الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب دور الاتحادات الطلابية في أروقة الجامعات العراقية - تحقيق -

صباح الازرق

2009 / 8 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


سكون مطبق تغلفه الجدران الكونكريتية سكون مليء بالإحباط والخسائر المادية والمعنوية ولا شيء يدل على الحياة والتنوع فقط هو المصور الواقف في مدخل الجامعة والذي يعطي دفقا من اجل إحياء موت الطالب الداخلي والخواء والرتابة.
الصورة هي المعبر الوحيد المتاح للطالب عن مشاعره ولا شيء غيرها، ما مصير الرحلات الطلابية وكيف يتم تخليص الطلبة وإنقاذهم من بين السيارات في زحمة السير الخانق قبل أن تلفهم دواليبها ولا يقل عنها الضغط المدمر الذي تسببه المناهج البالية هل هناك منفذ لتغيير طرق التدريس القديمة والمعدومة الهوية كيف يلم هذا الشتات الطلابي؟.
ما هي السبل لإرجاع العلاقة الطبيعية بين الطلبة ومساعدتهم في تجاوز العجز التام في التعبير عما يجول في ذهنهم تجاه العمادة أو رئاسة الجامعة؟
مشكلات متشعبة كان لطلبة وأساتذة الكليات رأيهم فيها.
هل الاتحادات ستكون نافعة لهم في ذلك أم أن منظمات المجتمع المدني ستكون هي البديل؟
أسئلة كثيرة ومتنوعة هل سنرى لها حلولا أم لا في العام المقبل.
الدكتورة فوزية العطية أستاذة علم النفس الاجتماعي قالت: إن دور الإعلام وتأثير وسائله يؤثر في السلوك العقلي وهو الآن ذو اتجاه سلبي فيما يتعلق بتأثيره على الطلبة وكذلك على دور الشباب والذي هو مغيب بشكل تام كذلك عدم وضوح المسؤوليات التي على الدولة تجاه الطلبة وغياب الندوات والتواصل بين الطلبة من جهة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى.
وأضافت: أن أوضاع العراق العامة والعقوبات الملزمة بالفصل السابع ومراحل المجتمع من حرب وحصار وتأثيراتها على المنظومة الفكرية أدت إلى التقليل من ظهور الاتحادات الطلابية في العراق وظهرت لنا حاجات الشباب المتعددة وغابت مقدراتهم وانعدمت سبل الالتقاء فيما بينهم لذا لا بد من المحاولة لاسترجاع الصورة المشرقة للعراقيين ومعرفة الحقوق العامة.
الخيال والاصطدام بالواقع
الطالب علي عبيد مسير (كلية الإعلام) يشير إلى أن الكلام غير العمل ففي التنظير تتم جميع الأشياء لكن الاصطدام بالواقع أمر مختلف مشاريع كبيرة أسست فكانت المساعدة المالية الشهرية للطلبة والبالغة مائة ألف دينار عراقي شهريا تكاد تصل إلى أيدينا لكن العام الدراسي انتهى ولم ندركها.
ملابس الطلبة مكلفة جدا والبعض يجد صعوبة كبيرة في الحصول على أجور النقل من اجل الوصول. شراء المناهج الدراسية طباعة البحوث والبحث في الانترنيت فقدان المكتبات والباقي منها أصبح باليا ننظر إلى الطالب ونراه محاصرا تحت ضغوط مالية كبيرة المشكلة ليست في من يمثل الطالب بل في وجود القادر على توفير احتياجاته سواء أكان منظمة إنسانية أو اتحاداً للطلبة.
لطلاب الجامعة المستنصرية رأيهم
باسم خلف من كلية الادارة والاقتصاد الجامعة المستنصرية يقول: للاتحاد الآن سلبياته أكثر من ايجابياته انه يفرض سلطته على الأساتذة وأعضاؤه يتعاملون مع مشكلات الطلبة بطريقة غير حضارية وغير عادلة ويميزون بين الطلاب من ناحية الذكورة والأنوثة وتوجه الاتحاد هو توجه ديني وليس ثقافياً عاما.ً
اشرف مجيد حسن من الجامعة المستنصرية قسم التاريخ وضح إن الاتحادات لها جذورها في العراق لكن في الغالب كان لها صبغة أيديولوجية وهي جزء من الطالب وهو لا يستطيع أداء مهماته من دونها لكن الاتحاد الان منفصل عن واقع الطلبة.
ممثل الرابطة الطلابية في قسم علم الاجتماع في جامعة بغداد كان له رأي آخر إذ قال أن الاتحادات اليوم هي منظمات مجتمع مدني كونها تكتلاً طلابياً ولكن بسبب الوضع الأمني الطارئ الذي يعيشه العراق فان الجامعة لا يوجد فيها اتحاد للطلبة بشكل رسمي وإنما عبارة عن تجمعات لعمل طلابي يطلق عليها الرابطة وظيفتها فقط سد الفراغ الحاصل من اجل تمثيل الطالب لغياب الجهة المعينة ونظراً لوجود تركة من حقب النظام السابق توجد الكثير من المشكلات المتراكمة بين الطالب والأستاذ والعكس وكذلك وجود عقبات تواجه الطالب في أثناء دراسته والسنة الدراسية طويلة وهناك أمور يحتاجها الطلبة مثل النشاطات العلمية والثقافية والدينية وهذا ما لم نشاهده خلال هذا العام وان وجد فهو ليس بالمستوى المطلوب وهذا ما يدعونا إلى إعادة تقويم ودراسة الحاجة إلى طرق جديدة لإنشاء اتحادات تبتعد عن طرق النظام السابق في تكوينها والذي كان يعطي درجات فوق المعدل لأعضاء الاتحاد بغض النظر عن الكفاءة العلمية لتزعمهم وظائف الاتحاد الطلابي.
الطالبة صابرين دليمي جواد (قسم الجغرافية جامعة بغداد) تقول: لا توجد ضوابط لتعامل الطالب مع حرس الجامعة مما يسبب إرباكا في بعض الحالات كمنع الحرس للطالب بالدخول لأسباب عدة عندها يتولد خلاف ولا يمكن لكل مسألة تحدث أن تكون لها علاقة بعمادة الكلية أو رئاسة الجامعة بل يجب أن يكون هناك ممثلون للطلبة يتولون حل المشكلات البسيطة.
ولا يختلف عنها رأي زميلتها شهد عباس اسعد والتي تضيف إن عدم مراعاة الأساتذة لحالة الطالب النفسية والناتجة عن تعرضها لضغط البيت والشارع كل هذا سببه فقدان المسؤول الذي يختاره الطالب والذي يمثله.
يجب أن تكون هناك أداة للتعامل مع الأساتذة إضافة للتعامل مع دائرة الجامعة للحد من السلطات البيروقراطية وأكدت الطالبتان إن الاتحاد ينحاز لفئات معينة يساعدهم من الناحية الدراسية وبعضهم لا يدخلون المحاضرات ويحصلون على أفضل الامتيازات والمعدلات إضافة لحدوث بعض التجاوزات من أعضائه وأكدتا على ضرورة تشكيل جهة تتولى العلاقة بين احتياجات الطلبة والكلية فأجور النقل المرتفعة والتي تسبب إرباكا للوضع المادي للطالب يجب أن تشارك وزارة التعليم في قسم منها.
الطالب رسول جبار من قسم علم الاجتماع ذكر أن الانفتاح المفاجئ على الغرب أدى إلى حالة من التشتت وعدم معرفة الأهداف سواء أكانت فردية أم عامة وبالتالي انعكس هذا على الطالب وأدى إلى عدم اشتراكه فعليا في كيفية صياغة اتحادات طلابية والتي من نتائجها في المستقبل أن تكون عاملاً مساعداً في عملية البناء الاجتماعي والتطور العلمي ومعيناً للطالب من اجل حل عدد من المشكلات إلى مساعدته في حاجاته الأخرى.
البدائل المتاحة
شذى ناجي ممثلة منظمة نساء من اجل السلام كانت لها نظرة أخرى إذ أشارت إلى أن كثيراً من المشكلات وبالأخص المتعلقة بالطالبات والتي لها علاقة مثلا بوزارة الدفاع أو الداخلية ليس بمقدور الطالب معالجتها لأنها لا تخضع أو ترتبط بوزارة التعليم العالي أو التربية وكذلك استحالة وصول الطلبة إلى مراكز عديدة كالبرلمان وغيرها في حين أن لمنظمات المجتمع المدني دورا ضاغطا على تلك المؤسسات والطالب لا يستطيع مناقشة ما هو خارج سياج الجامعة مع العمادة فليس من المعقول أن يطالب الجامعة من اجل شق طريق فرعي يسهل للطلبة الوصول بأسرع وقت وان تنظيم الندوات داخل الكلية يحتاج إلى ملاك وأموال كذلك فقدان برامج التواصل الثابتة مثل الإذاعة الطلابية التي تتطلب إدارة ومبالغ مالية وإذا ما حسبنا نسبة مشاركة الطالب في المحاضرات المقررة مع دوره في واجبات الاتحاد لرأينا انه لا يمتلك الوقت الكافي لذلك ومنظمات المجتمع المدني لها هذا الدور الفاعل.
ثلاثة أشهر فقط تفصلنا عن السنة المقبلة سيتحول الطلبة فيها إلى ثلاثة أقسام الأول هم الذين لا يعرفون أنفسهم والمجموعة الثانية مجموعة ألعاب الفيديو وممارسة كرة القدم تحت لهيب صيف العراق الساخن المجموعة الثالثة سيتحولون إلى عمال كسبة يعملون من اجل توفير مبلغ من المال في أشهر العطلة يقسمونه على العام الدراسي المقبل. يضيعون في صخب العالم تنقطع العلاقة بينهم وبين كل ما يمت إلى الثقافة بصلة سواء أكان قراءة كتاب أو مشاهدة موضوع ثقافي.
أمام هذا العالم هناك عالم آخر انه عالم البيروقراطية عالم الترتيب الوظيفي عالم الخيال العصي على الاختراق والذي يجب أن يستقبلنا في العام المقبل ليلبي احتياجاتنا وسنخرج بعد الانتهاء من دوام الدراسة إلى واسطة النقل التي تنتظرنا.
يجب أن تقوم منظمة المجتمع المدني خارج أسوار الجامعة باستئجار بناء ملاصق لها لتكون قريبة على الطلبة وتكون جزءا مهما في العملية التربوية ونرى أن تغيير المناهج الدراسية واتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل الطالب يجب أن تناقش معه مباشرة وإذا عجز عندها ستقوم الجامعة بالإشراف المباشر على انتخابات الاتحاد وان لا تترك الحبل على الغارب وان تقوم بتشكيل لجان مشتركة من الطلبة والأساتذة.
يجب أن تتحد جميع جهود منظمات المجتمع المدني والطلبة من اجل تشكيل اتحاد ينظم طريقة تعامل الكلية مع احتياجات الطلبة وليس احتياجات توجه أيديولوجي معين وإلا سنشهد عاما دراسيا لا يقل وطأة عن العام الحالي والذي سبقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا