثلاثاً وعشرين سنة- قضى اثنتي عشرة سنة منها بمكة وإحدى عشرة بالمدينة- وما كان عليه سوى القيام بصياغته بأسلوبه لجعله قرآناً يُقرأ ويُحفَظ في الصدور؛ ليس كما الشعر لأنّ محمداً سيُعدّ شاعراً شأنه شأن شعراء الجاهلية، وليس كما سجع الكهّان لأنّ شأنه يصبح شأن أي كاهن!- راجع باب القرآن ص 551 في كتاب الرصافي- وهذه هي الواسطة التي تقوم بها الدعوة أي الصور الكلامية المصاغة والمسبوكة. ونفي وجود جبريل يتنافى مع الآية 97 من سورة البقرة (قل من كان عدوّاً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين) علماً أنّ جبريل لم يُذكر بالإسم في القرآن إلّا في الآية المذكورة والتي تلتها وفي الآية المرقمة 4 في سورة التحريم وأنّ هاتين السورتين مدنيتان. ولقد أجبت في إحدى الحلقات على جنس الملائكة- وهو النار قرآنيّاً- ومنهم جبريل فقلت أنّه من جنس إبليس وسائر الجنّ وأعيد كتابة الدليل القاطع كما ورد في سورة الأعراف:
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (١١)
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين (١٢)
فلا فرق ما بين الملائكة سوى أنّ إبليس لم يكن من الساجدين لآدم، إذاً جبريل مخلوق من نار، بهذه النتيجة لا يمكن لمحمد أنْ يميّز ما بين جبريل وبين إبليس لأنّ كليهما مخلوقان من نار! أمّا الله فهو (نور السماوات والأرض- سورة النور: 35) وأمّا آدم فمخلوق من طين. وبالعودة إلى سورة الشعراء: 193 نقرأ في تفسير الجلالين {"نَزَلَ بهِ الرُّوح الْأَمِين" جبْريل} وفي تفسير الطبري للآية المذكورة {إن الروح الأمين هو الذي نزل بالقرآن على محمد، وهو جبريل} وهنا تفسير القرطبي:
{إن القرآن لتنزيل رب العالمين نزل به جبريل إليك؛ كما قال تعالى: "قل من كان عدوّاً لجبريل فإنه نزله على قلبك"- البقرة : 97- أي يتلوه عليك فيعيه قلبك. وقيل: ليثبت قلبك} فهل نستنتج أنّ الروح في القرآن يعني النار؟ لو كان كذلك لما تردد محمد في إجابة سائليه عن الروح في الآية 85 في سورة الإسراء (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) هذا بغضّ النظر الآن عن الوحي وصوره أو عن طريقة اتصال الله بالبشر والوارد في سورة الشورى: 51 (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليّ حكيم) كي لا يتشعّب الموضوع]

لكنّ هنا قصة الخلوة في حراء وبدء الوحي- كما في الصفحة 138 من كتاب الشخصية المحمديّة:

((كان من نسك قريش في الجاهلية أن يذهب من أراد التحنث منهم ممن كان من المتألهين أو المتحنفين إلى حراء، وأن يأخذ معه الزاد فيطعم هناك من جاءه من المساكين، وكانوا يفعلون ذلك في شهر رمضان، قال ابن الأثير: وأول من تحنث بحراء عبد المطلب فكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين، ثم تبعه على ذلك من كان يتأله كورقة بن نوفل وأبي أمية بن المغيرة (السيرة الحلبية 237:1) وكان محمد بعد تزوجه خديجة– كما صرح به صاحب السيرة الحلبية– يذهب إلى حراء ويطعم المساكين جرياً على هذه العادة (المصدر السابق) وقد ذكروا أن محمداً حُبّبت إليه الخلوة، وإن ذلك كان في المدة التي كان فيها مبشراً بالنبوة. وقد علمت أن هذه المدة هي الأشهر الستة التي هي النصف الأخير من السنة التاسعة والثلاثين من عمره. ومن حبه للخلوة في هذه المدة يُستدَل على أنه قد صمم على القيام بالدعوة، وكانت فكرة النبوة قد اختمرت في نفسه ونضجت كما تقدم بيانه. فحُبّه للخلوة أمر طبيعي لأنه أصبح في حاجة إلى التفكير في وضع الأساس الذي تقوم عليه الدعوة. وفي هذه المدة التي حببت فيها إليه الخلوة اتفق أن جاء شهر رمضان الذي كان يخرج فيه إلى حراء جرياً على عادة المتألهين من قريش، فرأى محمد أن مجيء رمضان وهو في تلك الحالة من حب الخلوة فرصة له ينتهزها للاختلاء في حراء والانقطاع فيه عن الناس ليتسنى له التفكير فيما يريد. فخرج إلى حراء كما ذكروا في كتب السير في هذا الشهر، أعني شهر رمضان الذي ينبغي أن يكون آخر الأشهر الستة الأخيرة من السنة التاسعة والثلاثين، أو أول شهر من السنة الأربعين، لأنهم ذكروا أنه تنبأ على رأس الأربعين كما جاء ذلك في حديث أنس بن مالك، وهنا غلطة من الرواة يجب تصحيحها وهي أنهم ذكروا أنه خرج إلى حراء ومعه أهله أي خديجة أما مع أولادها أو بدونهم، ولا يجوز أن يكون ذلك صحيحاً لأنه ينافي الغاية المقصودة من خروجه إلى حراء وهي الخلوة، ولا تتأتى له الخلوة ولا الانقطاع عن الناس إذا كان أهله معه في حراء، وقد صحّحنا ذلك في غير هذا الموضع، انظر مقالنا بعنوان (قوة خياله) أي [الصفحة 95 في كتاب الرصافي الذي على الإنترنت]

قضى محمد في غار حراء ست عشرة ليلة من شهر رمضان، فلما كان في الليلة السابعة عشرة جاءه جبريل. ولنذكر لك كيف جاءه كما ذكره ابن إسحق من رواية وهب بن كيسان عن عبيد بن عمر بن قتادة عن رسول الله:
قال رسول الله: فجاءني جبريل وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب، فقال: إقرأ، قلت: ما أقرأ، قال: فغتني به حتى ظننت انه الموت [غتّه أي غمّهُ وخنقهُ- المنجد في اللغة والأعلام] ثم أرسلني فقال: إقرأ، قلت: ماذا أقرأ، ما أقول ذلك إلا افتداء منه أنه يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: (إقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم) (سورة العلق 1-5) قال: فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني، وهببتُ من نومي فكأنما كتب في قلبي كتاباً، قال: فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل (السيرة الحلبية 238:1 باختصار) الخ... الحديث

إن قوله (جاءني جبريل وأنا نائم) وقوله في الأخير (وهببت من نومي) صريح في أن ما رآه هو رؤيا منامية، وأنها ليست من قبيل تلك الرؤيا الخاصة به التي يراها في أثناء نوبته العصبية.

وإذا علمت ما كان يتفكر فيه وهو في حراء لم تتعجب من رؤياه هذه، بل لم ترَ شيئاً طبيعياً أكثر منها.

لاريب أن محمداً بعد تصميمه على القيام بالدعوة ما كان يفكر إلا في وضع الأساس الذي تقوم عليه الدعوة، وهذا الأساس يدلنا عليه القرآن، فنحن إذا تدبرنا القرآن جيداً عرفنا هذا الأساس ما هو.

وذلك أننا إذا صرفنا النظر عمّا في القرآن من قصص الأنبياء وأخبار الأولين، وجدناه يضرب على وترين، ويتكلم عن أمرين عليهما مدار الكلام فيه دائماً وأبداً، أحدهما وحدة الإله وترك الشرك ونفي الأنداد، والثاني الحياة الأخرى وما يتعلق بها من البعث بعد الموت والجزاء والجنة وجهنم.
فإن محمداً جعل هذين الأمرين أساساً للدعوة، إذ كان يقول للناس آمنوا بالله وحده لا شريك له، فإن آمنتم فأنتم في الجنة، وإن لم تؤمنوا فأنتم في جهنم، فإنكم مبعوثون بعد الموت لا محالة. ولم يفتكر فيما عدا ذلك في أول الأمر بل تركه لما تجيء به الحادثات من البواعث والدواعي، وذلك يسمّونه بأسباب النزول.
وبعد وضع الأساس على هذا النحو أخذ محمد يفتكر في الصورة التي تقوم بها الدعوة، وبعبارة أخرى في الواسطة التي يؤدي بها الدعوة)) انتهى

---------------

إذاً قصّة جبريل وهميّة من خيال محمد الذي كانت له القدرة الفائقة في التصوّر وتجسيد الخيال لدرجة جعله حقيقة ناطقة ومسموعة!
فلا نزل جبريل ولا صعد وليس له اتجاه فلا أتى صوب الأرض من جهة الزّهَرَة ولا من جهة المرّيخ!
والمزيد عن النزول والإنزال والتنزيل في حلقة قادمة قريباً-
مع محبتي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا فُضّ فوك
زهير دعيم ( 2009 / 8 / 23 - 20:45 )
اخي الغالي رياض الحبيّب ابدعت كعادتك..
لا فُضّ فوك..وها انا أعلّق ببعض ما خطّه قلمك ...
فلا نزل جبريل ولا صعد وليس له اتجاه فلا أتى صوب الأرض من جهة الزّهَرَة ولا من جهة المرّيخ!-


2 - كيف سيفهمون قصدنا؟
رعد الحافظ ( 2009 / 8 / 23 - 20:48 )
أخي العزيز رياض الحبيب ..كل مسلم يقرأ القرآن وكتب التفاسير يكتشف بوضوح التناقضات بجميع أنواعها ..لكن يحدث مايلي ..سأحكي عن نفسي عندما كان عمري 14 سنة , وأسمع ..يا أخت هارون , كصفة لمناداة مريم ..كنت أقول في نفسي هل هارون وموسى هم أخوال عيسى؟كيف ذلك ؟ هل عيسى جاء بعد موسى بجيل واحد مثلا؟ أليس بينهم أنبياء كثيرين مثل داود وسليمان وغيرهم ؟
وأعترف بأني أطرد تلك الافكار عن رأسي , لأني إذا بحتُ بها لأحد الكبار فسوف يعاقبني أو أقله يهزأ بي
من جهة أخرى قرأت تعليقك وردك على أحمد في مقالتي السابقة عن نفس هذا الموضوع وفيه تفصيل في الواقع يفهم حتى الحجر وحتى التلاعب بالكلمات أنت ناقشتها معه , فأذا هو لا يريد قبولها ..فهذا تأييد لنظرية العالم الكبير علي الوردي ..الذي يقول بأستحالة إقناع شخص بفكرة معينة إن كان يحمل عكسها في داخله وتربى عليها
الطريقة الوحيدة هي أنهم يقرأؤن بأنفسهم ويقارنون ليقتنعون , وهذا مانحاوله معهم ..نريدهم فقط أن يقرؤا ويقارنوا..لا نريد إجبارهم وإكراههم على القبول ..لكن المشكلة أنهم يعتبرون ذلك إهانة لهم لأننا على حد زعمهم نهين دينهم ونبيهم ..وأنا شخصيا , لا أريد ذلك , لكن كيف الطريقة وبأي وسيلة سأقنعهم بأننا نقبل بالتخلي عن حتى محاولة إقناعنا لهم إذا تركنا الاسلام أ


3 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 8 / 23 - 21:02 )
الزميل .. رياض
هذا قولك

والهدف في هذا البحث المُقتضَب- قدر الإمكان- هو إثبات القرآن كتاباً من تأليف محمّد غير مُوحىً به من الله- إله أهل الكتاب، ذلك لأهداف سياسية باستغلال العامل الديني المبنيّ على فرض منطق الغيب بالقوّة، لأنّ منطق العقليّة المحمّدية وحده قد فشل في المهمّة بسبب خلوّه تماماً من الحجّة المعجزية اللازمة لإقناع الناس بوجود رسالة جديدة من الله أو بنزول دين جديد.

التناقض الاول

ان الفواصل ليس لها دور في التخطيط السياسي للقران .. والفواصل هي من من اصول ترتيل القران ... والهدف من الفواصل بين الايات لان كل مجموعه من الايات لها تعبير خاص يختلف عن المجموعة الاخرى ولو اختلفت المجاميع في السوره الواحده
ثم اين الهدف السياسي من الايات القرانيه ....ان القران يهدي الى يوم القيامه بعيدا عن المصالح الدنيويه والسياسيه... هذا ما قله محمد

قال الله

{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ


4 - شكرا على الدراسات
سردار أمد ( 2009 / 8 / 23 - 22:07 )
زميلي العزيز أعرف إن هكذا دراسات هي تختلف عن الأنواع الخرى من المقالات، وفيها حقائق مرفقة بادلة وهي تختلف عن الرأي الشخصي، لذا فهي تمتاز باهمية للدراسة وللدارسين.
لك مني كل الشكر والتقدير


5 - عذراً للخطأ الإملائي
سردار أمد ( 2009 / 8 / 23 - 22:21 )
أعتذر بشدة لوقوع خطأ إملائي في تعليقي نتيجة عدم عمل مفتاح الشيفت والمقصود : إن هكذا دراسات تختلف عن الأنواع الأخرى من المقالات، وفيها حقائق مرفقة بادلة، وهي تختلف عن الرأي الشخصي، لذا فهي تمتاز بأهمية للدراسة وللدارسين.
لكم مني كل الشكر والتقدير


6 - لا يا استاذ سردار
بلند برجمي ( 2009 / 8 / 23 - 22:32 )
كان يجب ان تكتب هي تختلف عن الانواع الاخرى من المقالات


7 - طلعت خيري
T. khoury ( 2009 / 8 / 23 - 22:55 )
Schizophrenia,

On ALJAZEERA TV, There was a scientific research states that 80 % of Arabs have ill degree of Schizophrenia, (the study took place in Egypt and by Egyptian psychologists)

Judging you by your comments, I believe that you are a Muslim clergy. Mr Bahi Saleh Has written two articles about the people like you and these are the links.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182075
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182024

If you claim that Mr Habib assaulted Islam and your prophet, you have to prove that by
Showing that what he is saying is not in the Islamic books. But all this facts about your prophet are documented in your Islamic Mother of books such as SAHIH ALBOUKHARY. If you think that the facts in your essential books are not true then BURN all your Islamic books including the Qouran instead of blaming the writers quoting these facts from your books. As you see it is as simple as that.

Cheer


8 - أستاذ رياض حقيقة لا مجال للشك فيها
ج ح ( 2009 / 8 / 23 - 23:36 )
حقيقة أوصلتها للقارئ معتمدا على كتاب الرصافي (((الشخصية المحمدية....)))) وعلى تحليلك الأدبي فوصلنا إلى نتيجة أن القرآن هو من خيال محمد التي غزٌتْهُ دوافع عديدة لإيهام البسطاء أنه نبي من عند الله
شكرا أستاذ ريلض لتعبك المُضني وأستطيع القول بأن الرب مبارِك وقتك كما هو مبارك قلمك


9 - To T.Khoury
ج ح ( 2009 / 8 / 23 - 23:50 )
Your %100 right Talat is blaming Mr.Riyad Instead blaming Mohamad who made up the Quran .


10 - المدعو رياض الحبيب
منتظر اليزيدي ( 2009 / 8 / 24 - 08:08 )
الله يرحم الرصافي كان عقلاني سابق عصره . بس يا عزيزي رياض مالفرق بين نبوة محمد ونبوة موسى ؟؟؟؟؟ يعني أنت تنكر الوحي على محمد وتدين غزواته . ولكنك تصدق بوحي موسى وتبرر غزواته ومذابح التوراة والسبي؟؟؟؟ كيف تصدق الهبل والإستهبال بتاع الروح القدس والمسيح وسخافات التوراة ورب الجند, وتطالب المسلم ان يتخلى عن سخافاته؟؟؟؟ يا اخي من زمان قالوا: كل من على دينو الله يعينو
مع مودتي


11 - ردود 1
رياض الحبيّب ( 2009 / 8 / 24 - 08:30 )
في البداية بالشكر لأسرة الحوار المتمدن مع فائق التقدير
__________________________

الأخ الكاتب زهير دعيم- تشرفت بمرورك الكريم وتشجيعك مع جزيل الشكر

الأخ الكاتب رعد الحافظ- تشرفت بمرورك الكريم وأتفق معك تماماً مع جزيل الشكر

الأخ السيد طلعت خيري- لقد قمت بالرد على مداخلاتك في الحلقات السابقة فلا داعي لتكرارها لطفاً وبما أنك- في هامش الحلقة العاشرة- اتهمت شخصيات كابن كثير والطبري والرازي والسيوطي بالفساد وعدم اعتبارهم من العلماء كما اتهمت الرصافي وأنا بالكذب فاحتفظ إذاً برأيك الشخصي لنفسك لأنه بات معروفاً

الأخ الكاتب سردار أحمد- تشرفت بمرورك واهتمامك وتشجيعك مع جزيل الشكر

الأخ السيد بلند برجمي- شكراً لك على مرورك مع التقدير

T. khoury الأخ السيد- تشرفت بمرورك واهتمامك وشكراً لك على كشف بعض الإحصائيات أو البحوث الجديدة، أمّا ما تفضلت به حول كتب التراث ومنها القرآن فأتفق معك مع فائق التقدير

الأخت السيدة ج ح- تشرفت بمرورك واهتمامك وتشجيعك المستمر مع جزيل الشكر


12 - ردود 2
رياض الحبيّب ( 2009 / 8 / 24 - 08:40 )
الأخ السيد منتظر اليزيدي- في الكتاب المقدس دلائل على نبوة موسى، أمّا محمد فلا دليل عنده. وليس من المنطق أن يبشّر السيد المسيح اليهود- بني إسرائيل وأهل اللغة العبرية- بنبي إسمه أحمد ليأتي بعد 600 سنة ونيّف- كما زعم محمد في سورة الصف: 6 وهو العربي ليس من بني إسرائيل . فمتى تخلّى المسلم عن الإسلام وطريقة التفكير الإسلامية فعندئذ لكل حادث حديث- مع التقدير


13 - ادلة
حمورابي ( 2009 / 8 / 24 - 08:55 )
تحليل رصين للاخ الكاتب .هنا اوجه تعليقي للسيد طلعت خيري .يا سيد طلعت في كل مرة تاتينا بايات من القران لدحض اية فكرة لا تقتنع بها ,الا تعلم ان المليارات من الناس لا تعترف بالقران .يا ليتك تاتي بادلة خارج القران لدعم رايك .


14 - أخونا رياض
منتظر اليزيدي ( 2009 / 8 / 24 - 11:35 )
تقول:في الكتاب المقدس دلائل على نبوة موسى؟؟؟؟؟ أخي أين الدلائل هل حضرتك كنت موجود معاه في سيناء لما نزلت عليه ألواح الشريعة؟؟؟؟ او كنت معاه لما حوّل العصا إلى أفعى ؟؟؟ .أنا أصدقك ان القرءان كتاب مخربط ، لكن يظل كتاب عقلاني بالقياس مع الكتاب المتقدس
بشرفي أنت أخ طيب أتمنى لك أن تملك شوية من عقل الرصافي وتفكر بالموضوع .
مع مودتي


15 - اكتب ما شئت فلن تجد نتيجه
نهي ( 2009 / 8 / 24 - 11:48 )
الديمغرافيه الاسلاميه الموجه العالميه للمد الاسلامي
ان الثقافه العالميه التي سيرثها اطفالكم ستختلف اختلافا كبيرا عما هي عليه اليوم هذا تقرير عن الديمغرافيا العالميه المتغيره حاليا .بحسب البحوث العلميه الحديثه فان اي ثقافه ما تحتاج الي 2.11% كحد ادني لمعدل الانجاب في كل عائله لتتمكن تلك الثقافه من الاستمرار في الوجود لمده 25 عاما علي الاقل وان اي ثقافه لا تمتلك هذا الحد الادني سيكون مصيرها التراجع والاندثار الحتمي.اثبت التاريخ بان الثقافه التي تمتلك معدل مواليد يبلغ 1.9% لن تتمكن من الانتشار نهائيا واذا تدني ذلك المعدل الي 1.3% فانها ستحتاج الي مده تبلغ من 80 الي 100 عام لعكس اتجاه النمو السلبي لتلاشي الاندثار حيث انه لا يوجد اي نظام اقتصادي يستطيع ان يمكن تلك الثقافه متدنيه الانجاب من البقاء والاستمرار
مثال:لو ان عائلتين مكونتين من اب وام في ثقافه ماء انجبت طفل واحد فان عدد الاطفال الذين سيقومون بانشاء اسرهم الخاصه بهم سينزل الي النصف واذا قام هولاء بدورهم بانجاب طفل واحد فقط فهذا يعني ان عدد الاحفاد في ذللك المجتمع او الثقافه سيبلغ ربع عدد الاجداد وهكذا .بعباره اخري لو ولد مليون طفل فقط عام 2009فسيصعب توزويد القوه العامله في المجتمع بمليون فرد في 2029 وهذا يودي الي انكماش ع


16 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 8 / 24 - 12:13 )
الزميل حمو رابي

ان القران قول الحق فكيف ناتي بكلام خارج القران لنستدل به على قول الحق .. اي كلام ديني خارج القران يعتبر باطل
قال الله
{وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ }يونس82

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24


17 - القرآن هو البينات لمن تدبر
الجوكر ( 2009 / 8 / 24 - 12:27 )
الأخ رياض رمضان كريم لك وللجميع
مما أوردته من كلام الرصافي الذي لا عمل للفكر فيه التالي
وأردف الرصافي {المتوفى سنة 1945} أي قبل طيران أوّل إنسان- يوري گاگارين- إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض في 12 أبريل1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية (فوستوك1) في الصفحة 584:
(ولذلك، أي لعدم قدرتنا على الخروج من عالمنا الأرضي، نرى الشمس فوقنا دائماً وأبداً وليست هي في الحقيقة فوقنا ولا تحتنا، إنما الأرض التي نحن على ظهرها تظهر لنا الشمس في النهار وتحجبها عنا في الليل بسبب حركتها المحورية، وذلك أن الأرض في أثناء دورانها على محورها يكون من جرّاء كرويتها نصفها متجهاً إلى الشمس فتظهر الشمس لمن هم على هذا النصف المتجه إليها فيكون النهار في هذا النصف، ويكون الليل في النصف الآخر. ثم يزول بحركة الأرض هذا الاتجاه رويداً رويداً حتى يتجه النصف الآخر إلى الشمس فتظهر لأهله ويكون الليل في النصف الثاني. فإذا كان ما قرره علم الفلك صحيحاً فليس للشمس طلوع ولا غروب، وليس في الأرض شرق ولا غرب، إنما هذه أمور تقع ظاهرة بالنسبة إلينا وناشئة من حركة الأرض على محورها ليس إلّا! فبالنظر إلى هذا تنعدم الجهات وإنما وجودها نسبي لا وجود لها في الحقيقة. أما الحقيقة الثابتة فهي الوجود الكلي المطلق اللانهائي {أي ال


18 - الفكرة باطلة
خليل الخالد ( 2009 / 8 / 24 - 14:50 )
السيد الاخ رياض الحبيب:
ان فكرة جبريل و التنزيل فكرة باطلة بامتياز, واسلوب لم يكن متبعا عند اي من انبياء الكتاب المقدس الذي يذيل محمد نفسه عليهم, لماذا فقط في خلوة محمد يستعلن له جبريل, لماذا يتنزل جبريل بناءا على اسباب يتواخاها محمد. قبل ان تتنزل سورة الكافرون, كان محمد في تفاوض معهم للوصول الى حل وسط, فاستاذنهم محمد ليرى ماذا يقول له جبريل, كيف يجزم محمد ان جبريل سياتيه بقران كحل لموقفه مع اليهود, وفضا للنزاع.
اخي رياض:
الكتاب بحد ذاته لم يكن معروفا عند العرب, ولهذا سموا اليهود والنصارى اهل الكتاب, اما العرب فكانوا يعتمدوا على الحفظ ( الصدور ) اكثر من اي وسيلة اخرى, واول محاولة عربية لانتاج كتاب كانت محاولة محمد وكان كتاب القران, فلذلك جاءا كتابا مبهدلا كاول محاولة, بلا مقدمة ولا خاتمة ولا ترتيب افكار.
اقدر لك جهدك في هذا العمل العملاق ولك مني كل الحب و التقدير.


19 - أجدت وأصبت كالعادة
mama ( 2009 / 8 / 24 - 15:54 )
أخ رياض
جزيل الشكر على الجهد المبذول الممزوج بدقة متناهية
أخاف ان ياتى أحد المسلمون بقران جديد حيث تكثر الرؤى والاحلام الخيالية من المسلمين فى شهر رمضان
تفسيرات ثاقبة ناقبة للحقائق لمن يريد ان يرى الحقيقة
مزيد من التقدم


20 - ردود 3
رياض الحبيّب ( 2009 / 8 / 24 - 17:03 )
الأخ السيد حمورابي: شكراً لمرورك الكريم وتشجيعك. أحسنت وإنما القرآن خالٍ من أيّ دليل منطقي يدافع به عن مشروعيته- مع التقدير
--------------

الأخ السيد منتظر اليزيدي: شكراً لك على إطرائك. أمّا شريعة موسى فقد نصّت فيما نصّت على عشر وصايا، إنْ كانت منافية للعقل أو كان لديك اعتراض على إحداها فهاتِها لطفاً وأعدك بتفسيرها إمّا صعُب عليك- مع التقدير
---------------

الأخت السيدة نهى: لقد قرأت تعليقك هذا ولكنْ تحت عنوان آخر {انتشار الاسلام} في هامش مقالة الكاتب مايكل سعيد والتي عنوانها: إختلافات جوهرية بين المصحاف - الجزء الثاني- وعبر الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=181662
فما جدوى تكرارها هنا؟
إنّ كثرة المسلمين لا تعني أنّ الإسلام ديانة سماوية ولا تعني أنها صحيحة! فعدد الذين يعتنقون البوذيّة أكبر والبوذية خير من الإسلام بل لا توجد أوجه مقارنة بينهما، لأنّ أتباع بوذا قد بلغوا من التقدم والإزدهار ما لا يحلم به الفكر الإسلامي. قال السيّد المسيح له المجد: {من ثمارهم تعرفونهم} فأيّ ثمار جنى العالم من الإسلام؟ علماً أنّ دول الغرب قد تنبّهت إلى موضوع الزيادة الوارد في مقالتك ولكنْ لا تفرحي كثيراً سيدتي، ما أدراك ما الغرب وما أدراك ما يدور في أفكار (ال


21 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 8 / 24 - 17:41 )
الزميل رياض

هذا قولك


الأخ السيد طلعت خيري: قولك (ان القران قول الحق فكيف ناتي بكلام خارج القران لنستدل به على قول الحق) لا دليل عليه وسط الأدلّة الدامغة على أنّ القرآن قول الباطل- راجع مقالات الأقلام الرائعة- مثالاً: د. وفاء سلطان، د. نورا محمد، د. كامل النجار، الأستاذ صلاح الدين محسن، بالإضافة إلى أساتذة آخرين يُعَدّون اليوم بالمئات في الحوار المتمدن وسائر المواقع المتمدنة العلمانية منها والمسيحية- مع التقدير
-------------
انا بانتظار كل من يدعي ان القران محرف ... سوف يثبت الله من هو على الحق ومن هو على ضلال مبين
قال الله

{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت3


22 - تحريف الكتب “المقدسة”
رياض الحبيّب ( 2009 / 8 / 24 - 19:12 )
الأخ السيد طلعت خيري: تحريف الكتب “المقدسة” هو عنوان مقالة للكاتب د. كامل النجار، لاحظ عدد الذين قرأوا مقالته من جهة التعليقات ومن جهة التصويت عليها لكي تقتنع بأن القرّاء يعرف أغلبهم ما الصواب فلا تنفع معهم أيّة محاولة للتضليل
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=157075

ولكن عليك في البداية أن تبحث في معاني التحريف لأنها هي مقياس الحكم على القرآن. بعدئذ يمكنك كتابة مقالة لتردّ بها على مقالة د. النجار لو استطعت إلى ذلك سبيلا.

أمّا قول القرآن:
{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} العنكبوت 3
فيدلّ ببساطة ووضوح على أن القرآن من تأليف محمد، لأنّ سياق النصّ يقتضي أن يقول إمّا:
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الذين كذبوا
وإمّا:
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الصّادقين وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

وهذا ما أوضحت في إحدى حلقات تأليف القرآن حول اهتمام محمد بالفواصل بين الآيات القرآنية واعتنائه بها!
_______________________


أتقدم في النهاية بجزيل الشك

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ