الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الأسرار!!

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 8 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حورية الماء الصغيرة لم تنتحر ، لقد صنعت الحياة منها ملكة قوية، فنهضت ، و أنهضت...

قبل أن أكمل سلسلة الأسرار الجنسية ، كان لا بد لي من وقفة قصيرة لأخبر النساء الحقيقيات و الرجال الحقيقيين عن أفانين التزييف ،قص الجمل ،و الشعوذة..
وأن أطمنهم ألا يخافوا ، لأن الحوريات و كبار النسور لن يصمتوا على تقاليد رثة ، ولن يتركوا المجتمع العربي الجميل للجرذان ينشرون فيه فسادهم و سمومهم...

عندما نظرت إلى القمع ،الكبت ، إلغاء الآخر ،و الجنس من وجهة نظر طبية ، نفسية ،أدبية ،و اجتماعية ،محايدة بشكل تام ..
كانت المفاجأة الكبرى أن كلمة واحدة تنطقها امرأة لوحدها كفيلة بأن تطلق صفارات الإنذار ليس في عالم أنصاف الرجال فقط ، بل و في مجتمع الحريم أيضا ...

ما الذي أثارته القصص ؟ و في قول آخر ما الذي عرته يستحق العدد الهائل من الرسائل الالكترونية ؟!

الخوف على مكاسب حققها العالم الذكوري عبر قرون من الردة النسائية إلى زمن السحر ، و الهرطقة !!
أم أنه الخوف النسائي من النطق العقلي للأدمغة الطابخة ، النافخة ، الثرثارة ،الخرساء في آن !!
أم تراها كلمة الجنس لوحدها بأحرفها السريّة المحفورة حفرا في العقل الباطن السادو مازوخي العربي ، هي التي رقصت عارية على صفحات قصص..
القصص التي تسرد مصائب ، و جرائم بحق الإنسانية ،والحريّة ،أهمل أغلب ما فيها أمام هول كلمة الجنس و سطوة تملّكها للعقول العربية المتهشمة ،التي لا بد لإنقاذها من ثورة بشريّة ،أو معجزة إلهية...

لأحدثكم الآن عن الرسائل الالكترونية التي أدهشتني حد الضحك ، و جعلتني أكتب بتواتر أكبر ، موحيّة إلي بشخصيات جديدة ليست مهزومة البتة ..بل إنها هامشية تماما ، لم تنتصر يوما حتى تهزم ...
لست أكتب الآن بقصد الرد على السذج و الملاعين ، ليس لأنني لا أنحني ،بل لأنهم لا يسمعون ..الحديث كله موجه إليكم أنتم أيها الرجال الرجال ، و أيتها النساء الحوريات، لأضحككم و أشكركم...

احدى أبرز الرسائل كانت من المحارب الذي سلط سيفه التاريخي المختلق على كلماتي ،و أخبرني بضرورة الالتفات إلى الطب ، وعدم نقل مشاكل المرضى إلى موقع لأعداء الله على الانترنت !!كما وعدني أن يشفع لي عند الله حتى يسترني!!
(إذا لزم لأي منكم شفاعة ،فقولوا لي ...)
رسالة أخرى كانت من طالب القرب !!فقد عرض خدماته في إنقاذي من هذه الكلمات المجرمة ،و الزواج بي !! مشترطا عليّ أن أكف نهائيا عن الكتابة ، و الطب أيضا ..و أن أتفرغ للطبخ و المنزل!
(إذا أردتم طريقة تحضير السلطة فأخبروني ،فأنا لا أجيد سواها )
رسالة ودية أخرى كانت من إحداهن ...طلبت مني عدم هدر سمعة النساء العرب!! مشددة على عدم ذكر كلمة جنس ، وعدم فضح (لاحظوا فضح) أسرار البيوت العربيّة!! كما أخبرتني أنها تحل لزوجها ما يشاء ، و أنني خارجة عن القانون!
(إذا صدر مرسوم للعفو أخبروني)
رسائل عديدة ممن شككوا بشخصية الكاتب ، صارخين لمى محمد شخصية وهمية من اختلاق أعضاء الحوار المتمدن أو شبكة العلمانيين العرب ، أو غيرهما من المواقع العلمانية الكارثية المخربة للأجيال -كما قالوا –
(إذا أعلن الزلزال لا تخافوا ...هذا بسبب المواقع)
رسائل و رسائل تطلب عدم ذكر الأديان المسيحي ، و الإسلامي ، و عدم الحديث عن مشاكل المجتمعات الدينية فهي خالية تماما من أية مشكلة!!
(إذا اعترض اليهود فأخبروني ...)
رسائل مشيدة بالدور البناء الذي ألعبه ككاتبة في الفهم الصحيح للأديان و للحياة ،لكن تأمرني بعدم الحديث في السياسة ، ولا علاقة لي بالقانون!!
(سأعلن ترشيحي إلى منظمة الأمم المتحدة ...)
و رسائل أخرى تحتوي من التناقضات ما يملأ رأس أي كاتب ،و يطوف عن الميزان الفلسفي للسالب و الموجب ...

دعوني أسر لكم السر الكبير : شكرا للتخلف على ما قدمه من وحي و إلهام لكاتبة عادية جدا...

أخيرا إليكم أنتم أيتها الحوريات اللواتي نهضن و أنهضن ..إليكم أنتم يا معشر الرجال الرجال ، و في مقدمتكم والدي ، كل الحب و كل الامتنان ، ليس فقط لوقتكم المهدى إلى الأدب ، وليس فقط لعقولكم النيرة التي تشع بالأديان كلها بما فيها دين الفكرة..
بل لأنكم تسهمون معي في الأمل ، وترسلون وعودا بمجتمع عربي جميل ، مع كل تعليق أو رسالة نحتها في قلبي ، و إن لم أرد عليها لضيق الوقت ...

التوقيع :
د. لمى محمد ..حقيقية حتى الاستمرار...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
رفيق ( 2009 / 8 / 23 - 19:22 )
من جبال الأطلس المتوسط المغربية حيث لازالت الخرافة موغلة في عقول السكان . أقول لك تحياتي العظيمة على أفكارك النيرة.. أما أولئك المساكين فيصلح عليهم قول.. السفينة تسير و الكلاب تنبح تأكدي أننا هنا نحارب الفكر الرجعي صباح مساء


2 - انا مش يئسان
د.ثائر ( 2009 / 8 / 23 - 19:54 )
دائما ينعتون الحقيقة بالوهم ,الجميع الجميع يعرف الحقيقة ومتيقن من معنااها ووجودها ولكنها اطنان الاصنام التي تسطو فوق عقولنا وقلوبنا
هلى نحن يائسون؟ يائسون ماذا؟ انها كلمة ايجابية للزواحف التى صرنا ننتمي اليها ,ونخاف من ان يغسل احد الوحل الذي يغطينا.... انا يائس حتى الثمالة
الان هناك من يكرهني ويقول لي من هذا السلبي والمتشائم والسوداوي
ها وماذا تريدون مني بعد 31 سنة من النزيف التفاؤلي؟؟
والى من يقولون عن انثى عابرة سطرت بضع كلمات انها قناع .اقول انها حتى لو كانت كذلك هي قناع للحقيقة ولو نزعتوه لوجدتم حقيقة اكثر من الحقيقة
عذرا لمى انا اعرف انك حقيقية وكائن حقيقي يدب على هذه الصخرة .لان كنا جيرانا فيما مضى


3 - الجريئة
الدكتور هاشم محمد عبدالله ( 2009 / 8 / 23 - 20:31 )
تحياتى الى الدكتورة الجريئة التى تتناول مواد من المناطق الحمراء المحرمة المثقف وظيفته النقد نقد المظاهر الساخنه فى تقديرى لاتوجد مواد ونصوص مقدسة خارج دائرة النقد كل مقدس قابل للتفكيك والتشريح ومعرفة اسرار العالم نؤيدك تماما افكارى تتطابق مع افكارك جملة وتفصيلا شكرا لجهودك يادكتورة لمى ايتها المبدعة المتميزة


4 - لن نصبح بشرا
بلند برجمي ( 2009 / 8 / 23 - 20:50 )
لن نصبح يشرا هكذا قال الكاتب التركي عزيز نسين كل الشكر لك يا اختي العزيزة في الجنس الحقيقة مرة الحقيقة وحتى قول هذه الكلمة في المجتمعات التي تعبد الخرافة بل وتعشقها شيء صعب جدا واحيانا يتطلب قولها ان يكون المرء مستعدا للتضحية بروحه من اجلها لقد قرات كل ما كتبتيه فنحن لا نرى سوى البقع المضاءة ونجهل ما حولها من تلك المساحات الشاسعة المظلمة في نفوسنا وكم نحتاج الى تلك المعرفة يا اختاه


5 - إلى لمى الانسانة
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 23 - 21:46 )
سيدتى أنه العقل العربى الذكورى بشقيه المتمدن والمتخلف الذى يرفض أن تخرج امرأة عربية من الايطار المحدد المرسوم لها سلفا
وهو الكتابة عن الطبخ والتسالى والازياء والموضه والمكياج والدعوة عند المتدينين
والكتابة عن حقوق المرأه والادب والشعر عند (العلمانييين
أن يكون لها رأى أو حضور خارج تلك الأطر هو أمر مرفوض ومستهجن وداعى للشك فى شخصيته..ا
تعلمين من أول سطر قرأته لك لم اشك ابدا فى كونك امرأه عربية وشخصيه حقيقية انه الحدث الانثوى الغامض الذى لم يخزلنى يوما
فكان طوال حياتى بوصلتى التى لا يمكن تجاهلها

واصلى كتاباتك المستنيرة ولا تقفى عند حدود
تحياتى ومحبتى


6 - الجنس والمرأة
سعدي ( 2009 / 8 / 24 - 06:50 )
الكاتبة المرأة (العربية) حين تكتب نصا عن الجنس فإنها تنثر السكر للذباب


7 - كلامك غير صحيح
مغربية ( 2009 / 8 / 24 - 07:34 )
هل معنى كلامك ان جميع الرجال متخلفين كما أن هناك رجال متخلفين هناك نساء متخلفات وايضاً هناك نساء متخصصات في خراب البيوت سواء كانت بيوت اقاربها أو أصحابها وانتي كأمرأة تعلمين أن المرأة أذا تطلقت تتمنى كل النساء تتطلق وكذلك المرأة تحب الحسد كل النساء المتزوجات عندما يرون رجل غني يتمنون أن يكونوا زوجات له لأن الناس حبهم للمال والفساد والنميمة شئ لا يستطيع شخص نزعة من المرأة
وسلامي لك


8 - تنويه
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 24 - 09:58 )
حدس وإطار
تحياتى للمى


9 - بماذا نفكر و ماذا نكتب؟
HUSAM ( 2012 / 4 / 15 - 18:16 )
جذبني لقراءة مقال لك بعنوان -لنتصلعن على السوري- شيئان اولهما عنوان المقال و من ثم صورتك الشخصية المضافة.
انهيت المقال و انا اتامل صورتك و اتخيلك شخصية حقيقية تكتبين ما يدور في ذهنك و قلبك و مشاعرك لكني لم استطع ان اجدك و كتابتك كتلة واحدة فذهبت الى ارشيف كتاباتك و بدات بالقراءة ابتداء ب أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى) حتى وصلت الى هذا المقال سر الاسرار مع الاسف لم استطع تجميعكما صورتك و كتابتك في كتله واحدة.
كتاباتك مستفزة ثائرة حرة متمردة رافضة و ساخرة اما صورتك فبريئة ساحرة و هادئة ....... يتبع بعد قراءة اكثر في ارشيف كتاباتك

اخر الافلام

.. المنتخب الإنكليزي يعود من بعيد ويتأهل لربع نهائي مسابقة أمم


.. أسير محرر يتفاجأ باستشهاد 24 فردا من أسرته في غزة بعد خروجه




.. نتنياهو في مواجهة الجميع.. تحركات للمعارضة الإسرائيلية تهدف


.. أقصى اليمين في فرنسا يتصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعي




.. الغزواني يتصدر انتخابات موريتانيا