الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مملكة الإعدامات وقطع الرؤوس هي بديل الإسلام السياسي

سمير عادل

2004 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرضت أحدى المواقع الإسلامية عملية قطع رأس لأحد الرهائن الأمريكان من قبل شخوص ملثمين، حيث يرفعون رأس الضحية إلى الأعلى ويهتفون"الله اكبر" ثم ينحروه، انتقاما لتعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبي غريب كما ادعوا. وقبل هذه العملية بأيام نشرت جريدة"اشراقات الصدر" الناطقة الرسمية باسم جماعة مقتدى الصدر، صورة يعرض فيها شنق احد الأشخاص في مدينة الثورة في مكان عام وإمامه عبوة ناسفة للحيلولة دون إنقاذه من قبل الناس. وكانت الذريعة في هذه المرة بأن الشخص الذي نفذت فيه عملية الإعدام جاسوسا للأمريكان. وبعد تلك الحادثة وجدت جثة معلقة على أحد أعمدة الكهرباء وهي لرئيس مجلس بلدية الثورة. وتلاها بعد أيام في مكان آخر جثة أخرى وبنفس الطريقة لرئيس بلدية اليوسفية. وأعلنت بعض الجماعات الإسلامية عن مسؤوليتها عن تلك الحادثتين وبررت عملية القتل هذه لتعاون الضحايا مع قوات الاحتلال. وإذا ما خرجنا من العراق، بلد "الحرية والديمقراطية"، إلى الجزائر على سبيل المثال لا الحصر، فنجد جماعات إسلامية وبأسماء أخرى، نظمت وتنظم يوميا عمليات الذبح نفسه التي تحدث ألان في العراق وتقطع رؤوس النساء والأطفال وكل من يخالفهم أو لا يروقه مزاجهم. ولو عدنا برحلتنا التراجيدية إلى زمن نظام صدام حسين وتحديدا بعد هزيمته العسكرية في الكويت التي توجت بهزيمة القومية العربية، حيث أعلن أسلمته وفرضها على المجتمع العراقي ورسم عبارة "الله اكبر" على العلم، ليفتح طريقا أخر لإنتاج وجوده، وبنفس الشعارات السابقة لكن براية إسلامية لتحرير فلسطين وانتزاع ثروات أمراء الخليج لتوزيعها على فقراء الأمة العربية. وأصبحت خطاباته السياسية تفتتح وتنتهي بالآيات القرآنية. وشرع بحملته الإيمانية التي دشنت بقطع الأذان وجدف الأنوف وقطع رؤوس النساء. ويجب إن لا يفوتنا إن نذكر بأن صدام حسين قد وظف واستفاد كثيرا من راية الإسلام قبل ذلك العهد عندما كان حارسا للبوابة الشرقية. واستخدم مقولات وآيات لتنظيم عمليات ابادة جماعية مثل عمليات "الأنفال" التي سحق أكثر من ثلاثة ألاف قرية كردية وأخفى من الوجود عدد تجاوز 180الـ إلف إنسان لأنهم ناطقي اللغة الكردية.
ولو لا ضيق الوقت لمضينا أكثر في هذه الرحلة، في رحاب صولات وجولات الإسلاميين ومن حمل راية الإسلام السياسي، ولاكتشفنا الأهوال التي نالت من البشرية بشكل أوسع واكبر من الذي ذكرته عن مملكتهم، التي لا تتوج إلا على أشلاء وجماجم الإنسانية. فها هي الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران تشتهر بـ"الرجم بالحجارة" واغتصاب النساء في السجون كي لا يذهبن للجنة بعد إعدامهن، والسعودية الوهابية تعرف بقطع "الأيادي والرؤوس" وسودان حسن الترابي السني الذي أضاف الإبداع للإسلام كما يقول من ضاع بوصلته من العروبيين، اشتهر ببيوت الأشباح، وأصبحت بعده ذخرا يقتدي به البشير ويزج به مخالفيه.
وإذا عدنا إلى بداية مقالنا، فأن سياسة قطع رؤوس الأمريكان أو إعدام الجواسيس ليس لها علاقة لا بتعذيب المعتقلين العراقيين ولا بالاحتلال الأمريكي للعراق. فهذه السياسة يستند عليها الإسلام السياسي لفرض شريعة الغاب على المجتمع ويتوج نفسه من خلالها سلطانا غير شرعيا على الجماهير. فلم يكن الأمريكان في الجزائر حتى تجز رؤوس النساء والأطفال. ولم يعذب المعتقلين من قبل القوات الأمريكية في إيران حتى ترجم النساء بالحجارة. وليس هناك سجن أبي غريب في السعودية حتى تقطع الرؤوس والأيادي... إن هذه السياسة تكشف عن الماهية اللانسانية والمحتوى البربري لهذه الجماعات. وسيبقى الشيطان الأكبر الاسم الحركي" للإمبريالية الأمريكية وأعداء الإسلام والأمة العربية، أفضل غطاء ومبرر سياسي وأيدلوجي لبناء مملكة الإعدامات وقطع الرؤوس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال